شبكة ذي قار
عـاجـل










فلسطين في عيون الشهيد الخالد صدام حسين

نبيل مرتضى

 

في مثل هذا اليوم نتذكر بكل فخر واعتزاز يخالطه الحزن والألم رحيل قائد من قادة البعث وزعيم من الطراز الأول، ورجل من رجالات الأمة الغيارى، وفارس من فرسان المبادئ والحق، قائد في ميدان البناء والإعمار وفي مواجهه الصعاب، وفي الوقت نفسه مقاوم شرس في مواجهه المحتل الأمريكي الصهيوني الرفيق الشهيد الخالد صدام حسين المجيد رحمه الله.

الذي كان صادقاً ووفياً لخطاب التنصيب يوم 1671979 عندما خاطب القيادة قائلاً لن أدعوكم لفعل شيء لم أفعله بنفسي، مؤكداً سيادته لن أكون السيف الأوحد بل سيفاً بين السيوف، هذه نبذة عن مسيرة شهيدنا الخالد صدام حسين المجيد، فقد وعد وكان صادقاً وفياً لعهده.

تبدأ مسيرة الرفيق النضالية برفضه للظلم والأفكار الشعوبية لهذا كان من ضمن المناضلين الأحرار الذين تصدوا للطاغية عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد، هذا هو الزعيم التاريخي لحزبنا العظيم.

لقد كان الشهيد الخالد مميزاً في كل شيء، يؤثر في المحيط الذي حوله ليحولهم إلى كتلة من العطاء والبذل والجهاد، كان يستحق بكل فخر وجدارة عندما قال الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله (صدام حسين هدية البعث إلى العراق وهدية العراق إلى الأمة العربية المجيدة).

اعتبر الشهيد صدام حسين أن تحرير فلسطين واجب قومي يقع على عاتق جماهير الأمة العربية من خلال الاستعداد والتعبئة وتهيئة الجماهير لمعركة طويلة ومصيرية، ولهذا رفع الحزب شعار كل شيء من أجل المعركة، حيث هيأ كل مستلزمات النصر من خلال استثمار موارد العراق النفطية وموارده الاقتصادية والاعتماد على الصناعة الوطنية وإصدار قوانين تخدم الاستخدام الأمثل للموارد الزراعية لتوفير اللقمة الكريمة للمواطن بعيدة عن الاحتكار الخارجي.

ومن بنات أفكار الشهيد صدام حسين ورفاقه بالقيادة  قد أنشأ الحزب منظمة مقاتلة هي جبهة التحرير العربية في نيسان 1969 أي بعد تسعة أشهر من ثوره تموز المجيدة.

وفي عام 1974فقد عبر الرفيق صدام حسين في مؤتمر القمة العربية التي عقدت في المغرب عندما اعتبر منظمة التحرير الفلسطيني الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني على طريق تحرير فلسطين..

وعندما رفض سياسة الاعتدال المتزايد لمنظمة التحرير الفلسطينية التي طرحت بدائل للكفاح الشعبي المسلح أسس ما يسمى في حينها جبهة الرفض التي تضم فصائل من المقاومة الفلسطينية وبعض أحزاب المقاومة اللبنانية البطلة.

وعلى الرغم مما فرضه النظام الإيراني على العراق من حرب طويلة ومكلفة لمدة ثماني سنوات لكن الرفيق الشهيد الرمز يقول إن هذه ليست معركتنا المصيرية لأن عدونا الأساسي هو الكيان الصهيوني. وخرج العراق من الحرب المفروضة عليه منتصراً ويملك أقوى جيش من حيث العدة والعدد في المنطقة.

أود هنا أن أورد ما ذكره الدكتور محمد مهدي صالح في مذكراته بعد خروج العراق منتصراً بعث الشهيد برزان إبراهيم رسالة تتضمن مقترح يطلب من سيادته أن يكف عن إرسال رسائل نارية من تهديد ووعيد للكيان الصهيوني ويكون عاملاً إيجابياً عند إجراء مفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، لأن هذا يزعج الغرب، فكان جواب الشهيد الخالد صادم (والله لو أعطوني الشمس في يميني والقمر عن شمالي على أن أترك هذا الأمر أو أهلك من دونه ما تركته).

كانت هذه أمنية الشهيد الخالد أن يسقط شهيداً من أجل فلسطين والعراق.

الشهيد الخالد هو الذي أطلق 39 صاروخاً على الكيان الصهيوني، فمن يطلق الصاروخ الأربعين؟

لقد كان للرفيق صدام حسين الدور الكبير في دعم زخم الانتفاضة الثانية المباركة 2002 من خلال الدعم اللوجستي لاستمرار الانتفاضة، وكان يقدم مساهمات مالية للشهداء والجرحى، وكذلك تعويضات لإعادة بناء الممتلكات التي يقوم جيش الاحتلال بهدمها كأسلوب لكسر روح المقاومة لدى شعب فلسطين البطل، وعندما أقدم الكيان الغاصب على محاصرة شعبنا في فلسطين أمر الشهيد الخالد أن يشمل شعب فلسطين بالحصة التموينية كما يقدم لأخوتهم في العراق من أجل زيادة زخم الانتفاضة المباركة ونجاح استمرارها.

يقول الرفيق المرحوم أحمد ميشيل عفلق رحمه الله (إن الأمه العربية موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح)، ولنا في الشهيد الخالد صدام حسين قدوة لأنه لم يسقط من يده السلاح ولا روح المقاومة، إنه رمز للمقاومة ليس في العراق وحسب إنما أصبح أيقونة لكل الأحرار في العالم الحر، ولهذا كانت فلسطين في عيون الشهيد الخالد وفكره وهو يواجه الموت، حيث قال عاشت فلسطين حرة عربية.

ونحن ملتزمون بفكر البعث ونهج وسلوك الشهيد صدام حسين أن فلسطين لا تحررها الحكومات العربية بل حرب التحرير الشعبية، وأن الكفاح الشعبي المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وجميع الأراضي المغتصبة.

إن معادن رجال البعث الأوفياء تظهر أكثر وضوحاً ولمعاناً في ساحات المنازلة الكبرى، كما قال القائد المؤسس رحمه الله بأن أبناء البعث هم الذين لا يخشون المخاطرة فحرارة المواجهة في ساحات النزال تزيدهم صلابة.

إنه عهد البطولة، وكان الرفيق المجاهد صدام حسين قد أبى أن يغادر أرض الرباط والجهاد والمواجهة الحقيقية، فقد كان على علم بأدق تفاصيل إعادة بناء الحزب، وكذلك بالفعل العسكري المؤثر، وكان في بعض الأحيان هو من يقود غبار المعركة كما حدث في معركة المطار التي كبد العدو الأمريكي خسائر لم يستطع الجيش الأمريكي من تحملها.

هنيئاً لك رفيقنا القائد الشهادة، واختيارك لتكون في منزلة ومقام كبيرين، ونحسبك بإذن الله من الشهداء، ونعاهد روحك الطاهرة الأبية وكل شهداء البعث العظيم على الوفاء لقسم الانتماء والولاء للبعث العظيم والعراق وأمتنا المجيدة، وسنبقى الجنود الأوفياء والسيوف المشرعة بيد الرفيق المجاهد علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد للحزب.

وألف تحية وتقدير للرفيق المجاهد المناضل أبي جعفر أمين سر قيادة قطر العراق الذي وضع حزبنا العظيم في العراق على سكة الإصلاح والبناء التنظيمي السليم عملاً بالنظام الداخلي حتى تحقيق النصر الناجز على المحتل الصفوي الصهيوني وأعوانهم، ومن الله التوفيق.




الجمعة ٧ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نبيل مرتضى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.