شبكة ذي قار
عـاجـل










عمل مشترك بين لجنتي المغرب والعراق
تصميم سلمى الإدريسي
مقال الأستاذ خالد الحسن

لقد حظيت قواتنا المسلحة بكافة صنوفها برعاية خاصة من لدن القائد الشهيد صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وفي مقدمتها القوة الجوية التي وفرت لها عوامل التفوق من خلال التدريب عالي المستوى والطائرات الحربية المقاتلة الحديثة ومن مناشئ عدة وقد انعكس ذلك على أداء الصقور في كافة المعارك التي اشتركوا بها وابرزها معركة قادسية صدام المجيدة حيث كانت الضربات الجوية التي نفذها الطيارون ضد مواقع العدو الايراني بتاريخ 22/9/1980 كرد على العدوان الايراني لها الاثر الكبير في تحجيم قدرات العدو على استخدام قواعده الجوية ومطاراته اضافة للغطاء الجوي الذي توفر للقطعات البرية طيلة فترة المنازلة ، وكانوا يحضون بتكريم القائد الشهيد صدام حسين في كل طلعاتهم الجوية التي استهدفت مواقع استراتيجية في العمق الايراني والخليج العربي حتى اننا لا زلنا نتذكر بأنهم قد تم تمييزهم بالسيارات وهم الوحيدون الذين تم تكريمهم بسيارات مرسيدس دون غيرهم من الضباط اضافة لمكارم اخرى حصلوا عليها .

فكم كانوا ابطالا همهم الدفاع عن حياض الوطن ؟
سأذكر حالتين عن بطولة الصقور قد لا يعرفهما البعض او لم يسمعوا بهما ونحن نحتفي بالذكرى العاشرة لاستشهاد القائد صدام حسين ( رحمه الله ):

الاولى : في الايام الاولى للرد العراقي على العدوان الايراني سقطت احدى الطائرات المقاتلة وهي تؤدي واجبها القتالي في العمق الايراني وكان أنذاك شخص اسمه ( ابو علي ) يجيد العربية في اذاعة الاحواز يحاول أن يضعف من عزيمة المقاتلين وشعب العراق ويذيع بعض اللقاءات مع اسرى عراقيين مفترضين وكانت اسئلته تنصب على سبب اشتراكهم في الحرب على ما يسميها الحمهورية الاسلامية ، وفي احد الايام خرج ليعلن بأن طيارا عراقيا قد وقع بالاسر بعد سقوط طائرته ووصفه بالصيد الثمين وكان سؤاله الاول المعتاد هو لماذا تقاتل جيش الثورة الاسلامية حسب وصفه لجيش خميني ودون اي تردد اجابه الطيار العراقي الشهم إني انفذ الواجب العسكري المنوط بي وإن عدت للعراق سأفعل ذلك ثانية واعود اليكم .،مما جعل ( ابو علي ) أن يوقف البث الاذاعي المباشر .

الثانية : بعد الانتصار الكبير الذي حققه العراقيون شعبا وقوات مسلحة على الايرانيين في 8/8/1988 زارني احد الاصدقاء وهو عراقي مقيم في الكويت وتبرع بالكثير للمجهود الحربي في بيتي وطلب مني ان ارافقه الى احد فنادق البصرة وسالته عن السبب فاجاب بان هناك مجموعة من الكويتيين ومنهم عضو في مجلس الامة يريد اللقاء بهم ويحتاجني للاجابة على بعض التساؤلات التي قد تطرح في اللقاء باعتباره لا يمتلك الاجابة ، وذهبت معه واستقبلونا في صالة الفندق استقبالا جيدا وبدأنا تبادل الاحاديث التي انصبت على صمود العراق وانتصاره وحمايته لاقطار الخليج ومنها الكويت التي كانت مرشحة لاجتياح الايرانيين لها ان هم تمكنوا من اختراق دفاعات العراق لا سمح الله ، وكان الحاضرون جميعا يشيدون بالقيادة الفذة للقائد صدام حسين والقيادات الميدانية التي يعرفونها بالاسم وطلب احد الشباب المتواجدين الحديث قائلا ساذكر قصة عشت فصولها عن قرب وهي تخص طيار عراقي واسترسل بسرد القصة فقال انه باعتباره ضابط طيار كان في مهمة تدريبية في احدى القواعد الجوية في الامارات المتحدة وفي احد الايام اعلنت حالة الانذار في القاعدة وحينما استفسرنا عن سبب الانذار قيل لناان هناك طائرة حربية تتجه للقاعدة وقائدها يطلب الهبوط فيها ولسنا متأكدين هل هي عراقية ام انها ايرانية وخلال دقائق معدودة وضعوا سيارات الاطفاء والاسعاف على مدرج الهبوط في القاعدة ليمنعوا الطيار من الهبوط فيها وامام هذه الحالة يقول الطيار الكويتي هرعنا جميعا لنرى ما سيحدث وما هي الا دقائق قليلة حتى اصبحت الطائرة تحوم على القاعدة وهي ميراج حديثة يعلوها علم العراق ولم يتوانى الطيار حتى هبط بطائرته على المدرج الموازي للمدرج الرئيسي وهو غير معبد بعد ان رأى المدرج مغلق ، يقول توجهنا جميعا ومعنا امر القاعدة الى الطائرة ووقفنا على مقربة منها حيث نزل منها الطيار وهو برتبة نقيب واستعد لامر القاعدة وادى له التحية وكانه ضابط قوات خاصة وقدم نفسه له وكانه في العراق وكان يحمل مسدسا واصطحبناه الى بهو القاعدة ولم يتم تجريده من سلاحه الشخصي وحينما سالنا الامر عن السبب قال بالحرف الواحد هل تريدوننا نتورط مع العراقيين ؟

ولم يكمل امر القاعدة استفساراته حتى وقفت ثلاث سيارات مرسيدس سوداء نزل منها مجموعة شباب دخلوا علينا وصاح احدهم باللهجة العراقية ( وينه طيارنه ) وضحك الجميع واصطحبوه الى السفارة العراقية لان السيارات تعود لها ولم نعرف عنه شيئا وما حصل بعد ذلك هو في اليوم الثاني حطت طائرة نقل عسكرية وفيها طيار وفنيون من القوة الجوية العراقية جهزوا طائرة الميراج بالوقود وفحصوها وغادرت القاعدة مع طائرة النقل ، ولا زال الحديث للطيار الكويتي حيث ختمه بوصف الروح المعنوية التي كان يتمتع بها الطيار العراقي حتى انه قال لهم لو جهزتم الطائرة بالعتاد ساعود ثانية للاغارة على الاهداف البحرية الايرانية بعد ان احصل على اذن قيادتي ، علما ان سبب هبوطه في القاعدة الاماراتية كان نفاذ الوقود بطائرته .

هكذا كان صقور الجو في نظامنا الوطني لذلك كانوا من بين اوائل المستهدفين من قبل الايرانيين واعوانهم في الميليشيات التابعة لهم بعد الاحتلال وقدموا تضحيات كبيرة ضريبة اخلاصهم للوطن وتنفيذ واجباتهم المنوطة بهم في معارك الكرامة والشرف .

المجد والخلود لقائد العراق وقواته المسلحة الشهيد صدام حسين ولجميع الشهداء من شعبنا وقواتنا المسلحة والخزي والعار لكل عميل او متخاذل لم يضع مصلحة الوطن نصب عينيه
 





الجمعة ١ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عمل مشترك بين لجنتي المغرب والعراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.