شبكة ذي قار
عـاجـل










بداية لا يشير عنوان المقالة لما يجري من أحداث في شرقنا الأوسط، بل هو عنوان حقيقي لمقالة كتبها أحد عراقيي الجنسية البريطاني خالد القشطيني وتحت عنوان "زبالة" ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط المعروفة يوم الأحد الموافق 13 مارس / آذار 2016م.

وقبل الدخول في تفاصيل المقالة القذرة ننوه بأن ما سيتم الحديث عنه ليس له أي تأثير من قريب أو بعيد بمواقفنا العروبية تجاه المملكة العربية السعودية أو التحالف العربي والإسلامي، بل إن ما سيأتي ذكره يصب في صالح أهداف التحالف الإعلامية على أقل تقدير، ومنها محاولة كشف الأقلام المأجورة التي تنشر سمومها في صحف عربية عريقة يفترض إنها تعي لسياسة المرحلة وخطورة استخدام أدوات الديمقراطية في غير زمانها ومكانها المناسبين.

يشير عنوان المقالة وكما هو واضح إلى تدني مستوى الطرح لبعض من يسمون أنفسهم كتابا ومؤلفين، وهذا لا يُعاتًب عليه الكاتب الخرف نفسه بقدر استهجاننا للصحيفة التي تنشر له من باب الديمقراطية المقنعة، والتي سترفض ذات المفهوم الديمقراطي في حال لو تم الرد على المقالة بما يلاءم من أوصاف.

سنأخذ أولا مضمون المقالة، والذي ركز كاتبها على إرث أو تركة الشهيد صدام حسين، وهو يعني هنا الكتب والمؤلفات والصور التي تخص انتصاراته! والتي لو فكر الكاتب الخرف بعيدا عن حقده وكرهه لوجد بأن كل دول العالم ومتاحفه يبحثون اليوم عن هذا الإرث وبغض النظر عن الأسباب والدوافع، لكن وبمنظور عام فهو يمثل إرثا حضاريا لحقبة اعترف بوطنيتها الأعداء قبل الأصدقاء، حتى باتت صور صدام حسين وكتبه ومؤلفاته من الأنتيكات والمقتنيات التي يبحث عنها جامعو التحف والأثريات.

لن أطعن بقوى الكاتب العقلية والوطنية، ولن أتعرض لتاريخ حياته كما يتعرض هو لسيرة الأموات، فهو معروف لكثيرين، لكني سأوجه سهامي إلى صحيفة الشرق الأوسط التي تتصدر كبريات الصحف العربية وأوسعها انتشارا اليوم، وسأوجه لإدارتها المحترمين سؤالا واحد سنبني عليه موقفنا منها، وهو; لماذا تعيد الصحيفة نشر ذات المقال المنشور لذات الكاتب في 11 نوفمبر 2012م؟

هنا ستأتي الأجوبة تترى! وأسهلها على الإطلاق هو النية المبيتة، أو الجرم مع سبق إصرار وترصد، وهو الجواب الأخطر من بين الأجوبة، والذي سينتج عنه أسئلة منطقية عن الدافع السياسي وراء اجترار التهجم الإعلامي على حقبة النظام الوطني في العراق واستهداف رموزه السياسية والثقافية، والذي يأتي بوقت نحن أحوج ما نكون فيه للتلاحم بين الأخوة العرب، وعلى وجه الخصوص في قضية الوقوف بوجه إيران فارس التي ذاقت السم الزعاف على أيدي ذات النظام الذي تحاول الصحيفة من خلال الكاتب أن تستهدفه في الوقت الضائع.

السؤال التالي للصحيفة، لِم الإصرار على نشر مقالات هذا الكاتب السمية على مدى عشرون عاما؟ فإذا ما كان الجواب إن السياسات العربية السابقة كانت تحتم التهجم على النظام الوطني بسبب قضايا وتحالفات دولية تم اكتشاف هشاشتها اليوم! فعلى الصحيفة أن تعلم بأن السياسات تتغير عبر حقب الزمان، وإن العدو المشترك للعرب اليوم هي إيران وليس النظام الوطني الذي درء خطر جلوسها في أحضان العرب لثمان سنوات، وإن الشهيد صدام حسين كان يوما ما قائدا دعمه كل الرؤساء العرب، وبغض النظر عن الاكتشاف المتأخر لجدية الخطر الإيراني اليوم فإن العرب بحاجة ماسة إلى ذات الشريحة الوطنية التي وقفت بوجه الشرق الأسود، وكانت جبل النار بين بلاد فارس والعرب، وهي الشريحة ذاتها التي أصيبت بخيبة أمل بالرغم من موقفها العروبي اليوم بالرغم من كل سقطات الأمس.

ربما لن نتوقع بأن تقوم الصحيفة برفع هذا المقال أو طرد هذا الكاتب الخرف، لكن لا بد من رسالة نوجهها للإعلام العربي ننبههم فيها من الخلايا الإعلامية النائمة التي استيقظت من سباتها اليوم، والتي من الواضح إنها اخترقت صحيفة عربية عريقة مثل الشرق الأوسط، والتي تنشر تماما بالعكس من توجهات التحالف العربي، وإن كان كدس السم بالعسل.

لا تتوقعوا أن يكون الشعب العربي الذي عشق صدام حسين أميا، ولا يحسن القراءة ما بين السطور، فقد جاء الوقت لوضع النقاط على الحروف، وكما كان واجبا علينا نبذ الماضي والوقوف بكل شجاعة مع متطلبات المرحلة ضد كل أعداء العرب، فإننا نتوقع في المقابل التوقف عن الاستفزاز من قبل قنوات فضائية وصحف يفترض بأنها تعي حجم وخطورة المرحلة، وهذا الأمر منوط في النهاية لقرار السلطات العليا.
 





الاثنين ٥ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.