شبكة ذي قار
عـاجـل










عقد البرلمان العراقي الجديد اول جلسة له منذ انتهاء الانتخابات منذ اكثر من ثلاثة اشهر أسموها جلسة تعارف لن تتضمن سوى افتتاح الجلسة واداء اليمين الدستوري للبرلمانيين الجدد مستثنى منهم من يشغلوا مناصب حكومية وبقيت الجلسة مفتوحة، فماذا قرأ المراقبون السياسيون من تلك الجلسة؟ انا قرأتها كالاتي:

 

1.  انها جلسة تشير لمرحلة لا تختلف عن سابقتها فهي اسيرة منهج الاحتلال ومخططاته، وكان حضور او بشكل اكثر دقة رعاية سفير امريكا للجلسة الافتتاحية تعني رعاية أو هيمنة امريكا كقوة احتلال على مجمل العملية السياسية.

 

2.  ان منهج التوافق والمحاصصة الاثنية والطائفية لن تغيب رغم ان الشعب قد سجل موقفا واضحا منها، وأعلن رفضه لهذا المنهج.

 

3.     هناك مجموعة من التساؤلات لابد من طرحها وستتكلف الايام بالاجابة عليها، وهي:

 

  • أعتذار السيد حسن العلوي عن ترأي الجلسة كونه أكبر الاعضاء سنا والذي ينص عليه دستورهم، العضو في القائمة العراقية صاحبة اعلى عدد أصوات والتي ينص الدستور تكليفها بتشكيل الحكومة، هذا يؤشر ان الجلسة شكلية ولابد منها لان لا يمكن ت؟أجيل انعقادها بموجب الدستور. هذا يحتاج لقراءة عميقة وينتظر نتائجها على الشارع العراقي واحداث الايام اللاحقة؟؟؟!!.

 

  • عدم حضور رئيسا الحزبيين الكردستانيين الرئيسيين جلال طلباني والذي يشغل منصب رئيس الجمهورية اضافة لرئاسته للاتحاد الكردستاني، ومسعود بارزاني الذي يشغل رئيس حكومة اقليم كردستان ورئيس الحزب الوطني الكردستاني؟؟؟ وغياب رئيس برلمان ورئيس وزراء اقليم كردستان؟؟؟!!.

 

  • اصرار اعضاء البرلمان على اداء اليمين باللغة الكردية؟؟؟ ليس مرفوضا ولكنه يؤشر تكريس المنهج والمخطط المراد تنفيذه في العراق، فاليمين هو عهد والبرلمان هو دليل تمثيل هؤلاء للشعب ولكن ذلك السلوك يؤشر ان البرلمان ليس وحدة للسلطة التشريعية التي تمثل الشعب بل هو تكريس للانفصال والتجزئه التي يعتمدها الاحتلال، اليمين او القسم هو تأكيد على الوفاء للثقة والتكليف للشعب والاستعداد لتحمل مسؤولية تكليف الشعب لمن انتخبهم! لرسم تطلعات الشعب خلال الدورة الانتخابية الممتدة لاربع سنوات، والاسلام عربي اللسان والقرآن والنبي والاكراد مسلمين فلماذا كان ذلك الموقف النشاز؟؟؟ وكان بالامكان ان يؤدي الجميع يمينا واحدا بأي من لغتي البلد ان كان المراد التأكيد على الوحدة الوطنية!!! ولا توجد مشكلة.

 

  • حضور اعضاء برلمانيون فائزون جلسة الافتتاح وهم يشغلوا مواقع حكومية، وهذا مخالف لنصوص دستورهم؟؟؟ وهذا يعني مخالفة للبنود دستورهم ويؤكد ان لا شيء تغير عن الدورة السابقة وان الدستور مجرد حاجة شكلية لتبرير الامور المختلف عليها واما المتفق عليها فهي غير خاضعة للدستور بل للتوافق والاملاءات المفروضة من دول الاحتلال سواء امريكية صهيونية او ايرانية.

 

  • لا سلطة للبرلمان، والبرلمان هو تمثيل لاحزاب العمالة وجمع المرتزقة اللذين جندوا كجواسيس ومقاتلين بالاجر المحدد لاضفاء شرعية عراقية لاحتلال العراق وتدميره وليس ممثل لشعب العراق، وهذا يعني انا مازلنا في اجواء ومناخات 9/4/2003 ولا تبدل فيها؟؟؟!!.

 

  • لم يغيب عن اجواء البرلمان وعن الوضع السياسي الرسمي العراق بظل حماية الاحتلال له وفرضه وفق اجندته ولم يغب الدور الايراني لذلك لم يتم طرح اي موضوع في الجلسة الافتتاحية والتي أهمها انتخاب رئيسا ونائبين له للبرلمان لأن ذلك سوف لن يكون في البرلمان وانما للتوافقات والصفقات بين الكتل الفئزة والتأويلات التي تفرز سيناريوهات متعددة لترتيب الوضع الحكومي وتوزيع المناصب والوزارات بحيث يتاح للجميع ن تكون لهم حصص وفق ما أفرزه حجم كل كتلة وكل تحالف كي ينهب ويستفيد وليس كي يخدم ويبني أو يغير وفق ما أراد الشعب.

 

  • ان البرلمان وكل كتله ولا حتى المحكمة الاتحادية التي اعتبروها الحكم والمرجع لا تستطيع البت في تفسير الخلافات في تأويل مواد الدستور، والجميع ينتظر مرجعيته الخارجية في ذلك، ولأن المحكمة الاتحادية ولجنة الانتخابات لم تستطع أن توافق على الالتفاف المفروض خارجيا (من قبل حكومة ايران بالتحديد) والذي حاولت من خلاله ايران تدارك فوز العراقية عبر اعلان تشكيل ائتلاف موحد جديد عبر توحد ائتلافي دولة القانون والائتلاف الموحد ليشكل اكبر كتلة في البرلمان، والذي يشكل خرقا ثالثا لمواد دستورهم.

 

  • كل هذه النقاط والملاحظات تسجل نقاط تنذر بمستقبل مظلم للعراق وللعملية السياسية التي يراد منها تغطية جرائم كبيرة ضد الشعب العراقي والانسانية والشرعية الدولية واستقلال الدول واحترام حق الشعوب، ولم يكن الهدف منها العمل من اجل الديمقراطية، التي اساس تكونها ونجاحها هو ان يكون ربانها وحاميها ومرجعيتها الشعب والمواطن، فشتان ما بين هذا وهذا؟؟؟.

 

  • اثبتت طبيعة التركيبة الانتخابية وشخوص النواب الجدد الهيمنة المطلقة للعائدين تحت بساطيل قوات الحتلال الامريكي الصهيوني الايراني مازالوا هم الكتلة الاكبر في البرلمان وان مرور ثمان سنوات على الاحتلال لم تجعل تلك الاحزاب تنصهر في المجتمع العراقي ولم تغير رؤيتها التي جاءت بها والمنفذة لاجندات خارجية وانها غير قادرة على ذلك بحكم تبعيتها والشروط الملزمة لها مع الجهات التي اوصلتها للسلطة.

 

  • اما سيناريوهات التوافق والخروج بتوافق بين الرؤيا المختلفة بين ما تريده امريكا كقوة احتلال رئيسية ولها اطماع ومصالح سياسية واقتصادية في العراق، وايران كقوة مشاركة بدعم الاحتلال بشكل كبير وتمتلك قوة على الارض متمثلة بالتحالف بين مليشيات مرتبطة بالحرس الفارسي ويقودها ضباط منه وفيلق يضم جنود ايرانين من المسفرين او اللذين يجيدوا العربية ويحملون وثائق عراقية وعراقيين من الاحزاب التي كونتها وترتبط بالمنهج السياسي الفارسي والمعتمد على المذهبية المنحرفة كعقيدة سياسية متمثلة بولاية الفقيه والتي تعتبر الشعب قاصرا وتخول الفقيه البت النهائي في الامور المصيرية، ودور عربي متأثرا بشكل كبير بالموقف الامريكي ومؤشر عليه سلبيا أو محدد بحكم موقف طرفي الاكراد واتباع ايران منه واللذين يعتبروه مناهضا لهما.

 

  •  اما الاحتمالات المتوقعة للسينريوات فهي:

        أ. اقناع العراقية بالقبول برآسة الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة سيادية كأن تكون الخارجية أو المالية، وهذا يقتضي تعديل الدستور وتغيير صلاحيات السلطات، وهذا يعني فرض الرأي الايراني لحد ما، وهذا مايؤشره عدم حضور جلال طلباني لجلسة الافتتاح لانه قد يكون عرض عليه من قبل الامريكان وكذلك عدم حضور مسعود وبرهم وكركوكلي لانهم يخشوا من تعديل الدستور والذي يتطلب عرضه للاستفتاء وهذا يعتبروه سيؤدي الى تعديلات على المادة 140وغيرها من المواد التي دفعوا كثيرا لتثبيتها في زمن الضياع والغياب الكامل للشعب وممثليه، واعطاء الاكراد رئاسة مجلس النواب واحدى واثنان من الوزارات السيادية .

 

        ب.  تقاسم السلطة بين العراقية ودولة القانون مناوبة وهذا لا تعارضه امريكا، ولكن قد تعارضه ايران لانه سينعكس لاحقا على قدرة الكتل والاحزاب المرتبطة بها على المستوى الشعبي والانتخابات اللاحقة، والتي لولاها لما حصلت دولة القانون على ربع ما حصلت عليه من اصوات اضافة الى ما مارسه نوري المالكي من استغلال للسلطة وتوجيه اجهزة السلطة المكلفة بحماية مراكز الانتخاب في الضغط والترغيب والدعاية والترهيب والمنع والتعويق لجماهير الكتل الاخرى وصل لحد الارهاب والعنف واستخدام الاسلحة وما يوم الانتخابات وما رافقه من قصف مناطق بعينها في بغداد ومنع ناخبين بشكل كبير في المحافظات عنا ببعيد.

 

       ت. تشكيل حكومة تكنوقراط برآسة اياد علاوي من قبل امريكا كحكومة انقاذ وطني، ولكن ايضا ستكون وفق المحاصصة ان لم تكن وفق ارتباط اولئك المستوزرين باحزاب العمالة فعلى الاقل مذهبيتهم وانتماءاتهم القومية، لأن امريكا لا تريد الاستغناء عن عملائها في الوقت الحاضر لحاجتها لهم لمزيد من التدمير للتكوين الوطني العراقي لانه يخدم مخططها البعيد لا لشيء اخر.

 

        ث. جلسة توافق بادارة امريكية برآسة جوبايدن أو ممثل عن الادارة الامريكية غيره والدور الحقيقي للسفير الامريكي في بغداد السابق والحالي، توزع فيها المناصب والوزارات بين الجميع مأخوذ فيها اهداف ايران ورغبة الجوار العربي وتركيا.

 

والايام ستكشف كم تحتاج العملية من الوقت لتتوافق اطرافها أو يتخذ القرار بشأنها والذي لا اتوقعه يكون قبل شهر آب لضمان تمديد بقاء القوات الامريكية التي يريد بقائها معظم اطراف العملية السياسية، ولكن على الشعب الصابر الصامد ومقاومته البطلة التي هي ممثل الشعب الحقيقي والوحيد أن لا يغفلوا لمرحلة قد تكون حبلي بالعنف والاجرام اكثر من الان. والله هو الهادي للاصلح ومنه النصر، وليعلم كل اطراف العمالة التي اسموها العملية السياسية انهم مجرد بيادق شطرنج يحركها اللاعبين، وانهم مجرد خيول سباق كسرت ارجلها وهياكل خاوية سيتخلى عنها من عنى بها ردحا من الزمن وسيلعنهم التاريخ ويطردهم الشعب.





الثلاثاء٠٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة