يوم انتفضت الأهواز .. عنف دموي وإعدامات ميدانية




شبكة ذي قار

كشفت مصادر محلية في الأهواز أن قوات الأمن أو الحرس الثوري الإيراني نفذت إعدامات ميدانية ضد شبان متظاهرين في إقليم الأهواز، عندما سقطت بعض المناطق بيد المحتجين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي التي تم قمعها بعنف دموي في كافة أنحاء إيران.

وأكدت المصادر أن المحتجين العرب سيطروا على عدة بلدات ومناطق في الإقليم، منذ مساء السبت في ١٦ نوفمبر / تشرين الثاني حتى قمعها يوم الجمعة الماضي الموافق ٢٢ نوفمبر / تشرين الثاني، وذلك بعدما قامت قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتنفيذ اقتحامات وعمليات إنزال خاصة في منطقتي معشور والفلاحية.

ولطالما اشتكى الشباب في تلك المدينة من تمييز شركة البتروكيماويات التي تأتي بمديرين ومسؤولين ومقاولين وعمال من خارج الإقليم وتحرم أبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة المفرطة من فرص العمل البسيطة.

وشاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري، ومقرها في ميناء معشور المطل على الخليج العربي، وكذلك قوة اللواء ٧ بالقوة المدرعة التي استخدمت الدبابات لمحاصرة المدينة.

أما في مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم، فقال ناشطون إنه بعد قمع النظام للمظاهرات السلمية التي تمركزت في أحياء وسط المدينة، في الليلة الأولى والثانية، بدأت قوات الأمن والحرس الثوري بإطلاق النار وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، كما نفذت اعتقالات عشوائية بين المتظاهرين، وعمدت إلى ضربهم بالعصي والهراوات حتى النساء وحتى الأطفال لم يسلموا، عندها قامت مجموعات من المتظاهرين بالاعتصام في أحياء معينة وقطعت الطرق أمام قوات النظام.

وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بمحاصرة مجموعة من الشبان المنتفضين ( يبلغ عددهم حوالي ٢٠ متظاهرا ) في مدينة الفلاحية، بعد أن هربوا إلى الهور ( المستنقع المائي ) في محيط المدينة وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص، وذلك ردا على مقتل عنصرين من الأمن الإيراني وجرح قائد قوات الحرس الثوري في المدينة أثناء اشتباكات مع المحتجين.

أما العدد الأكبر من القتلى وعددهم ٢٤ متظاهرا فسقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وميليشيات الباسيج وقوات الأمن الإيرانية في مدينة معشور ( ماهشهر بالفارسية ) ، حيث قتل النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي، في اشتباكات مع المتظاهرين حين أغلق شبان الطرق المؤدية إلى منشآت البتروكيماويات، التي باتت المصدر الوحيد لصادرات إيران غير النفطية.

إلى ذلك، أوضحت المصادر أن المحتجين في المدينة ردوا بإلقاء الحجارة وإغلاق الشوارع، وحرق الإطارات وحاويات القمامة وتشييد بعض السواتر الترابية، وتمكنت مجموعات من الشباب من السيطرة على أحياء كوت عبدالله والزوية والزرقان والملاشية والدائرة ومندلي وشيبان.

كما أشارت المصادر إلى أن أهالي المدينة فتحوا أبوابهم للمعتصمين وقدموا لهم الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، كما آووا الملاحقين من قوات النظام.

يذكر أن مقاطع نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل، في حينه، أظهرت رفع الجماهير العربية المنتفضة، في هذا الإقليم المحروم من حقوقه، شعارات ثورية مثل "بالروح بالدم نفديك يا أهواز" و"نريد العيش بكرامة" و"نطالب بحق تقرير المصير" و"نريد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين".

وسقط أكثر من ٥ قتلى في مدينة الأهواز و٤ في المحمرة و٢ في عبادان، كما تم اعتقال عدد غير معروف من الذين احتجوا في بعض المدارس بعد أن امتلأت مراكز الأمن والاستخبارات بمعتقلي المظاهرات، وفقا للمصادر.

حرق البنوك والباسيج
هذا وأكد الناشطون الأهوازيون أن عمليات حرق البنوك والسيارات الشخصية للمواطنين قامت بها ميليشيات الباسيج بهدف إلقاء التهم على المحتجين وتبرير قمعهم.

وقالت المصادر إن مبنى الإذاعة والتلفزيون في الأهواز، أغلق أبوابه ومنح عطلة للموظفين لمدة ٣ أيام خوفا من احتلاله من قبل المنتفضين.

كما أشار الناشطون إلى أن قطع الإنترنت وضعف التنسيق وتشتيت المجموعات المنتفضة أضعف تركيز المحتجين في السيطرة على المناطق.
وأضافوا أن قوات النظام تمكنت من فصل المناطق عن بعضها بعضا الواحدة تلو الأخرى حتى سقط آخر معاقل المنتفضين.

إلى ذلك، تحدثوا عن وقوع حرب شوارع خلال الأيام الأولى بين قوات النظام والمحتجين، حتى تحولت إلى عمليات كر وفر خلال الأيام اللاحقة والتي لا تزال مستمرة بين الفينة والأخرى، بحسب الناشطين.

وقال الناشطون العرب إن النظام الإيراني أدخل كافة فرق القوات الأمنية والعسكرية وحول الإقليم ولا يزال إلى ثكنة عسكرية، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مقتل أكثر من ٧٠ شخصا أثناء الاحتجاجات واعتقل أكثر من ألف متظاهر بينهم نساء وأطفال.

وأضافوا أن قوات الحرس الثوري استخدمت منذ الأيام الأولى للاحتجاجات ولا تزال تستخدم الطائرات المسيرة بدون طيار لرصد المحتجين، وتصويرهم قبل أن تتم عمليات المداهمة والاعتقالات.

كما أشاروا إلى أن القوات الخاصة تستمر ببث حالة من الرعب والهلع والخوف بين المواطنين من خلال استعراضها اليومي على الدراجات النارية خاصة في الأحياء الساخنة.

وكانت أنباء انتشرت الأسبوع الماضي عن مقتل أول متظاهر أهوازي تحت التعذيب وهو حميد حمد الشيخاني، الذي كان يبلغ من العمر ٣٥ عاما، حيث سلمت جثته السبت الماضي، الى عائلته بعد وفاته بمعتقل الاستخبارات الإيرانية عقب أسبوع من اعتقاله أثناء مظاهرات في مدينة الكورة جنوب الإقليم.



الثلاثاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٤١هـ - الموافق ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


اكثر المواضع مشاهدة

قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
منظمة الرصد والمعلومات الوطنيه - معلومات موثقه بالصور //رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ارهابيا وقاتلا محترفا بالامس وقاتل وارهابي في العراق بعد الاحتلال ونضع امام الكونكرس الامريكي وكل برلمانات دول العالم معلومات عن العلماء العراقيين المختطفين ودور المالكي وحزب الدعوه ومليشيات احزاب ايران في عمليات الاختطاف ومكان تواجدهم
د سعاد ناجي العزاوي - الأبعاد الاقتصادية والبيئية لأزمة الكهرباء في العراق
ماهر التويتي - رمز شيطاني في علم إيران
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح قومي للناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي
الرفيق مدير عام مكتب امانة سر القطر - توضيح:- الدكتور خضير المرشدي وعلاقته الافتراضية بحزب البعث
د . حناني ميـــا والعائلة وأسرة موقع البيت الآرامي العراقي - تعزية ومواساة الى الاخوين العزيزين عصام وضياء الصفار
يوميات ابو سباهي - عـزت الشـابنـدر والانسحـاب المحسـوب
د. أبا الحكم - قصيدة لشاعر إيران الشهير ( مصطفى بادكوبه ئي ) تحمل سموماً فارسية مجوسية زرادشتية ضد العرب والأسلام
زامل عبد - حقيقة الديمقراطية الأمريكية في العراق - أزمة طائفية عرقية وإرث من الإقصاء - الحلقة السادسة
ناطق مخول باسم قيادة قطر العراق - تصريح ناطق مخول باسم قيادة قطر العراق حول ما أدلى به خضير المرشدي
ميلاد عمر المزوغي - إننا يا ليبيا لن نخذلك
زحل بن شمسين - ســـلامــــاً ســــلامــــاً ... عـــــراق الابــــطال!!!
الافتتاحية - شهر رمضان وعيد الفطر إنعاش لروح النضال والجهاد
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤