شبكة ذي قار
عـاجـل










من الثوابت التي ترفض أنْ تعترف بها الأنظمة العربية بشكل خاص، وأنظمة منظومة دول الشرق الأوسط بشكلٍ عام أنَّ المقاومة العراقية أجهضت المشروع العقيدي التوراتي – الإنجيلي المُتطرف الذي كان ينوي أنْ يجعل من العراق قاعدة انطلاق للقوات الأمريكية – الصهيونية لدول الجوار التي تُمثل دول الحزام الأول المُعادي للكيان الصهيوني، فهو بسيطرته على تلك الدول، إن لم يكسب تأييدها لوجود ذلك الكيان العنصري وتطبيع العلاقات معهُ، فإنه على الأقل يُحيُدها ويُخرجها من دائرة مُعاداتها لذلك الكيان الدموي، ثم ينتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية التي تُمثل الحزام الثاني الذي يشمل البلدان ما وراء دول الحزام الأول سيما دول القوقاز/آسيا الوسطى، وبذلك أحكم السيطرة كاملةً على أهم الدول في ما يُعرف بـ " دول الجنوب" التي هي بعضها تُشكل الحزامين الأول والثاني للكيان الصهيوني، وما يتبع ذلك من تحكُم بالمقدرات السياسية والاقتصادية..إلخ لتلك الدول، ثم على المستوى الكوني سيؤهل بلا شك الولايات المتحده والكيان الصهيوني التحكُم بمقدرات القانون الدولي ويُصبحان بمثابة الفيصل الحاسم في وضع ضوابط جديدة كونية خيوطها بيدهما، هذا فضلاً عن أن مشروع الشرق الأوسط التي أُجهضه الشارع العربي وليس الأنظمة العربية سيأخذُ طريقه للتنفيذ الفعلي رغم أنف ذلك الشارع الذي عارضهُ وأقبرهُ، ولكن هذه المرة برضا الأنظمة العربية الفاقدة للإرادة، التي آمنت ولا زالت بأن ركوب القطار الأمريكي هو الأكثر آمناً لسُلطتهم، فهم فيه أينما حلّ، وأينما توقف، ما دام هُم على مُتربعين عرش السلطة، ولبيان فضل المقاومة العراقية المُجاهدة إقليمياً وإسلامياً لا بل حتى كونياً على وقف تنفيذ مثل ذلك المُخطط، وللإطلاع على بعضاً من خطوطه العريضة الدموية وبالتالي الكارثية من أفواه الباحثين الاستراتيجيين الأمريكان الصهاينة، سيما وأنه مُخطط يرتكز ويُترجم مقولةً صهيونية إرهابية مُرعبة نصُها: (( يتوجب علينا فقط أن ننتصر))، والظلامية الأكبر فيها أنه شخصت وسائل ذلك النصر الذي بدوره يتمحور حول الصراع المذهبي بين المذاهب التي تسود مُجتمع العراق ومُجتمعات الدول المجاورة لهُ، والدول التي تلي دول الجوار كما أشرنا أعلاه، وفي تقديرنا ونعتقد أننا على صواب أنَّ مثل تلك المقولة وترجمتها أدناه قد ارتكزت من حيث النظرية والتطبيق على الاستعداد التاريخي للمؤسسة الدينية والحوزويه الإيرانية في الاشتراك/تنفيذ هذا المُخطط الصهيوني – الأمريكي ودليلنا من أدلةٍ عده في هذا هو التحالف الأمريكي – الإيراني الذي بعد غزو واحتلال العراق ظهر واضحاً  جداً، وما جرى ويجري في اليمن الشقيق سيما أحداث "مُحافظة صعده" اليمنية، فهو على المدى الاستراتيجي لا يتوقف تحالفهُ أعلاه على ما جرى ويجري في العراق واليمن و...إلخ فقط وإنما سيكون فاعلاً في الدول المُشار إليها أعلاه (الحزام الأول والثاني)، فالمُخطط الأمريكي – الصهيوني يقوم على تأجيج حرب داخلية بين المذاهب المُكونة للمجتمعات بدعم وتأجيج من الدولتين فضلاً عن إيران، خطوطه العريضة نجدها واضحةً جداً في قول: ((اليهودي الأمريكي رويل مارك فريخت، الخبير في معهد المسعى الأمريكي ، مشيراً إلى عبارة مايكل أوحانلون، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز الأمريكي، القائلة "يتوجب علينا فقط أن ننتصر" وذلك في:

 

• إخضاع العراق للسيطرة.

• تطوير الحرب السنية – الشيعية إلى حروب سنية – شيعية بين دول الشرق الأوسط.

• تطوير هذه الحروب السنية – الشيعية إلى مواجهة إقليمية سنية – شيعية.

وتشير المعلومات إلى أن العديد من القوى العالمية تقوم ببذل أقصى الجهود في عمليات:

• جمع المعلومات حول خصوصيات الكيانات السنية والشيعية.

 

• رسم خارطة المصالح السنية – الشيعية عن طريق:

* تحديد نقاط التعاون السني – الشيعي من أجل إضعافها.

* تحديد نقاط الصراع السني – الشيعي من أجل تقويتها.

* إعادة رسم خارطة طريق التوجهات الأمريكية بحيث تتغير طريقة السياسة التدخلية الأمريكية في المنطقة، بما يؤدي إلى تحقيق الهدف المطلوب.

 

• تحديد وسائل التدخل الأمريكي الجديدة في المنطقة وترسيم الدور الوظيفي الخاص بـ:

* الوسائل التدخلية الاقتصادية.

* الوسائل التدخلية السياسية.

* الوسائل التدخلية الدبلوماسية.

* الوسائل التدخلية العسكرية.

الوسائل التدخلية الاستخبارية.

* تنفيذ خارطة الطريق على حساب الحرب الطائفية..؟)).([i])

 

خطورة مثل المُخطط أعلاه واضحةً جداً لدى حتى أنصاف المتعلمين على المستوى السياسي، ولكن على الطرف الآخر دعونا نتساءل بماذا كوفئت المقاومة العراقية من قبل الدول التي اشرنا إليه أعلاه على موقفها هذا الذي أوقف المُخطط ألظلامي أعلاه، فحافظت تلك الدول على استقلاليتها، وحضارتها، ودماء شعبها، وسيادة الأمن والاستقرار فيها، و...إلخ ؟ الإجابة التي تحز النفوس ولا نقولُ أكثر أن أقلها كان غلق الحدود بوجه العراقيين الهاربين من جحيم الموت الأمريكي والميلشياوي الإيراني نستثني من ذلك ليس نفاقاُ أو رياءاً سوريا والأردن، ثم كان أكبرها هو مُحاصرة المقاومة العراقية على كُل المستويات الذي وصل لحد دعم الميلشيات الشعوبية بالمال والسلاح من أجل جعل العراق كما قال أخوتنا في الكويت: "اللهم أجعل العراق حجراً على حجر"؟!، ولا نقول لأخوتنا في العروبة والإسلام الذي أدموا ظهورنا ووجوهنا سوى أصلحكم الله تعالى ونتمنى أنْ يتحقق قول رسول الله تعالى فيكم ولكن بشكلٍ آخر: ((حدثنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثنى عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان اشد من يوم احد.؟ فقال: لقد لقيت من قومك وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يُجبني إلى ما أردت فانطلقت وانأ مهموم على وجهي فلم استفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرتُ فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا مُحمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين. فقال لهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أنْ يُخرج الله من أصلابهم مَنْ يعبُد الله وحده لا يشرك به شيئا.)).([ii]) توخياً للدقة، وتحديد ما هو المقصود من استدلالنا بالحديث النبوي الشريف أعلاه، فإنه يتطابق/لا يتطابق مع ما نحنُ بصددهِ من بحث من حيث الآتي:

 

يتطابق: أنه وجدنا من أبناء جلدتنا في الإسلام والعروبة ذات ما وجدهُ سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من قومهِ يوم العقبه، لا بل أكثر بكثير ثم بكثير...؟! ومن حيث الفترة الزمنية فهي أطول لا نجد لها في الأفق القريب من نهاية؟!

 

لا يتطابق: أنَّ أبناء جلدتنا في الإسلام والعروبة قد نطقوا بالشهادتين وهم إن شاء الله تعالى من أهلِ الجنة، ولا أقصدُ شخصياً أنا كاتب هذا المقال غير ذلك، لذا كان تعقيبي هذا لكي لا تختلط الأمور.

 

بماذا ندعو الله تعالى نحن أهل العراق المُحتل: ندعو ونحنُ أهلُ العراقِ في حالٍ تتسم بكثرة البلاءات والشدائد من كُل حدبٍ وصوب أنْ يُخرج من أصلاب العرب رجلاً كما كان عليهِ صلاح الدين الأيوبي رضي اللهُ عنهُ، وكما كان عليهِ الشهيد عُمر المختار رحمةُ الله عليه، وكما كان عليهِ الشهيد الملك فيصل بن سعود رحمة الله عليهِ. 

تعال معي أخي القارئ نُفرج قليلاً عن همومنا ونحنُ نستعرض بطولات المقاومة العراقية، وهي يا أخي مشروع دائم للدفاع عن كلمة الله العليا ضد الكافرين والمُتحالفين معهم من أهل النفاق ودعاة الفتنة، فلنبتسم سويةً ونحنُ نشاهد الصور([iii]) أدناه حيث تُظهر ما هم عليه "جدعان أمريكا" مع الدعاء لله تعالى بتحرير المسجد الأقصى وتحرير فلسطين والعراق، ولكن حذارٍ يا أخي القارئ أنْ تتشفى بما تُشاهدهُ لأن الإسلام نهانا عن التشفي بما يحلُ لأخوتنا في الإنسانية، ولكن إذا أردت التشفي فربما العذر قائماً أن مثل هؤلاء أدناه وغيرهم الأكثر هم الذين اختاروا ما هُمْ عليه!

 

 

كَمْ من العلوج الأمريكان أحترق فيها...؟! سَلِمتْ سواعِدكُمْ يا أبطال المقاومة العراقية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أختم أخي القارئ بأن أتمنى عليك أن تتدبر في الآية القرآنية أدناه، ثم تتمعن في الصور الأربعة تحتها فضلاً عن تمعنك في الصور أعلاه، ثم حاول أنْ تختلي بنفسك، وتُفكر أين أنت من دعم المشروع الوطني العربي التحرري أينما كان؟! وأين أنت من دعم المقاومة العراقية بالأسلوب الذي تكون قادراً عليه حتى لو تتوجه بالدعاء لله تعالى أنْ يُحرر المسجد الأقصى وفلسطين والعراق والجزر العربية الإماراتية والأحواز والمُحمرة وعبادان.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

]إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [.([i])


 

 

 

 

 

 

كُل ما ورد آنفاً كان نتيجة لعمليات قتالية نوعية للمقاومة العراقية  وغيرهُ الأكثر، إلى ما ماذا أدى... بمعنى ماذا حقق؟!

الإجابة حقق الكثير الكثير... وما ورد آنفاً جزء يسير منهُ ... وما نشرناه سابقاً من مجموعتين توضح تلك الانتصارات الجهادية للمقاومة العراقية([i])، وما خفي أعظم؟

 

ثم الصورة أدناه من ضمن النتائج المُتمثلة بـ "مُعارضة الحرب على العراق" ، وهي التعبير الذي لا يحتاج إلى تعليقٍ أكثر...

 

 

الدكتور ثروت اللهيبي
almostfa.7070@ yahoo.com
 

 

[1] أنظر الموقع الإلكتروني لشبكة النبأ المعلوماتية:
      إعداد: علي الطالقاني: خطة افتراضية للحرب الطائفية في العراق والمنطقة، السبت 15 كانون الأول/2007 - 4/ذو الحجة/ 1428 


[2] أبي الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، صحيح مسلم، ج 5، دار الفكر – بيروت، ص 181؛ أحمد بن حنبل، مسند أحمد وبهامشه كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ج4، دار صادر – بيروت، ص 240.


[3] تم اقتباس الصور من عدد من المواقع الإلكترونية، منها: www.voltairenet.org؛  http://www.aljazeeratalk.net؛ http://www.google.com وغيرهم من المواقع.


[4] النساء/56، تفسير الآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((56 - (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم) تدخلهم (نارا) يحترقون فيها (كلما نضجت) فيها احترقت (جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) بأن تعاد إلى حالها الأول غير محترقة (ليذوقوا العذاب) ليقاسوا شدته (إن الله كان عزيزا) لا يعجزه شيء (حكيما) في خلقه..


[5] أنظر شبكة المعلومات/الإنترنيت، الدكتور ثروت اللهيبي: قراءة تحليلية لصورٍ يوثق فيها الاحتلال الأمريكي للعراق انتصارات المقاومة العراقية المُجاهدة على قواته الكونية (مجموعة أولى ومجموعة ثانية).

 

 





الخميس٢٤ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة