شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ تولي خميني وأتباعه الحكم في إيران وإدارتها وفق منهجهم السياسي الذي يتخذ الدين غطاءا، فمنهج الولي الفقيه منهج سياسي وليس من الفقه الإسلامي بشيء، ولم يسبق أن عمل به احد من آل بيت رسول الله أو صحابته عليه وعليهم الصلاة والسلام، بل إن الرسول المنصوص حكما من رب العالمين انه مخول بولاية المؤمنين  (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ..) كان يشاور الصحابة واولي الرأي من المسلمين في شؤون الحرب والحكم ومسائل الحياة الدنيا، وهي القضية الرئيسية التي يرتكز عليها منهج ونظرية ولاية الفقيه.

 

نعم منذ استلام المتطرفين بزعامة خميني في ايران السلطة وتصفية القوى المشاركة في الثورة في شباط عام 1987 وكما قدمنا بدأت نوايا الحكام الجدد تتكشف، فاعلنوا علانية وبشكل رسمي لا لبس فيه انهم عازمون على استهداف العراق والمنطقة العربية، في ذات الوقت الذي كانوا يعلنوا فيه انهم معادون للكيان الصهيوني واغلقوا سفارة الكيان الصهيوني في طهران، ولم يستطع المواطن البسيط الربط بين معاداتهم للعراق القطر العربي الوحيد الذي لم يوقع هدنة مع الكيان الصهيوني طيلة فترة اغتصاب فلسطين منذ عام 1948، والذي ساهم في كل الحروب بين الكيان الصهيوني والامة العربية، على امتداد فترة اغتصاب فلسطين على اختلاف انظمة الحكم التي حكمت العراق بين اعوام 1948و 1978بحكم الموقف الشعبي في العراق، الذي يجعل كل الانظمة وايا كانت مرجعياتها السياسية ان تتخذ موقفا غيره لانها تدرك انها ستعادي الشعب ان امتنعت عن المشاركة، فكيف والعراق يقوده حزب قومي يعتبر القضية العربية في فلسطين هي القضية المركزية ولها الاولوية على اي واجب وطني قومي اخر –حيث ان البعث لا يفصل بين الوطني والقومي بل يعتبرهما واحد واي فصل بينهما تخلي عن كلاهما وضياع لهما - .

 

فان كان الولي الفقيه واية الله العظمى ومرشد الثورة ... وغيرها من الالقاب التي اسبغها على نفسه، لو كان جادا في معاداته للكيان الصهيوني ومناصرا للعرب ومسلما حقا يريد تطهير المقدسات الدينية واولها القدس الشريف، كان حري به ان يتحالف مع العراق المعادي للكيان الصهيوني والذي يمتلك امكانات بشرية وعسكرية واقتصادية وله تاثير كبير في النظام الرسمي والشعبي العربي بحيث انه قادرا على حشد امكانات كبيرة ومؤثرة للمعركة؟ كيفما شئنا ان نتعامل معه كرجل سياسي كما هي حقيقته او كرجل دين كما يدعي ويرتدي العمامة والعباءة الدينية!!! وهذا ينطبق على اتباعه وخليفته علي خامنئي، والذين استمروا على الاقل اعلاميا بادعائهم معادات الكيان الصهيوني وامريكا (الشيطان الاكبر كما يسموها) وقوى الامبريالية المعادية للعرب والاسلام (قوى الاستكبار العالمي)، والتي كشفت الايام انه لم يقطع علاقات نظامه معها مخابراتيا وعسكريا وما ايران كيت الا واحدة من شواهد التعاون الخفي بين امريكا والكيان الصهيوني من طرف ونظام الولي الفقية وحكومته من طرف اخر.

 

كان هذا في العقد الاول من عمر الثورة الايرانية والذي تناولناه في اكثر من مناسبة، ولكن اليوم سنتناول دور الولي الفقيه وحكومته ابان العدوان على العراق ولكن من جانب اخر، وهو فقه الولي الفقيه والفقه الاسلامي، وحقيقة ادعائه واتباعه بانهم يعملوا وفق الفقه الديني المستند لفقه ال بيت النبوة اللذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وقد تناولنا في الجزء الثامن والعشرين موقف الافتاء المنحرف ومدعي العلمية عموما في احكام الدين وموقفهم من العدوان المريكي الامبريالي الصهيوني على العراق الممتد من 1990لغاية الان، هنا لابد ان يتمعن الانسان المتابع ما الذي يجعل نظام حكم يدعي انه مناهض للامبريالية والصهيونية ويعتمد الاسلام! منهجا كيف يكون متعاونا مع تلك القوى المعادية لكل مشروعهم ضد العراق والبعث والعراق المعادي لهم؟ أليس هذا متناقض الا حد صارخ؟ فما هو تفسيره ومبرره؟ الم يقرأ فقيه ايران ورجال دينهم قول رسول الله في حلف الفضول (اني لو دعيت لمثله لاجبت)؟ حلف الفضول حلف اجتمع عليه عدد من الالخيرين في مكة لاعانة ورد حقوق المظلوم من اي ظالم او باخس حق لاحد قبل الاسلام اي في العهد الجاهلي، وهذا نبي الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول وهو المعصوم عن الخطأ: انه لو دعي لمثله لاجاب، اي ان ليس كل ما يقرره الانسان ينافي الدين والعقيدة بل ان هناك ما يطابق احكام الدين وما يدعو له الدين من الفضيلة، فكيف فات الولي الفقيه ان فكر البعث ومنهجه من هذه الرؤى التي لا تعارض الدين بل هي مستمدة من هديه؟ خصوصا وانه لا هو ولا غيره يستطيع ان ينكر جدية وصدقية توجهات البعث ومنهجه بعد المواجهة الفعلية بين العراق وحلف قوى الارهاب والعدوان بزعامة امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، والتي وجه الجيش العراقي فيها 43 صاروخا للكيان الصهيوني، وادخل الرعب فيقلوب الصهاينة القتلة اللذين ظلوا عقودا يرهبوا العرب والمسلمين، أليس من حق اي كاتب ومحلل ان يقرأ موقف الولي الفقية الفارسي ونظامه قراءة معمقة في حقيقة موقفه من الكيان الصهيوني وقوى الارهاب والعدوان العالمي (قوى الاستكبار كما يسميها الفقه وجمعه المريب) ويستدل بالوقائع لا بالشعارات ويستنتج حقيقته وحقيقة موقف ومنهج الولي الفقية ومنهجه السياسي ويحكم على ضوئها؟ هل فات الولي الفقية وجمع العمائم الكثيرة العدد والقليلة الرؤى الدينية ان يستذكروا موقف الرسول الكريم وال بيته وصحبه صلى الله عليهم وسلم من جيش مؤته أليس الامر مشابه؟ فيكون موقف الولي الفقيه وجمعه المنافي حين شنوا هجوما خيانيا غادرا على الجيش العراقي المنسحب من الكويت عام 1990ليقتلوا ابطاله وينهبوا اسلحتهم ومصاريفهم؟؟؟ أ هكذا هو الاسلام وقيمه وخلقه واحكامه ان كنتم مسلمين؟؟؟؟ وهكذا قيم الرجولة وشيم الاحرار يا عبيد الشيطان وجمعه؟؟؟هكذا يعامل جيش وجه للكيان الصهيوني 43صاروخا واذل واوقف زحف ثلاث وثلاثون جيشا جاءت غازية لدار الاسلام؟ يا سماحة الولي الفقيه؟ ان كنتم لا تعرفوا الدين فلماذا تدعون المعرفة وان كنتم تعرفوه فبماذا تفسروا فعلكم ذاك؟ أ يحق اي ولكل مسلم ومؤمن بل كل حر من احرار العالم ان يعتبرك ومن تبعك ويتبعك في خانة اعداء الله وخونة الدين وغادرا بالاسلام والمسلمين ومتآمرا عليهم؟ لهذا اسمينا فعلكم خيانة وغدر لا انتفاضة كما تدعون؟ نسمي الاشياء بمسمياتها لا بشعاراتها الطائفية الواردة من خارج الحدود والتي لا اضن الا انها صيغت او كتبت في دهاليز المخابرات الامريكية والموساد الصهيوني؟ اما ادعائكم بمنهج وفقه ال بيت النبوة الاطهار اللذين تتظاهروا بحبهم نفاقا والمراد به الفتنة لا الصلاح والايمان فاليك بعض منه وهو ليس بخافي على مؤمن وما من مسلم لا يحبهم لان حبهم فرضا من الله مفروضا:

 

1.  فقة سيد الاولياء وامام التقى سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام: صاحب المصطفى واخاه وربيبه وصهره وحبيبه بليغ البلغاء وفقيه الفقهاء واعلم الناس بالقرآن بعد رسول الله وخليفة المسلمين الراشدي الرابع.

 

   الم تتمعن في رسالته لهرقل الروم عندما بلغ سيدنا علي عليه السلام ان هرقل يجمع الجيوش ليغزو ديار الاسلام؟ كتب له الامام علي عليه السلام (ان كان ما بلغني عنك حق فتاكد اني وصاحبي عليك(يقصد معاوية بن ابي سفيان)) تصور وليتصور معنا كل المؤمنين رغم الحرب التي كانت دائرةبين الفئتين لم يحسب سيدنا علي عليه السلام المسلمين الا قئة واحدة في حالة الغزو المعادي لهم والمستهدف لدينهم وديارهم ولم يقل عن معاوية الا صاحبي رغم الحرب الضروس بين الفئتين؟؟؟؟؟؟؟، فاين انت من هذا الفقه والعمل به ان كنت تتبع فقه الامام علي عليه السلام ومنهجه في الدين؟

 

  ألم يفقه هؤلاء الايات العظمى والفقهاء ان تغذية واذكاء الفتن والنزاعات المذهبية والطائفية والعرقية هي منهج الامبريالية والعدوان السكسو- صهيوني وسلاحه الامضى ضد الاسلام والمسلمين، فلماذا اعتمدوه وعملوا به وزادوه اشتعالا؟ ألم يعلم الولي الفقيه واتباع منهجه السياسي قول سيدنا علي عليه السلام والبعض يرفعه (الفتنة نائمة ملعون من ايقظها)؟؟؟

 

   عاصر سيدنا علي عليه السلام خلافة ابي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عنهم وكان مستشارهم في الحكم والفقه والتفسير، كما وردنا متواترا ولم تستطع كل الفتن والتأويلات والتدليس السلطوي من قبل بني امية وبني العباس، او التخريبي من قبل احبار اليهود وكهنة المجوس من انكاره او اخفائه وتحريفه، وهذا يعني ان على المسلم ان يكون ناصحا وان اختلفت رؤياه مع الحاكم ان كان مؤمنا حقا، وان التنافس على الحكم او السلطة ليس مبررا للعداء، انتم تقولوا في تأويلكم لبيعة سيدنا علي عليه السلام لاخوته ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا وحرصه على الشورى معه والنصح لهم انه كان حرصا على وحدة المسلمين وعدم تفرق جمعهم وكلمتهم وانا موافق، رغم تحفظي على ما تقولون فانا ارى ان الفقه الاسلامي يجيز تولي السلطة من قبل الفاضل بوجود المفضول (اي العالم بوجود الاعلم)، وان السلطة مسألة حكم يتولاها من يرتضيه المسلمين لدنياهم، ان كان يخدمهم ويحفظ دينهم وعلى الاعلم ان يكون ناصحا للحاكم وعلى الحاكم ان لا يغفل رأي العالم وهذا ما كان عليه سيدنا على عليه السلام والخلفاء اللذين سبقوه ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وارضاهم، اذن وحدة المسلمين وجمع كلمتهم وحشد قوتهم اهم واكبر من السلطة والحكم والخلافة، أليس هذا هو فقه سيد الفقهاء علي عليه السلام فلماذا خالفتموه ايها المدعون بانكم تتبعون فقه الامام علي علي عليه السلام؟ وهل فقه خميني وخليفته خامنئي ان الحكم والسلطة اهم من وحدة المسلمين؟

 

  بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه توجه كل المسلمين في مدينة الرسول صوب سيدنا علي عليه السلام يطالبوه بتولي امر الامة بعد ان شعر الجميع بالخطر الداهم والفتنة الكأداء التي تحيط بالاسلام والمسلمين، وصل الامر بالناس ان نازعوا عليا ان هو رفض تكليف الامة له، خاصة بعد رده لهم وقوله: (انا لكم وزيرا خير من ان اكون لكم اميرا، فاختاروا من تجدوه يصلح لحالكم)، أ ليس هذا افتاء بان تولي السلطة والحكم امرا لا يتعلق بالعلمية التامة بالدين؟ وان الحكم قد يتولاه من يتفق عليه الناس لامرهم بشرط توفر الحدود المطلوبة بالحاكم وهي الورع والحرص ومراعات حقوق الناس (الشعب) والقدرة على تحمل المسؤولية وقبول الرأي من الصالحين وهو ما عناه سيدنا وامامنا علي بانه يكون وزيرا اي مستشارا لمن يحكمهم خيرا للامة من ان يكون اميرا، فلماذا ناقض غالبية رجال الافتاء في المذهب الجعفري هذا الفقه الواضح وطالبوا وحرضوا الناس على الفتنة التي اسلفنا القول بلعنها ولعن موقظها.

 

   في معركة الجمل في البصرة طلب سيدنا علي عليه السلام ان يلتقي سيدنا الزبير بن العوام حواري رسول الله وسيدنا طلحة رضي الله عنهما وارضاهما وحاورهما وذكرهما بما كانا يعرفاه من احاديث ووصايا رسول الله وتحذيره للصحابة من الفتنة فعزما على ان يعتزلا القتال ويردا الناس، ولكن عندما عجزا ترك الزبير القوك وتوجه لوادي واخذ يصلي لربه ويدعوه ان الستر للامة والمغفرة والرحمة فكان ان جاءه ذلك الاعرابي فقتله وحمل سيفه متوجها صوب معسكر الخليفة عليه السلام طالبا مكافئة على قتله للزبير ولما اخبروا الخليفة عليه السلام بالامر قالوا انه يبشرك بقتله الزبير ويطلب المكافئة فقال لهم علي: ابلغوه ان قاتل الزبير في النار وظل يلثم سيف الزبير ويبكي وهو يردد لطالما ذب ابن صفيه بهذا السيف عن وجه رسول الله اللهم ارحمه وتقبله عندك في الصالحين، اما سيدنا طلحة فقد قتل بسهم من خلفه عند تركه ارض المعركة، وكم كاتب سيدنا علي عليه السلام معاوية ناصحا وداعيا له العودة عن البغي وناصحا لترك الفتنة؟ أليس هذا فقه الامام علي عليه السلام؟ فلا اقول كم كتب خميني وخليفته وغيرهم الى اهل العراقوقائدهم في تلك الحرب التي اشعلوها، بل اقول هل رد احد منهم او احتكم للدين والعقل تجاه رسائل القيادة العراقية المتكررة بالدعوة الى وقف القتال والاحتكام للدين والقانون وعلاقات العراق وايران وتحكيم العقل؟

 

أليس هذا وغيره الكثير مخالفة وتناقضا بين فقه خميني واتباعه مع فقه الامام علي عليه السلام؟ وسيكون موضوع الحلقة القادمة مناقضة فقه ولاية الفقيه الفارسي لفقه سيدا شباب اهل الجنةالحسن والحسين عليهما السلام.





الاحد٠٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة