شبكة ذي قار
عـاجـل










 

1.  الاسلام كرم الانسان وأعتبره قيمة عليا: نعم لقد بدأ الاعتراف القانوني والرسمي بأن كل الناس مكرمون عند الله، ولم يختص تكريم الله لقوم دون قوم ، أو أمة دون أخرى أو اتباع نبي مخصص دون الآخرين منذ نزول القرآن، وكان الناس قبله يعملوا ويحكموا على أساس انهم هم الأفضل خصوصا تأويل حاخامات اليهود لقول الله لبني اسرائيل بأنهم جميعا شعب الله  المختار وأنهم مفضلون على العالمين، وقد بين القرآن خطأ تأميلهم وتحريفهم لآيات الله فقد جاء في السورة الأولي والأية الاولى من القرآن الكريم ( الحمد لله رب العالمين) الفاتحة1، أي أنه سبحانه رب العالمين جميعا وليس رب جماعة أو قوم  أو أمة دون أخرى، وأن التكريم لكل بني البشر بقوله عز من قائل: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر  ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا) الاسراء الآية 70، فالتكريم لكل ابن آدم اي كل البشر ولا يخص جماعة محددة، وقول الله سبحانه (واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون* فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر الآيتين 28و29، أي أن الانسان كانت تكوينه من صاصال أي تراب وبعثت به الروح بمشيئة الله وقدرته بأن نفخ الله فيه من روح الرب، وهذه تعني تكريم لكل البشر ذرية آدم عليه السلام، وان أفضل الناس أفضلهم تقوى اي عملا، (ان اكرمكم عند الله أتقاكم) ولم يجعل له صفة تفضيل أخر غير التقوى.

 

2.  الاسلام حرم العدوان واعتبر الحرب استثناء مكروه: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) البقرة الآية  216، هكذا وصف ربنا الحرب، ورفض الاسلام من خلال هذا النص الصريح الفلسفات السابقة، التي تدعي أن القتال والحرب هي غريزة بشرية بالفطرة، وأكد أن القتال حالة استثنائية مكروهة واجبارية، وشاذه عن فطرة الله للانسان، اذا ما آمن بالله وكان فعلا واعيا لانسانيته، وأن الحرب استثناء أجازه الله وكتبه (فرضه) في حالات هي العدوان عليه من طرف أخر باغي وشرير:

 

· الحالة الأولى هي مقاومة العدوان والدفاع عن الدين والنفس (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين).

· الحالة الثانية الدفاع عن الوطن: فالله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين عن موالاة المعتدين بقوله الكريم: (انما ينهاكم الله عن عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأؤلئك هم الظالمون) الممتحنة الآية 9، أي أن الله ينهى المؤمنين عن التوادد والقسط مع العدو المتربص والمعتدي الباغي، ومن هذا فأن الاسلام حدد الحالات الاستثنائية التي توجب القتال وهي : الدفاع في حالة العدوان على الدين والوطن والعرض والمال والنفس، وعلى هذا بنى الفقهاء في الافتاء الاسلامي، بأن من مات دون ذلك شهيد، بقول رسول الله صلى الله عيه وسلم:  (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد). وهذا رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم ينذر المؤمنين من تمني الحرب: (لا تتمنوا لقاء العدو، وأسألوا الله العافية، فاذا لقيتموهم فاثبتوا ،وأكثروا ذكر الله)، وهذا أمر بتحاشي الحرب، وعدم تمنيها، فالحرب ليست أمنية، ولا هي عبادة، بل هي الاستثناء المكروه، ولكن لو فرضت عليكم من عدوكم، فأثبتوا وقاتلوا فالنصر للمؤمنين.

 

3.  الامر بالعدل والاحسان: الإسلام يأمرٌ بالعدل والإحسان وينهيٌ عن المنكر والبغي: قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في القرآن الكريم سورة النحل:الآية90 ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. فليطلع الموتورون واللذين تملك الشيطان والشر والبغضاء عقولهم على ما اراده الله تعالى ورسوله محمد العظيم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين، فاين الفلسفات والقوانين والنظريات الدنيوية من هذا المستوى السامي المليئ فضيلة وانسانية ودعوات سلام وصلاح للبشرية.

 

4.   الاسلام الغى التعامل بين الموحدين ككافرين: فقد أكدها القرآن الكريم على التعامل مع أهل الكتاب بالحسنى وعدم مجادلتهم أوالتشكيك بعقائدهم، فقد ورد في آل عمران الآيتين 64و65 (قل يا أهل الكتاب تعالوا لكلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الى الله ولا نشرك به أحدا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون* يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التوراة والانجيل الا من بعده أفلا  تعقلون) وفي سورة العنكبوت الآية 46 : (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل الينا وأنزل اليكم  والهنا والهكم واحد ونحن مسلمون)، فقد جاء بالقرآن: (اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخذان)المائدة من الاية 5. امر الله بالتفريق بين المؤمنين من اهل الكتاب والكافرين، بقول الله وهو خير القائلين (ليسوا سواءّ من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله اناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك هم الصالحين) ال عمران 113و114، (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بآيات الله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم والله سريع الحساب) ال عمران 199، (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين * ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) المائدة 68و69، انتبهوا ان الاسلام يدعو بل يؤكد على أصحاب الكتاب بأن يقيموا (اي يلتزموا) بما جاء بالانجيل والتوراة، اللذان انزلهما ربنا لهم، ولا يدعوهم كما يحاولوا تضليل عباد الله الى تنكر ما جاء فيهما، ولكنه يؤكد تحريف ما أنزل الله، ورسول الله بين اسس تعامل المسلمين مع اهل الكتاب وبين اسس تعامل الدولة مع مواطنيها بغض النظر عن عقيدتهم الدينية، وما صحيفة المدينة ووثيقة نصارى نجران الا تعبيرا عن نظام دولة العرب الاسلامية في التعامل مع مواطنيها.

 

5.  الاسلام يأمر بالحوار: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)النحل الأية125. (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله).

 

6.  أكد الاسلام على الخلق وحسن التعامل: لقد أكد الاسلام على الخلق، واجتبى الله سبحانه وتعالى محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ليكون نموذجا للبشرية في ذلك، فقد وصفه ربه بقوله: (وانك لعلى خلق عظيم)، وسؤلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق الرسول في بيته فقالت: (كان خلقه القرآن)، وقول رسول الله (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، لم يذكر أن رسول الله غضب على أحد أو نهر أحدا أو خادما، ولا يغضب الا بالله والتعدي على حرماته.

 

7.  التأكيد أن الايمان هو العمل: (ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق او المغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واؤلئك هم المتقون) البقرة177.

 

8.  أكد أن القصاص في القتل بمثله ونهى عن البغي وحبذ العفو: (يا ايها الذين امنو كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفى له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) البقرة178.

 

9.  أمر بافشاء السلام (التحية): جاء الاسلام مؤكدا على قيم السلام ومنهجه فقول الله تعالى واضحا لا يحتاج الى تفسير (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين) البقرة208 و(يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ..) النساء94، (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها ان الله على كل شيء حسيبا) النساء86 والتحية والرد هي عهد بالامن والسلم والطمئنية بين المتحايين (الذين تبادلوا التحية)، وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تزيد الامر وضوحا وتربط الايمان بالسلام (لا تؤمنوا حتى تحابوا.... افشوا السلام) افشاء السلام هو العهد بالأمان بين الناس على عدم الغدر والضغينة، هذه مفردة من مفردات الاسلام.

 

10.  الايمان بكل ما جاء من عند الله: ، (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ووالأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) آل عمران الآية84 انظروا بعقولكم فالآية الكريمة تجمع أمرين هامين: هما خلاصة الرسالات، وهما أن المسلم يجب أن يؤمن بكل ما جاء من ربه وبعث به النبيين، والآخر أن الدين واحد، والا كيف يدعوا الله البشر للايمان بمتناقضات؟ ، (والذين يؤمنون بما انزل عليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون) البقرة4 ، (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) البقرة الآية 285، هذا الاسلام ونبيه وقرآنه فمن اين هم يفترون الكذب على المسلمين؟ ويدعون أن هناك صراعا بين الحضارات والأديان، وكلها من عند الله وتدعوا لذات الفضائل ومكارم الأخلاق.

 

 





الثلاثاء٠٥ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة