شبكة ذي قار
عـاجـل










أشرت في الحلقة الثانية إلى الأكاذيب والدعوات التي يدعيها العدو الصهيوني وتتناغم معه الإدارة الأمريكية من حيث الصراع الأمريكي الصهيوني الإيراني واتخاذ إيران مبررا" لأي عدوان يقدم عليه العدو ، وقد تحول هذا التهديد المتبادل بين أمريكا والكيان الصهيوني من جهة وإيران من جهة أخرى إلى عدوان صهيوني غاشم يستبيح دماء العرب وعلى رأسهم الأقربون أولى بالذبح بالصواريخ كالفلسطينيين واللبنانيين بالدرجة الأولى وكما ذكرت بالحلقتين السابقتين بذريعة وجريرة إيران وقاعدتها أو قواعدها في هذه الدول ، ولا يغيب عن ذهننا المبررات التي يتخذها الغرب وأمريكا في موضوع الشـــــأن الســـوري والدور الإيراني وهنا أأكد بان النظام السوري له موقف جارح في قلب العراقيين باصطفافه مع نظام الملا لي في حربهم المفروضة على العراق لثمان سنوات ، ومن أجل مزيد من إشاعة روح الخوف والرعب في نفوس حكام وأبناء منطقة الخليج العربي ، ومن أجل الاستمرار في النهب المنظم لأموالهم ورهن مصيرهم دائماً وأبداً ولكي يبقوا تحت حماية ورحمة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلى ما شاءت مصالح العصا الغليظة واليد الطولى التي يستخدمها الثنائي الشرير أمريكا والكيان الصهيوني إيران وحلفائها الأشرار في دول الخليج ولخير دليل على ذلك البحرين وما يجري فيها ،

 

إذن علينا أن لا نخاف أو نتردد عن قول كلمة الحق .. وبكل شجاعة يجب أن نعترف بأن وراء كل مصيبة وبلاء تقف إيران وإسرائيل ، الوطن العربي وللأسف يمر بل يعيش أمور غريبة ومفارقات عجيبة وهذا ليس بغريب على الذين يعيشون مرارة الإحداث ومأساويتها كنتاج الحرب الكونية الأولى وتقسيم الوطن العربي إلى مقاطعات استعمارية متناقضة باتجاهاتها ونواياها وطرح وعد بالفور المشئوم ، وما حدث للأمة من نكبات وانزواء وفقدان لأبنائها وثرواتها والتي تحدث اليوم جميعا نبهت عنها النخبة التي وعت حقيقة الصراع العربي مع أعدائهم واستجابت لحاجات ألامه استجابة واعية مؤمنة بالقدر كونها نخبة ولدت من رحم ألامه وان قراءتها للواقع العربي لم تكن قراءة فوقية وبين جدران وزوايا مظلمة بل من نتاج المعانات الحقيقية وإفرازات الصراع الميداني ومن هنا كان العداء لهذه النخبة المؤمنة الصادقة الرواد الأوائل لحزب البعث العربي الاشتراكي الذين نظروا للأمة العربية كوعاء والدين الإسلامي الحنيف هو الروح التي تسموا بها الأمة لتعود لدورها التاريخي الرسالي من خلال فهم واستيعاب وحدة النضال بين الأمم والشعوب ، وكان هذا ديدن كل مناضلي البعث الخالد ، وأخرى أراها في طريقها على ما يبدو ستحدث حتماً لان نظرية الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد مازالت أدواتها فاعله وان قرن الحالي يراد له أن يكون قرن التفرد المطلق وان تنحوا العولمة يمنحاها كي تفقد الأمم الحية هويتها من خلال حجم الضربات التي تتعرض لها والأزمات التي تعصف بها إلى الهاوية و إن منطقتنا حبلى بالأزمات والمفاجآت على ما يبدو ، وتحديداً منذ أن تم احتلال وتدمير صمام الأمان فيها العراق عام 2003 ، ومروراً بالربيع العربي قبل عامين الذي أكتمل في بعض دول الربيع العربي ، أو الذي لازال غير مكتمل المعالم والأهداف في أخرى ، كما هو في سوريا والاستنزاف المبرمج للقدرات العسكرية التي تمتلكها وتدمير مؤسسات الدولة بشكل لم يسبق له مثيل ، إلا في عراقنا الغالي عام 1991 وحتى الآن ، حيث أن القتل والتشريد طال جميع أبناء الشعب السوري والتدمير لجميع مرافق الدولة بما فيها المدارس والمستشفيات ودور العبادة ، وبفارق كبير بين عن الذي أحدثه الربيع العربي الذي مر بدول بعينها .. كتونس ومصر وليبيا وحتى اليمن  .



يتبع في الحلقة الأخيرة 

 

 

 





الجمعة ٩ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.