شبكة ذي قار
عـاجـل










رسالة مفتوحة أتوجه بها إلى أبناء أمتي –  الصفحة الأخيرة

 

زامل عبد

 

بمراجعة للعلاقات الامريكية الإيرانية لما سبق عملية طوفان الأقصى نلاحظ هناك  نوع من التوافق مع إدارة الخرف بايدن والتي اسفرت عن اطلاق مبلغ ستة مليارات دولار امريكي مجمدة في بنوك كوريا الجنوبية مقابل اطلاق سراح ستة إرهابيين إيرانيين صدر بحقهم حكم من المحاكم الأمريكية مقابل اطلاق سراح ستة أمريكيين معتقلين في طهران مدانين بالتجسس ، واطلاق سراح محكومين من قبل المحاكم الأمريكية  يتناقض كليا مع سياسة أمريكا التقليدية القائمة على الرفض المطلق لأطلاق سراح من يعتقل لديها ، اذن التفاهم الأمريكي الإيراني يتطور بصورة إيجابية وحصل هذا التطور قبل بضعة أسابيع من  طوفان الأقصى ، وهذا يعد امتداد لما سبق من التقارب في زمن الرئيس الأسبق أوباما  الديمقراطي والذي قدم عام 2015 مبلغ  120  مليار دولار ولم ينتظر تحويلها بنكيا فأرسلها نقدا في طائرة خاصة لان نظام خامنئي كان في ورطة مالية وهذه دلاله بينه على عمق العلاقة والتعاون فيما بين الديمقراطيين  ونظام الملالي في ايران  ، وهنا اشير الى امر اخر اراه مهم جدا لبيان عمق العلاقة والتوافق الأمريكي الإيراني الا وهو الموقف من انتفاضة الشعوب الإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه حيث أعلنت الإدارة الامريكية  انها لا تريد تغيير النظام السياسي في ايران بل تدعوه الى تغير مواقفه من المطالبات الشعبية  ، وان كان أمريكا وايران صادقين بادعاءاتهم لاستثمرت أمريكا ثورة الشعوب الإيرانية كالبلوش والعرب والاكراد والأذريين لإسقاط النظام الذي تصفه الإدارة الامريكية بانه مصدر الإرهاب في المنطقة والممول الرئيسي للمنظمات الإرهابية ،  بل أمريكا تعمدت تجاهل كل ما ادعته عند ورود الفرصة لان ايران الصفوية هي الذخيرة استراتيجية لها لتحقيق هدفها - الفوضى الخلاقة -  وفي المقدمة تمكن الملالي من أربعة عواصم عربية ونشر الفتن الطائفية فيها وتمزيقها وهو ما فشل الغرب والصهاينة من تحقيقه مما حفز عربان التطبيع الى التسارع الى مد يد الذل والهوان للصهاينة  بعذر توفيد الحماية من الخطر الإيراني ، ولغرض التوثيق اتطرق في ختام رسالتي الى مذكرات محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق والذي اكد فيها ان ايران سمحت للقوات البريطانية وقوات أخرى معها بدخول ايران ومنها انطلقت لتطويق المقاومة العراقية في ام قصر واحتلالها ، ولاننسى ابدا ان أمريكا سلمت العراق لإيران عندما اضطرت للانسحاب من العراق بعد ان عجزت عن مواجهة المقاومة العراقية ، وتكرر إعلانها انها لا تريد اسقاط العملية السياسية في العراق بل تحسينها رغم ان من يسيطر ايران الصفوية على المشهد السياسي العراقي والتدخل بكل مفاصله فكل هذه الوقائع تكفي لأثبات بانه لا يوجد صراع حقيقي بين أمريكا وايران  ،  كما ان أمريكا سهلت السيطرة الإيرانية في اليمن وسورية ولبنان لان أمريكا لم تدعم قوى لبنانية كانت جاهزة لمنع سيطرة حزب الله على لبنان ، فالسيطرة الإيرانية على لبنان جزء من المخطط المشترك { الأمريكي – الصهيوني – الإيراني الصفوي } الذي يهدف في مراحله الأولى الى محو الهوية العربية من تلك الأقطار وتقسيمها طائفيا ومذهبا والقول الأخير ولو كانت أمريكا جادة في معارضة سيطرة ايران ولاية الفقيه على أربعة اقطار عربية لتدخلت عسكريا لان هذه منطقة تعتبرها الإدارة الامريكية ديمقراطيين او جمهوريين منطقة نفوذ حصري لها ، ولفعلة كما فعلته في غزوها واحتلال العراق 2003  بذريعة تحرير الكويت  ، وعليه كعرب قضية امتنا العربية امانه في اعناقنا لابد من البصيرة النافذة والمتيقظة لمنع وقوع المحذور الذي ينهي الصراع العربي الصهيوني والتصدي لكل مخططات الأعداء والتي سأتناول قسما منها في مقالاتي تحت عنوان - ماذا بعد طوفان الأقصى..

حمى الله الوطن العربي من شرور الأشرار وحقدهم وكراهيتهم

 






الاثنين ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.