شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار )
صدق الله العظيم


نستذكر ويستذكر كل الأحرار في العالم , هذه الأيام الجريمة النكراء والنكبة الكبيرة التي أحلت بالعراق وشعبه , ذكرى الاحتلال الأمريكي البريطاني الغربي الصهيوني الغاشم والباطل , ففي التاسع من نيسان عام 2003 قام المجرم بوش وقواته ومن التف حوله من قوى الظلام باحتلال بغداد , عاصمة العراق وعاصمة الخلافة العربية العباسية الإسلامية بعد أن استخدم شتى صنوف الأسلحة والمعدات المدمرة , التي كان يعدها لمواجهة دول كبرى , وقد ضن هذا الخائب الموتور بأنه يستطيع إن يلحق العراق بركبه وتخلو له المقادير بالاستحواذ على ثرواته وتقييد مستقبله السياسي , لكن شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية , وقفت كما هو معهود فيها , وقفة العز والفخر والشرف , في مقاومة قل نظيرها أثخنته بجراح لازال الشعب الأمريكي يئن منها , فخرج مهزوما تلاحقه اللعنة وتطارده أرواح العراقيين الأبرياء , الذين سقطوا بنيران قواته وممارساتهم اللاانسانية , واليوم تمر هذه الذكرى والعراق لازال يدفع الثمن الباهض جراء ذلك الاحتلال , فالفوضى وغياب الأمن والقتل الطائفي وسرقة المال العام وغمط حقوق الناس واستخدام القوة المفرطة , أصبحت السمة والمظهر اللذان يسودان البلد ويخيمان على مقدراته , وبهذه المناسبة المرة والأليمة والحاقدة , لابد أن يقف الشعب وقواه الوطنية المخلصة , وقفة رجل واحد للذود عن أنفسهم وعن حقوقهم المهدورة في مواجهة ستكون هي الفصل وهي الانتصار وهي الخلاص , وبدونها سيبقى العراق وشعبه مكبلا وفريسة سهلة بأيادي الدخلاء والعملاء والطامعين في ارض العراق وثرواته , تذكروا أيها العراقيون ولا تنسوا إن للباطل جولة وللحق صولات وانتصارات وان الذل والخنوع واللعب في مقدراتكم , من قبل قلة تسلطت على رقابكم , وبإشراف مباشر من قبل قوات الاحتلال والاستقواء بالأجنبي هو الاستسلام بعينه , وهذا ليس من صفاتكم كشعب لا يرضخ للاضطهاد والمهانة والمهادنة , تذكروا أن الوطن لا يمكن أن يخرج من دوامة العنف واللاامان والقتل والخوف وانتم مهزومون بأنفسكم , وقد غاب موقفكم الرادع لكل تصرف تقوم به السلطة , من اجل بقائها ومن اجل فرض سيطرتها وتحقيق مآربها وإسكات أصوات الحق وإهمال الرأي الآخر ومصادرته ,واعلموا أيها الصابرون ان طبيعة الحكم ونوعه في كل بلد يقرره أبناؤه , وليس من قبل الدوائر الأجنبية التي حاولت وتحاول اليوم من أن تجد لها مساحة واسعة في القرار وفي السلوك الحكومي ,

 

وفي توجيه السياسات بما يخدم مصالحها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة, إن الشعب الحي والواعي لدوره ومسؤوليته في الحفاظ على امن بلده واستقلاله وسيادته لابد أن يقف بكل حزم بوجه السلطة التي لا تحترم حق الشعب في أن يعيش بدولة ذات سيادة وغير قادرة على منع التدخل الأجنبي السافر في كل مفصل من مفاصل الحياة, أما إذا كان هذا التدخل بعلم وموافقة الحكومة وهو السائد الآن , فهذا هو الطامة الكبرى وهي بهذا التصرف لابد أن تفقد شرعيتها , وعلى الشعب أن يعيد لنفسه سيادته المفقودة وذلك بإقصاء من جعل العراق حديقة خلفية للأجنبي , وهنا يأتي السؤال المنصف وهو هل تقبل وتوافق تلك الدول سواء كانت دول الجوار أو الأبعد منها أن تسمح للآخرين من التدخل في شؤونها ؟ ومن البديهي أن يكون الجواب لا توافق ,

 

فلماذا هذا التدخل بالشأن العراقي ؟ لقد دفع الشعب ثمنا باهضا جراء هذا التدخل والتبعية التي عرفها القاصي والداني , فنشطت الميليشيات واستعرت الطائفية وتعددت مراكز القوى داخل المجتمع العراقي , كلا منها محسوب على حزب أو كتلة أو جهة خارج العراق , لقد ضن الساسة الجدد الذين جاء بهم ا,لاحتلال وهي حقيقة لا غبار عليها وغير منقوصة الوصف أنهم بهذا التصرف سيحافظون على وجودهم وان الدعم سيقدم لهم من تلك الجهات بحالة تعرض الشعب عليهم وقد نسوا إن إرادة الشعب هي الأقوى من كل تلك المحاولات فمن الذي قاوم الاستعمار البريطاني وأجهز على عملائه في العام 1920 و1948 و1952 و1958 أما انه الشعب العراقي نفسه الذي اسقط حلف بغداد وأقام جمهورية العراق الأولى ؟ قد يظن حكام العراق الآن أنهم قادرون على البقاء , من خلال التمسك بالطائفية والانحياز إلى الطائفة وإطلاق التصريحات التي تنم عن انتماء طائفي مقيت , يريد أن يقسم البلاد ويحرق ويدمر العباد موحين إليها أي الطائفة أنهم هم الساهرون على حقوقها ومصالحها وإنهم والله على وهم كبير فقد عرف شعب العراق وتيقن وبكل طوائفه وأعراقه من سلوكية حكامه وما يفكرون به وما يهدفون إليه وعرف حقيقتهم وارتباطاتهم وحجم الأضرار التي لحقت بممتلكات العراق وثروته الوطنية فهو يسمع ويشاهد ويقرا ويحلل ويتحاور في كل الممارسات والمغالطات والكذب , الذي يمارسه أولئك الحكام , وان اليوم الذي يقف فيه هؤلاء أمام القصاص العادل لم يكن بعيدا , وهذه هي سنة الحياة والتاريخ والدول والحكومات غير العادلة التي تناكف شعبها , فيا أبناء العراق الاكارم لا تنطل عليكم سيناريوهات من أرادوا بكم سوءا وذلا وفقدان كرامة فانتم شعب واحد فكونوا يدا واحدة وضميرا واحدا وتماسكوا وتمسكوا بالحق والفظوا كل خوان أثيم .


المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية
 ٨ / نيســان / ٢٠١٤

 

 





الثلاثاء ٨ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.