شبكة ذي قار
عـاجـل










يانجلَ بغداد قد بانتْ مساعيها            وفي مآقيك قد لاحتْ سواريهــــا

ناجيتـَها فاستفاقتْ من مواجعها           فصوتُك الباسلُ الصدّاح يُشفيها 

تقولُ صبراً فمن بستان ذاكرتي         قصيدةُ الأرض ِ تستجلي معانيها

أنا هُنا ، قبلهُم جاءتْ لسفكِ دمي        سودُ الليالي مخيفاتٌ ضواريهـــا

وقد تهاوتْ وسارتْ في جنائزها        ثعالبٌ قد تعاوتْ في لياليهـــــــــا

يانجلَ بغداد يدري كلُّ منعطفٍ         فيها بأن قوافينا تـُحاكيهــــــــــــــا

ورغمَ ماحلَّ فيها ظلَّ عاشقـُنـــا         بأدمع الشوق للقيا يُغنِّيهـــــــــــــا

ونحنُ أدرى بما ضمَّتْ جوانحُها      ونحنُ أدرى بما أخفتْ خوافيهـــــا

فهي التي علـَّمتنا أن تـُضاحكنـــا        وخنجرُ الغدر ِ قد أدمى مآقيهـــــا

وهيَ التي علـَّمتنا أن نـُبادلهـــــا         شموخـَها فانكسارُ القلبِ يؤذيهــا

فيا أخا المجد ياطوداً بساحتهــا         ويانبيلاً بنبض ِ القلبِ يفديهـــــــــا

يانجلَ بغداد يانجما ً بعالمهـــــا        وغاليا ً ظلَّ يزهو من غواليهـــــــا

إني رأيتكَ مذ داستْ شوارعَها        سنابكُ الغدر ِ واحتـُلتْ مبانيهـــــــا

ماكنتَ غيرَ شهابٍ يعتلي جبلا ً       تسري ،تـُنازلُ في المسرى أعاديها

حملتَ من جدِّكَ المختار سارية ً       تحكي معانيه ِ في أقصى مساعيهـا

وما انكفأتَ ولا خبـَّأتَ من وجع ٍ        بريقَ عينيكَ، مشبوبا ً تـُناديهـــــا

حبيبتي قلتَ يابغداد لاوطــــنٌ          إلاّك ِفي الأرض مثلَ الطفل تبكيها

حبيبتي مثلَ طير ٍ كنتَ تـُنشدها         تأتيكَ في الفعل ِ والمعنى وتأتيهــا

نرنو إليكَ ولا ندري لأيـِّكمـــا          هذا البريقُ الذي حنّى أياديهــــــــا

بغدادُ أمُّكَ كانت وهي تعرفُ ذا         وواجبُ الأمِّ أن نفنى لنـُرضيهـــا

كم أرضعتـْنا حليبا ً من مدامعها        وكم سقتنا فراتا ً من أراضيهــــــا

وكم تمادتْ كثيرا ً في محبتنــــا         لحدِّ أن أُتخـمَتـْنا في  مناحيهــــــا

كم أشعلتْ من رموش العينِ كوكبة ً    من الشموع أضاءتـْها لآليهــــــــا

وكم وكم ياعراقَ الله كنتَ لنـــــا        كنخلة ِ التمر تسقينا ونسقيهــــــــا

عُذرا أخا المجد بعضُ الشوق ذكَّرني    بطيب بغداد أمشي في ضواحيها

أشمُّها ثم أبكي في أزقـَّـتهـــــــا           وأشتهي كأسَ شايٍ من مقاهيهــا

عُذرا ً فإن الهوى العذري ذكّرني        بالأعظمية تـُغريني مراسيهــــــا

في نهر دجلة َ كم كانتْ تبللنــــا          تلكَ الضفافُ بموج ٍ من شواطيها

ولستُ أعجبُ  مني إذ ْ مشيتُ لها        مشيَ الجِّمالِ التي تاقتْ لحاديهـا

وكان شوقي إليها شوقَ قـُبـَّرة ٍ           لعشـِّها حيثُ أعيتـْها منافيهــــــــا

ولستُ وحدي أغنِّي لوعتي لهفا ً         غيري كثيرٌ كثيرٌ كان يبغيهـــــا

فالشـَّهْمُ رعْدٌ يصلـّي في مساجدها      في الحُلم ِ والصحو في شوق ٍيُناجيها

وتلك ساجدةُ الغرّاءُ سيرتـُهــــا           والهاشميـَّة ما انفكـَّتْ   تـُناغيهـا

لم يصمتا لحظة ً كانا علانية ً              كلاهما بالدِّما والروح يفديهــــا

 

                ***************************

 

والشهم رعدٌ : المقصود بها المجاهد رعد بندر

وتلك ساجدة : المقصود بها المجاهدة ساجدة الموسوي

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شعر عادل الشرقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة