شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم


 

 

بيان الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق حول التصعيد الخطير في سوريا

 

 


تؤكد أحداث اليوم الدامية في سوريا عمق وخطورة المؤامرة المستمرة التي يتعرض لها الشعب العربي ، والتي ابتدأت باحتلال فلسطين العربية ، وصولا لضرب واحتلال العراق وتدميره وإسقاط دولته الوطنية ، ليبدأ بعدها مسلسل استهداف باقي الأقطار العربية ولتدمير البني الأساسية وأركان نهضتها وحواضرها الأساسية .. حيث استهدفت مصر وكذا سوريا ، وهو استهداف يطال الدولة والمجتمع كقوة قبل أن يطال استهداف للنظام السياسي فيها ، كون إن النظام الرسمي العربي في معظمه كان وما يزال أحد أهم مسببات الأزمة بل والكارثة التي يعيشها ويعاني منها الشعب العربي وقواه الحية ، تلك النظم التي طالما قدمت التنازلات تلو التنازلات لقوى دولية وإقليمية عل حساب المصلحة القومية العربية العليا ، ولم يكن النظام في سوريا بعيدا عن تحالفات دولية وإقليمية قد أضرت بالمصالح العربية بشكل عام والمصلحة الوطنية السورية بشكل خاص ، حتى فضل هذا النظام البحث عن وسائل أدامته من خارج سوريا نفسها بتحالفه مع جهات معروفة بمواقفها المعادية للامة ، مما أوصل الحال في سوريا ذاتها إلى تقاطعات سياسية واستراتيجية خطيرة دفعت بها إلى الاقتتال والتدمير الخطير للبنى التحتية للدولة والمجتمع ، وهو هدف طالما سعت إليه وسهلت له القوى الأجنبية الطامعة ..


أن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق ، تدين وتستنكر الجريمة البشعة التي تعرض لها ريف دمشق باستخدام ( السلاح الكيمياوي ) والذي أودى بحياة المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري الشقيق ..


أن الجبهة في الوقت الذي لا تدخل فيه بالسجالات التبريرية والاتهامات التي تتبادلها الأطراف السورية ، نظاما ومعارضة ، فإنها تؤكد إن هذه السجالات لا تعفي مرتكبي هذه الجريمة البشعة من تحمل تبعاتها ، وأن النظام يتحمل المسؤولية الأولى عما حصل ويحصل كونه قد أوصل الحال إلى ما هو عليه من خلال عدم استجابته للمطالب المشروعة للشعب السوري من ناحية ، وعمد بدلا من ذلك إلى التصعيد العسكري والأمني غير المبرر ودفع باتجاه تسليح المعارضة من ناحية أخرى ، وبذلك فأنه مسئول عن تفاقم الأزمة إلى درجة أن ترتكب جرائم ضد الإنسانية في مفردات هذا الصراع بين طرفي السلطة والمعارضة ..


أن المراهنة على التحالفات الإقليمية والدولية على حساب مصلحة الشعب أمرا ليس مقبولا ، ويتعارض مع الثوابت القومية العربية كونه يفتح المجال واسعا لتعدد أدوات التدخل الأجنبي ، ذلك التدخل الذي لا يتورع عن اقتناص الفرص لارتكاب تلك الجرائم وفبركتها وتوظيفها لتحميل نتائجها لأطراف الصراع من أبناء البلد الواحد ..


إن استهداف البنية المجتمعية العربية وتدمير مراكز القوة الرئيسية في الأمة كما حصل في العراق ، وما يجري في مصر ، وسوريا وغيرها من أقطار الأمة ، وإن اختلفت الوسائل والسيناريوهات لكل منها ، أنما هو جزأ من استهداف شامل لإمكانات القوة العربية أينما وجدت خدمة للكيان الصهيوني والمشروع الاستعماري الأميركي لمنطقة المشرق العربي ، ومشاريع اقليمية اخرى تلتقي معها في الهيمنة والتسلط وتقاسم النفوذ .


تأتي جريمة استخدام الكيماوي في ريف دمشق في خضم الفوضى التي أوجدتها الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وفي المقدمة منهم الكيان الصهيوني وإيران وعلى حساب المصالح العربية ..


إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق تؤكد مجددا أدانتها واستنكارها لجريمة الإبادة البشعة التي يتعرض لها الشعب في سوريا العزيزة وتعلن وقوفها بجانب هذا الشعب الاصيل لنيل حقوقه المشروعة ، وتطالب بتجريم مرتكبيها ومحاسبتهم باعتبارها جريمة حرب ضد الإنسانية .



الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
المكتب الإعلامي
بغداد المنصورة بالله
 ٢١ / أب / ٢٠١٣

 

 

 





الاربعاء ١٤ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.