اعلن ناطق باسم حرس الثورة الايراني بانه مستعد لحماية قوافل المساعدات الانسانية الدولية لغزة في مزايدة غبية للتظاهر بحرصهم على سكان غزة، فماذا نقرأ في ذلك؟

1.  ان حرس الثورة بات يرى نفسه قادرا على فرض نفسه كقوة دولية في المنطقة ان حصلت موافقة ما يسموه بمرشد الثورة، وهذا دليل على ان هذه الرؤيا هي تعبير عن منهجه الفكري وعقيدته العسكرية التي لا تختلف عن الرؤيا الامبريالية والصهيونية التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي والنظام الدولي كله.

2.  ان مرشد الثورة في العقيدة الايرانية (عقيدة حكومة ايران) ترى ان الولي الفقيه لم يعد مرشدا للثورة في ايران فقط، بل هو لاعب رئيسي في رسم النظام الدولي في المنطقة والعالم، وهذا توجه خطير في السياسة الاقليمية والدولية له اثاره وتداعياته على المنطقة والعالم لا تختلف كثيرا عن الفكر الامريكي والصهيوني المتغطرس، وهو نوع جديد من الارهاب الذي انشاته وكونته الادارات الامريكية المتصهينة.

3.  هذا الاعلان يثبت ان تدخل حرس الثورة في شؤون الوطن العربي بمختلف دوله وخاصة العراق ليس من فعل عناصر متهورة ومندفعة في النظام الايراني بل هو منهج يقوده ويوجهه المرشد نفسه، وان كل ما جرى ويجري هو مخطط مرسوم تتحمل ايران كدولة مسؤوليته الكاملة، واهمه واعلاه تعاون ايران مع الاحتلال الامبريالي الصهيوني في العراق وافغانستان.

4.  ان هذا التصرف الغبي يضع الاسلام والمسلمين من حيث عنت ايران ام لم تعني في صف الارهاب الذي يسود العالم، وله اثار سلبية على القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة بالذات، كونه تاسيس لانفلات في النظام الدولي وخروج على القانون الدولي الذي يعاني من انتهاكات صارخة من قبل امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وان دخول ايران معهم انه سيكون منهجا سياسيا ويترسخ كامر واقع تبيحه القوة الغاشمة والقدرة العسكرية للدول، وهذا تاسيس لشكل جديد من الارهاب الذي سيؤدي الى الاستعمار والحروب الاستعمارية وطلب الحماية من الاقوياء في عالم تحكمه القوة الغاشمة.

5.  ان كان حرس الثورة الايراني جادا في ذلك وله القدرة على حماية المياه الدولية لماذا لم يتقدم بطلب رسمي لمجلس الامن الدولي بهذا الطلب، اويوجه انذارا لدول العدوان بانه سيستخدم القوة العسكرية لمواجهة الهجمة الشرسة على بلاد المسلمين، واين كان الولي الفقيه وحرسه من قوات الغزو وهي تحيط بالنجف ومرقد الامام علي عليه السلام عند دخولها واحتلالها العراق، ولماذا كانت واحدة من الدول المنفذة لحصار قوى الصهيونية والعدوان على العراق؟ أ ليسوا من في غزة وفي العراق هم شعب واحد وغزة والعراق وكل ارض العرب واحدة؟

6.  لماذا لا يتصدى حرس الثورة للاساطيل العدوانية المنتشرة في المياه الدولية المواجهة للسواحل الايرانية او تلك التي تحتل دولا اسلامية مجاورة لايران؟

7.  اين كانت ايران من الحصار المفروض على اهلنا في غزة منذ اربع سنين؟ ولماذا لم تسير حكومتها ومنظماتها اي قافلة لكسر الحصار عن غزة وهي التي تمتلك القدرة على حماية قوافلها كما ورد في الاعلان الا بعد ان كان الموقف الانساني الشجاع والواضح الاهداف من قبل تركيا ومنظمات انسانية عربية ودولية؟ ولماذا كان ذلك الصمت المطبق والتخاذل الواضح من قبل النظام الايراني ازاء الكيان الصهيوني وهو يشن عدوانين همجيين على اهلنا في لبنان وغزة؟ انا اقرأ هذا الاعلان لا يعدو عن كونه مزايدة سياسية وغباء للفت النظر لايران، ومحاولة طائشة من النظام الايراني لكي يشوه صورة الموقف التركي الصحيح، بعد ان انكشف كذب ضجيجها في دعم المقاومة في غزة.

اللهم انت العليم بما تخفي الصدور وصدق النوايا، وانت الخبير العلي القدير.