شبكة ذي قار
عـاجـل










من حق دول الجزيرة العربية التفكير الجدي في الدفاع عن أمنها الوطني والقومي ، وفي مقدمتها الدولة السعودية التي تعد أكبر هذه الدول ، وقائدة دول مجلس التعاون الخليجي ، وأكثرها قوة وتأثيراً في الجزيرة ، ولها دورها على الصعيد العربي والاقليمي والعالمي ، وهي مستهدفة في الدرجة الأولى بالنفوذ الفارسي المجوسي، الذي بات يشكل خطراً على مجمل الوطن العربي ، بسبب رعونة تدخلاته في الشأن الداخلي للدول العربية ، مستهدفاً أمنها الوطني والقومي ، جاعلاً من نفسه حليفاً استراتيجياً لأعداء الأمة من امبرياليين وصهاينة ، لايختلف في سلوكياته العدوانية عن الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة .

إن الدول تبني خياراتها الاستراتيجية على حفظ أمنها الوطني ودورها القومي ، والسعودية ودول الخليج مهددة بأمنها الوطني ووجودها القومي من العديد من الاطراف الدولية والاقليمية مثل امريكا والكيان الصهيوني وايران ، ولأن السياسة الايرانية ، سياسة ملالي الفرس المجوس سياسة رعناء لا تقيم وزناً لا لحسن الجوار، ولا تحترم سياسة الدول الداخلية في حقها بادارة شؤونها بحرية تامة ، ولا بالوازع الديني الذي تتستر وراءه ، لاخفاء طموحاتها القومية على حساب الوطن العربي ، والعمل على الحاقه بها والهيمنة عليه ونهب ثرواته .

إن السعودية ومعها دول الخليج تملك القدرة والارادة إن أرادت في أن تضع حداً لتلاعب الامبريالية الامريكية في سياستها البهلوانية ، التي تعمل على الاتفاق من وراء الستار مع ايران ، وتسمح لها بتهديد دول الجزيرة العربية ، وبناء مفاعل نووي على الرغم من تهديداتها لايران منذ ثلاثين عاماً ، في الوقت الذي تدعي فيه أنها حليف استراتيجي لهذه الدول للتحكم في السياسة النفطية ، لخدمة تحقيق أهدافها في الهيمنة الدولية ، وتترك لملالي طهران بممارسة التدخلات الرعناء في دول الخليج ، وفي الوقت الذي أقدمت فيه "اسرائيل" على تدمير المفاعل النووي العراقي في أيامه الأولى ، كثيراً ما سمعنا جعجعة كلامية لنتنياهو بتهديد ايران ومشروعها النووي ، في حين أن هناك مئات الشركات النفطية "الاسرائيلية" تعمل في السوق الايراني ، وأن هناك تمثيل ايراني "اسرائيلي" تحت يافطة جمعية الصداقة الايرانية "الاسرائيلية" .

إن الخيار الاستراتيجي للسعودية يجب أن يتمثل في سياسة الهجوم لا سياسة الدفاع، وهي تقتضي ضرب ايران من الداخل ، وفي مناطق النفوذ التي تمكنت من الحصول عليها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وإن كانت عاصفة الحزم رائدة في السياسة السعودية ، لإنهاء عملاء ايران من الحوثيين والمخلوع صالح ، إلا أن المطلوب مواجهة ايران في كل مواقع قوتها إن في الداخل أو الخارج.

إن عاصفة الحزم بداية سعودية جادة للتحرك لحماية أمنها الوطني ، الذ ي استهدفه المتمردون الحوثيون في اليمن ، فاليمن خاصرة السعودية ، وتعمل على تهديد أمنها الوطني في حالة وجود نظام عدواني كما كان يخطط الملالي في طهران ، وقد سبق لملالي الفرس أن اثاروا القلاقل في الشأن السعودي الداخلي وقت الحج ، الذي يحترم شعائره كل المسلمين إلا الفرس المجوس ، الذين خرجوا عن اجماع المسلمين في تأدية مناسك الحج ، وقد مارسوا ذات الدور التخريبي مرة أخرى ، وتسببوا في ازهاق أرواح المئات من المسلمين ، وإلى جانب عاصفة الحزم لابد مما يلي ـ

أولاً ـ لابد من تكثيف الضغط في سوريا لخلاص سوريا من النفوذ الايراني الذي بات يدافع عن مصالحه ، ويترك للشعب السوري أن يحدد مصيره بنفسه ، من خلال التغيير السلمي الديمقراطي ، بعيداً عن عائلة الاسد التي باتت وبالاً على سوريا وعلى المنطقة ، فلا يقبل أي حل في الوضع السوري إلا برحيل الاسد ، وإنهاء النفوذ الايراني ، إلى جانب تنظيف سوريا من التنظيمات الارهابية التكفيرية ، التي لا تختلف في سياساتها وأهدافها عن سلوك ملالي الفرس المجوس .

ثانياً ـ لابد من مد يد العون والمساعدة للمقاومة الوطنية العراقية بتزويدها بكل احتياجاتها المادية والمعنوية ، فالنفوذ الايراني في العراق خطير جداً على الامن الوطني والقومي ، لأنه بغياب العراق لا يمكن أن يتوفر الامن لدول الجزيرة العربية، والامن القومي العربي ، فقد أكد العراق أنه حارس قوي للبوابة الشرقية من جهة، وعنصر فاعل ومؤثر في الصراع العربي الصهيوني ، ومن خلال قدرة وارادة المقاومة العراقية الباسلة التي يعود لها الفضل في طرد الامريكان ، يمكن وبسهولة هزيمة الفرس على أرض العراق ، وتجرعهم سم الهزيمة للمرة الثانية ، خاصة وأن النظام السياسي الذي بناه الامريكان ، ويرعاه الملالي نظام طائفي هش مرفوض من جماهير الشعب العراقي .

ثالثاً ـ دعم ثورة الاحواز المشتعلة ، واعتبار أن الاحواز قطر عربي تم احتلاله وله الحق في تقرير مصيره ، والأحوازيون يناضلون منذ سنوات طويلة ، وهم يفتخرون بعروبتهم وانتماؤهم القومي ، ولا تقل قضيتهم بعدالتها عن قضية فلسطين المحتلة ، ويجب تبني قضية تحرير الاحواز في المحافل الدولية ، وفرضها على أجندة الجامعة العربية ، وقبول تمثيلها في الجامعة العربية ، وفتح مكاتب لها في العواصم العربية ليأخذ نضال الاحوازيين بعده القومي العملي .

لقد كان لنضالات العرب الاحوازيين دور كبير في سقوط نظام الشاه ، وقد كافأهم الملالي بالمزيد من القمع والقتل والتنكيل ، وسرقة ثرواتهم النفطية والمائية والزراعية ، وحرمانهم حتى من تسمية أبنائهم بالأسماء العربية .

رابعا ـ لقد إنتهى الدور البهلواني لحزب الله كحزب مقاومة ، وتكشفت للكثيرين ارتباطاته المشبوهة ، ووجوده الفعلي لخدمة سياسة الملالي من خلال أمينه العام، الذي يعلن جهاراً أنه ينتمي لحزب ولاية الفقيه ، إلى جانب تدخله في الصراع الداخلي الدائر في سوريا ، في ضوء تعليمات أسياده في طهران ، وهو ما يقتضي إنهاء هذا الدور البهلواني الذي كانت نتائج المواجهة مع الكيان الصهيوني والتي كانت لخدمة عملية التفاوض الايراني مع القوى الغربية ، وقد أدت هذه المواجهة وضع القوات الدولية لحماية شمال فلسطين ، ونسيان مزارع شبعا التي كان يتغنى بها الحزب ، وقد لاحظنا موقفه اللاأخلاقي واللاوطني عند العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وهو ما يجب فتح باب المقاومة لجموع أبناء الشعب اللبناني ، وإنهاء الدور الطائفي للمقاومة من أجل تحرير باقي الأراضي اللبنانية التي يحتلها الكيان الغاصب .

إن دولة الملالي منهارة من الداخل ، لأن جميع القوميات التي تتشكل منها رافضة لهيمنة الفرس ، وطغيانهم وعدوانيتهم على إنتماءاتهم الوطنية والقومية والدينية ، وبالتالي هم على أتم الاستعداد للخلاص من الهيمنة الفارسية ، والفرس يعملون جاهدين بممارسة القمع والارهاب في صفوف المناضلين الوطنيين ، إلى جانب القمع الديني لمكونات المجتمع الايراني ، بفرض سياسة ولاية الفقيه التي باتت سياسة حمقاء ، رهنت طموحات القوميات الايرانية بتعاليم المرشد الديني الذي يجب أن يكون فارسياً من جهة ، والعمل على الهاء الايرانيين بالتدخلات الخارجية للتغطية على المعاناة السياسية والاقتصادية التي يعيشونها من جهة أخرى .

dr_fraijat45@yahoo.com

 





الخميس ١١ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.