Seine Heiligkeit Papst Benedikt XVI.

Citta del Vaticano

E-Mail: benediktxvi@vatican.va

بابا الفاتيكان المعظم

بعث عيسى المسيح مسلحاً بالمعجزة والدعوة الإلهية لإنقاذ البشرية من ظلمات الشرك والكفر والجهل والظلم وإيصالها إلى نور المعرفة والعدل وعبودية الله، ولم يتردد لحظة واحدة خلال فترة وجوده بين البشر في مكافحة الشر والدعوة إلى الإحسان.  وكونكم من السائرين على هدى رسول الله عيسى بن مريم الذي نؤمن بنبوته كعظيم ، و البشرية اليوم احوج من اي وقت أخر لتعاليمه بالخير والصلاح والكمال التي كانت على رأس اولوياته .  نعلمكم ان ما يجري حاليا في العراق من انتهاكات لحقوق الانسان وما يتعرض اليه شعب العراق على يد الزمر الفاشية مدفوعة من  ملالي قم وطهران من حملات الابادة والارهاب والقمع وما تمارسه هذه الزمر المستهترة بكل القيم والمثل والتقاليد والاعتبارات الانسانية والاخلاقية والاعراف والمباديء والمواثيق الدولية من عمليات الاعتقال الكيفية والتعذيب الوحشي والاعدام بالجملة بلا محاكمات او بمحاكمات صورية لا تتوفر فيها ابسط الضمانات القانونية ، وعمليات الاغتيال باساليب همجية ووسائل دنيئة اضافة الى نفي وتشريد الملايين من المواطنين العراقيين وتهجيرهم خارج وطنهم العراق ، يدعونا  ان  نناشدك وندعوك الى الوقوف والتضامن مع اهل العراق بشكل عام ، ومع قضية طارق عزيز  الانسان المؤمن بالمسيحية بشكل خاص . والعالم يعرف ان طارق عزيز الانسان   قضى ريعان شبابه  في كفاح بوجه الظلم والعدوان والفساد والذين يستخدمون المال والقوة لأسر الشعوب واخذهم الى جحيم الدنيا والأخرة ، و المرارات التي تحملها طارق عزيز الانسان عبر سبع سنوات مضت لا يمكن وصفها بكلمات .

قبل اسبوع ارتكبت الادارة الاميركية جريمة نكراء بحق الانسانية ، حيث انها اقدمت على تسليم 26 اسير عراقي على رأسهم طارق عزيز الانسان لعصابات ايران  العابثة على ارض العراق . و هذه الجريمة النكراء مخالفة للمادة 76 من اتفاقية جنيف بشأن حماية الاشخاص المدنيين في زمن الحرب والتي  تؤكد على حقوق الاسرى والسجناء وضرورة حمايتهم  واحترامهم  من قبل السلطة القائمة بالاحتلال .

نناشدكم ، والواجب الديني والاممي يفرض ويحتم على جميع القوى المحبة للحرية والسلام دعم وتأييد نضالات شعب العراق من اجل تحرير وطنه ومن اجل اسقاط الفاشية التي تعيث على ارض العراق من نيسان 2003 ، واقلها تكليف الدائرة الدبلوماسية بمتابعة اوضاع الاسير طارق عزيز الانسان والعمل الحثيث على انقاذ حياته واطلاق سراحه .

الادارة الاميركية المهيمنة في العالم بجريمتها بحق الانسانية  وتسليمها لأسرى مسؤولة عن حياتهم ، أكدت انها تعيش تحت اسم وغطاء المسيحية واقعاً مادياً بعيداً كل البعد عن سلوك السيد المسيح وتعاليمه ، تضيّق الخناق على الشعوب والمظلومين ولا تتوانی عن ارتكاب أي تعسف في حقهم . وملالي قم وطهران  يتبعون اهواءهم وينفثون سموهم واحقادهم ليلوثوا صفاء الروح الانسانية بالقبح والظلم والاساءات وهم هامين بقتل طارق عزيز الانسان .

 نأمل ان تضمن  لرجل مؤمن لم يعرف الاذى لاحد طيلة عمره ،  السلامة والافراج عنه . وان ارادة الشعوب قوة لاتقهر

مع وافر احترامي وتقديري

نصري حسين  كساب

الاردن - عمان