أقدمت القوات الأميريكية يوم الأحد الماضي على تسليم المعتقلين العراقيين لديها إلى حكومة المالكيّ، التي أودعتهم سجن الكاظمية، و الذي يستخدم منذ إحتلال العراق كمسلخٍ بشري للتعذيب و تنفيذ الإعدامات و القتل، و هو يفتقر لأبسط المعايير الإنسانية المتفق عليها دولياً، كما يمنع الصليب الأحمر الدولي من زيارة و تفقد أوضاع المعتقليين في السجن المذكور.

و من بين المعتقلين المسلّمين للسلطات العراقية الأستاذ طارق عزيز، الذي يعاني من ظروف صحية صعبة و حرجة قد تتسبب بفقد حياته، مثلما يعاني الآخرون من زملائه.

و المعروف أن السلطات القابضة على زمام الأمور في العراق، و براعية سلطات الإحتلال، قد شكلت محاكم جنائية تفتقر بدورها لمعايير المحاكمة العادلة، كما أن إعتقال الأستاذ عزيز و رفاقه و محاكمتهم يشكلان تصرفاتٍ تتنافى من حيث المبدء مع القانون الدولي الإنساني.

و ما كان للسلطة المحتلة ، و من نُصبَ وكيلاً عنها في العراق، ليقدموا على هذا الفعل، لولا سكوت المجتمع الدولي عن مختلف جرائم الحرب المرتكبة بحق العراق و العراقيين.

و يتخوف ذوو المعتقلين، و من بينهم، ذوو الأستاذ عزيز على حياتهم، و التسبب بقتلهم بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر التمادي بمنع وصول الأدوية إليهم، و نطلب من الصليب الأحمر الدولي تحمل مسؤوليته تجاه هؤلاء المعتقلين بتدخله السريع و الحاسم. كما نهيب بالمنظمات العربية و الدولية التحرك السريع لإنقاذ حياة الأستاذ طارق عزيز و زملائه لإطلاق سراحهم فوراً، قبل إقدام السلطات الطائفية الحاقدة على تصفيتهم.