شبكة ذي قار
عـاجـل










أكتب هذ الجزء من سلسلة مقالات جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي، وقلت أنه الأخير، ليس لأن الجرائم انتهت ولكن لو استمرت كتابتي لكل جرائم أمريكا في العراق فأنا متأكد أن عمري سينتهي قبل ان أكمل، فأنا تعمدت تعداد جرائمها الكبرى الموجه ضد البشرية جمعاء، التي ارتكبتها في العراق، والكافرة بشرائع الله والمستبيحة للقانون الدولي، فيما يتعلق بالابادة الجماعية والشرعية الدولية وقوانين جنيف وهافانا ولو دخلت في مسائل حقوق الانسان وحماية المدنيين اثناء الحروب واخلاق  المحاربين وقوانين الحرب وأخلاقها وقوانين حماية البيئة ومسؤولية دول الاحتلال عن أرواح وممتلكات الدولة المحتلة لعجزت عن حصرها، ولكني اريد أن اختم ما بدأته بهمجية أمريكا وحلفائها وعدائها للعرب والدين، بأنها عملت كل ما أستطاعت وبكل الوسائل القذرة والخسيسة واللامشروعة لاعادة العراق الى ما قبل عصر النهضة والصناعة، وأن اداراتها المتعاقبة وحلفائها كانت فعلا تمثل ليس فقط التوحش والهمجية والارهاب بأجلى صوره والعنصرية والفاشية والمعاداة للتحضر والإيمان، بل هم بحق جند المسيح الدجال، وان حربهم ضد الاسلام والعروبة هي فتنة الدجال التي حذرنا رسول الله وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه واله وصحبه والانبياء ممن سبقوه عليهم السلام اجمعين منها، وهي التي أمرنا أن نستعيذ بالله منها ومن هولها وأن يجنبنا اياها. فعن أية عملية سياسية وديمقراطية تتحدثون ايها الواهمون؟

 

أمن يريد أن ينشأ ديمقراطية في بلد ويجعله نموذجا؟ يفعل كل ما فعلته امريكا وحلفائها في العراق ويتخذ الفاحشة والجريمة والإرهاب والتدمير والقتل واستباحة الإنسان ومقدساته منهجا؟ ولنعدد فقط؟

 

1.  استخدام اسلحة (هي ليست أسلحة) بل مواد قتل وابادة تمتد لاجيال طويلة قد تصل ملايين السنين؟ لتقتل وتشوه خلق الله لأجيال طويلة؟ فقد نشرت امريكا المواد المشعة اليورانيوم المنضب والأسلحة التكتيكية والإستراتيجية والفسفور وغيرهما التي ستظل تعمل على قتل البشر وتشويه الأجنة من سموم دائمة وممتدة التأثير في ارض الاسلام سواءا في العراق والجزيرة العربية وفلسطين (غزة) وافغانستان والباكستان، وانا على يقين أن امريكا وبريطانيا والصهيونية تستخدم هذه الاسلحة الملوثة للبيئة وذات الأثار الطويلة المدى زمانيا ومكانيا لقتل المسلمين العرب وغيرهم وهي إستراتيجية مدروسة وغرضها قتل العرب لأنهم حسب الدراسات الغربية لو استمروا بنفس معدلات النمو السكاني يكونوا خلال الخمسين سنة القادمة غالبية في المجتمع الدولي، وسيكون المجتمع العربي مجتمع الشباب، وهذا يعني نمو الإسلام والإيمان لشكل عام، كون الأمة العربية هي حاضن الإسلام، وأن الشعب العربي وشعوب الشرق الأوسط كلها جبلت على الإيمان بفطرة الله وطبيعة تكوين المجتمع. متخذة منهج الصهاينة باعتبار كل البشر غيرهم مجرد حيوانات لا تستحق الحياة وأنهم اعداء بالفطرة كونهم مؤمنين بالفطرة، وان قتلهم جائز بحكم التلمود الصهيوني الذي هو قانون الاعور الدجال واتباعه.

 

2.  اعتماد كل ما ينافي السلم والأمن الدولي كالطائفية الدينية والمذهبية والعرقية منهجا لحروبهم وللحكومات التي يشكلوها بعد احتلال البلدان لنشر الفتن بين الشعوب والأمم.

 

3.  استباحة قوانين السماء والأرض بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، دون تفريق او مبرر حتى وان كانوا مهادنين وليسوا محاربين. ولا نحتاج لادلة فالوقائع كثيرة واعترفوا بها، ومتكررة إلى حد السقم والملل، وما شريط طائرة الاباجي في العراق وهم يقتلوا مدنيين عزل الا واحدة من تسريباتهم لارهاب الشعوب، وما طائراتهم المسيرة بدون طيار وقتلها بدون تفريق بين الناس وبدون تدقيق أو اثبات بقتل المسلمين في باكستان والصومال وغيرها الا شيء من شواهد كثيرة.

 

4.  قتل كل من في الشارع او القرية التي يتعرض فيها رتل لقوات الاحتلال الى عملية من مقاومين؟ والشواهد كثيرة.

 

5.  استباحة اعراض ومقدسات وممتلكات الشعوب والافراد، وعدم جواز مسائلة مرتكبي تلك الجرائم من قبل اية جهة قانونية غير مرجعيتهم ودولتهم، فاي قانون وأية حقوق انسان وأية شرعية وحرمة للانسان تبقت إذا كان الحاكم هو المجرم؟ وما جرى في المحمودية مع الطفلة عبير وعائلتها وقتل العائلة جميعها بعد اغتصاب الطفلة وحرق الجثث ما هي إلا واحدة من الشواهد الكثيرة.

 

6.  قتل الاسرى والاعتداات الجسدية والجنسية على أسرى الحرب من قبل قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني والفارسي ومرتزقتهم في سجون ابي غريب وبوكا والمحاكم اللا شرعية التي اقامها الاحتلال وخول مرتزقته بتنفيذها، ونشر الامراض القاتلة ومنع الدواء والعلاج عن الاسرى والسجناء واستخدام وسائل قذرة في التحقيق كاللواط بالرجال قهرا واغتصاب النساء واشاعة الرذيلة في المجتمعات وتشجيع نمو الفساد والمخدرات والفاحشة في المجتمعات، ما هي إلا تأسيس لتدمير الشعوب أخلاقيا.

 

7.  العمل على تقويض التعليم ونشر الجهل والامية والتخلف وتدمير البنى لمؤسسات التعليم والعلم وقتل العلماء أو تهجيرهم وسرقتهم بوسائل متعددة، منها ما سخرت هيئة الامم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها فيه، كما جرى ويجري لعلماء واساتذة جامعات العراق ومعاهده.

 

8.  تدمير كل ما بناه شعب العراق وتحطيم كل ركائز ومقومات الدولة، وتقويض المؤسسات التنموية كالمشاريع الزراعية والانتاج الحيواني والنباتي والصناعة، في حين توافق وتدعم الاستثمار بالتنقيب عن المعادن والاستخراج للنفط والغاز.

 

9.  لماذا استثمرت امريكا وشركات الاحتكار في ميدان النفط والغاز؟ ولكن منذ ما يزيد على سبع سنين لم تفكر في اعادة بنية الخدمات الماء والكهرباء والخدمات الاخرى؟ بل أهملت هذه المجالات بشكل متعمد!!! أليس هذا يثير الشكوك لدى المواطن والمراقب المنصف؟ ألا يعني أن هذا عملا مقصودا لقتل أو تهجير ابناء العراق وتحطيمهم نفسيا؟

 

10.  العمل على ترسيخ العرقية والمذهبية في نظام الحكم في العراق وبكل مؤسساته بدءا من البرلمان والحكومة ومرورا بمناهج التعليم ودوائر الدولة وتشكيل القوات المسلحة والشرطة والوظائف الحكومية على أسس المحاصصة بما يؤدي الى تقسيم البلدان.

 

هذا يؤكد أن الامبريالية والصهيونية جاءت للعراق لتنفيذ مخطط الصهيونية ووجوهها المتعددة الماسونية ومنظمات الظل المتحكمة بالعلم بالخفاء والتي تدير كل عمليات الارهاب والتدمير للبشرية، وتمهد لاعادة العالم الى عصور الظلام والانحطاط والحروب. فعلى مستوى العالم تثير الفتن والحروب الداخلية والبينية بين الجماعات والدول لأجل ذلك وكأمثلة:

 

11.  بناء انظمة الحكم على اسس المحاصصة بين مكونات العملاء المرتزقة ممن جندوا في جند الشيطان وتنمية العدوانية والكراهية والبغضاء بين كل الشعوب والامم. وما يجري في السودان وتداعياته على مستقبل افريقيا السياسي نموذجا لما تعمل قوى الارهاب والشر على تعميمه، وهي التي ترعاه وتموله وتدعمه تحت مسميات شتى وعن طرق عديدة.

 

12.  العمل بكل الوسائل القذرة على تفتيت وحدة المجتمعات في العالم بأسره، وتقويض وحدة الشعوب وتدمير اسس المحبة والسلام ومقوماتها في الدول الفقيرة والصغيرة باسم الحرية، واشعال الحروب الداخلية وتغذيتها وتمويلها وتسليحها كما جرى في تكوين وتنمية المليشيات في العراق وافغانستان، وما يجري في السودان ولبنان ومصر والمغرب العربي كله ودويلات شبه جزيرة العرب واليمن والصومال ونيجيريا وباكستان ودول امريكا الجنوبية وحتى الصين والاتحاد الروسي وتركيا ودول الاتحاد السوفيتي السابقة والهند وسنغافورا وماليزيا فليبين والفليبين وسيلان ودول جنوب شرقي اسيا ودول افريقيا انه استهداف لعموم البشرية من قبل اتباع الدجال ممن يتحكموا بالمال والاعلام.

 

13.  محاربة الايمان وتحريف الاديان والعمل على اشاعة الكفر والالحاد في العالم من خلال مايسموه صراع الحضارات والعمل على خلق العداء بين الناس عموما على مستوى البلدان وعلى مستوى العالم ككل.

 

14.  الكيل بمكيالين مما يعني أما سيطرة الصهيونية على العالم أو لجوء القوى الناقمة من هذا الا اعتماد اسلوب الحرب الشاملة والتي يسموها الارهاب.

 

15.  ان أمريكا والصهيونية تسعيان لتدمير البشرية عموما، ويتحالف معها حكام العرب وحكام ايران بجهل أو معاهدات سرية وحكام وانظمة واحزاب ومنظمات تجند لتخدم البرنامج الصهيوني الامبريالي الشرير كما يجري مع انظمة باكستان ومصر والاردن وانظمة اخرى في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية.

 

16.  العمل على تكوين جمعيات ومنظمات تحت مسميات متعددة انسانية وخيرية وتبشيرية وعلمية وغيرها من المسميات لا تسعى لتبيان الدين للناس ولا لنشر الايمان والفضيلة والسلام بل لأجل الفتنة والتعصب ونشر الكراهية، وهل يستطيع أحد أن يعرف من يمول كل هذه المنظمات؟ ولماذا لا تترك الناس تختار أديانها ومعتقداتها بنفسها وحريتها، ووفق ما يراه الفرد والمجتمعات من خلال وعي بالخليقة وتحكيم عقله، ولماذا كل منظمات التبشير المسيحي من الكنيسة الانجيلية المتصهينة لا غيرها؟

 

17.  لماذا امريكا الديمقراطية! والدول الامبريالية تحمي وتحالف الانظمة الرجعية والكهنوتية؟ وتعتبر الانظمة الثورية والرفضة للوصاية الاجنبية والعاملة على بناء بلدانها وتدعم التحرر في العالم معادية وداعمة للارهاب.

 

18.  لماذا تصرف دول الامبريالية موازنات ضخمة على تطوير اسلحة القتل والتدمير والعدوانية ولا تسعى الى نشر التعاون والمحبة وتسهيل التعاون والاستثمار بالعالم الفقير والعالم الثالث لتخليص البشرية من الفقر والجهل والمرض والجوع؟ كم تخصص الدول الغنية لامور تضر البشرية وتنفق فيها ثروات ضخمة؟ ان كانت فعلا تسعي للقضاء على الارهاب وعدوانية والبغضاء بين الشعوب والأمم لماذا لا تفكر في كيف تسعد البشرية عن طريق التعاون والسلام والمحبة والعون على الخير، فهي تساند وتدعم ماليا وعسكريا الانظمة التي تقتل شعوبها بحجة محاربة الارهاب وهي تعرف من هو الارهاب الحقيقي.

 

19.  لماذا شروط البنك الدولي والصندوق العالمي يضع شروطا اولها رفع أي دعم حكومي للحاجات الانسانية للمواطن في البلد الذي يستعين يقروض تلك المؤسسات الدولية لتنمية بنائه وموارده. ولماذا دائما تمول تلك المؤسسات الجوانب الخدمية والاستهلاكية وترفض تمويل المشاريع التنموية.

 

كل هذه النقاط وغيرها الكثير ممكن أن تكون عناوين لمقالات تحتاج لتفصيل وتبيان ولكن هذا يجتاج الى وقت وجهد واحساس بأنك تقدم خدمة للعدالة، ولكني أحس ان كتاباتي وغيري الكثير من المنصفين في العراق والوطن العربي والعالم بما فيهم دول العدوان ذاتها لم تحظى بأي اهتمام ولم تثير شيئا من الاهتمام لدى دوائر ومؤسسات القانون الدولي، كون تلك المؤسسات غير دولية ولا حرة ومهنية، بل هي مجرد أدوات وهياكل شكلية أسست لخدمة قوى العدوان والارهاب والعنصرية الفاشية الامبريالية والصهيونية. فأكتفي بهذه الأجزاء من مسلسل الجريمة والارهاب الامبريالي الصهيوني، الذي لم يترك نوعا من أنواع الجريمة الجنائية والسياسية والأخلاقية والقانونية إلا وارتكبها في عدوانه على العراق ومارسها خلال فترة احتلاله لأرضه. ربي إليك نشكو وأنت خير الحاكمين. وإنا لوعدك مصدقون وعليك متوكلون وبك عائذون ولقضائك مستسلمون وفي سبيلك مقاتلون، وبنصرك واثقون، فثبت أقدامنا ورؤانا وسدد رمينا، أنت ولينا فانصرنا على القوم الظالمين.

 

 





الاثنين٣٠ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة