شبكة ذي قار
عـاجـل










هل فكر العرب والمسلمين لماذا اعتبرت أمريكا العراق اخطر دول العالم على الأمن الأمريكي؟ ولماذا كل هذا العداء للبعث ومنهجه؟ هل كان بإمكان العراق تفادي الحرب مع إيران؟ هل كانت تلك الحرب حرب أمريكا والصهيونية وحشد الشيطان لإنهاك العراق وإيران؟ هل كانت الثورة الإيرانية تشكل تهديدا فعليا للمنهج الامبريالي الصهيوني المعادي للعرب والإسلام خاصة بعد أن تمت تصفية الأحزاب والتيارات الثورية واليسارية فيها وسيطرة اليمين المتطرف المتغطي بالدين والمذهبية المنحرفة وكشف برنامجه المعادي للعرب من خلال عدائه للعراق الذي يشكل رأس الرمح في مواجهة تلك القوى الشريرة؟ والذي بات يقلق القوى الامبريالية والصهيونية عبر تنفيذ برنامجه الإيماني القومي الحضاري الإنساني والذي كان من ابرز نتائجه تصفية شبكات التجسس والتوجه الوطني لبناء عراق حر مستقل غير منحاز وكانت قرارات إطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادتهم لوظائفهم وبيان آذار ومن ثم قانون الحكم الذاتي لمحافظات العراق الشمالية ذات الغالبية الكردية، وقانون الإصلاح الزراعي لعام 1970 ، وتأميم نفط العراق وتوجيه استثماره ليخدم الأمة وقضاياها وأولها الاستثمار في مجال تطوير وتوعية وبناء الإنسان, وبناء القوات المسلحة، والذي انعكس على قدرات الأمة في مواجهة العدوان والغطرسة والإرهاب الصهيوني في حرب تشرين عام 1973، ودعمه للمقاومة الفلسطينية بشكل مطلق منذ استلام حزب البعث للحكم في العراق في 17/تموز/1968 بل اعتباره هزيمة حزيران 1967احد ابرز مبررات الثورة والتغيير في العراق، لتكون العراق احد ابرز المتصدين لكل مشاريع الاستسلام وبيع القضية القومية والدينية (اغتصاب فلسطين)، والعمل على دمج الكيان الإرهابي العدواني الغاصب (إسرائيل) في المحيط العربي والإسلامي والتطبيع معه، والتي كانت أولى حلقاتها زيارة الخزي والاستسلام لرئيس اكبر قطر عربي أنور السادات للكيان الصهيوني وما نتج عنها من تداعيات على المستوى العربي والإقليمي والدولي، والذي كان للعراق الدور الكبير في التصدي لتلك الجريمة الخيانية، كما لا بد أن يتذكر الجميع القرار العربي التاريخي والشجاع بقطع إمدادات النفط العربي عن أي دولة تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب للقدس، الذي جاء بدعوة عراقية ووقعه كل من صدام حسين وخالد بن عبد العزيز رحمهما الله، الم يفكر أولئك بان كل تلك الأمور هي سبب اعتبار العراق اخطر بلد على الأمن الأمريكي-الصهيوني الموحد وصار يشكل تهديدا للأمن والسلم العالمي؟ فهل هذا يناهض الدين في شيء أم انه من ضمن منهج وأحكام الدين فكيف أفتى وتفقه رجال دين بالموافقة على الاستعانة بقوات الكفر للعدوان على العراق؟

 

فان كانوا مؤمنين ورجال دين يفقهوا ما في الكتب المقدسة خاصة القرآن الكريم الذي جاء مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه، كيف أفتوا بذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولمصلحة من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وعلى أي اقتباس أو قياس أو استنتاج نقلي أو عقلي اعتمدوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أهم يعتبروا أمريكا والصهيونية العالمية حلفاء أو أولياء لهم؟ وكيف التقى أصحاب نظرية ولاية الفقيه وتلاميذ الإمام!! خميني أن يكونوا في حشد الطاغوت الذي طالما أصموا أذاننا بان هذه قوى الاستكبار العالمي وان أمريكا هي الشيطان الأكبر، رغم إن الشيطان عرفه لنا الخالق العليم ونهانا عنه وحذرنا منه لأنه لنا عدو مبين، فان كان خميني وأتباعه معادين للامبريالية والكيان الصهيونية لماذا عدائهم وعدوانهم على العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، ألم يحالف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم يهود المدينة كموحدين؟ ألم يحالف قبيلة خزاعة قبل إسلامهم وبسبب عدوان قريش عليهم كان فتح مكة؟ مع فارق التشبيه والاستغفار كون العراقيين جمجمة الإسلام وسنام العرب كما وصفهم سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى، أما كان حري به وهو الولي الفقيه وآية الله العظمى كما يسمي نفسه وبغيره ممن يدعوا العلمية بإحكام الدين ومفتي السلفية كما يسمون أنفسهم من أتباع المجدد محمد عبد الوهاب المبتدع الأخر في الدين لكن باتجاه آخر، معاكس ظاهريا لابتداع خميني وأتباعه من أتباع نظرية ولاية الفقيه السياسية، أ ليس الحكم النصي يقتضي أن يكون رسول الله أسوتهم الحسنة، وهذا أمر منصوص عليه بالقرآن وواجب التنفيذ والتقيد به على عموم المسلمين، فكيف عندما يكون عالما فقيها وآية وإماما أو إماما ومحي لسنة السلف؟؟؟ إن كل اللذين أفتوا بجواز الاستعانة بقوات الكفر وقوى الامبريالية الصهيونية خالفوا الدين وأحكامه عليهم أن يتوبوا عن فعلهم المنافي لنصوص القرآن وسنة المصطفى المختار عليه على آل بيته أفضل الصلاة والتسليم وان يعيدوا تلاوة الشهادتين ويستغفروا ربهم يعترفوا بارتكابهم كبيرة لا يغفرها إلا الله قابل التوب وغافر الذنب، وان ما أفتوا به كان معصية وضلالة وإثم كبير كي لا يكون إفتائهم سنة ستلحقها مثيلاتها فيزدادوا وزرا إثما لان الحكم الشرعي يقل من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من وزر احدهما حتى تقوم الساعة.

 

الاسلام هو ماجاء في القرآن وسنة المصطفي صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحبه وسلم من قول وفعل واقرار، وما المذاهب الا اجتهاد رجال صالحين، اجهدوا انفسهم بمتابعة من سبقهم وتلقوا علوم التفسير والاحكام بالمعرفة عبر الدراسة او التلقي ومنهم من اضاف اجتهاد بالقياس او الاقتباس او العقل، فمنهم من اصاب ومنهم من اخطأ، فهم بشر وهذا طبع البشر جبلته (كل ابن ادم خطائون وخير الخطائين التوابين)، ولكي لا يكون الخوف والخشية من الخطأ مبررا لترك العلم والمعرفة والاجتهاد والبحث فقد جاء الحكم الديني عظيما (من اجتهد فاخطا له اجر ومن اجتهد فاصاب له اجران) على ان تكون نية الاجتهاد وجه الله ودينه وعباده لا شيئا اخر هو ارضاء السلطان او اصابة منفعة شخصية فردية كانت او فئوية، هل فكر الدارسين والباحثين والمتعلمين في جوهر هذا الحكم؟ انه الحث على المعرفة وتوخي الدقة في ان واحد، فلماذا كل علماء ومفتي العصر الحديث مرهون بنقل ما قاله السلف دون الرجوع الى الاصل والفصل في الخطاب والرؤيا والحكم؟ والقرأن وسنة النبي الكريم ينصان على وجوب الرجوع الى القرآن والحديث النبوي الصحيح وما وصلنا متواترا او مقرونا بثقات الرجال من المحدثيين والمبلغين من الرعيل الاول من الصحابة والجيل الاول من التابعين اللذين لم تؤثر فيهم الاهواء والاغراءات السياسية من اللاحقين؟ أليس النص القرآني المبجل يقضي بالرجوع الى الله ورسوله في اي اختلاف؟ فلماذا كل احكام اللاحقين يرجع لقال الكليني او الطوسي او قال ابن تيمية وابن القيم ولا تستند الى القرآن والسنة مباشرة؟ أ ليس هذا ترك للاصول وانشغال بالفروع والاجتهاد؟ انا لا اقول يجب ترك التراث الثر من الحكمة والمعرفة الكبيرة في التفسير والاجتهاد والاستنباط والاجتهاد في الرؤية الشرعية للذين سبقونا ولكن علينا اولا ان نلتزم الاصل القرآن والسنة وسير الصحابة فهي ادق واعلى قوة وترجيحا من لاحقاتها فان لم نجد فنحكم ما في عقولنا من فهم وادراك لكتاب الله والحديث النبوي الشريف مع الاستفادة من اراء واجتهادات الصالحين في تاريخ السلف الصالح من التابعين، ولكن يفترض ان يكون لنا رأيا في اسباب تقوية هذا الحكم على غيره، لا ان يكون علمائنا الحاليين مجرد حفاظ للاحكام وناقلين وبهذا يكونوا لا يختلفون عن المؤرخين والكتاب اللذين تتدخل بارائهم الاهواء والقناعات الشخصية وتؤثر في مدوناتهم اغراءات السلطة والمال.

 

كم عالم او طالب علم في علوم الدين انتبه وفكر لماذا اورد ربنا قصص الاولين وزلات بعض الانبياء والرسل؟ هل الله سبحانه وتعالي مؤرخ او اراد ان نعني بالتاريخ وهو القائل (مِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ( به إلى إن ذلك ليس امرا عاديا بل جوهري وهم رسل او انبياء مصطفين؟ فلماذا لم يعمل به رجال علوم الدين؟ اي ان يضعوا في حسابهم اثناء دراساتهم ان لابد من تدقيق اقوال واحكام التابعين خصوصا بعد الخلافة الراشدة والعودة بكل ما جاء منهم باحتكامه للاصل القرآن والسنة الشريفة.

 

الدين هو رسالة سمو وارتقاء بالانسان كله جوهرا وسلوكا وتعاملات الى مستوى رفيع وقيم مثلى من الفضائل، ولهذا كان الفرق في درجات الايمان ومراتب الرجال والجزاء، نعم كل من امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر اسلم لله ولكن ليس كل من اسلم آمن وعرف المعنى القيمي الاخلاقي للدين والايمان، وفي هذا جاء قول الله قولوا اسلمنا ولم يدخل الايمان في قلوبنا)، فالانسان مزودوج الشخصية (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وخاب من دساها) وهو ما امتحن الرب به الانس والجن اي المكلفين من العباد وبضوء قدرة اي منهم بالتحكم بنفسه وغرائزه واهوائه يكون جزاءه، فعلي اي نص افتى اولئك اللذين اجازوا التعاون مع اعداء الامة وكفار ومتطرفي بني اسرائيل اللذين لعنهم الله على لسان داود وعيسى ولعنهم القرآن الذي بين ايدينا واعتبروا مسلمي العراق كفارا؟ وان اجتهادهم في التصدي لاعداء الله ودينه انحرافا عن الملة، قاتل الله كل من يريد بالعرب والاسلام ووحدتهما السوء في الدنيا والاخرة، انه القوي ذو الانتقام.





الاثنين٠٢ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة