شبكة ذي قار
عـاجـل










نبهني زميل عزيز الى دراسة نشرتها صحيفة الشرق الاوسط السعودية في عددها الصادريوم أمس الاربعاءالموافق 15-9- 2010طبعة -لندن-وتتصل بالواقع المتدني لحجم المتوجهين الى المدارس في العراق ولفت نظري العنوان الذي وسمت فيه الدراسة وهذا نصه (خمس العراقيين لايعرفون القراءة والكتابة وأسوأ المعدلات في كردستان ).


وعلى الرغم من أن الأرقام الواردة في هذه الدراسة تكاد تكون متوقعة للذين يتابعون الحقائق المتصلة بالتردي الذي أحاط حياة العراقيين في ظل الأحتلال عامة والظروف الأقتصادية الخانقة خاصة منذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق تمهيدا لشن العدوان الأجرامي , ومرورا بالعدوان نفسه الذي شن على شعبه عام 2003 وحتى الأن ,ألا ان من المفيد جدا الوقوف عند الأرقام التي تضمنتها لأنها تتيح لنا فرصة عقد مقارنة بين ما كان عليه العراق في ظل الحكم الوطني البعثي وبين ما آل اليه من ترد في ظل الأحتلال الأميركي وتنصيب المحتلين السراق والقتلة, معممين وحاسرين حكاما ونوابا ومسؤلين مزورين ليؤمنوا له مصالحه بلا وجع راس وعلى وفق أتفاقية وصفت بأنها ثنائية ولكنها جاءت أحادية الزمت العراق بتوفير أطماع السيد الاميركي وجعل بقاء القوات الاميركية مفتوحا ولأمد غير محددة نهايته بل أكتفي بفضل تبرع الموقع عليها بأشارة تقول بأن بقاء القوات الأميركية لفترة طويلة من دون تحديد موعد رحيلها , وهو أمر مرسوم أميركيا وممهور عليه من قبل أبي السبح ومقبوض الثمن بوعد يؤمن له الأمساك بالكرسي لولاية ثانية وربما ثالثة وهذا ما بشرت به ديمقراطية أوباما وداعي العملاء للسخاء في التفريط باثروة النفطية العراقية صاحبه بايدن -والما يصدك ظلامي-!!


والأن لنخوض في تفاصيل الدراسة بالتعرف على مصداقية واضعيها ,ولنبدأ بالأطلاع على الجهات التي شاركت في أعدادها
فالدراسة تؤكد الشرق الاوسط بانها وضعت من قبل منظمات دولية معنية بالشؤون الأنسانية كواكلات تابعة للأمم المتحدة وهي , برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للأطفال ووحدة المعلومات في الوكالات المختصة والحكومة العراقية الذي عزا مسؤول فيها بان تسرب التلاميذ من أعمار من10 اعوام الى اكبر يعود لتردي الوضع الأقتصادي ولتدهور الحالة المعيشية الصعبة التي تواجه العراقيين مما أدى الى ترك ابنائهم للدراسة او تأجيلها سعيا وراء أبواب الرزق ليعتاشوا منها هم وعوائلهم أما الأرقام فتقرأ الأتي : خمس العراقيين لا يقرأون ولا يكتبون , وبلغت نسبة الأمية بين العراقيات 24 بالمائة وأكثر من نصف هذا الرقم بين الرجال, في حين يلاحظ ان هناك تباينا كبيرا بين معدلات الأميين في الريف والحضر


وتؤشر الدراسة وجود أختلاف في معدلات الأمية بين المحافظات العراقية فبينما بلغت في محافظات ديالى وبغداد (وسط) وكركوك (شمال) أدناها,بينما تبلغ في محافظات دهوك والسليمانية(أقليم كردستان) ومحافظات ميسان والمثنى والقادسية أعلاها والبقية تقع بين المعدلات الأدنى والاعلى
ولوحظ أن الأسرة التي يكون عائلها أميا هي أكثر عرضة للحرمان من التعليم من تلك التي يعرف عائلها القراءة والكتابة وتبعا لذلك لا يكون للشباب الأميين أي دور في الحياة الاجتماعية والسياسية.


وتعترف الدراسة بان العراق قد حصل على جائزة محو الأمة من منظمة اليونسكو في حين عادت معدلات الأمية الى الظهور عام1997 تأثرا بفرض الحصار الجائر على العراق وتصاعدت المعدلات بعد ذلك بحكم وقوع العدوان الأميركي – البريطاني في العام 2003 الذي أستهدف تدمير دور العلم والجامعات وحتى المدارس في محافظات القطر كافة وفي قرى الريف العراقي في حين تعرض الأساتذة والمعلمون لعمليات أغتيال وتصفية وأعتقال وتهجير على يد القتلة من عناصر الميليشيات الطائفية التابعة للأحزاب الدينية خدمة للمخطط الفارسي الصهيوني الساعي لتجهيل العراقيين والغاء هويتهم الوطنية والقومية , ولكن هيهات أن يتحقق لهم هذا ما دام اهلنا العراقيون واعون ويتصدون لمخطط واشنطن الرديء الحقود على الأنسان العراقي
فهل هناك من دليل أبلغ من هذه الشهادة لتدمغ الحكام العملاء وأسيادهم المحتلين الذين خربوا التعليم في البلاد وتجاوزوا على المناهج الدراسية وقلبوها راسا على عقب بتحريف حقائقها.


انها شهادة دولية جديدة تؤكد نصاعة الدور الذي لعبه الحكم الوطنيي زمن البعث في خلق وعي تربوي شمل آخر قرية في الريف العراقي في الجبل والمنبسطة وحتى الاهوار في حين انحسر ظل التعليم بعد الأحتلال وانتشرت الأمية بعد أن عاث مروجوها بأسس البناء الثقافي والعلمي في البلاد.


وعلى المالكي اني يدرك ان ليلة العدوان العتوم سيتلاشا ببيزوغ غدا هانئ يبيشر باشراقة وطنية ستطيح بلعمائم والحاسرين الذين تأمروا على العراق ,وأنه ورهطه سيرحلون ولايمكن ان يكونوا سيبقون.

 

 





الخميس٠٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة