شبكة ذي قار
عـاجـل










اقام اصدقاء ومحبي وتلامذة الراحل الكبير ابن العراق البار المغفور له عبد العزيز الدوري حفل تأبين كبير في العاصمة الاردنية عمان بمشاركة مئات الشخصيات السياسية والاكاديمية والعشائرية والثقافية والاعلامية اعتزازا بدور ومسيرة الراحل الكبير الذي اعطى للعراق وتأريخه وهويته العربية الاسلامية الكثير خلال سفر حياته المليئة بالمنجزات.


وتحولت قاعة خليل الرحمن في عمان التي أقيم فيها حفل التأبين مساء الاثنين 22/11/2010 الى مناسبة اشاد الحاضرون فيها بالدور الوطني الذي اضطلع به الدوري على مدى العقود التسعة من عمره.


واكدوا في كلمات بالمناسبة بمآثر الفقيد الغالي وعطائه في رفد المسيرة العلمية والتأريخية والسياسية في العراق بالافكار الثاقبة والهادفة الى جمع الكلمة ووحدة الصف والحفاظ على وحدة العراق وعروبته في مواجهة محاولات طمس هويته العربية.


وبدأ حفل التأبين بقصيدة القاها الشاعر الدكتور ريكان ابراهيم ابرز فيها الدور الوطني والقومي للراحل الكبير في تأريخ العراق وشغفه بالتاريخ واهمية دور العراق كعنصر فاعل ومؤثر في محيطه العربي.


كما القى السيد عبد الرؤوف الروابده رئيس وزراء الاردن الاسبق كلمة اشاد فيها بسيرة الفقيد عبد العزيز الدوري واكد ان رحيله خسارة للعرب والعراق وكل المتطلعين بمستقبل عربي يستند الى اراء ومواقف المناضلين العرب امثال الدوري وغيره.


ووصف رئيس مجلس النواب الاردني الاسبق عبد اللطيف عريبات رحيل الفقيد عبد العزيز الدوري بأنها خسارة للعراق والامة العربية واكد اننا بحاجة في هذا الوقت الذي تشتد فيها الهيمنة الاستعمارية الصهيونية على الامة بعد احتلال العراق وتدميره بعدوان سافر بحاجة الى امثال الدوري ودورهم في درء الاخطار عن الامة والتمسك بمشروعها القومي النهضوي.


وشدد السيد سلام احمد احد ابرز رموز الفكر القومي العربي على اهمية التمسك بالمبادئ والقيم التي ضحى من اجلها الدوري من اجل وقف حالة التداعي التي يعيشها العراق والسعي الى تحريره من قيود الاحتلال وما نتج عنه.


وقال انها لمهمة شاقة حقا أن يقف المرء هذا الموقف الصعب مؤبنا الدكتور عبد العزيز الدوري . كما انه ليس عدلا ولا حتى ممكنا أن تختصر سيرة الفقيد الكبيرة بكلمات قصار تقال في هذا المحفل الكريم . فالدوري هو المحيط المترامي علما ومعرفة وحكمة وعملا .فالكلمات عاجزة والوصف لا يدق في التعبير عن أو ألأحاطة بهذا البحر الهائل من الشمول والعلم والعطاء  ..  فلم يكن العلامة الدوري رجل علم وفكر ونظريات فحسب كسائىر العلماء والمفكرين معتزلا الحياة العامة في صومعات الدراسة بعيدا عن شعبه وهمومه بل كان مع هذا الشعب يعيش آلامه ويتلمس همومه ثم يضع الحلول العملية لمشاكله  ..  لقد كان الدوري العالم والمعلم  ..  المفكر والمجسد لأفكاره . فالعلم والنظريات عنده عبثية بلا جوهر أذا لم تعكس احتياجات الناس ومشخصة لعلل المجتمع ومتجذرة في ألأرض. أي أنها اذا لم تنزل الى الواقع العملي فهي عنده نظريات وان لم تقدم الحلول الواقعية لمشاكل المجتمع فهي سفسطات لا قيمة جدية لها ولا بعدا انسانيا فيها  ..  وهكذا كان الفقيد يبحث ويستنبط في منابر العلم ويناضل لوضع أفكاره وبحوثه في خدمة شعبه للخلاص من الواقع السئ المفروض على العراق .دون اعتبار لما يمليه عليه هذا الجهد المضاعف من عمل شاق وتضحيات جسام ودون تفريط بدوره ألأكاديمي ومركزه العلمى  ..  ودون طغيان من دور على دور  .. وكم كنا نلجأ اليه عتدما تشتد ألأزمات ويدلهم الخطب وتقسو الظروف نلجأ اليه نستلهم ألرأي ونطلب ألتوجيه ونسترشد الهدي . فكان لنا كالنبراس الهادي والدليل الذي لا يحيد عن الهدف . هذا هو العلامة الدكتور عبد العزيز الدوري الذي لن يغيبه الموت عن شعبه وطلابه ومريديه  ..  وسيبقى معنا حيا في تراثه وفي أفكاره وفي تعاليمه سيبقى الدليل الهادي لطلاب العلم والمعرفة وللمناضلين المكافحين من أجل تحرير العراق ووحدة العراق وحريته ومنعته  ..  ونحن بدورنا نعاهد فقيدنا الغالي بأننا سنبقى سائرين على دربه أمناء على تراثه حافظين لفضله مستلهمين حكمته ومسترشدين بهديه .


ونيابة على الاكاديميين العراقيين القى الدكتور عمر الكبيسي كلمة اشاد فيها بالراحل الكبير ومسيرته وعطائه في ابراز دور العراق في مسيرة الامة وتأريخها المجيد موضحا ان الاكاديميين العراقيين خسروا واحدا من اسس صروح العلم والتعليم العالي من خلال جامعة بغداد التي كانت شاهدا على علميته وحبه للعراق ودوره القومي.


واضاف ان عبد العزيز الدوري كان انسانا ومفكرا وعالما ترك بصمة في تاريخ العراق والامة ستظل محفورة في عقول وضمائر المناضلين المتطلعين الى عراق عربي موحد ومستقل ومتحرر من قيود الاحتلال وادواته.


وشكر نجل الفقيد الغالي الحضور خصوصا العرب منهم في تكريم والده فقيد العراق معبرا عن سعادته لكلمات الاشادة التي ستظل محفورة في قلوبنا لاهميتها في ابراز دور الراحل الكبير في مسيرة العراق وخدمة العلم والتاريخ.


وفي الختام عاهد المشاركون بحفل التأبين من ابناء الجالية العراقية في الاردن واشقائهم من العرب الراحل الكبير على البقاء امناء على المبادئ والقيم التي ناضل من اجلها الراحل عبد العزيز الدوري.


وكان جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الاردن قد اوفد مستشاره الخاص ايمن الصفدي قد ارسله ممثلا عن جلالته الى مجلس العزاء الذي اقيم في عمان على روح الدوري اضافة الى حضور عشرات الشخصيات العربية المتواجدة في الاردن مجلس العزاء وحفل التأبين.

 

 





الاربعاء١٨ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أحمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.