شبكة ذي قار
عـاجـل










1.  الاسلام والتعددية  :أول من وضع دستورا يضمن التعددية الدينية والفكرية ويحميها،، (أن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا سراط مستقيم) آل عمران الآية 51، فبالاضافة الى الغائه المفاهيم السائدة، بأن لعن الآخر وقتله وعدم الاعتراف به شيء من التمسك بالدين والايمان،واعتبر ذلك يمثل فهما خاطئا للدين، ومخالفا لسنة الله الذي لو شاء لهدى الناس جميعا وجعلهم أمة دينية واحدة، والذي أراد هذه الخلاف والتعدد، ليكون اختبارا للانسان، وامتحانا لعقله وايمانه بما اراده الله، فهو يمثل تغيرا نوعيا في الفهم البشري للدين، ولم يقف عند ذلك، بل ألزم معتنقي الاسلام الايمان بكتب الله وانبيائه التي سبقتهم وتصديقهم، وهذا انتقال نوعي في الفهم البشري للدين، وتحول لفلسفة جديدة، ويدعوا أصحاب الكتاب ممن سبقوه بالتزام ما أنزل لهم من الكتاب: (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم) المائدة من الآية 68، هي أن الدين رسالة للسلام والصلاح والتعايش والتسامح، وليس دعوة للتباغض والقتل والصراع، وقد أكد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على أن الدين واحد متواصل متكامل بقوله (الانبياء اخوة من علات، وأمهات شتى، ودينهم واحد)، وحرم اعتبار أمة كاملة أو شعب كامل أو اتباع دين بعينه كلهم كافرين أو مجرمين أو أعداء، وأكد على الفصل بين المنحرفين وبين الآخرين: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون الكتاب اناء الليل وهم يسجدون*وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين) أل عمران الآيتين 114و115، (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا أؤلئك لهم أجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب) آل عمران الآية199، (ومن أهل الكتاب من تأمنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) آل عمران الآية 75، وهذه دعوة على عدم قياس الناس على الأشرار منهم. وأكد أن الدين اختيار شخصي وقناعة وأن: (لا اكراه في الدين)، (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب التي نزل على رسوله والكتب التي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) النساء الآية136، هذا يمثل تغيرا وتوضيحا لقيم التسامح والخير التي تدعوا لها رسالات السماء، وتصحيحا لكل المفاهيم التي كان رجال الدين السابقين يروجوا له ويعتمدوه، ورفضا لمنهج الغاء الآخر وقتله وعدم الاعتراف به، أما رسالة الاسلام الخاتمة فجاءت محررة للبشرية،  مقرة للتعددية وراعية لها، وهذه آيات القرآن عديدة في هذا المجال، وأحاديث الرسول الكريم وأفعاله وقوانينه التي سنها وعلم اصحابه اياها كثيرة، (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف الآية29،(ولكم دينكم ولي دين) الكافرون الآية6، (ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) المائدة الآية 48. (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء الآية 124،(ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءاّ يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) النساء الآية23، أيضا انهى الاسلام السائد قبله، بأن جزاء الله ورضاه محصورا بفئة أو قوم معينة أو أتباع شريعة دون غيرها من شرائع السماء، فالآية 62من سورة البقرة تنص على (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، أي أن الاجر والجزاء لقاء العمل الصالح بعد الايمان بوحدانية الله واليوم الآخر، وفق أي من شرائع السماء، ) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال شرا يره) الزلزلة الآيتين7و8.

 

2.  نهى الاسلام عن الظلم والبغي واعتبره من كبائر الذنوب: فقد وعد الله سبحانه وتعال الظالمين بالعذاب بقوله عز وجل: (واذا رءا الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون) النحل الآية 85، ونهى عن البغي والأيغال في القتل والقصاص، حتى في الحرب ومع العدو (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وأتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) البقرة الآية 194، تصوروا ما يأمر به الخالق جل وعلا يأمر بالعدل حتى في الحرب. (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون الآية8، (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الوارثين) القصص 5، والحديث القدسي (اني حرمت الظلم على نفسي وعلى عبادي، ألا فلا تظالموا).

 

3.  الاسلام حرم قتل غير المقاتل: الإسلام يحريمٌ العدوان وينهيٌ عنه ويأمر بقتال المعتدي، قال الله تعالى ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾ البقرة: 190. لقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحبه وسلم قد حرم قتل غير المقاتل، ونهى عن الاجهاز على أسير، وكان يوصى أمري السرايا القتالية والمقاتلين بالتزام القتال مع من يقاتلهم، ويتجنبوا الصبية والاطفال والنساء والضرر بمصالح الناس، فحدد خلقا رفيعا لم تعرفه البشرية من قبل، (اغزوا باسم الله، لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا أمرأة ولا تقتلوا شيخا كبيرا او كاهنا في صومعة ولا تحرقوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدوا بناءّ)، والخلفاء الراشدين من بعده، وما وصية تلميذه وصاحبه وخليفته ابي بكر الصديق رضي الله عنه لجيوش الفتح والتحرير العربي الاسلامي المتوجه للعراق والشام الا تجسيد لما تعلموه وتلقوه من معلمهم وقائدهم فآمنوا به ونفذوه أؤلئك السابقون السابقون، فقد أوصى جيش فتح الشام: (لا تقتلوا امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تخربوا عامرا (أي بناءا وحضارة ومصنعا و زرعا واي عمران)، ولا تعقروا شاة ولا بعيرا الا لمأكله، ولا تحرقوا نخلا، ولا تفرقوه، ولا تغلل، ولا تجبن)، هذا يوضح للناس أخلاق الفرسان المؤمنين جند الاسلام أبناء العروبة، وقوانين الحرب التي وضعها الاسلام، فهل ارتقى العالم المدعي للتحضر والمدنية لهذا السمو والرقي الأخلاقي والحضاري؟ الذي به انتشر الاسلام وانتصر؟ وأيضا يوصي خليفة رسول الله الصديق  قائد جند الشام بالرهبان والقساوسة الذين سيلقاهم كون منطقة الشام فيها انتشار للديانة النصرانية فيقول له: (انك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له هذا قانون الحرب والقتال في الاسلام، لا أدري كيف يجرؤا الغرب الكافر وقادته الفاجرين على الكذب على الله، فيصفوا الاسلام بالارهاب،  والآيات واحاديث الرسول الكريم في النهي عن العدوان لا تحصى، يقول الله عز وجل في حديث قدسي: (يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) و(الظلم ظلمات يوم القيامة). وما يقوم به اشرار الكون من ظلم وعدوان على عباد الله وخلقه يدلل على منهجهم العدواني المنحرف.

 

4.   الامانة احدى مباديء الاسلام: (انا عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) الاحزاب، (وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) البقرة 283،و(ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء 58، (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون) الأنفال28، (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) المؤمنون8.

 

5.  تحريم قتل النفس الا بالحق: شدد القرآن دستور المسلمين ومرجعهم التشريعي الاول على تحريم قتل النفس المعصومة بغير حق، فقد جاء قول الله تعالى ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا﴾[الإسراء:33]،( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ..) المائدة من الاية 32، وجاء في هذا المعنى آيات كثيرة. وعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (لا يحلّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة). عدم قتلهم للنفس بغير حق، قـال جـلّ وعلا: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)﴾[الفرقان:68-69]. (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتجرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى أهله الا أن يصدقوا ...) سورة النساء الآية 91 وقد ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)، حتى عندما يقاتل المسلمون الكافرين حرم عليهم قتل الصبي الصغير والمرأة والشيخ الفاني ومن اعتزل القتال (أي غير المحارب)، وحدد لهم ان يقاتلوا من يقاتلهم، اي الجند المسلحون، فهذا قول الله ﴿قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين﴾، وأكد القرآن على تحريم وتجريم قتل اي انسان مسالم ففي الآية 93من سورة النساء يحذر المسلمين بقول الله: (يا ايها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة..) فالمسالم لا يقتل والصبي لا يقتل والمرآة لا تقتل إلا إذا قاتلت والشيخ الفاني لا يُقتل. وجاءنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للمتوجهين إلى الغزو (الحرب): (انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة)، وان مخالفة القرآن وأمر النبي بقول أو فعل أو اقرار يعني الكفر والخروج عن الاسلام، فوصايا الرسول للجيوش هي أوامر وقوانين واجبة التنفيذ، وليست للاعلام والدعاية لتحسين صورة الاسلام، فانظر هذه التوجيهات والثقافة الانسانية العظيمة التي يمنع فيها دين الاسلام ورسوله المقاتلين من قتل الطفل والصبي والمرأة والشيخ الكبير، وقارن بين ما يروجون وما يفعلون اؤلئك المتشدقين بالتحضر والديمقراطية امريكان وانكليز ومن حالفهم، واحكم من خلال ذلك على من حالفهم وتعاون معهم ووالاهم، من الذين يدعون أنهم مسلمون باللسان والوثائق، واحكم من هم اللذين يحترموا انسانية البشر ويفهموا الانسانية، ويعملوالها وبها هل الاوربيون ام المسلمون، ومن هم الكاذبون والارهابيون والباغون؟  وكم من مسلم قُتل في هذه الجريمة يا من حالفتم الاحتلال ممن تدعون الاسلام؟

 

6.     تحريم المجاهرة بالسوء: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما) النساء 148.

 

 





الخميس٠٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة