شبكة ذي قار
عـاجـل










لله درك يا عراق فقد باتت كل ايامك مواجهة ، وكل حياتك صراع مع قوى البغي والشر، وكل نسمات ريحك حارة تلفح بحراراتها كل من تسول له نفسه ان يقرب من حماك ، تذود بسيفك ورجالك وكل ذرة من ترابك عن حماك ، وتصفع كل الصغار الذين يظنون انهم قادرون على امتطائك ، وكل الغرباء الذين يتوهمون فيك الذل والخنوع .


انت جمجمة الامة ورمح الله في الارض ، وانت قبل الفتح وبعد الفتح تسطر معارك البطولة، منذ الخليقة حتى هذا اليوم وحتى يوم البعث ، وبقيادة البعث في التنمية والمقاومة، هذا الحزب الذي امتلك بين جناحيه خيرة الخيرة من ابنائك الغر الميامين ، وقدم دروساً في التضحية والشهادة ، وانجب رجالاً قلّ وجودهم .


انت صاحب قدر يفيض بالخير والعطاء ، يبحث عن ملهوف في الامة ليغرف له من قدر البذل والبركة ، لانك تؤمن انك من الامة وللامة ، ومن لا يكون لاهله لاخير فيه ، فكيف يرى العراق هذا العربي او ذاك يتضور جوعاً ، او يطلب عوناً ولا ينتخي ، فهو صاحب النخوة والصولة ، وصاحب العز والكرامة .


انت اليوم اسطورة هذا العصر العربي الذي ضربت المهانة اطنابها في اطرافه، وعشعشت الهزيمة في قلبه ، وفقد الرجولة والهمة والارادة ، فاضاع الارض والعرض ، وباتت حرمة الاوطان تنتهك امام ناظري هذا النظام العربي السياسي، الذي يعيش الدنية ويصعب عليه ان يقدم المنية ، بعكس قائدك الشهم وفارسك المغوار، وسيد شهداء هذا العصر، الذي انجبته ارض العراق وقد رفع شعار المنية ولا الدنية .


لله درك يا عراق كم انت فريد في افعالك ، وكم انت غريب في اطوارك ، فقد اصريت على ان تكون الاول في كل شيئ ، في الحرف والقانون وفي السبي والمقاومة والانتفاضة ، حتى في العلم والمعرفة ، فقد كنت الاول في الاولين وها انت في هذا العصر تحمل جائزة افضل المنظمات الدولية ، ولانك كنت كذلك فقد اصاب القوم من امبرياليين وصهاينة ومجوس هلع الخوف وفقدان الذات ، فكانت مؤامرتهم الدنيئة في الغزو والاحتلال .


يا عراق المجد ، عراق التحدي ، تحدي الجوع والقتل والتدمير والاحتلال ، ها انت قد نهضت في وجه كل هؤلاء ، لتقول ها انا العراق رمح الله في الارض ، لن ينكسر هذا الرمح، وها انا جمجمة الامة لن اذهب بعيداً في التفكير، فامامي تحقيق الوعد ، وعد تحقيق النصرعلى كل من استهدفني كما كنت على الدوام، وامامي تحقيق التحرير ، تحرير الارض والانسان بعد ان تكالبت عليهما كل اشرار الكون ، وكل عبيد الدرهم والدولار ، وكل عشاق الرذيلة والخيانة .


كلنا نرنو اليك وانت اليوم تسطر معارك النضال ، نضال الكلمة ونضال البندقية ، ففي الانتفاضة كلمة الحق تعلو ولا يعلى عليها ، ونضال البندقية الرد الحاسم على كل من اراد بالارض والعرض سوءاً ، لتقول ليس في العراق لا ارضاً ولا عرضاً للبيع ، فالعراق الارض قد جبلت ذرات ترابه بدماء الشهداء ، والماجدات العراقيات قد حملن السيف والولد ، الذين تربوا في احشائهن على معاني الرجولة والنخوة والشجاعة ، فكم من بطل عراقي سطر بطولات خارقة ، وكم من رجل فاق كل الرجال قد انجبت ماجدات العراق ، وكم من شهيد فاق معنى الاستشهاد في وقفة الشهادة ، وكم من معتقل فاق معنى الصمود ، وكم من ثائرفاق معاني الثورة.


لله درك يا عراق فاني ارنو ليوم انتصارك ، و اتطلع ليوم تحريرك ، فقد اشتاقت النفس لتنسم هوائك ، وسجالات رجالك وثقافة ابنائك ، ولعزة مواقفك ، فانت سند الامة ، وانت حامي حمى بوابتها الشرقية ، وامل انتصارها على كل الذين يتطلعون الى ان يعبثوا بها ، ويعيثوا فيها فسادا من اشرار في الداخل والخارج .


سامحنا يا عراق فقد خذلناك ، ولم نؤد فريضة الحياة امام ما واجهت في يوم الكفر ، يوم الغزو الصليبي الصهيوني الصفوي، الا اننا نطمع في انك على الدوام الاكرم منا ، والاكثر سماحة والاكثر دفئاً لنا ، لانك الاكبر والاعقل والاعظم .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الاثنين ٢٣ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.