شبكة ذي قار
عـاجـل










حقيقة الديمقراطية الأمريكية في العراق- أزمة طائفية عرقية وإرث من الإقصاء – الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

تتنافس الجماعات المختلفة ضمن الطائفة مع بعضها البعض على السلطة والمنافع ،  كانت قاعدة دعم الأحزاب الشيعية العائدة من الخارج مثل  {{  المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (  كان يعرف في السابق باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية  ) وحزب الدعوة بجناحيه – تنظيم الداخل  ، تنظيم الخارج -  وحزب الطليعة الإسلامية شيرازي التقليد  .... الخ  }} ، محدودة في العراق الأمر الذي دفعها إلى استغلال الطائفية والمخاوف الطائفية لخلق جمهور ناخبين وحاضنة اجتماعية جديدة وقد شدد خطاب هؤلاء على  المظلومية وحكم الأغلبية ومنع الظلم والتمييز والحيلولة دون ظهور دكتاتورية جديدة كانت الأطراف السياسية الشيعية الفاعلة الرئيسة مهتمة بتأمين التمثيل النسبي في قيادة الدولة وضمن مؤسساتها ، غير أن نوري المالكي تمكن من توطيد سلطته وسلطة مؤيديه وتم اختيار المالكي رئيساً للوزراء في العام 2006 ، وعلى مدى عامين بدا وكأنه رئيس وزراء ضعيف يرأس حكومة منقسمة للغاية في تلك السنوات  ، تفشى العنف وعجزت قوات الأمن العراقية عن فرض سيادة القانون في العام  2008 ، قاد المالكي حملة عسكرية ضد جيش المهدي وهو قوة شبه عسكرية أنشأها مقتدى الصدر ومن ضمن المخطط الإيراني لإضعاف المؤسسات الأمنية ، وكانت ميلشية جيش المهدي في ذلك الوقت تسيطر على البصرة  واستطاع المالكي أن يجبر الصدر على سحب ميليشياته ، ونتيجة لذلك بدا أنه قائد قوي ، وهو ما كان يرغب فيه معظم العراقيين  للتخلص من سطوة المليشيات  وإعادة الدولة لهيبتها لكن هذا لم يتحقق  ، وتزامن ذلك مع نجاح مجالس الصحوة المدعومة من أمريكا والتي كانت بمثابة تحالفات لإقرار الأمن تشكلت في العام 2008 بين رجال العشائر في في  الغربية  وتمكنت من إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة في الأنبار وعدد من المناطق الأخرى  وخاصة شمال بغداد  ،  وبالتالي في خفض وتيرة العنف الطائفي بدأ المالكي مستغلاً هذه المكاسب  ويعيد تقديم نفسه على أنه باني الدولة والذي يعتبر إرساء سيادة القانون واستعادة سلطة الدولة شغله الشاغل فقد تبنى خطاباً أكثر تحدياً وثقة بالنفس وانتقد المحاصصة العرقية والطائفية للسلطة خلافا لما ينتهجه في افعاله اليومية وكان بقوله هذه التي لا تنبق والواقع يقصد وبخاصة أولئك الذين عارضوا الحكومة من الداخل ،  في العام 2009 شكل المالكي ائتلاف دولة القانون ليترجم ادعائه الكاذب إرساء سيادة القانون  ،  وبهذا الخداع والتضليل تمكن من تحقيق فوز في انتخابات مجالس المحافظات وركز على هيمنة جزب الدعوة في مؤسسات الدولة والذي أدى الى تشكيل الدولة العميقة  في فترة ولايته الثانية ، واستفاد المالكي من القصور الذي شاب اتفاقات تقاسم السلطة واتّبع سياسة فرّق تسد في التعامل مع الأطراف الأخرى مستغلاً الدعم القوي الذي أتيح له كرئيس للسلطة التنفيذية وهو ملأ المناصب الشاغرة في الجيش والإدارة بالموالين له وزاد من صلاحيات مكتبه والشبكات المرتبطة به شخصياً  ، وبالتالي خلق نوعاً من دولة الظل داخل الحكومة  كما بينت أعلاه منح المزيد من النفوذ للّجان المستقلة مثل {{  لجنة اجتثاث البعث ، ولجنة الاتصالات والإعلام ، وشبكة الإعلام العراقي ، والبنك المركزي  ، وهيئة النزاهة  ،  وهيئات الوقف }} لتحقيق أهدافه ونواياه  ونجح إلى حدّ كبير في إخضاع المحكمة الاتحادية وإقامة تحالف مع رئيسها مدحت المحمود الذي ساعده في تطويق خصومه وإضعاف قدرتهم على كبح سلطته من خلال البرلمان  من خلال  بعض القوانيين او تفسير مواد الدستور ،  كما أسهمت حقيقة أن العراق دولة ريعية وأن الاقتصاد العراقي يعتمد إلى حدّ كبير على عائدات النفط في تمكين السلطة التنفيذية والقوى الساعية إلى إقامة دولة أكثر مركزية أثارت قدرة المالكي على توطيد سلطته قلق منافسيه الشيعة واضطرت عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، ومقتدى الصدر إلى تجاوز المنافسة التقليدية بين عائلتيهما  في حينه والعمل معاً لمواجهة المالكي فأصبح مقتدى الصدر من أشد منتقدي المالكي بصفته رئيسا لمجلس الوزراء ، ووصف ممارسات المالكي بأنها ديكتاتورية وفي العام 2012 عبر الصدر عن تحد غير عادي للمالكي عندما تحالف مع مسعود بارزاني نواب المنطقة الغربية لبدء تحرك يهدف إلى إطاحة المالكي عبر التصويت بحجب الثقة عنه في مجلس النواب  لكن حتى ذلك الحين بقي مقتدى الصدر في إطار تقاسم السلطة الطائفي بإعلانه أن الأكراد والعرب من اهل السنة والجماعة قبلوا أن يكون رئيس الوزراء الجديد أيضاً من التحالف الوطني القريب من ايران على الرغم من إجهاض هذه الخطوة لإقصاء المالكي عن السلطة بسبب المعارضة الإيرانية وإحجام المرحوم جلال الطالباني عن دعمها  استمر الصدر في انتقاد المالكي ووعد أتباعه بأنه لن يدعم جهوده لفوز بولاية ثالثة

 

يتبع بالحلقة الرابعة

 






الاربعاء ٢٧ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.