شبكة ذي قار
عـاجـل










رفيقي أبا زياد نحييك يا صدق الوفاء كله , يا نبع ريحان وطن وأمة وشفافية أنسان علمنا الصبر أيام الشدة , يا رجلا امتحنت أمامه التحديات وأحرجت مواقفه أعداء العراق والأمة , وحمل صموده طوال حياته النضالية لمحات مشرقة لمعنى الرجولة الكفاحية المتمسكة بالدفاع عن حق شعبه وأمته في الحياة في ظل فيئ الحرية الحقيقية والشفافية الأنسانية .


هو صوت أعلامي عراقي عروبي مقنع للأخر وحتى لمن أختلف معهم في الرأي ’ ممتلئ الحجج والبراهين , مسفها بها أدعاءات الاعداء ’ مستقطبا أعجاب محاوريه جاذبا الأنتباه لطروحاته بلغة دبلوماسية سلسة بالغة التأثير, متصفا بالكبر وهو يواجه خصوم بلاده , وحادثة أحراج جميس بيكر برفضه تسلم رسالة رئيسه بوش الملعون الأول قبيل شن العدوان الأميركي الأول فيها دلالات ان يكون العراقي عزيزا مصان الكرامة في لحظات ينتخي فيه الوطن رجاله .


ولا أريد أن أذكر بمواقف العرب , قادة قبل الأتباع في ممالئة سيد البيت ألاميركي وأنبطاحهم أمامه , فسكوتهم على غزو العراق وتدميره وقتل شعبه كان قمة المهانة والخيانة , والخيانة الكبرى تمثلت في جعل أرض أقطارهم متكئا لتسهيل مرور الغزاة الى الأرضي العراقية ولا زالوا يجعلون منها ملجأ لقوات المحتلين , يؤمنون الوقود والغذاء للمعتدين مجانا !! .


وكما هو بعثي مناضل في العراق , كان هو نفسه في سورية يوم أرغمته ظروف العراق القاهرة أن يكون في دمشق العربية عند بدايات الستينات , متنوعا مبدعا في تعزيز التجربة الصحفية السورية , بارزا في الجهد الفكري , ووجدته رجل مواقف قومية صلبة في مواجهة تقلبات الأوضاع السياسية , عبربثبات عن مواقف سياسية مبدأية , فقدم بوفائه لرفاقه السوريين ضريبة ,كان ثمنها الأعتقال في سجن الشيخ حسن بدمشق في أثر أحداث 23 شباط ونقل من بعدها الى سجن تدمر الصحراوي في محافظة حمص.


وكان طارق عزيز العزيز هو هو بعد أنطلاقة ثورة 17 تموز المواطن والمناضل البعثي المرتبط بقضية شعبة وأمته وبدا كذلك حتى بعد تحمله لأعلى المناصب في الحزب والدولة لم يستهويه المنصب الا لكونه وسيلة لخدمة مهمة أغناء مسيرة الحزب , والسعي لجعل الوظيفة قاعدة للدفاع عن الوطن ومصالحه وتكريس جهدة ليكون أمين الفعل في تجسيد سلامة مسار الثورة على وفق ماخطط له القائد الشهيدصدام حسين وهو يسند له من المهام أدقها وأخطرها على مستوى الحزب والدولة معا , فكان دؤوبا دقيقا ووفيا في أداء تلك المهام .


والكبر فيه لمسناه في كونه لم ينس أو لم تنسه المشاغل والمتاعب وكثرة الأسفار الرسمية من أن يتذكر رفاق الدرب الوطني من البعثيين وغيرهم في الحركات والقوى الوطنية علي الصعد المختلفة محليا وعربيا وفي المحيط الأبعد , فلم ينقطع عن تفقدهم , وحتى تبني المواقف المسهلة لأوضاعهم أمام الجهات الرسمية وأن أضطر لرفع الأمر للقائد الراحل فأنه كان يفعل هذا رافعا الألتباس او أيقاف أي أجراء اداري . أو حتى أيقاف لأي أجراء أمني , وهذا ما لمسته وهو ينتصر للكثيرممن اعرفهم واحتاجوا لتدخل منه لدى الشهيد القائد صدام حسين الذي يدرك مدى حرصه على تبني وبالحق قضايا ومعاناة الأخرين وكان يستجيب لها الراحل في الغالب .


هذا هو طارق عزبز الموطن الشفاف والمناضل البعثي المتعلق بالأرض العراقية محبة ومصيرا , وهذا رصيده الغني , واعتقد أن مواقفه مع المحتلين واضحة جلية , ومواقفه من جلادي شعبه مفعمة بالرجولة الحقة , فهو كشعبه يرفض بأصرار وجودهم في العراق وفي أي أرض عربية .


رفيقنا يتعرض ورفاقه لهجمة مفضوحة , واشنطن تشكل طرفا في رسم تفاصيلها , كما هو حال من نقل معه من سجن مطار صدام الدولي الأميركي الى سجن الكاظمية أو (مصلخة) عملاء النظام الأيراني المجرم الذي يدار من قبل القتلة المأجورين للمالكي بأشراف عملاء لطهران التي عبرت عن ترحيبها بالقرار الأميركي , وعده ناطق رسمي أنتصارا لأيران , مما سيعرضهم للموت البطيئ .


وهذا يوضح من دون أي لبس أن الرفيق أبو زياد ورفاقه في وضع لايحسدون عليه , مما يحمل الشرفاء من أبناء شعبنا والمناضلين القوميين والأسلاميين الحقيقيين والشخصيات الوطنية المستقلة لان ترفع الصوت عاليا فضحا هذا الاجراء الذي يفتح الأبواب امام الجلادين لأرتكاب المزيد من جرائم التصفية بحق أهلنا العراقيين جميعا , وخصوصا كفاءاته العلمية والثقافية العراقية وكوادره الجامعية ومناضليه البعثيين الذين كانوا حراسا لأمنهم والمدافعين عن وحدتهم وسلامة وطنهم .


أن الواجب الوطني القومي السليم يقتضي منهم تحركا سريعا يدين المحتلين ويكشف اللعبة الفارسية ويتصدى لفعل أجرامي أميركي جديد يبعد سكاكينهم عن رقاب المناضلين الذين وقعوا في الأسر وقضى فرمان واشنطن ان توضع حول معاصمهم أصفاد طهرانية تمهيدا لجز أعناق خيرة رجال العراق !!


ونحن لا ندعو أحدا من القوى والشخصيات الوطنية والقومية لمغادرة مواقف الصمت والخدر ازاء عملية أغتيال جديدة تستهدف المناضل طارق عزيز ورفاقه حسب , بل نريدها مراجعة جادة للمواقف والتحديات تعكس تحركا نوعيا يسهم في كسر قيود المحتلين وعملائهم الى الأبد , ويعزيز توحد الجهد الوطني الرافض لوجودهم على ساحة العراق والمصعد لوتائر اسناد الفعل المقاوم للمحتلين , أمساكا بهدف طردهم من البلاد نهائيا ومعهم أجتثاث كل أثر لتواجد فارسي طارئ على الأراضي العراقية , وبهذا وحده يكون لهذه القوى والشخصيات دور الفعل لدرء مخاطر أن يستمر منهج الأجتثاث وهو من صنع أميركي – صهيوني ليشمل أسرابا وطني أشمل رافضة للأحتلال وللوجود الأيراني الطائفي في العراق , كما تنوي ذلك واشنطن بتوافق مع تل أبيب وطهران .


حيا الله طارقا وجميع رجال العراق الأسرى فيما تبقى من سجون الأحتلال وسجون النظام العميل وعزز وقفتهم البطولية وهي مثار فخر وأعتزاز جميع العراقيين.
والمجد أبدا لشعب العراق , والنصر على أعدائه قادم بأذن الله وأقتدار مقاومته العراقية البطلة ,وساعة التحرير قريبة أطلالتها.

 

 





الجمعة٠٤ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة