شبكة ذي قار
عـاجـل










كان يمثل العراق في عهد القائد الشهيد صدام حسين أمل جماهير الأمة العربية في التحرر من هيمنة القوى الاستعمارية بمختلف أشكالها بضؤ ما قدمته ثورة تموز المجيدة من نموذج للإرادة العربية المستقلة، واستراتيجية واضحة للنهوض بالأمة من خلال بناء الإنسان العربي وتحرير ثرواته من استغلال القوى الاستعمارية الطامعة وإرساء قواعد التقدم العلمي من اجل التحرر من التبعية والخضوع للقوى الإمبريالية، وبناء قدرات دفاعية لمواجهة خطر الأطماع الدولية ممثلة في الإمبريالية الأمريكية وحلفائها الغربيين، وأخرى إقليمية ممثلة في الكيان الصهيوني والشعوبية الفارسية الحاقدة. نعم لقد قدم عراق البعث وصدام حسين نموذج لامس تطلعات الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط فاستحق بكل جدارة لقب قاعدة الثورة العربية الشاملة، القادرة على تحرير الأرض العربية المحتلة (فلسطين) التي ما فتأ القائد الشهيد يهتف باسمها وحتى أخر لحظة في حياته وهو يقف وقفة الشموخ والإيمان الراسخ بان نصر الله آت وان أحلام قوى البغي بكسر إرادة هذه الأمة سوف تتحطم على صخرة صمود الشعب العراقي ومقاومته الباسلة للغزاة، ومن خلفه جماهير الأمة العربية العريقة وفي امتداد وتجدد لنموذج ثورة السابع عشر من تموز في مواجهة التحديات ورفض الاستسلام. وكما رسم العراق بالأمس استراتيجية النهوض بالأمة من خلال إنجازات ثورة تموز المجيدة والتي أفزعت قوى الاستعمار وصنيعتها الكيان الصهيوني، وأخذت تحيك المؤامرات لوأدها وضرب منجزاتها العلمية (المفاعل النووي العراقي عام...) يقدم ألان الشعب العراقي مرة أخرى وفي منعطف تاريخي فاصل نموذج المقاومة الباسلة والصمود الأسطوري في وجه الجرائم الأمريكية والفارسية الموغلة في الوحشية والحقد الدفين. ولا جدال في أن الولايات المتحدة الأمريكية تورطت بعدوانها على العراق في مأزق لم يكن له مثيل في مغامراتها الإمبريالية السابقة. فعلى مدى ثمانية أعوام لاحتلالها للعراق لم تتمكن أمريكا (أقوى دول العالم) من حسم المعركة ولن تتمكن بل أنها هزمت بدليل أن مشروعها الاستراتيجي، وهو فرض هيمنتها المطلقة على العالم قد انتكس أمام ضربات المقاومة العراقية الباسلة، ولم تعد آلتها الإعلامية الضخمة قادرة على تغطية حقيقة هذه الهزيمة بالرغم من المحاولات البائسة للتظاهر بالانتصار. لقد كان حصاد أمريكا من غزو العراق هو ألازمة الاقتصادية التي انطلقت من عقر دارها وعرفت بالعالمية حيث لحق الأذى الأكبر بالاقتصاد الأمريكي واقتصاديات حلفائها الغربيين الذين حلموا باقتسام الغنائم مع العم سام ولكن خاب أملهم حيث كان العم ساما وليس (سام). وكذلك افتضحت أكذوبة شعارات الديمقراطية والسلام والاستقرار لشعب العراق بما يشهده العراق من تدمير ممنهج لخدمة مصالح تحالف قوى الشر الثلاثي الصهيونية والإمبريالية الأمريكية وإيران. كما افتضحت أكذوبة حماية الأنظمة العربية التي توهمت الخطر من عراق صدام حسين ليأتيهم من التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني الذي بدأت تتضح معالمه من خلال تعايش أطراف هذا التحالف في العراق والبحر الأحمر على الرغم من الضجيج الصاخب بالتهديدات المتبادلة بين أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى.


وفي سياق موازي لمسار وتطور المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني والصهيوني في العراق، تشهد الساحة العربية ربيع ثورات شعبية ضد الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة والعميلة للإمبريالية الأمريكية. وبغض النظر فيما إذا كانت أمريكا ترغب في تغيير الأنظمة الحليفة لها في الوطن العربي لدواعي تحديث أرضية نفوذها في الدول الأليفة استباقا لانفجار ثورات عربية تقتلع النفوذ الأمريكي الصهيوني من جذورها أو أنها تسعى لاستغلال هذه الثورات الشعبية بتخديرها بتأييد مخادع، وتمهد الطريق لحلفاء جدد لكي يسرقوا الثورات بركوب موجتها وجعل الرموز السابقة كبش فداء، فأنه من المؤكد أن الانتفاضات الشعبية العارمة التي اجتاحت عدد من الأقطار العربية، وأسقطت أنظمة دكتاتورية فاسدة كانت تحظى بتأييد وغطاء أمريكي بصور متعددة، من المؤكد أن هذه الانتفاضات هي تؤم للمقامة العراقية وتستلهم من الصمود الأسطوري للشعب العراقي وتستفيد من دروسها وتستصرخ معها منجزات ثورة تموز المجيدة التي أفزعت الأعداء بقدرما زرعت في الأمة العربية من الثقة بالنفس والأيمان بان نصر الله آت يتعين على الجماهير العربية الثائرة أن تتحلى باليقظة تجاه دسائس الأعداء التاريخيين للأمة الذين يريدون أن يفرغوا حركة الثورة العربية الراهنة من أهدافها التحررية الشاملة، ويعملون على تدجينها لخدمة أغراضهم التوسعية الشريرة. وينبغي أن تأخذ الثورات الشعبية بعدا قوميا شمالا تتحالف فيه كل القوى الوطنية بمختلف توجهاتها لان الزخم القومي في حركة الثورة هو سلاح في حد ذاته.


عاشت حركة الثورة العربية المتجددة
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار

 

 





الاثنين١٥ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الرحمن محمد سليمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.