شبكة ذي قار
عـاجـل










كان بيان القيادة القومية في هذا الوقت حاجة لكل المناضلين البعثيين الذين سمعوا بعض المتحدثين من جهات مختلفة وبمسميات متعددة تتحدث عن شؤون حزبية تنظيمية داخلية على شاشات فضائيات معروفة، حتى أني شخصياَ وصلت لحد التفكير بخرق الضوابط الحزبية والإنضباط الحزبي وأكتب رداَ على أؤلئك الأدعياء، وتذكرت ما حدث لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فهو يروي أنه دخل للمسجد ليلا فرأى شبحا قائما، يقول فأقتربت لأصلي معه، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يصلي، يقول فقلت يا لها من نعمة فصليت خلفه، فبدأ بعد الفاتحة بالبقرة وأثنى بآل عمران ومن ثم استرسل بالنساء فكدت أن اركع وأقطع الإستمرار معه. نعم هكذا فكرت أنا وعند فتحي لموقع المنصور كما هو ديدني اليومي وجدت بيان القيادة القومية، فحمدت الله على عدم التسرع الذي قد يجعلني أجتهد برأي مغاير ولكني قرأته ولم أجد ما يختلف عما كنت نويت عن أن أكتبه، فتذكرت قول الرفيق القائد المؤسس أحمد يوسف عفلق رحمه الله، عند إجابته لصحفي سأله بأنه سأل بعثي في اليمن عن موضوع فأجابه، وعاد وسأل بعثي آخر في لبنان عن نفس الموضوع فأجابه بنفس المعنى، فسأل اللصحفي الرقيق القائد المؤسس هل توجهون كل الحزب توجيها واحد للرد على المسائل كلها قال لا، فقال له الصحفي القصة كما تقدم، فقال له الرفيق القائد المؤسس لا، ولكنهم الإثنان ينهلوا من مرجعية واحدة هي فكر ومنهج البعث، لذا تجدهم وكأنهم شخص واحد حتى في تفكيرهم.


نعم هم هكذا البعثيون لا يتناقضون في المواقف المبدئية ورؤيتهم الواضحة لحياة الأمة وشؤون الحزب الداخلية، فلا غرابة ولكن الحمد لله على أن كل البعثيين ما زالوا على مواقفهم النضالية الأصيلة، يعرفون معاني الشرعية ويقدرون ظرف الحزب والأمة ويعملوا وفق مباديء النظام الداخلي للحزب، ومرجعيته القيادية، أما هؤلاء النفر الضال أو المضلل والباحث عن مجد ذاتي وموقع يضمن له بعض ما دخل خطئا بسببه الحزب وهو البحث عن الموقع الإجتماعي الشخصي والجاه المكتسب عبر السلطة فلم يستطع الحزب للأسف أن يحدث فيهم نقلة نوعية في نفوسهم التي لم تكن تفهم معنى الإنتماء للبعث وشروطه على الفرد المنتمي وهو إحداث التغيير الثوري في ذاته وإعتباره نفسه شخصا وهب نفسه لله وللأمة ولم يعد يفكر في مسألة ذاتية ولا بمنعة وجاه وسلطة وموقع في الحزب أو الدولة، با هو جندي للخير والمباديء العظيمة والرسالة الإنسانية التي إعتنقها، ولا يهمه من معه ومن ضده، فالذين معه إن كان مؤمنا حقا بالمباديء وواثقا بنفسه يعمل على مساعدته لتغيير وتطهير وتطوير نفسه ليكون فاعلا في مسيرة النضال، والذين ضده ( أي ضد الحزب ) فيعمل بكل قدراته على تغيير قناعتهم بمبادئه، والباقي فلله الحكم فيه.


قبل أيام إلتقيت شخصا أعرفه كان في الحزب قبل عام 1996 في إحدى المحافظات، ةتعرفت عليه عن قرب، وسألته هل له علاقة بالتنظيم حالياَ؟ فقال:لا منذ الإحتلال لم يتصل بي أحد، قلت له وأنت لم تحاول الإتصال بأحد؟ قال لا. وفوجئت بأن زارني في مركز الأنترنيت الذي أجلس دائماَ فيه، وقال لي ألا تتمشى معي، قلت له انا قليل المشي بسبب وضعي الصحي، فقال لا بل هو ضروري صحيا لك، فقلت نعم ولكن لا أقدر، ولكني جاملته وأردت أن افهم سبب زيارته وقد تكون له حاجة لي، فمشيت معه الى الشارع المؤدي لسكني، وهو فارغ ليلا، وبدأت حديثا وديا معه عن العراق والظروف والغربة كي أشجعه أن يبدأ الحديث، فبدأ يكلمني عن حديث من سمى نفسه الناطق بإسم البعث جناح محمد يونس وقال شنو رأيك بهم، قلت مجموعة مخطئة وتبحث عن وهم لإيجاد مجد شخصي ضائع، فقال لا بالعكس هم يدعون الى وحدة الحزب ولو آنا لا علاقة لي بهم، وأستمر الحوار هادئا لأوضح له أخطائهم بموجب نظام الحزب وظرف العراق والأمة وإنهم إن كانوا فعلوا ذلك بقناعة فهم ليسوا بعثيين بل مجرد أناس انتموا يوما ما للحزب ولكن لم يتمكنوا أن يكونوا بعثيين، وهم إن كانوا يبحثوا عن موقع فلا أشرف ولا أسرع من أن يكتسبوه من خلال المقاومة وقتال المحتل، فيحققوا عدة أهداف في آن واحد الموقع ورضا الله وتأكيد مبدئيتهم والصعود في هيكل الحزب التنظيمي، أما فعلهم الحالي فهم كبنت عائلة شريفة أصيلة محترمة جاعت فباعت شرفها، فهم لم يضيعوا أنفسهم فقط بل باعوا كل سيء ومن كان مخطئا منهم فليعتذر ويعود الى صوابه فجل من لا يخطيء، وأنصحك أن تحافظ على شرفك كمواطن إن كانوا يحاولوا معك، وأنا لك ناصح أمين.


نعم هكذا يفهم البعثيون من تخلى عن الحزب في هذه الفترة التي تتطلب تأكيد مبدئية المنتمي للمباديء بفهم وقناعة وإيمان، أما من دخل الحزب باحثا عن مجد شخصي فالكل يعرفأننا كنا نقول للمنتمين الجدد للحزب أن طريق البعث شاق وصعب لأنه يحمل لواء الوحدة والتحرر لهذه الأمة وهذا يقتضي مواجهة حتمية قد تكلفك حياتك فهل أنت مقتنع بطلبك للإنضمام للحزب فكر وسنرد عليك بعد أن يصدر قرارا بالموافقة على طلبك، وكنا نرددها على الحزبيين عند نقلهم من موقع لآخر في سلم التنظيم قبل العضوية، حتى إذا رشحوا للعضوية أكدناها لهم بشكل كامل، وهكذا تربينا وربينا وتعلمنا وعلمنا في الحزب، ولكن السلطة والحكم جعل البعض من غير المبدئيين يدخلوا الحزب وهم يضنوا أن ما كان الحزب يؤكده لهم مجرد مثالية لا وجود لها، فلما جاء يوم كان الحزب قد أكده من أول لكل من دخل تنظيمه ظهر من هو ليس بعثي بل مجرد حزبي يبحث عن مجد وموقع، وما أؤلئك الا من هذه الشاكلة، أكرر قول الرفيق القائد المؤسس أحمد يوسف عفلق ( إن أردتم لحزبكم أن يكون حزب هذه الأمة فاجعلوه كالبحر لا كالساقية، صحيح إن الساقية يجري فيها نبع صاف، ولكنها لا تسيتطيع أن تروي ضمأ هذه الأمة، اجعلوه كالبحر صحيح أنه فيه الزبد كما فيه الدرر، لايخيفكم الزبد فأنه يطفوا على السطح ) وقول الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ( إن خانتك قيم المباديء فعليك بقيم الرجولة ) أي رجولة ومباديء عند من يبحث عن موقع في ظل بلد محتل أو في مهجر مذل، ودمتم للنضال ولرسالة أمتنا المجد والخلود.


عاش العراق والأمة .. عاش البعث .. عاست المقاومة .. والله يهدي من يحب.

 

 





الثلاثاء١٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة