شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال مجريات ما يجري على الساحة العربية والفلسطينية بالخصوص، يجعلنا نتسائل هل الغرب فعلا جادا بحل قضية الصراع العربي الصهيوني وعلى الأقل اصلاح الخطيئة بل الجريمة التي إرتكبها بحق العرب وعموم المسلمين،وما هو الدور الفعلي لمبعوثيهما ميتشل وبلير المعروفيّ الهوى والإنحياز خصوصا بلير الذي ما زال مولغا بدماء العرب في فلسطين والعراق من خلال أمرين: أولهما منهجه الشخصي المعادي للعرب والمسلمين وما إندفاعه الكبير في الحرب على العراق ودور بلير الشخصي في العدوان الأرهابي على العراق، وثانيهما لإنحياز بريطانيا ودورها من الأساس في ولادة هذا الكيان، فكون بريطانيا هي المؤسسة للكيان الصهيوني والراعية للإرهاب والعدوان الصهيوني منذ أيام الهجرات الأولى يجعل من غير الأخلاقي أن تكون هي أو أحدمواطنيها راعيا أو وسيطا في حل النزاع، ثم أن طبيعة العلاقات الشخصية بين المبعوث الامريكي ميتشل وممثل الرباعية الدولية بلير مع الكيان الصهيوني وأقطابه وبين السلطة الفلسطينية، ولو بمراقبة اللقطات التي تظهر على شاشات التلفزة والتي تنم عن علاقات حميمة وغير محايدة بل في أحيان سلوك الزعماء الصهاينة معهم تدل على أظهارهم بمظهر التابعين وغير القادرين على أن يكونوا ممثلين حقيقين للمجتمع الدولي، ومن هذا يحق لأي مراقب أن يتسائل ماهو دورهما الحقيقي؟ هل هما مبعوثا سلام أم مبعوثان لأرغامنا (نحن العرب والفلسطينيين منا بالذات) على الاستسلام؟ أي تنفيذ الرؤيا الصهيونية للدولة الفلسطينية المزعومة.


لو عدنا لنناقش بموضوعية قيام الكيان الصهيوني وشرعيته لانجد لها أي مشروعية، لا سياسية ولا أخلاقية ولا إنسانية ولا قومية ولا غيرها، بل هو إغتصاب علني ولا مشروع قام بناءا على أساس باغي وعنجهية تعتمد القوة واستباحة الشرائع والأعراف والقيم السماوية والبشرية بشكل فضيع، حيث أن قيام الكيان الصهيوني جاء بموجب قرارات دولية لا شرعية ولم تحترم حقوق الإنسان والشعوب ولم يكن لها أي مبرر قانوني وأخلاقي وإنساني بإنشاء كيان لجمع ديني متطرف لا أساس لكونه شعباَ أو قوما موحدين لا عرقيا ولا تاريخيا ولا أية مقومات سياسية أو إجتماعية، بل هو إجتهاد وسخاء وكرم لا مشروع، تكون على أساس وعد من بريطانيا بأعطاء اليهود وطنا سميّ قوميا لليهود من وزير خارجية بريطانيا عرف بوعد بلفور، لكن ما هي أسس هذا الكرم الهبة لبلفور بل وكل بريطانيا بأرض شعب وأمة لا سلطة لها عليها ولا تربطها بها أية روابط سوى كون بريطانيا في حينها زعيمة للإمبريالية العالمية وقائدة لقوى البغي والإستعمار الغربي في العالم، وإلا فوعد بلفور لم يكن وليد الصدفة فصدر في تشرين من عام 1917 بدون أن تكون له رؤية وأوليات، بل تنفيذ لرؤويا وهدف صهيوني وضع منذ وضعت بروتوكالات حكماء بني صهيون، وهذا يعني أنه مخطط سابق لإعلانه، أي قبل أن تحتل بريطانيا فلسطين وتتقاسم مع فرنسا الوطن العربي التي هي أيضا غاية وهدف للحرب العالمية الأولى والثانية وفق معاهدة سرية كشفت فيما بعد وسميت بمعاهدة سايكس بيكو وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا اللذان وقعا الإتفاقية، ولكون الرؤية الصهيونية بإغتصاب فلسطين وجدت توافقا مع الرؤية الإمبريالية التي وصلت لقناعة أن وجود اليهود عموما والمتطرفين منهم بشكل خاص (الصهاينة) يشكل خطرا على الغرب فلابد من إيجاد حل لذلك، فكان هذا السبب الحقيقي لتصدير مواطنيهم لمنطقتنا، وإستخدامهم لعدة أهداف:


1. زرع بؤرة شقاق في قلب الوطن العربي لضمان عدم إمكانية توحده وقدرة حتى الطلائع الساعية لذلك، بحكم أمرين القدرة والخبث الصهيوني، وقدرتهم الكبيرة على التآمر وبث الفرقة بين الصفوف. والدعم الذي سيوفره الغرب الإمبريالي في الجوانب العسكرية واللإقتصادية لهذا الكيان وحمايته.


2. التخلص من اليهود الذين كان ومازال لهم دور كبير في الفتن والحروب في الغرب.


3. العمل على أن يكون هذا الكيان قاعدة متقدمة ومؤطيء قدم للغرب في هذه المنطقة المهمة من العالم زاد من أهميتها أكتشاف النفط والغاز والثروات الكثيرة فيها.
4. التطرف الديني ومعادات الغرب للعرب المسلمين والخشية من إمكانية إستعادتهم لدورهم في العالم، والذي يراه الغرب خطئا أمرا خطيراَ عليه.


أن وقائع سير العملية السياسية كما يسموها التي تجري منذ سنة في فلسطين بين الغاصب الصهيوني لجزء من فلسطين والمحتل للجزء المتبقي من أرضه منذ 47عاما وبين شعب لا يملك لا قوة ولا سندا ولا حتى تعاطف أو فهم دولي لقضيته، بل أكثر من ذلك نظام رسمي عربي دافع بإتجاه انهاء القضية بأي شكل تراه الإدارة الأمريكية التي هي أيضا ينطبق عليها ما ينطبق على بريطانيا، كونها الدولة الأولى التي إعترفت بالكيان الصهيوني وباركت وجوده بعد دقيقة واحدة من القرار الدولي الخاطيء ولا شرعي ولا اخلاقي الذي قام على أساسه الكيان الصهيوني، أضف لذلك الإنقسام المدمر للزعامات الفلسطينية وتعدد مناهجها ورؤاها، وضعف السلطة بل عدم شرعيتها الدستورية، وإختراقها وتحكم القوى العربية والإقليمية والدولية بها.


ففي كل هذه الظروف وتحت كل هذه الضغوط يخوض المفاوض الفلسطيني المفاوضات مع الطرف الثاني القادر عسكريا ويمتلك كل مقومات القوة والردع والقائم على أساس استخدام القوة المفرط والإرهاب، والمدعوم بل متوحد مع أكبر قوى الردع والإرهاب العالمي، والمقيم علاقات علنية وشبه علنية مع أغلب الحكومات والأنظمة العربية، والمخترق لمعظم المنظمات الشعبية العربية والإقليمية بتسهيلات ومؤازرة غربية أمريكية ودول أوربية كبرى وإستطاع أن يقيم علاقات إقتصادية وتجارية وصناعية مهمة مع الدول التني كانت تدعم القضية الفلسطينية بتقصير متعمد من النظام الرسمي العربي، وتواطئه ومنهجه السياسي.


بهذا التصور علينا نحن المتشبثين بالحق الشرعي العربي والفلسطيني الذين لا نملك الأرض ولا القوة أن نفكر، بوضع برنامج معقول ومقبول لمواصلة الحل وإنتزاع حقنا الشرعي بأرضنا ومقدساتنا وحقنا بالعودة والتحرير والعيش، ونجد حدا مشتركا يجمعنا على منهج أساس بعيدا عن الغلو والمزايدة، ولكن في نفس الوقت رافضا للإستسلام والخنوع واليأس فلا يأس ولا قنوط عند المؤمنين، بل هو منهج الكافرين وأغواء الشيطان لأتباعه، فنحن لا نعادي اليهود كبشر يدينون بشكل يختلف عنا نحن المسيحيين والمسلمين كأكبر مكونين دينيين في الوطن العربي، بل كل وقائع التاريخ وأحداثه تثبت عكس ذلك، واليهود لغاية عام 1948 كانوا يعيشون بسلام وأمان في بلداننا ولا زال قسما منهم مواطنين محترمي المواطنة والحقوق في بلداننا ممن رفضوا الصهيونية وكيانها، ولا ننكر أنهم منا كشعب أؤلئك الذين كانوا مواطنين في بلداننا قبل 1948 ، ولا نرفض عيشهم كمواطنين في وطننا، ولكن نرفض أن يكونوا ومن جاء من الغرب الإستعماري كيانا معاديا وارهابيا في وسطنا. وهذا ما أعلنه كثير منا كان أخرهم الرئيس الشهيد صدام حسين.


فهل الغرب والعالم الذي صمت 62عاما عن قيام الدولة الفلسطينية التي تضمنها قراره المعني سابقا جاد هذه المرة في قيام دولة فلسطينية؟ رغم أني متشائم من ذلك ويائس من الغرب ومعاييره، ولكن لننتظر وغدا لناظره قريب.

 

 





السبت٢٣ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة