شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ ما يزيد عن ثماني سنوات أو أكثر في عمر إحتلال العراق من قبل راعية الإمبريالية الإستعمارية والصهيونية العالمية أمريكا والأوضاع في هذا البلد المكلوم والجريح لم تتغير ولكن مزيد من الخراب والدمار والقتل فهناك خمسة ملايين مهجر ما بين داخل العراق وخارجه في أوسع وأبشع عملية تهجير عرفها أي شعب في أي زمان ومكان ناجمة عن الفتنة التي أستولدها الإحتلال ورعاها منذ غزوه لبلاد الرافدين ولكن السؤال الذي لابد أن نطرحه و كان لابد أن نبحث له عن أجابه ماذا قدمنا للعراق ؟ وبالطبع لاشئ فهناك بعض حكامنا العرب منهم من لا يجرؤ علي إستخدام كلمة إحتلال ومنهم من يتحدث عن الوجود الأميركي ولا يستطيع أن يتحدث عن إحتلال أمريكي ،وهناك من يبعد أكثر من ذلك ويتحدث عن تحرير العراق ، أما الغالبية من حكامنا من أصحاب الفخامة والجلالة منهم من لا يعلم أن العراق محتلاً من الأصل ومنهم من سلّم بالهزيمة الجديدة وأنصرف إلى تحصين نظامه ولو بتسهيل تمدد النيران إلى أقطار أخرى بعيدة عنهم نسبياً ،

 

ومن ناحية أخري لم تعد الشعوب العربية تتابع أخبار المجازر الفظيعة التي ترتكبها قوات الإحتلال وإندفاعها إلى حمام الدم الجماعي المنظم تحت لافتة الفتن الطائفية فلقد عمد الإعلام الغربي والعربي ومنها الممول صهيونيا إلي خلط ما يحدث من قتال ومقاومة علي أعتباره نوعا من الإرهاب ولهذا صار المواطن العربي أمام هذا الإعلام الموجه والمُضلل متلقياً بل ومبرمجاً علي مشاهد القتل والدمار الذي يجري في كل مكان علي الأراضي العربية والإسلامية دون أن تجري في عروقه آي دماء ، أما علي الساحة العراقية نفسها فلم يعد هناك أي تقدم علي الوضع السياسي أو الأمني أو الأقتصادي فكل ما طرأ علي الساحة فقط هو ظهور تكتلات اوشخصيات لاعلاقة لهم بالعراق وكل ما يربطهم بهذا البلد هو أنهم جاءوا مع الإحتلال وعلي ظهور دباباته ولا حديث لهم إلا عن العراق الديموقراطي الحر الجديد ولاهم لهم إلا سرقة هذا الوطن من شعبه وأهله وعندما كان يكتب أحد او يتحدث عن سقوط العراق بعد الغزو كنا نشاهد من يخرج معاتباً او مسباً بان العراق لم يسقط ولكن من سقط هو نظام صدام حسين وليس العراق ، ولكن وبعد مرور هذه السنوات نقول بان من سقط هو العراق وليس النظام ليتحول بعدها من البوابة الشمالية للأمة العربية إلي محمية أمريكية صهيونية بل ونؤكد بان هذا البلد قد دخل مرحلة النسيان العربي ولم يعد إحتلال وسقوط العراق من قبل مغول العصر الأمريكي وعملائه من الجواسيس واللصوص وسماسرة الأوطان تحرك في الضمير العربي أي نقطة من دم لأنهم منذ البداية كان منهم من شارك او ساهم بالفعل في إحتلال العراق من خلال تخاذلهم وخضوعهم وتوسلهم وتبعيتهم لطاغوت العصر الأمريكي ،

 

لقد تحول العراق ومنذ الغزو إلي واحة من الديمقراطية بفضل اللصوص والسماسرة من المستعربين والمستعرقين الجدد الذين أرتكبوا وما زالوا يرتكبون باسم تحرير العراق أبشع الجرائم وأقذرها في تاريخ هذا البلد العريق ، لقد هجروا الملايين بين الداخل والخارج وقتلوا الملايين وسرقوا حضارة بلاد الرافدين وكل هذا تحت شعار الديموقراطية وتحرير العراق والعملية السياسية والتي تدار كل فصولها من خلال وكلاء وعملاء المخابرات الأمريكية والصهيونية والإيرانية والعربية أيضا وما يجري علي الساحة العراقية من الفرقاء والمستعرقين والمستعربين من المتنافسين والمتناحرين علي المصالح والمناصب والثروات ما هو إلا توجه لسياساتهم إلتي تتجه إلي تخوين كل طرف للآخر عن طريق سلوكيات تعبر عن مواقفهم المتصارعة للوصول للسلطة علي معايير من المزادات والمناقصات والتي تتخذ من أفعالهم وخصوماتهم صراعات طائفية او مذهبية او عرقية من باب تصفية الحسابات مع بعضهم البعض علي حساب الشعب العراقي المبتلي بهذه الزُمر، فمنذ مؤتمرات الخيانة في أمريكا ولندن لمجموعة اللصوص والعملاء والمستعرقين وبرعاية من وكلاء المخابرات الأمريكية التي أسست إلي تقسيم مكونات الشعب العراقي إلي أن جاء المحتلين إلي العراق فقاموا بتكريس مشاريع التقسيم الطائفي لتشكل القاعدة التي جاءت لتبني أهداف الإحتلال الصهيوأمريكي لتقسيم بلاد الرافدين طائفياً وعرقياً وصولا إلي تقسيم البلاد لدويلات متنافرة ومتناحرة فيما بينها ،

 

ومما لاشك فيه أن الإدارة الأمريكية تعي جيدا حقيقة تحول العراق إلي ساحة للصراع الداخلي بين الغرماء والمستعرقين والعراقيين إلي الدرجة التي أصبح هذا الأمر مقلقا لها ولهذا جاءت زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في الأسبوع الماضي صاحب مشروع التقسيم إلي العراق لتدشين مرحــــلة التقسيم وإدخاله حيز التنفيذ فأمريكا اليوم ليس لديها خيارات أخري وذلك بسبب الخيارات الغير محدودة التي تواجهها إدارة الرئيس الاوبامي ولهذا تتعمد إدارة الاحتلال الأمريكي اليوم في إغراق العراق والشعب العراقي في مسرحية تشكيل الحكومة تحت شعار الديموقراطية في الوقت الذي تتجاذبه أطراف إقليمية عديدة تتحكم فيه عن بعد ، إذن الأمر وما يجري في بلاد الرافدين جد خطير وليس هناك وقت والوقت يمر بسرعة ومشارط الأعداء والعملاء تنهش في جسد العراق العربي بلا رحمة لتصل به الي الخروج من عروبته وإسلامه بل ومن التاريخ كله ولم يبقي الأمل معقوداً إلا علي المقاومة والشعب العراقي لإعلان ساعة الصفر وبدء عصر الثورة والإنتفاضة .
 

 





الخميس١٠ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـــــي الــعـــــربـــي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة