شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد اكثر من ثلاثة اشهر من الانتخابات العراقية، يعقد مجلس النواب المنتخب اولى جلساته ضمن جو من الفوضى وعدم الانسجام بين الكتل السياسية العراقية.
جلسة البرلمان تعتبر الاهم بين الجلسات ،حيث سيتم فيها اختيار الرئاسات الثلاثة ،مع غياب الحد الادنى من التوافق على اي منها ،مما دعا بعض المراقبين الى التكهن بجعل هذه الجلسة مفتوحة، وقد تستمر عدة ايام من اجل التوصل الى توافق على هذه الرئاسات.


 فيما تشير كل الدلائل الى وضع صعب ستواجهه الكتل السياسية للخروج من المأزق امام تمسك المالكي بمنصب رئاسة الوزراء ورفض الاخرين له ،وتمسك القائمة العراقية بحقها الدستوري  بهذا المنصب، و تأرجح الكتل الاخرى بين مؤيد ومعارض لهذا الطرف اوذاك.


ضمن هذا السيناريو المعقد اين ستنتهي الامور؟ ،وهل هناك من مخرج يرضي جميع الاطراف التي تتوزع ولاءاتها بين اتجاهين خارجيين لاعلاقة لمصلحة العراق بهما ،وهما الارادة الايرانية الحاضرة بقوة في توجهات كتل سياسية كبيرة تحت قبة البرلمان ،وبين الاتجاه الاخر الذي يمثله الاحتلال الامريكي الذي اوصل هؤلاء جميعا الى مقاعد البرلمان.


 اغلب الظن ان الراعي الامريكي للعملية السياسية هو الذي سيحاول انهاء الازمة  لمصلحة اتباعه، فكل الدلائل  تشيرالى زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن  لبغداد بالتزامن مع انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان ،حيث سيحرك الامور من وراء زجاج قاعة البرلمان ،دون ان يظهرعلنا حفاظا على (السيادة ) التي حرصت الادارة الامريكية الادعاء بامتلاك العراق لها وصدّقها دون قناعة كافة اللاعبين في العملية السياسية.


صراع الكتل السياسية على رئاسة الوزراء المنصب الاهم  في حكومة الاحتلال الخامسة يعطي دلالات على فشل العملية السياسية الجارية في العراق، ويعطي الدليل على ان اللاعبين في مسرحها يتسترون بالديمقراطية دون الايمان بها.فأضعف الايمان بالديمقراطية هو التسليم بنتائج الانتخابات والاحتكام الى الدستور، فيما دعاة الديمقراطية يفسرون الامور على هواهم وحسب مصالحهم دون الاكتراث بما يعانيه الشعب العراقي المظلوم ،الذي ادعوا انهم  اتوا مع الاحتلال لتحريره ورفاهيته، كما يعطي الدليل على ان المصالح الحزبية والشخصية المرتهنه بارادة خارجية هي التي تحرك الامور متناسين مصالح العراق وشعبه.


نتائج الامور بعد جلسة البرلمان ونجاح بايدن في مهمته سيعطي دليلا على قوة الدور الامريكي وتأثيره على العملية السياسية ،وفشله يعني انحسار هذا الدور لصلح الدور الايراني المتنامي في عراق ما بعد الاحتلال .


فهل ستفرط الادارة الامريكية بالمكاسب التي حققتها من غزو العراق لصالح الدور الايراني؟، وهل يشكل ذلك مخرجا من الازمة العراقية التي باتت عبئا ثقيلا على الادارة الديمقراطية؟ ،ام انه اتفاق تم رسمه عبر مباحثات جرت بين الطرفين في السفارة الايرانية ببغداد؟.





الاحد٠١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زياد المنجد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة