شبكة ذي قار
عـاجـل










 تداخل انطلاق المقاومة العراقية خصوصا البعثية منها مع بدأ العدوان، تماما بلا فاصل فكان توجية قيادة الحزب منذ أكثر من ستة أشهر للرفاق خصوصا ولعموم للمواطنين بذلك، وقد أقيمت ندوات وساهم رفاق قياديين بشرح تفاصيل ذلك للمواطنين وأنا كنت واحدا من الذين تلقي ذلك التوجيه في المؤتمر القطري الاستثنائي المنعقد ببغداد عام 2002، وقد أقمت ندوات موسعة للجماهير عن ذلك، وكنت احدث الناس بأن المعركة ليست معركة بين قوى الارهاب العالمي بزعامة أمريكا والنظام البعثي ولا بين امريكا وحكومة العراق، والمطلوب بها العراقيين كلهم والاسلام والعرب وليس كما سيحاول الاعلام الغربي الصهيوني والاعلام العميل بثه تضليلا لكم، وكوني كنت في منطقة غالبيتها العظمى سكانا من المسلمين فكنت اقول لهم ألسنا نحن الذين نقول في كل عام في احياء معركة كربلاء واستشهاد الامام الحسين عليه السلام (سيدي لو كنا معكم لنفوز فوزا عظيما) صدقوا ان هذه من تلك، أي ان معركة العراق ضد الحلف الشرير هي من ثورة الحسين وامتداد لها، فهناك كان الباغي يزيد والآن الباغي امريكا وبريطانيا والصهيونية ومن حالفهم، وألتحق كل الناس لهذه لانهم يعرفوا انها حقا هكذا ولأنهم يعرفوني سيد ولا تأخذني في الله ودينه لومة لائم حتى انتمائي الحزبي، وقلت للجميع من لا يعتبر قولي فتوى دينية فليرجع للقرآن والسنة وكنت اقرء لهم آيات من القرآن وسنة الرسول واستشهد بها على كلامي ومن لا يقتنع فليذهب لمرجعه الديني ويسأله ويقول له هكذا كان يتحدث السيد ويسمع رده، فكان كل الناس يؤكدوا أنهم سألوا وكان الجواب كما قلت، ولكن تغير الموقف والافتاء بعد أن وصلت قوات الاحتلال الى النجف؟! فمالذي تغير؟؟؟ انا لست بصدد مناقشة هذه النقطة، لأن العدوان سيندحر لا محالة لان ذلك وعد الله ولا مبدل له، كما ان جهاد العراقيين لم يتوقف بل يزداد ويتوسع ويتنوع يوميا، فبوعد الله وجهاد المؤمنين سيهزم حشد الشيطان، وقد أنهى المجاهدين القسم الأكبر من ذلك، فقد انهار حلف الشيطان وتصدع من تبقى سواء على مستوى الدول أمريكا وايران أو على مستوى الكتل التي تجندت فيه كمرتزقة، فالمعارك بينهم على المناصب والنهب والسلب كفيلة بانهيار كتلهم، وتعزيز قدرة المقاومة والسنين السبعة التي مرت كشفت بشكل كامل كل ضبابية كان للاعلام والمتعاملين مع الغزاة لارض الاسلام من رجال ارتدوا عن دين الله كان الناس يتعاملوا معهم على أساس انهم رجال دين ومراجع في مذاهب المسلمين وانكشفوا بارادة الله، ومخالفتهم الصريحة للقرآن والسنة النبرية الشريفة وأحكامهما، وأنا لا استبعد أنه عمل وتوظيف أمريكي لبعض المراجع، من خلال تدخل ايران وعملائها كباقر الحكيم واخوه ومرشد ايران خامنئي، خاصة بعد أن كشف بريمر مراسلاته مع السيستاني عن طريق وسطاء، ابرزهم كريم شاه بوري (موفق الربيعي) وهو السبب الذي جعل امريكا تعينه وزيرا للأمن القومي في العراق.

 

ولكن اريد أن أركز هنا على مسألة غاية في الاهمية وهي ان امريكا خالفت القانون الدولي واعتمدت وسائل قذرة في تشويه مقاومة شعب العراق ولابد للمجتمع الدولي وهيئاته ومنظمات المجتمع المدني من التصدي لذلك، ان كان فعلا العالم يحترم قوانينه؟ فالمقاومة حق مشروع وتقره قوانين المجتمع الدولي، وعمل امريكا على اعتباره تمردا وعملا ارهابيا هو عدوان على البشرية واستباحة صريحة للقانون الدولي.

 

 ان امريكا وحلفها الشرير اعتمد الفتنة الطائفية والعرقية العنصرية المتطرفة في عدوانها على العراق، واعتمادهما كاساس لتكوين نظام حكم في العراق، وهما كما يصنفهما العالم انهما أساس تكون الارهاب والبغضاء وتعتبرها الدول ومنها دول العدوان انها المسببة للتطرف والكراهية ونمو البغضاء والعدوانية داخل المجتمعات والشعوب ولذلك تحاربهما في بلدانها، وتتخذهما حجة في محاربة التدين والالتزام الديني حتى الصحيح والمعتدل كما يسموه في بلدانها، وتبرر المراقبة على مواطنيها من اصول عربية أو غيرها من المسلمين، فلماذا تعتمده منهجا في العراق؟؟؟ ولماذا لا يحاسبها المجتمع الدولي وهيئاته على ذلك؟

 

ماذا يفهم المجتمع الدولي من الفقرة 140 في دستور العراق وفقرات أخرى تدعو للطائفية والمذهبية والتقسيم؟ أليست دعوة لنشر الكراهية والبغضاء وتمهيد لنمو الارهاب والعدوان بين البشر ويكون العراق نموذجا أو مختبرا لتنمية هذا التجربة المناهضة للسلام والتسامح والمحبة بين البشر؟ فلماذا تحارب التنظيمات التي تتولد على تلك الاسس ولا يحاسب مسببها وممولها ومنشؤها؟ أليس ما تضمنه دستور العراق من فقرات خاصة ما أسموه المناطق المتنازع عليها تأسيسا لتغذية نزاعات عرقية ودينية ومذهبية ستعم العالم وتكون سببا في حروب بينية ومحلية (أهلية) تهدد العالم كله؟ وهل من حق أي منطقة في العالم تغيرت يأي سبب طبيعتها الديمغرافية أن تغير ارتباطها الاداري أو السياسي؟ وماهو موقف تلك المنظمات الدولية خصوصا هيئة الامم المتحدة ودول العالم من لو طلبت منطقة ما في بريطانيا أو امريكا أو اي دولة آخرى حق تقرير المصير لكون غالبية سكانها أوربيين أو افارقة أو غيرهم، طلبت الالتحاق بولاية أو دولة آخرى؟ أليس هذا هو منهج النازية الهتلرية التي ضم على أساسها بولندا والنمسا وأجزاء أخرى من دول أوربا الى المانيا كون العرق الآري حسب تعريف هتلر سائدا فيها؟ فلماذا النازية والعرقية حركات عنصرية في العالم وفي أمريكا ولكنها أمرا مشروعا ودستوريا في العراق؟ لم يحدث أن تغير وضع سياسي أو اداري في التاريخ الا في الاحواز على ايدي الفرس وفلسطين على ايدي الصهاينة، بغعل ودعم وعمل الامبريالية بزعاماتها المتعددة على امتداد التاريخ الاستعماري، فلماذا تطبق النازية في العراق تحت مظلة البند السابع للأمم النتحدة وبجهد وفعل وارادة دول الديمقراطية الغربية المتبجحة على العالم بأنها دول التسامح والتعددية الدينية والعرقية؟

 

كل ذلك وغيره استخدمته أمريكا لتشويه المقاومة، واعتمدت منظمات سرية ومليشيات طائفية وعرقية من المجرمين كمرتزقة ومخبرين سريين وقتلة بالنيابة وجندت مجرمين دوليين وحمتهم ومولتهم لارتكاب جرائم ضد الشعب، وسخرت أجهزة السلطة التي أنشاتها وأحزابها لممارسة القتل على الهوية أو المعتقد أو الانتماء القومي والصاق تلك الاعمال على أنها من أعمال المقاومة، بغية تشويه المقاومة وفصلها عن حاضنها الشعب، وهذا تشويه لسمعة الشعب العراقي يجب أن تدرجه المنظمات الدولية الرسمية والشعبية كاحدى الجرائم الكبرى ضد الانسانية وضد الشعوب. فما فعلته المليشيات الطائفية المرتبطة بايران أو أمريكا كمليشيا بدر وثأر الله وتنظيم قاعدة العراق أو بلاد النهرين ثم دولة العراق الاسلامية وفيلق بدر وعصائب أهل الحق وغيرها وما فعلته مليشيا الحزبين الكردين العميلين الاتحاد والوطني الكردستانيين بعرب نينوى والتأميم وأقضية من ديالى وصلاح الدين لم يكن يجري لولا ضوء اخضر ومباركة أمريكية إذا لم تكن مشاركة وممولة لها، ولو كانت أمريكا كدولة احتلال تحترم مسؤوليتها القانونية والاخلاقية لما تجرأت قواة ايرانية وضباط مخابراتها من العمل بحرية تامة في العراق، ولكنها كانت تعلم وتسكت متقصدة ضنا منها ان هذا سيكون لصالحها وسينتج عداء شعبيا لايران، والا كيف يتحرك فيلق بدر بقياداته التي صارت معروفة في الشارع العراقي وفيلق الفرس (فيلق القدس) وباشراف الدبلوماسيين الايرانيين، والتي غدت ممثلياتهم أو قنصلياتهم تساوي عدد محافظات العراق، أي قنصلية تقريبا في كل محافظة، وقامت في أحدى المرات بألقاء القبض على مجموعة منهم وظلت تحتجزهم وبلا اعلان عن شيء مما جرى من تحقيقات معهم قامت بتسليمهم بعد أكثر من عامين الى عميلهم المزدوج نوري المالكي رئيس وزارة الاحتلال الرابعة ليطلق سراحهم ويسلمهم للسفارة الايرانية ببغداد؟؟؟ فهل أمريكا عاجزة عن القاء القبض على اؤلئك الفاعلين ؟؟؟ أم انهم يعملون معها وبتوجيه جهات مرتبطة بها أو متفق على عملهم؟ وهذه هي الحقيقة، وعلى هذا فكل الجرائم التي وقعت في العراق منذ 9/4/2003 والتي سجلت ضد مجهول هي جرائم قامت بها القوات الامريكية بشكل مباشر أو عن طريقة مرتزقة وأجراء، وكذلك كل عملية تهريب موجودات العراق الثابتة مدنية وعسكرية كانت بدراية وتواطؤ قوات الاحتلال وشراكة قادتها في المردودات المادية لمبيعات تلك الموجودات، كالمكائن والمعدات والمعامل والاجهزة وكل ما تم تهريبه من العراق، بما فيها تهريب الاثار وموجودات المتاحف والبنوك والمستشفيات، فما هو موقف المنظمات الدولية من ذلك؟ وماذا يصنف القانون الدولي هذه الجرائم؟

 

 





السبت٢٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة