شبكة ذي قار
عـاجـل










لن أستجديكم ولكني أعاتبكم من بعيد عبر البحار والمحيطات والسهول والجبال.

لن أشتكيكم ولكني أهمس لكم بصمت,فسنوات الضياع طالت والهواء فقد نسماته العليلة وقوافل الفرح ودعت أيامي.

لن أطلب منكم تخفيف آلامي  فبيني وبين الألم امتدت جذور وفتحت سواقي وتوطدت أواصر المحبة وكلما لاحت أعراضه أداويه بلحظة ضوء نقية من الزمن الجميل  لا زالت عالقة على صفحات أيامي.

 

 لن أسألكم بعد اليوم عن الابتسامة التي أخذ تموها مني لأنها غادرت شفاهي الى الأبد برحيلي عنكم فقد نسيتها في ضميركم ووجدانكم.

ولن أسمح لدموعي أن تبكيكم لأني احتقركم وأخذني هذا الاحتقار إلى حد الثمالة ومن يحتقر لا يبكي ولكن سيترك الايام تداوي مدى ظلمكم ....!!!

يوماً بعد يوم تزداد الصفعات منكم وتتعالى الجدران وتزداد السواتر وتحكم الأقفال أمامي وأنا كما أنا  أحاول أن أرتق ما تبقى من عباءة صبري  لتدثرني وألملم بها جرحي وأوقف بها نزف خيانتكم.

 

لن أترك اليأس يسيطر على مقاومتي وتنال مني تفاصيله..

والسراب لن يكون نهاية أحلامي وهيامي.. بكم وجعي.. والليل نهار أيامي

لن أدع بحور النسيان تجرفني مع أمواجها المتلاطمة وتغرق بقايا أيامي

سأتصدى  للريح بكل طاقتي وكبريائي  قبل أن تأخذني مع تيارها وتُبعثر أجزائي...!

 

ما أقسى العمر حين ترتفع سارية الظلم وترفرف راية الغدر, وحمامات السلام تتسّاقط بأياد سوداء, والتمر يصبح مُراً وسعف النخيل يتناثر على سطح دجلة والفرات والنوارس تموت واقفة والخوف رداء الأيام  ,ولا زال هناك من يتصارع متمسكاً بالفتات .

ليسامحني قلبي وهو يركض بين حلم متفائل وآخر يرعبه المجهول, والعمر  يمضي, وتطوي الأيام بعضها بعضا,وطعم المرارة لا زال تحت لساني .

يترك داخلي زلزالا يهزني تتهشم مرآة روحي أسارع لترميم الشروخ التي تباغت يومي ,وبراكين شوق تهدني.

 

وأنا !!

نعم أنا !!

لا شيء يشغلني ويبعدني عنكم وعيوني ترسم في كل لحظة خارطة الحنين على كل شريان من شراييني وطيف أحلامي المبعثرة على جدران الغياب,, وحواسي ترتعش  أمام نبض قلبي وهو يتسارع بصمت.

نعم لا أنكر ....!!!!

أنا من أحب.. وأنا من أعطيت.. وأنا من ضحيت.. وأنا من أوفيت.. وانا من دافع عن شرفكم وعرضكم ....!!!

سأطلق أجنحتي عبر السماء وأمضي عبر شواطئ الحياة  أمسح آثار الأقدام التي عفنت الطريق ,أوقد قناديل الليل حتى شروق الشمس ,يكفيني أن أكتب لكم بلون الدم..  عذراً منكم ... ترفقوا بي .. إصمدوا معي لنبقى رافعين الراية....!!!

افتحوا أبوابكم

ودعوني أنام  لحظة في أحضانكم

أتذوق حنينكم .. وفي الختام شكرا لكم .....!!!!

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو ياسر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة