شبكة ذي قار
عـاجـل










يتحدث قادة الإدارة الأمريكية ومثلهم عبيدهم الصغار حكام المنطقة الخضراء عن موضوع أنموذجهم " الديمقراطي" في العراق بغية تعميمه أولا وقبل كل شيء على الدول التي حصل فيها " ثورات الربيع العربي" مثل مصر وتونس وليبيا والدول الأخرى التي في طريقها لثورات صيف حار سموم وشتاء قارص بلا وقود. فهاهو المالكي يَصِف ماحَدث بالعراق بعد2003بأنه كان بداية الربيع العربي، في مُحاولة مِنه للتغطية على الغزوة الظلامية التي هيأ لها حِزبه وحلفائه مِن قوى" الإسلام"السياسي لغزو العراق، وتحويله مِن أرض" كفر"كما كانوا يَرونه بالعهود السابقة إلى أرض"إيمان" كما في عهدهم الإيماني الحالي، الذي جعل العراق بلدا ديمقراطيا باللطم والتطيبير وضرب الزنجيل والسير على الأقدام على طوال العام بكل زاوية وشارع، مِن الروضة إلى الجامعة، ومِن أصغر دائرة إلى مجلس الوزراء،! مُجتمعات أصبح الحَديث فيها عَن الدين والتظاهر والتباهي بأداء فروضه مِن صَوم وصَلاة مودة سائدة حَتى لدى أفرادها الذين لايَفقهون الدين ولا يفهمون أبسَط أساسياته.


فهذه الدول التي شهدت التغيير هي محتاجة جدا للأنموذج العراقي في "الديمقراطية "المستوردة ..!! التي أنعشت شعب العراق كثيرا خلال تسع سنوات عجاف من بالقتل اليومي وبناء السجون الجديدة السرية والعلنية وإملائها بالمعتقلين الأبرياء وابتكار وسائل تعذيب للثوار المتظاهرين و للمواطنين على حد سواء وسرقة قوتهم وإذلال عوائلهم وتصفيتهم واحدا بعد الأخر، الديمقراطية في العراق الجديد ديمقراطية الكواتم والعبوات الناسفة والمفخخات المستوردة من إيران خصيصا لحماية هذه الديمقراطية التي وفرت أموال طائلة من بيع النفط المهرب وغير المهرب لحكام المنطقة الخضراء وأشبعت بطون أصحاب المحابس والمدس من أعضاء البرلمان من جوع سابق امتد 35 عاما يتسكعون خلالها في شوارع طهران وأمريكا و" إسرائيل" وغيرها من دول العالم، تصدير هذا الأنموذج في عيش فقراء العراق بين سراديب المقابر و أكوام القمامة، وإعادة مرض الأمية لأبناء العراق بعد أن تم القضاء عليه سابقا ، نعم تصدير هذا الأنموذج من أفواج البطالة الذين احترفوا الإدمان على المخدرات وبيع حبوب الهلوسة وممارسة الإعمال المنافية للأخلاق، أعطوهم هذا الأنموذج عن كيفية عضو البرلمان العراقي " غير المنتخب من الشعب" يطالب بسيارة مصفحة تحميه من غضب الشعب ليتجول فيها ليلا في شوارع محافظته والناس نيام..!!؟ اعطوهم هذا الأنموذج القبيح عن دور السياسيين العراقيين" المعارضين سابقا" كيف اتفقوا على احتلال العراق والمجيء مع الغزاة المحتلين كإدلاء خيانة وكيف اختلفوا على نهب ثروات البلاد والعباد لصالح أحزابهم وكتلهم ولصالح من أتى بهم بعد أن تربعوا على كراسي السلطة في المنطقة الخضراء يتصارعون ويتناطحون فيما بينهم يقصي بعضهم البعض الاخر..!! أعطوهم أنموذج الشهادات المزورة التي حصل عليها أعضاء البرلمان ومجلس الوزراء والمسئولين الكبار في دوائر الدولة من قم و طهران ومن سوق مريدي ليتبوءا المناصب الحساسة والرتب العسكرية العالية.

 

اعطوهم أنموذج الديمقراطية الأمريكية في العراق عن الانتخابات التي حصلت منذ عام 2005 وكيف زورت وعن شراء الذمم لشيوخ الدولار وأصحاب النفوس المريضة الذين ارتشوا بالمسدسات وملايين الدنانير والبطانيات وعباءات البريسم والحرير لغرض انتخابهم ..! أعطوهم أنموذجا ديمقراطيا عن أكثر من 40 مليارا فقدت من خزينة الدولة دون أن يتمكن إمعات مجلس النواب من تشخيص من استحوذ عليها رغم معرفتهم به خشية من شمولهم بالمادة 4 إرهاب أو تهمة أخرى جاهزة لدى مكتب قاسم عطا المكصوصي أو مكتب مكافحة الإرهاب التابع للمالكي..!!؟

 

صدروا لهم أنموذجا ديمقراطيا عن الظلام الدامس وشرب مياها أسنة من الأنهر والجداول الراكدة ليستفاد منه " ثوار الربيع" في قيادتهم لمصر العروبة وتونس الخضراء وطرابلس الدم والذبح على الطريقة " الاسلاموية". إن الوُجوه العابسة والعُقول البائِسة لقادة القوى" الإسلامية" التي بدأت تمسِك بالسُلطة في دول الربيع العربي تباعاً يتقدمها العراق هي غُيوم سوداء رَمادية حجُبت شمسَ الحياة ونورها عَن شعبنا العربي لان مفهوم الديمقراطية لديهم أصبح اليوم يعني تأييد ودعم أمريكا والغرب لهذه الغزوات وللقائمين بها إعلامياً ومادياً وعَسكرياً كما حدث للعراق و ليبيا ويَحدث اليوم بسوريا بعد أن كانت اللقاءات سِرّية سابقاً وعَلنية في الوقت الحاضر، انبطاح الثوار للقرار الأمريكي و التزود بالمال والسلاح من أمريكا و من دول الغرب الأخرى ومن دول الخليج ، إنها" الديمقراطية الأمريكية "على طريقة استلام حمد أل ثاني السلطة من أبيه واستلام قادة وأمراء الخليج العربي السلطة من سلفهم وقبلهم استلام السلطة في المنطقة الخضراء عن طريق الاحتلال المباشر ..!!؟

 

 





الجمعة٠٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.