شبكة ذي قار
عـاجـل










قدمنا في الجزء السابق موضوع هذا الجزء، وقلنا مسبقا إن هذا النقد الذاتي ليس جلدا للذات لكن له ضرورات أباحت إن يكون علنيا، فهو كشفا لخلل خطير ومرض مرير وتنبيه من شر مستطير إذا لم ينتبه له الشعب كله، وبالأخص قواه المؤمنة والمتمسكة بدينها وانتمائها من المثقفين والمنظمين وطلائعه المقاتلة، وهو دعوة للحكام لمن يريد التوبة والندم ويهديه الله للطريق القويم والتصالح مع نفسه والشعب.

 

إن كل المؤمنين مسيحيين ومسلمين ويهود من العرب يقرون إن الجهاد فرض عين كتبه الله على عباده، البعض يقول انه يكون فرض عين على كل مؤمن ومؤمنة إذا غزى الكافرين بلاد الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام وهذا يعني إن كل ما بعث به الأنبياء واحد وهو الإسلام) ولا خلاف في ذلك فالتوراة والإنجيل والقرآن كلها تؤكد إن الجهاد فرض على المؤمنين وتنهى عن البغي والعدوان، إذن أين كان العرب جميعا قبل إن أقول المؤمنين عندما تحركت أساطيل الشر والغزو متوجهة للعراق علانية لا سرا؟ أيمكن أن يكون الجميع قد باعوا دينهم بدنياهم؟ هل خاف الجميع إن تتهم أمريكا وعملائها حكامنا بأنهم إرهابيون أو دعاة إرهاب؟ إن كان هذا هو السبب فماذا بقى من إيمانهم؟ أخشوا أمريكا وخافوا منها ولا يخشوا الله ويخافوا يوما لا ينفع فيه مال أو بنون؟ الم يتذكروا قول الله ونارا وقدها الناس والحجارة؟ أم هم يقولوا خدعنا وضللنا والتبس الأمر علينا ؟ وان مجيء أمريكا كان لأجل تحرير الكويت من غزو العراق؟ وبعد إن اتضح الأمر للجاهل والعاقل ماذا يعتذرون لربهم؟ أكانوا يتوقعون إن أمريكا جاءت لتغيير النظام فقط وتعود؟ من الذي منعهم من القتال وتحريض المؤمنين بعد إن تأكد للجميع إن الحشد الإرهابي الكافر جاء لاحتلال العراق وأكد لهم المجرم الدولي بوش الابن وإدارته إن أمريكا ستحتل العراق حتى إن تنحى صدام حسين؟ أنا كمسلم عربي افقه وافهم ما جاء في كتب الله المقدسة أتبرأ منهم جميعا أولئك اللذين امتهنوا الإفتاء للكسب المادي والارتزاق من خلاله لا إيمانا وفهما ودراية بالدين من خلال دعوة واعية يراد بها وجه الله، وأعتبرهم هادنوا وعصوا ونافقوا فعليهم إن يتوبوا عن سوء ما فعلوا ويتلوا الشهادة مجددا، واعتبرهم لا يختلفوا بشيء عن أولئك اللذين تجندوا في قوات الاحتلال ودخلوا معها أو أولئك اللذين يعملوا بالخفاء معها ويقتلوا عباد الله ليشوهوا المقاومة ويحبطوا الناس عن أمر الله ويفرقوهم ويحزبوهم هذا لذاك وهذا لسواه وينشئوا الفتنة والله لعن موقظها.

 

نعم أنا لا اقتنع إن الشعب العربي ومؤمنيه سكتوا وهادنوا، لكن هناك من فعل ذلك، اسكت وخنق الأصوات في الحلوق والحناجر وكبت ما في النفوس والضمائر وقيد ما في الأجواء والجزائر (جمع جزيرة، وليس المقصود أهلنا بقطر الجزائر شعب المليون شهيد) نعم إنها مشاركة بعض الحكام اللذين يحكمونا وخشية البعض منهم على كراسيهم، فقد أعلنها مجرما الحرب بوش الكلب وبلير الكذاب من لا يكون معنا فهو ضدنا، فصمت الشعب إلا فئة تظاهرت وأعلنت تطوعها فكانت لها بنادق جيوش الحكام وأجهزتهم بالمرصاد فقتل منهم وسجن أفراد فصمت الشعب واستسلم ولاذ في البيوت والمساجد هذا يبكي عجزه وذاك يدعي ربه، وكان الصمت الرهيب، استسلم الكبار في الوعي علماء الدين وقادة الأحزاب خوفا أو عجزا أو غير ذلك؟؟؟ كان موقف الشعب العربي مخنوق التعبير لحد السلبية، بل إن شرائح واسعة تجهل كل شيء ويسيطر عليها الإعلام الأمريكي وتضليله، من الذي اسكت الشعب وقيده وأين دور الإعلام؟ إنهم من يسميهم البعض ويفتي لنا بطاعتهم عدم الخرج عليهم إنهم الحكام الذين خان البعض منهم وشاركوا بالعدوان وجبن البعض منهم فعصى الله في موقفه حيث ان الله امر المؤمنين ان لا يلوا الكافرين الغزاة الأدبار إن التقوا معهم بنص صريح لا يحتاج إلى إفتاء ا كثير عناء وجهد في البحث،  هذه المواقف من الحكام غيبت دور الشعب، لكن أين الأحزاب؟

 

 أين الإسلاميون بكل تكتلاتهم؟ هل الجهاد تفجير جندي مسلم يحرس سفارة في عاصمة عربية أو قتله؟ هل الجهاد اختطاف سائح أو مهندس أو خبير جاء لأرضنا لمصلحة مشتركة ؟

 

 أين القوميون بكل أحزابهم واتجاهاتهم؟ هل القومية كلام وتنظير واجتماعات واشتراكات، الم يعرف المنتمين للأمة إن الانتماء التزام وعهد ومبايعة أخلاقية ملزمة لمن يريد أن يحقق أهداف الأمة ؟

 

أين اليساريون ممن يدعون إنهم ماركسيون لينينون؟ أانهيار الاتحاد السوفيتي نقل انتمائهم من الاتحاد السوفيتي ليكونوا جند الامبريالية وبهذا يكونوا قد أكدوا إن الشيوعيين العرب كانوا مجرد عملاء وجواسيس لا شأن أو علاقة لهم بالنضال ضد الامبريالية وحق الشعوب إلا الصادقين منهم بالنية والانتماء والفعل النضالي؟

 

أيعقل إن يصمت شعب تعداده ثلاثمائة مليون نسمة؟ وأساطيل الكفر الغازية تمخر مياهنا الإقليمية وترسوا في موانئنا وتتزود بالوقود فيها لتنفذ جريمة العصر باحتلال أرضنا وقتل أهلنا، هل كان كل الطيران العسكري والمدني والتجاري مقيدا أو محظورا طيلة فترة التحشد والتهيؤ لقوات العدوان؟ أيعقل إن جميع الطيارين على امتداد الوطن الكبير من طنجة غربا إلى المنامة شرقا لم تراوده نفسه أن يختطف طيارته ليضرب حاملة طائرات من ذلك الحشد الإرهابي الشرير؟ ألم يفكر أحدا أن يكسب الجنة والفخر في الدنيا والآخرة ويكون مع الأنبياء والصديقين عند ربه وواحد من رموز أمته وقومه؟ أما كان بإمكان اللذين جاءوا للعراق من أقطار الجزيرة العربية والخليج والأردن إن يكونوا مجاميع صغيرة تفجر ارتال العدو بدل إن يدخلوا للعراق بحجة الجهاد ليفجروا الشعب حتى لو نجحوا بعملية واحدة كانت رسالة وإنذار مزلزل لحشد الكفر إن العراقيين ليسوا وحدهم بل إنكم تورطتم مع امة تعدادها 300مليون مواطن كلهم جيش لله وحماة للعراق؟ أيعلم اللذين جاءوا بعد الاحتلال للعراق إنهم أساءوا للجهاد والعراق وخدموا الاحتلال وساهموا بالفتنة التي اعتمدتها أمريكا وبريطانيا في تفتيت الشعب وتدمير بنائه الوطني العظيم؟ وإنهم اضروا بالمقاومة وسببوا لها معضلات خطيرة لولا حكمة قيادتها لكان فعلكم سببا للقضاء عليها من خلال عزلها عن حاضنها ومددها وممولها الشعب العراقي.

 

أيها الإخوة العرب والمسلمين: العراقيون ليسوا عاجزين عن طرد أمريكا ومن معها ولا يهابوا الموت، وهم اللذين وصفهم رب العالمين بأولي البأس ووعد بهم كفار بني إسرائيل:( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * أِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)، والمطلوب الآن دعم صمودهم وتصعيد وتيرة جهادهم وشد أزرهم عبر تمويل آلتهم الحربية البسيطة التي أهانت أمريكا ومزقت حلف الطاغوت وجننت جند الشيطان وقيدت زحف الأشرار وعقرت الغول الذي كان يريد إن يستعبد العرب ويذلهم ويحرف دينهم ويستبيح مقدساتهم وينتهك شرفهم ويكسر الشموخ والإباء للعربي البدوي الذي نشأ بالفطرة حرا عزيزا لا يخشى غير الله ولا يركع لغيره، وها هم أباة الضيم مقاتلي المقاومة البطلة يسطروا ملحمة المجد والفداء والإيمان، ويثبتوا إنهم جند الله وحملة رسالته التي اختار لها هذه الأمة وشرفها بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ورزقها بالبعث والمؤمنين معه ليكونوا طليعة الأمة وحماة شرفها ورافعي رأسها وكاتبي تاريخ مجدها مجددا، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز. فان كنتم تريدوا الجهاد معهم فليكن جهادكم بتجهيزهم واعملوا بما سنه لكم خير الخلق (من جهز غازيا فقد غزا) لا تخشوا ولا تطيعوا غير الله، ولتكن منكم فئة تكون طليعة تجمع ما تدخرون من قوتكم أو مما تستطيعوا أن تستغنوا عنه ولو كان ذلك بصيام يوم في الأسبوع وادخار ما منعتم منه أنفسكم مهما كان قليلا فلو قستموه على عدد العوائل في الأمة لكان كبيرا مؤثرا في تعزيز الجهاد، العرب 300مليون نسمة لو كان معدل تكوين العائلة خمسة أشخاص فمعناه 60مليون عائلة، ولو تمكنت كل عائلة أن تدخر أسبوعيا خمسين سنت، يعني دولار شهريا فإنكم تجمعوا (60مليون ) دولار شهريا، وهذا كفيل بتمويل المقاومة في كل ارض الإسلام بشكل ممتاز، لا تترددوا ولا تحتاروا كيف تصل ، هناك تنظيمات قومية في كل جزء من ارض الوطن سلموها المبالغ ومن حقكم أن تطلبوا وصلا بالمبلغ إن خشيتم أن لا تصل، فتكونوا قد جاهدتم في سبيل الله وحفظتم الخمس اللاتي أمر الله القتال دونهن (الدين والأرض والعرض والمال والنفس)، فاللذين منعوكم في المرحلة السابقة غير قادرين أن يمنعوكم الآن، إنهم صنائع وعبيد أعداء الله وأعدائكم إنهم الحكام المنصبين علينا.





الجمعة٢٨ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة