شبكة ذي قار
عـاجـل










يلجأ الإنسان إلى التبرير والى البحث عن مبررات في حالات الفشل التي يتعرض لها في أي نتاج فكري أو عملي أو ميداني أو سلوك يخرج به عن المألوف والمقبول. والتبرير منهج من مناهج الإعلام والسياسة كما هو منهج في بحوث الطب والهندسة والعلوم الإنسانية والصرفة. ويلجأ بعض الناس إلى التزوير عندما يواجهون ما هو أكبر وأعظم من الفشل، وحيثما كان الفشل يشكل كارثة ذات مدلولات وتأثيرات جمعية.

 

إعلام أميركا والمتأمركون تجاوز سنوات التبرير وسقط في معترك التزوير. هذه حقيقة لا جدل فيها وهي تعلن عن نفسها بوضوح في كل البرامج الحوارية التي تحاول جاهدة تسويغ الحراك السياسي المتأمرك في العراق والذي يطلق عليه اسم العملية السياسية زورا وبهتانا، لأنه في حقيقته عملية مخابراتية أمريكية فارسية صهيونية هدفها توطين الاستعمار بصيغته المدنية لتقليل الخسائر العسكرية.

 

سأضع أمام القراء الكرام نموذجين للتقييم والتعامل المزور لإعلام الاحتلال والمتامركين:

الأول: إن هذا الإعلام قد هاجم وما زال يهاجم الانقلابات والثورات التي حصلت في العراق والعالم الثالث لأنها وفقا لرؤية المتامركون أحداث فوقية تملي على الشعب تغييرا تنقصه أو يفتقر إلى الإرادة الجماهيرية ويتسلط بقوة العسكر أو مزيج من العسكر والمدنيين على سدة الحكم. ثم يمارس سلطة غير ديمقراطية أي بمعنى إنها لم تعتمد تغييرا ديمقراطي الحيثيات ولا تمارس سلطة أو حكما ديمقراطيا حتى لو مارست الانتخابات مثلا لأنها غير ديمقراطية التركيب أصلا طبقا لنظرية المتامركين. بمعنى آخر إنهم يرون في أي نهج وطني أو قومي أو ما يتبناه وينتجه من صيغ ديمقراطية مشتقة من رحم الوطن والأمة على إنها ممارسات دكتاتورية لسبب بسيط جدا هو هوس تعميم النموذج الامبريالي الصهيوني فقط لا غير واعتبار كل ما سواه غير ديمقراطي.

 

الثاني: يستميت إعلام الأمركة في محاولة إظهار الغزو والاحتلال على انه عملية تحرير تنتج ديمقراطية, و يحاول جاهدا إبراز ما يقوم به عملاء الاحتلال على انه تطبيقات ديمقراطية لا بديل عنها وملزمة القبول والرضا من الشعب. وان الطرق كلها قد سدت أمام فكر وعقل الإنسان فما عاد أمامه من بد إلا القبول بنتائج الاحتلال وتطبيقاته المستندة على دستور ومناهج دول محتلة وقوى سياسية وميليشيات عرقية وطائفية تعاقدت مع مفاهيم التغيير بالغزو والاستعمار. إنهم يستميتون على أن يظهروا للوجوه المشوهة القبيحة حسنا وجمالا لا تمتلكه ولا يمكن لمشارح التجميل الاصطناعي أن تطاله.

 

إذن, التغيير بثورة أو انقلاب يقوم به عسكر ومدنيين من أبناء البلد الوطنيين الأحرار ومهما أنتج من تنمية وتطور وازدهار وأمن وأمان ورؤى قيادية وأنظمة حكم متطورة فهو لا يعدو تعريف الانقلاب أو الثورة التسلطية أو الدكتاتورية أو غير الديمقراطية أو الشمولية أو المركزية طبقا للمنهج والموقف الأمريكي و المتأمرك .... وكلها تعبيرات لا تنسجم مع زمن التزوير وهوذاته زمن التحرير بالغزو العسكري، والديمقراطية التي تأتي بها سرف الدبابات ومشاعل النار المدمرة للصواريخ عابرة القارات وأطنان القنابل المحللة والمحرمة التي تسقطها الطائرات المرئية وغير المرئية, وغيرها من وسائل الموت المخصب أو المنضب أو العنقودي أو الفسفوري الذي يحول جثث البشر إلى رماد أو كتل مشوهة يكفي أن تكون سببا لموت بالسكتات المعروفة لمن يكتب له الله سبحانه أن تقع نواظره على عينات ونماذج منها. التزوير هنا يبدو مركبا .. فهو يزوّر حقائق تتعلق بوسائل أتيحت للشعب أو لطلائعه الخيرة, مدنية وعسكرية, أن تسلكها كوسائل لتغيير الأنظمة الرجعية والدكتاتورية والعميلة المتخلفة والفاسدة الرديئة .. فيضعها في خانة المرفوض.. ثم يزوّر إرادة الشعب بأن يفرض عليه ديمقراطية تأتي على أسنة الرماح وعلى سطوة القوة الغاشمة للغزاة الاستعماريين ويعتبرها مراسا ديمقراطيا، ويحاول مستميتا أن يظهر بالتزوير إنها ديمقراطية يقبل بها الشعب.

   إنهم يفرضون على شعبنا إرادة هي إرادة الغزو والاحتلال والخيانة والعمالة لكي يجعلوا من السقوط في مستنقعات الخيانة والعمالة حالة عامة ومقبولة اجتماعيا ولكي تختلط على سواد الناس الألوان والمعاني الوطنية والقومية .

 

التزوير يبحث عن مفردات لغوية باجتهاد واضح مع كل مطب يسقط فيه المزورون ويطيح بما أنجزه في إطار التضليل والتشويه والتبشيع والشيطنة.. وهو يجتهد الآن في تزوير نتائج انتخابات باطلة ومزوّرة. ويبحث عن لغة تتعاطى مع تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة بعد أن سلب الفائزون بالتزوير حق تشكيل الحكومة ليمنح للخاسرين بالتزوير حق تشكيلها.. والتزوير يسمي الحكومة التي لم تشكل وظل مخاض ولادتها عسيرا لثمان شهور بعد الانتخابات ومازال ليمنحها صفات مزوّرة منها: حكومة الشراكة الوطنية .. إذن هي حكومة شراكة وطنية لوطنيّ الزمن العجيب.. إنهم وطنيّوا أحزاب وقوى وميليشيات جاء بها الغزاة الاستعماريون الأمريكان والصهيونية وبلاد فارس ليلعبوا لعبة الديمقراطية ويفرضوها على شعبنا بقوة الغزو وإفرازاته المدمرة للإنسان والنبات والحيوان ولجغرافية العراق. ويتجاسرون على شعبنا بكل صفاقة ووقاحة ويقولون انه يمارس الديمقراطية!!.. أي إنهم يزوّرون.. فالديمقراطية لا تٌفرض بقوة الأجنبي الغازي المستعمر ولا يمكن أن تأخذ إطارها الشرعي النابع من إرادة وفعل الشعب ما دامت مرفوضة لسبب جلي وواضح هو ارتباطها بالغزو والغزاة وأدواتهم من قوى وأحزاب وميليشيات عميلة وخائنة إن كان تطبيقها مرفوضا من قبل شباب الوطن بانقلاب أو ثورة نابعة من صميم حاجات الشعب وبإرادة وطنية لا تدنسها الإرادة والقوة الأجنبية بوصفها المعروف بأية طريقة كانت.

 

يحتاج المتأمركون إلى معجزة حقيقية ليقنعوا شعبنا الواعي المثقف المفكر بأنهم أبناء بررة له.. ومعجزة أخرى يحتاجونها ليخرجوا من مستنقعات الفشل في الحكم والفساد المالي والإداري الذي صار سمة مميزة بارزة لهؤلاء العملاء, ويحتاجون إلى معجزة أخرى يمررون بها تزوير إرادة الشعب بالديمقراطية التي فرضتها قوة مستعمرة غاشمة ولاعبين بإرادتها الاحتلالية المجرمة .. إنهم يحتاجون إلى معجزات ليخدعوا شعبنا بأنهم يؤمنون أصلا بالديمقراطية وبالوطنية وبالشراكة الوطنية لأنهم طوائفيون متخلفون ينتمون إلى فلسفة وعقائد القرون الوسطى. ولن يتمكن اعلاميوا عصر الأمركة من تمرير التزوير ونحن نقول لهم الحل الذي يعتقدون إنهم يعجزون به محاوريهم من الوطنيين الأحرار: الحل هو بثورة شعبية عراقية عروبية مسلمة تكنس الاحتلال ومَن جاء بهم ليرقصوا في حلباته الاستعمارية المجرمة.

 

وعاشت مقاومتنا البطلة وقيادتها الشجاعة وعلى رأسها الرفيق المجاهد البطل عزة إبراهيم الدوري.

 

 

aarabnation@yahoo.com

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.