شبكة ذي قار
عـاجـل










مما لا يقبل الشك ان الشباب طاقة إبداع، وخلق، وتميز وانطلاق بلا خوف أو وجل نحو المستقبل حيث الشباب نبع طموح، ورؤية خيالية أو واقعية لغد أفضل تتمناه جميع الامم لانهم بناة المستقبل.


و تفرح الأمم بوجود شباب بين ظهرانيها وبدأت بعض بلدان العالم المتقدم تقلق من عدم وجود أفواج شبابية بين مواطنيها ..


و يقع المجتمع أمام تحد كبير في استقطاب هؤلاء الشباب وتوفير العلم والمعرفة لهم. وإلحاقهم بالمدارس والجامعات وضمان مستقبلهم الدراسي وتحصيلهم العلمي وإيجاد الوظائف لهم وإشراكهم في بناء الدولة؛ فالأسرة تقلق، والمجتمع يقلق، والدولة بكل أجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تقلق، فذخيرة الوطن من الشباب هم عدة الحاضر، وأمل المستقبل، والأجيال التي سبقتهم من مسؤولياتها ضمان عيشهم الكريم وإدماجهم في الحياة العملية، وتحمل مسؤولية بناء الأوطان.


ولكن من المؤسف ان نرى شبابا في بلادنا اليوم في عمر الزهور يتسكعون في الشوارع والطرقات والمتنزهات وهم يرتدون ملابس دخيلة على مجتمعنا وقيمنا وتقاليدنا وقصات شعر جاءنا بها علوج المحتل الغازي اضافة الى قيام هؤلاء الشباب بوضع المساحيق على وجوههم وشفاههم


وتبديل المشي حيث يتأرجحون شمالا ويمينا وبحركات أنوثة، ولكن هؤلاء لم يعيروا للناس بالا.! والسؤال: لماذا يقدم هؤلاء على التنكر بهذه الطريقة وبهذه الاشكال الغريبة عن تقاليدنا وقيمنا؟.! هل هي موضة الديمقراطية لعراقنا "الجديد"؟.! او هو الفراغ نتيجة عدم توفير العمل، وازدياد افواج العاطلين؟ او هناك من يزين ويشجع لهم فعلهم بغض النظر عن قناعتهم او رضاهم، او احساسهم بقيم المجتمع وتقاليده الاسلامية السمحة، واقلها ستر عورة المسلم الذي يستوي في ذلك الذكر بالأنثى، ناهيك عن الاعراف والتقاليد ،والقيم التي درج عليها المجتمع ،واصبحت ميثاقا واسلوب عيش وحياة للجميع ،البعيد والقريب ،والاهل والعشيرة، وحتى من يختلف معنا في العقيدة والجنس واللون والوطن. ولكن من المؤسف جدا ان نرى هؤلاء ينتسبون الى عوائل وعشائر عراقية كريمة واصيلة لها عادات وتقاليد موروثة بالأصالة والاخلاق والحياء.!! ولكن للأسف لم نجد من يقوم بمعالجة وتصويب تصرفاتهم التي نراها خرجت عن مسارها المطلوب والمالوف.!


و رغم الظروف التي مرت على العراق من حروب وحصار جائر قبل الاحتلال الا أن الشباب كانوا متعاونين مع بعضهم البعض وكانوا كلهم حيوية ونشاط وغيره وشيمة و حياء ولايمر شهر او شهرين فتجدهم يعملون في مدنهم وقراهم كلهم كالجسد الواحد . وكانوا يشاركون فى الأفراح والاتراح . فعندما يريد احدهم الزواج يحضر اصحابه قبل شهر من الزواج لإصلاح البيت للعريس وتهيئة مستلزمات الزواج له أما فى حالة الموت فكانوا يحضرون من الصباح لاستقبال الضيوف وتجهيز الاكل والشرب وكانوا لا يأكلون الا بعد ان يتأكدوا من ان جميع الضيوف وأهل المحلة والقرية اللذين يكبرونهم سناً قد فرغوا من الأكل وكانوا ينامون فى خيمة العزاء طيلة الايام التي تبقى فيها الخيمة يواسون اهل الفقيد .فكانت تصرفاتهم وملبسهم وقصات شعرهم فيها من قيم الرجولة والشهامة الكثير الكثير.


أما اليوم فحدث ولاحرج رغم توفير كل متطلباتها من كهرباء وماء في الاعراس والاحزان، وخلافه فتجد أغلبهم لا يحضرون لبيت صديقهم أو جارهم للمساعدة فى تجهيز عرسه . واكثرهم يحضر فقط للغناء والرقص الغربي وتجهيز الحفلات والاكل فى بيت العرس ونجدهم يجلسون فى أول صينية تدخل الخيمة ولايهمهم ضيف او انسان كبير وبعد الأكل مباشرة لا ينتظرون وتجد الخيمة ليس بها أى شباب وانما الناس الكبار فقط . والشيء المؤسف ايضاً انهم فى حالة موت أي واحد من المحلة والقرية نجد كثير منهم لا يحضرون الا ساعة الأكل ( فطور غداء عشاء وتدخين السكائر المفضلة اضافة الى وضع علبة او اكثر في جيب بنطلونه) ولا يهتمون بالضيف ولا يحترمون الكبار . وبعد الاكل نلاحظ أن اللذين يوزعون فى الشاي والماء للضيوف او لأهل المحلة هم ناس كبار فى السن .


كما اننا نستمع ونقرأ اليوم لشباب اخذ من تقنية الفيس بوك والتوتير وغيرها . أسوأ ما في استغلالها للتشهير والألفاظ السوقية والصور الفاضحة والعبارات الخادشة للحياء وعلى النقيض من ذلك نجد شبابا يأخذون من التقنية الحديثة ميزاتها وحسناتها فيجودون أداءهم ويغنون معرفتهم ودراستهم نرى فيهم تألقا وتطلعا نحو المستقبل واستشرافا لغد أجمل للشباب والوطن. لان الامم لا تنهض الى بسواعد ابنائها رجالا ونساء شيب وشباب في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها ولهذا فان الوطن اليوم بحاجة الى اسهام الشباب اسهاما حضاريا وطنيا مخلصا ومتفان لبناء الغد المنشود الخالي من هذه العادات والثقافات والافكار الدخيلة..

 

 





الخميس ٢٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. شاكر كريم القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.