شبكة ذي قار
عـاجـل










 

من البديهي في مفهوم الثقافة أنها الوعي والإدراك لأمور الحياة المعرفية ، وثقافات الشعوب تنبع من مناهج ينشئها نخبة من الطليعة الواعية والمدركة لهذه الأمة وتلك لترقى بمستوى شعبها إلى ما هو مطلوب من تطلعات ضرورية في أمور الحياة كل الحياة سواء كان منها السياسي ، أو التربوي (الثقافي ) ، أو الاقتصادي ، أو الصناعي ، وهكذا ليشمل كل فروع الحياة سواء الخاص أو العام  .

 

ولعل أهم مرتكز لنشر الثقافة والتعليم هي اللغة أي القرأة والكتابة والتي امتاز بها العراق منذ عهودا سابقة ترقى إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ومنه تعلمت البشرية القراءة والكتابة وهذا أمر لا خلاف فيه  .

 

وأمة العراق من خلال هذا الإرث الحضاري المتميز تخلفت ثقافياً بسبب الغزوات المتكرر عليه قبل وبعد الإسلام  .  فتجده كلما قوت شوكته وأصبح يشع بالمعرفة يتعرض للسحق من قبل الإمبراطوريات والدول الطامعة به لما يتمتع من خيرات وهبه إياها الله سبحانه ، ومن تلك الإحتلالات الاحتلال المغولي والاحتلال الفارسي والاحتلال البريطاني وهكذا سحق شعبه وتخلف بعد أن كان منار الدنيا وخاصة في العصر العباسي  .

 

وحين أستقل العراق من الإحتلال البريطاني وأسس دولته في عام ١٩٢٠ من القرن الماضي كان شعبه يعاني من الأمية والجهل واستمرت معاناته حتى جاءت ثورة تموز 1968 والتي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي فقرر في عام ١٩٧٠ تطبيق قرار حكومته في (محو الأمية الإلزامي ) للرجال والنساء ولم يستثني من ذلك إلا من بلغ عمره الستين عاماً ونجحت الحملة ولم يبقى فرداً من المشمولين إلا وحصل على شهادة القراءة والكتابة  .  وانتقل شعب العراق من خلال هذه الحملة الى رحاب المعرفة  .  التي جعلته يرتقي علمياً وفي كل المجالات المعرفية الى مصاف الشعوب المتقدمة  .  بفضل المدارس التي بلغت حتى يوم الاحتلال الأمريكي الفارسي عام ٢٠٠٣ الى ما يقرب من ثلاثين الف مدرسة وأثني عشر جامعة  .

 

واليوم وبعد مضي سبعة أعوام ونيف من الإحتلال أصبح واقع المجتمع العراقي يعاني الأمية والجهل الثقافي بعد أن اقترب رقم جهل القراءة والكتابة إلى حد يتجاوز الخمسة مليون أمي لا يعرف القراءة والكتابة  .  ناهيك من الأطفال والصبية الذين تركوا المدارس بسبب العنف والقتل وتدني الخدمات والبطالة والفساد  .

 

والسبب بطبيعة الحال المحتل ومن وراء المحتل الذين قدموا للعراق لا لأعماره بل لخرابه ولعل أفضل وسيلة استخدموها هي اشاعة الأمية ليتخلف هذا الشعب ثقافياً

ولكون الغازي الأمريكي والفارسي هذه عقيدتهم ، سلموا الأمور لمجموعات تدعي أنها سياسية ومثقفة وتنشد الحرية والديمقراطية وهي منهم براء كانت هذه النتائج التي جناها المجتمع العراقي  .  نعم لقد تخلف العراق بسب جهل من يسمون أنفسهم قادة لواقع جديد على المستوى المطلوب  . لكنهم نجحوا في غاياتهم الضيقة بعد وضعوا في مرافق الدولة إن كانت هناك بقايا دولة الشخص الغير مناسب في المكان المناسب  .

 

لقد حققوا ثقافة طائفية مقيتة فتعلم الناس ضرب القامة والزنجيل وشق الجيوب ولطم الخدود  .  وعلموا الكثيرين على الفساد والقتل والنهب  .

كيف يرتقي العراق ثقافياً ووزاراته لا ترتكز على العلم والمعرفة في اختار المناصب الإدارية ؟ بل أصبحت تلك الوزارات عبارة عن مقاطعات لهذا الحزب أو ذاك أو لتلك الميليشية أو ذلك الكيان  .

 

لقد اصبحت العمامة هي من يمتلك زمام الأمور ، وأصبح الإقطاع السياسي كما هو الحال في شمال الوطن هو المسيطر لمنافع عائلة أو شخوص  .

عن أي ثقافة عراقية نتحدث ومن يسير الأمور لا علاقة له بالثقافة ولا في ابسط مرافق الدولة  .  بعد ان أصبح السارق وزيراً والجاهل ضابطاً والحمال في الشورجة مع احترامي لهذه المهنة بيده الحل والعقد  .

 

عن أي ثقافة نتحدث غير ثقافة الموت والسرقة والنصب والاحتيال والخيانة  .

وصدق قول وزير الخارجية الأمريكي في عهد بوش الأب قبل الأحتلال حين أبلغ نائب رئيس الوزراء العراقي والأسير الحالي طارق عزيز بقوله { إن لم تذعنوا لرغباتنا فسوف نعيدكم إلى العصر الحجري }

 

وخلاصة القول لا ثقافة في العراق بعد أن بيع العراق ولا قائمة تقوم لشعب العراق إلا إذا قرر الله سبحانه وتعالى وهو القادر ان يعين المقاومة العراقية المسلحة الباسلة وكل الشرفاء المناهضين للاحتلال لطرد المحتل الأمريكي والفارسي وبخلافه أقراء على العراق السلام  . 

 

 





السبت٢٣ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. همام أحمد محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة