شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اليوم الاول للاحتلال سعت امريكا وحلف الاشرار الذي تقوده في عدوانها على الانسانية خلافا لكل مواثيق الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى تقويض الوحدة الوطنية وتدمير مواطنة الانسان وارتباطه بوطنه والعمل على محو الهوية القومية للعراق وقطعه عن محيطه العربي، والعمل على ابعاد اي دور عربي سواءا من الجامعة العربية التي كان العراق عضوا مؤسسا لها او الاقطار العربية كدول تربطها بالعراق روابط الدم والدين واللغة والتاريخ المشترك والجغرافية كون العراق هو امتداد لها وهي امتداد له يشكل كا جزء منها امتداد يكمل الاخر، بل كل منها هو جزء من الاخر وكلها جزء من وطن واحد مزقه وقسمه وجعله كيانات الاستعمار الغربي، هذه الحقيقة يعرفها الامريكان وغيرهم، وهي واحدة من الحقائق المستهدفة بالعدوان والمطلوب قتلها او على الاقل اضعافها وتشويه صورتها لحد جعل المواطن العربي يكفر بها تماما مثل هو استهدافهم للاسلام كدين وللمسيحية الاصيلة في الشرق التي ظلت وتظل بحفظ الله شاهدا على قذارة الامبريالية والصهيونية في نهجها الكافر بتوظيف الدين لامور دنيوية استعمارية تنمي البغي والبغضاء والتناحر والصراع والعنصرية والاستغلال والاضطهاد بين البشر، تماما بشكل مناقض مع ما جاء به الرسل والانبياء والكتب المقدسة التي نزلها الله رحمة وهديا ودعوة خير وفضيلة للبشرية.

 

لهذا طبقت امريكا وبمنهج عنصري شوفيني ذلك على مجموعة المنحرفين والخونة والمرتزقة الاجراء اللذين جمعتهم واسمتهم المعارضة العراقية، فقد شكلتهم على اسس طائفية واثنية ولكونهم مجرد مرتزقة لا منهج لهم ولا مبادئ ولا برنامج سياسي وطني او قومي بل كل همهم ودينهم دينارهم، وكم سيكسبوا وكم ستعطيهم المخابرات المتعددة التي تديرهم وتجندهم لغاياتها ومخططاتها، وبهذا استغلت دنائتهم وجهلهم وقذارة نفوسهم وسقوطهم الاخلاقي والسياسي وجشعهم، لتوظفهم لتنفيذ ذلك المنهج عند اكتمال مخططها الارهابي الخسيس، وهو احتلال العراق وتدميره كنموذج انساني ووطني للاخوة والتسامح والمحبة والتعايش القيمي الرفيع بين مكونات المجتمع المتمدن والمتحضر، نعم هذا لم يبدأ عند الاحتلال بل هو مخطط سابق معدد ومدروس وكان الاعلام الامبريالي التخريبي يعمل عليه منذ القديم، بل هو منهج الامبريالية والاستعمار منذ ظهورهما واحد اشد اسلحتها لمواجهة الشعوب.

 

لذلك كان دخولهم للعراق وعملهم مع اسيادهم المحتلين على هذا الاساس، وحتى الادوار والواجبات وزعت عليهم في تخريب الوطن وغضت امريكا وقواتها النظر عن ما فعلوه ونهبوه ولاي جهة هربوه لانها تريد بذلك امرين:

 

1.  اسقاطهم امام الشعب بحيث لا تكون لهم خطوط رجعة عن الخيانة والارتباط بها لانهم سيكونوا اعداء للشعب بحكم ما فعلوه.

 

2.  توريط من يرتبطوا بها من جهات في ان تكون مشاركة بجريمة امريكا وحلفها الشرير، كما جرى لحكومة ايران وشعبنا الكردي الذي مع شديد الاسف صبغ بانه مع الاحتلال وهو برئ من العملاء.

 

لذلك جعلت عملية قتل الشعب وتدمير البنية الاجتماعية والتحتية في مناطق بغداد والجنوب والفرات الاوسط من اختصاص مجاميع الخيانة واللصوصية المرتبطة والتابعة لحكومة ايران واتباع ولاية الفقيه الفارسي وميليشاتهم التي يقودها ضباط حرس الثورة، ومناطق شمال وشمال شرق العراق من اختصاص حزبي العمالة الكردستانيين الاتحاد والديمقراطي ومليشياتهما التي يقودها ضباط الموساد الصهيوني، ولكون المنطقة الوسطى من العراق لا توجد فيها مجاميع كبيرة من الخونة بل مجموعة افراد ولا يمتلكوا مليشيات فتولت امريكا المهمة بقواتها مباشرة، لحين تشكيل قوات مرتزقة بدأتها بتكوين نواة من المرتزقة الذين جاءوا مع قواتها، وباشرت ببث الفتنة الطائفية والمذهبية عبر مجموعة من السلفيين والذي كان منهم اول رئيس للعراق (غازي الياور) حاشا بيت الياور وقبائل شمر الاصيلة من هذا اللقيط الذي تربى في احضان الخيانة، وغذتها بمجاميع من المرتزقة العرب والمسلمين اللذين ينتموا لجيوش المرتزقة التي اسموها الشركات الامنية وهي جيوش نظامية تديرها المخابرات المركزية الامريكية والموساد الصهيوني وادعت بانهم تنظيم القاعدة وفعلا سقط تنظيم القاعدة بالفخ، فاستخدمتهم لحين ان استطاعت ان تؤسس لتوظيف مجاميع جديدة منهم مضللين ومنهم مجندين لتشكل منهم قوات الصحوة المرتزقة الاجراء، لهذا قلت ان كثير من اعمال القتل الطائفي والقتل على الهوية كان يجري قرب سيطرات ومعسكراتهم وفي اوقات منع التجول وفي مناطق الخوانق في الطرق العامة كما هو في مناطق المدائن ومفرق الصويرة والمحمودية ومفرق الاسكندرية. وهي المناطق الرئيسية لمرور الطرق بين بغداد والجنوب وبغداد والفرات الاوسط لاضفاء صفة العنف او الاقتتال الطائفي على تلك الجرائم التي كانت تجري بتوجيه وادارة امريكية صهيونية فارسية.

 

لذلك كانت الفترة الاولى من شهور الاحتلال تدار من قبل القائد العسكري الامريكي لقوات التحالف وعندما اكتمل المخطط وتم جيء بالحاكم المدني الخبير في شؤون العمل المخابراتي بريمر ليكمل العمل وفق الخطة المرسومة، فكانت ولادة الحكم المشوه والمشبوه (مجلس الحكم) وصار ذلك العمل الدوني القذر محل تندر حين جعلوا الادارة العراقية الشكلية شهرية بين كبار مرتزقتهم حيث اسماها الشعب العراقي الدورة الشهرية (تشبيها لهم بطمث المرأة الذي يحدث شهريا) وهو انجس افراوات جسم الانسان، ثم جاءت قرارات الحاكم العسكري الامريكي لتؤسس لمرحلة استعمار مباشر طويلة، والتي تأكدت لكل ذي لب وعقل من لحظة ارتقاء ذلك الجندي الامريكي لنصب القائد الشهيد صدام حسين في ساحة الفردوس ليضع على وجهه الشريف العلم الامريكي، ولو عشت الف عام لن انسى تلك اللقطة التي تعبر عن حقد وبغي وكراهية لا مثيل لها في قلب بشر وعنجهية لم يفعلها عتات الانس والجن، وهم يقصدوا بها اهانة كل حر ومسلم وعربي ومناضل مجاهد في الكون وليس الشعب العربي والعراقي وحدهما، انها لقطة تعبر عن فاشية وسقوط اخلاقي وحقارة سياسية ووضاعة سلوك لا مثيل لها وهنا اؤكد انها ليست تصرف لحظي بل هي لحظة معدة ومهئ لها من سنبن طويلة، تلك القرارات التي شرعت كقوانين وهي حل الجيش العراقي واجتثاث البعث وهي اول قانونين رسميين يمهدا لقتل المواطنة واغتال الانتماء العربي للعراق كوطن وللعراقي كمواطن وانسان.

 

اللهم انت القوي العزيز مالك الملك سلط جندك عليهم اللذين لا يحصيهم احد ولا يمكن لاحد ان يتقي ضرباتك الماحقات، وزدنا ايمانا بدينك ونصرك وثبت اقدامنا ورؤانا وسدد رمينا وعزنا بمددك وانصرنا على القوم الكافرين.





الاربعاء١١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة