عـــلى الرغم من كثرة مآسي أمتنا الظاهره إلا أن هناك مآسي أخرى قد تخفى وقد لا ندركها أو ندري عنها واحيانا نغض الطرف عن بعضها حتى لاتضعف ارادتنا وتخورعزائمنا ..! وأحيانــاً يسيطر اليأس على قلوبنا خاصة عندما يرى غفلة ابناء الأمة واستمرارهم في اللامبالاة واللامسؤولية وعدم إدراكهم لحجم المخاطر الرهيبة التي تواجههم وبالتالي فأن نصيبهم من بطش الأعداء قد يأتيهم  عن قريب لامحاله ..!! ولكي يستمر تفاعلنا بشكل اكبر..  علينا ان نذكر شباب اليوم ورجال الغد .. انظروا ماذا قال   .. عمر المختار.. عندما استجوبه الضباط الايطالي الغازي .. !!

سأله الضابط : هل حاربت الدولة الايطالية...؟
قال عمر: نعم
وهل شجعت الناس على حربها؟
قال : نعم
وهل أنت مدرك عقوبة مافعلت؟
قال : نعم
وهل تقر بماتقول؟
قال : نعم
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الايطالية؟
قال : منذ عشر سنوات
هل أنت نادم على مافعلت؟
قال : لا
هل تدرك أنك ستعدم؟
فال : نعم
فيقول له القاضي بالمحكمة : أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك..!!
فيرد عمر المختار:
بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي !!..

فيحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الأيطاليين ,فينظر له عمر ويقول كلمته المشهورة :
(إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله , لايمكن أن تكتب كلمة باطل )

ومات عمر المختار .. ولكن لم تَمت كلماته .. ولم تمت مواقفه الرجوليه ..ولم تمت افعاله البطوليه ..!! ولكن اين اليوم رجال الامة وشبابها ..من كلام عمر ..ومن افعال عمر ..ومن مواقف عمر وكذلك من مواقف وبطولات وافعال الخالدين.. من امثال عمر وغيره من الرجال الابطال  ..؟؟ نعم نحن واثقون من  ان الامة التي انجبت عمر وانجبت صدام حسين وكثير من الرجال والابطال من امثالهم .. انها امة  لن تموت ولن تعقم فهي امة المصطفى صلى الله عليه وسلم  ولكن للاسف الكثير منهم اليوم لايعرف من هو عمرالمختار .. ولامن هم الاخرين من امثال عمرالمختار .. ولاتحركهم مشاعرهم بالبحث عن عمرولاعن غير عمر ..امتنا هذه الامة الخالده ..  كثرت فيها المآسي والآلام بشكل مقصود .. وكثرفيها المنافقين واللئام .. وكثر فيها اللاهثون وراء الدينار والدولار من اجل اشباع رغباتهم وملذاتهم ولايهمهم مايجري بابناء جلدتهم من ذبح وقتل واستباحت للحرمات فالألم شديد .. يتفطر له القلب كمداً من المآسي والآلام ,...ولكن  متى الاستيقاظ  من هذا النوم العميق وهذه الغفلة المحيره !! ؟حيث يقول الشاعر:

أَوَ مَا يُحَرِّكُـــــكَ الذي يجري لنــــا   ***   أو ما يُثيــــــرك جُرحُنَا الدفــــــاقُ

هل حقا نحن عاجزين .. امة العرب .. ان نوقف تلك المهازل التي تجري علينا من قبل الاعداء من بطش وقتل وتدمير وذبح لابنائها واحتلالات لبلداننا وسلب لخيراتنا وتشريد لشعوبنا وتجويع وسلب ودمار في العراق وغيره .. ونحن صامتون كالبهائم .. اجلكم الله ..؟؟ والله ان السبيل معروف للجميع والمسؤولية كبيرة كبيرة.. وسنسال عنها يوم القيامة ..فاما اختيارطريق الهدى واما القبول بالعذاب الاليم والشديد..

حيث  قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة ننجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين } سورة الصف.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول ..  والذي نفسي بيده لا يُكْلَم (يُجرح) احد في سبيل الله والله أعلم بمن يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك" رواه البخاري.

وقال  صلى الله عليه وسلم :" لولا أن اشق على امتي ما قعدت خلف سرية ولَوَدِدْتُ أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل ثم أحيا ثم أُقتل" رواه البخاري.

وقال ايضا صلى الله عليه وسلم " موضع سَوْطٍ في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولغدوة في سبيل الله أو رَوْحَةً خير من الدنيا وما فيها" رواه البخاري.

 وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي يوم أُحد " أرأيتَ إن قُتلتُ فأين أنا ؟ قال " في الجنة" فألقى تمْراتٍ كنّ في يده ثم قاتل حتى قُتل" متفق عليه.

اذن لاسبيل لنا للخلاص من هذا الهلاك المدمر..  وهذه الغفوة العميقه .. وهذالعجز الكبير .. وهذا السبات القاتل .. وهذه المهازل المخزية .. من بطش وقتل وتدمير واحتلالات لبلداننا واستحواذ على اراضينا واوطاننا وانتهاك لحرماتنا .. الا بالايمان بالله ..  والجهاد في سبيله ..!!

والله من وراء القصد ..