شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )

 

لقد كان كبار المشركين يعرضون على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المال والحكم والمتاع في مقابل شيء واحد ، ان يدع معركة العقيدة وان يدهن في هذا الامر ! ولو اجابهم – حاشاه – الى شيء مما ارادوا ما بقيت بينهم وبينه معركة على الاطلاق !  انها قضية عقيدة ومعركة عقيدة .. وهذا ما يجب ان يستيقنه المؤمنون حيثما واجهوا عدوا لهم .

 

محاربة الصليبيين و الصهاينة و الفرس المجوس للاسلام 

المسلمين في امريكا  واوروبا  ظلوا طوال السنوات التسع التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 يبذلون مساعي جماعية لبناء علاقات متسامحة مع غير المسلمين . ورغم هذا ازدادت حالة العداء للاسلام  ، وتتعرض ممتلكاتهم العامة والخاصة لموجات من الاعتداءات والتخريب ، والنظام العربي الرسمي  صامت امام موجات قدح الاسلام  ، تارة بالرسوم  ينالون من نبي الامة ، وتارة بافلام تنال من امهات المؤمنين ، واخرها التهديد بحرق المصحف ، والشعوب العربية تتساءل كيف سيكتفون بالجلوس ومراقبة قس حقير يقدم على تدنيس القرأن الكريم .  والصحافة الصليبية الصهيونية تروج على ان المساجد ما هي الا واجهات للمجاهدين . بل اكثر من هذا يدعون ان الاسلام ليس دينا سماويا وانما معتقد سياسي .  ونتائج الانتخابات الهولندية الأخيرة ما هي إلا دليل واضح على تنامي العداء للمسلمين في مختلف أنحاء أوروبا الغربية، و إن أحزاب اليمين المتطرف، مثل حزب فيلدرز الهولندي ، استهدفت الأصوات المعادية للإسلام بواسطة التلاعب بمآسي وشكاوى الشعوب الأوروبية، مثل الركود الاقتصادي والبطالة والإسكان، وألقى  باللوم لحدوث هذه المشاكل على المهاجرين المسلمين ، و النظرة السلبية تجاه المسلمين باتت أكثر شيوعاً في فرنسا وإسبانيا  وبريطانيا والمانيا . صار يزعجهم رؤية  المنارات حولهم أو يرون النساء وهن يرتدين الحجاب . ونظامنا العربي الرسمي صامت !  واما   المواطن العربي ان فكر بزيارة عمل او سياحة لاحدى البلدان الاوروبية ، يقف  امام السفارات  تحت المطر او الشمس غير مسموح له الدخول للسفارة ، ويقدم عشرات الوثائق واثبات كفاءة مالية     ، ومهم  صورة شخصية تتماشى ومزاج السيد القنصل ، ويتعرض لمائة سؤال سخيف ، والمسلمة ( المحجبة ) تتعرض للتفتيش في المطارات الاوروبية من قبل رجال امن المطار ، وتتعرض للاهانة ، وحادثة  تعرض  امرأة سعودية  لنزع حجابها من شرطي في مطار برلين كتبت عنها الصحف الاوروبية وتجاهلتها الصحف العربية ، و الصفويين الفرس ينالون من صحابة رسول الله وامهات المؤمنين ، والكل صامتون !

 

الحمد لله كل قادتنا وزعماءنا يصلون يوم الجمعة والاعياد ، ويصومون في رمضان  ويقيمون مأدب افطار ، ويفتتحون خطاباتهم  في بسم الله الرحمن الرحيم ،  و من الدنمارك الى امريكا مرورا في هولندا ، يهاجم الاسلام و العربي و المسلم ارهابي بتعليماتهم حتى يثبت العكس .  و  مقابل هذا يدخل الاوروبي والاميركي والكندي للدول العربية بلا فيزة وله الافضلية بالتقدم على المواطن ! ويتفدم منه الضابط المسؤول ويقول له ( yes sir welcome  ) ! بينما المواطن في وطنه العربي  يدقق جواز سفره على طريقة  ( قواعد  ا للغة )  منصوب ، مرفوع ، جار ومجرور ! وان كان عراقي فله مائة  قصة وحكاية وسؤال   !

 

بانوراما العرب

الناظر الى ما الت اليه حالة الكفاح المسلح الفلسطيني ، ومعه الوضع العربي الراهن ، لايستطيع الا ان يرى لوحة سوداء ، تتشابك عليها خطوط واشباح تبعث على الياس والقنوط ، وأبشع صورة تدعو للاشمئزاز ، وتضلل الرؤية مظاهرة من مخيم اليرموك في دمشق  خرجت علينا الاسبوع الماضي  تحمل صور الدجال خميني ، و هذا ما تمنطقت به  قيادات تسمي نفسها ( الممانعة ) بائسة فقدت التصميم على التخطيط العلمي لتنظيم قدراتها وتوحيد صفوفها وتعبئة الطاقات من اجل المواجهة والتصدي ، جعلوا قم وطهران كعبتهم ، وسرحوا كقطيع وراء اكاذيب اليهودي الصهيوني  محمود احمدي نجاد.

 

العراق  وطن كان حكمه وطنيا وديمقراطيا رغم انف التافهين والمأجورين ،  بقيادة الفارس صدام حسين ، حامي البوابة الشرقية للوطن العربي ، جيشه قاتل في كل الحروب العربية الاسرائلية وعلى كل الجبهات برا وجوا ، و لاول مرة تدك تل ابيب بصواريخ عراقية ، جرع الخميني وايتامه السم الزعاف . و  بتحالف اميركي صهيوني فارسي عرباني ، غزوا العراق  واحتلوه ، اغنالوا فارس الامة القائد صدام حسين ، ودمروا واحرقوا الاخضر واليابس في العراق  ، قتلوا مليون ونصف عراقي ، وخلفوا خمسة ملايين يتيم ، واربعة ملايين ارملة ، واكثر من مائة الف معتقل بلا تهمة ، و البطالة تجاوزت 70% ، مع  فقدان ابسط مستلزمات الحياة للناس ، سرقوا 400 مليار دولار من اموال العراق ، والنظام العربي الرسمي عاجز عن قول كلمة حق ، ورغم معاناة اهل العراق زعماؤنا لا يألون جهد في دعم الصفويين الفرس والشعوبيين الحاقدين ، ويلاحقون اي معارض وطني عراقي رافعين بوجهه كارت التهديد والترغيب  ، والتعليمات الرسمية تمنع اي نشاط عراقي وطني معادي للصفويين الفرس واللصوص والمفسدين ، وبالامس توج هذا التخاذل ناجي العطري رئيس وزراء سورية ،  اتصل بالقزلباشي نوري المالكي يستغفره ويعرض رغبته بالتعاون المشترك ، وتأييده ان يظل القزلباشي رئيسا للوزراء مدى الحياة !

 

هزيمة الذات

منذ 9 نيسان 2003 والمنطقة العربية تعيش حالة من الممكن تسميتها ( بهزيمة الذات  ) على مستوى الدين والفكر والحركة السياسية ، حالة نفسية و سياسية معقدة ، تتجاوز حدود القيادة الحاكمة الى حيث النخبة المثقفة والمواطن العادي ، وتتبدى اهم مظاهرها في الشعور الدفين بفقد القدرة على الفعل ، وعلى المواجهة المنظمة للتحديات المحيطة ، وغياب الارادة الجماعية القادرة على فرز التناقضات الثانوية من تلك الرئيسية والتي يحتل الصراع الصهيوني الفارسي الصفوي قمتها .  و المعارضة العراقية سارت على ذات نهج الفصائل الفلسطينية ، كل خمسة صاروا هيئة او جمعية او جبهة ، او حزب ، مبدعين  في كتابة المقالات ودبلجة الشعارات ، وتبادل الاتهامات ، و السفارات الخليجية تمول البعض  لتأسيس قنوات فضائية  لينالوا من المقاومة والجهاد والتحرير وقادها المعتز بالله ، بطريقة او اخرى ، يتراقصون فرحين بقانون بريمر ( اجتثاث البعث ) متناسين ان التحالف الامريكي الصهيوني الصفوي العرباني لايستهدف البعث فقط وانا يستهدف عروبة العراق وفلسطين والاحواز وكل ما له علاقة بالعروبة والاسلام .

 

كتبت كثيرا عن اهمية وحدة الصف الوطني العراقي لتحرير العراق من الاستعمار الاميركي الصهيوني والغزو السياسي الصفوي الفارسي ، وكتبت عن مسرحية الانتخابات ولعبة التوازن بين العملاء والخونة والجواسيس ، وكتبت عمن غمسوا شواهدهم بالنجس البنفسجي ، وبرر البعض ممن محسوبين وطنيين بمقولة افضل السيئين ! ولا زال الدمار وهتك الاعراض ، ولا زال صراع القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال ! متناسين ان الصفويين الفرس يستهدفون كل عربي وكل مسلم عراقي ، وان رصاص الاميركان والفرس المجوس لايفرق بين هذا وذاك . وبالنتيجة استمرار الصراعات والمهاترات لا تخدم الا اعداء العراق . وسيظل الجميع مهزومين . و الهدف النهائي للصليبية الجديدة واليهود الصهاينة والفرس المجوس ملالي قم وطهران محاربة العروبة والاسلام .

 

تجسير النظام العربي الرسمي للمفهوم الاخلاقي ضلال . وان هدى الله هو الهدى ، وليس جورج دبليو بوش  وباراك اوباما وساركوزي ، ومن الغفلة المزرية تنفيذ توجهاتهم وتعليماتهم واوامرهم لانها معادية للعرب والاسلام وللتصور الاسلامي بصفة خاصة ، ويريدون تسميم الينبوع الاسلامي الصافي .

 

( الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله ، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ، ان كيد الشيطان كان ضعيفا ).

 

 





الاحد٠٣ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة