شبكة ذي قار
عـاجـل










في مقالي هذا قمت بجمع المعلومات عن هذا المرض الخطير الذي بدأيستفحل في العراق قاطبة ولكن حصة الاسد كانت لأبناء المحافظات الجنوبية التي أُبتليت بكل مصائب ونتائج الحروب التي نشبت في العراق.


ولكن للأسف هناك اصوات تحسب على العراق تنفي هذا وتصوره على انه ادعاءات, وتقلل من حجم الكارثة, في الوقت الذي اكتشفت ان هناك اصوات المانية خيرة قد عانت ماعانت من معارضة ومحاربة من داخل المانيا حتى في لقمة عيشها لكنها أبَت :الا ان تكون الصوت المنادي بالحق والأنسانية خير شاهد على هذا هو العالم والطبيب الألماني سيكوارت هورست كاندز الذي قدم بحثا من واقع مشاهداته العينية في 30 يوليو/ تموز 1999 إلى المؤتمر الدولي حول السرطان الوبائي في العراق وعلاقته المحتملة باستخدام التحالف لأسلحة اليورانيوم المنضب، ولقي هذا البحث حفاوة من قبل الحكومة العراقية واعتبرته من الوثائق المهمة للحالة الصحية في العراق خلال العقد الأخير. وكان نص البحث على النحو التالي :

 

مقدمة
نتيجة لحرب الخليج الثانية فإن الفقر في العراق -الدولة النفطية الغنية سابقا- قد وصل الآن أعلى من 70% خلال رحلتي الأخيرة إلى بغداد (1998).


في الصباح والمساء رأيت أطفالا يبدو على أجسامهم الهزال وتكسوهم القذارة يحملون حقائب ويبحثون في أكوام النفايات عن شيء ليأكلوه، في الشوارع خلال الليل تأتي الكلاب وبعضها مريض للغاية لتتغذى كذلك على أكوام النفايات وسط نباح عال.


يعتمد الشعب المسكين تماما على طعام الدولة والتي هي كافية عموما لأسبوعين فقط، أما الطعام الغني بالبروتين والخضراوات فمتوفر فقط في الأسواق الحرة.


وقد ارتفع سعر العديد من المنتجات آلاف الأضعاف في الوقت الحاضر، واستقر معدل دخل العائلة العراقية عند 2000 إلى 3000 دينار عراقي (الدولار الأميركي يساوي حوالي 2300 دينار عراقي)، بينما سعر كيلو اللحم أو السمك يصل إلى 1800 دينار عراقي ويكلف كيلواغرام واحد من الطماطم مائتي دينار عراقي.


وطبقا لليونسيف فإن قرابة 860 ألف طفل عراقي تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. وفي مارس/ آذار 1994 توفي 11480 طفلا في هذه السن، في الوقت الحاضر تبلغ نسبة الوفيات خمسة آلاف إلى ستة آلاف في الشهر الواحد.

 

hbglhkdm
يعاني هؤلاء الأطفال وبشكل مستمر من الأمراض المعدية وفي السنوات القليلة الماضية شملت تلك الأمراض بشكل خاص شلل الأطفال والسل والتدرن الرئوي وتيتا ناس الكزاز والسعال الديكي والخناق، وحتى الحصبة لها نسبة وفيات عالية.


في جنوب العراق على وجه الخصوص تم تشخيص إصابة عدد متزايد من الأطفال باللوكيميا وفقر الدم (اضطرابات نخاع العظم).


قامت جمعية الأم تريزا بتأسيس نقطة تجمع لأجل السرطان والتشوهات، وقد عزيت تلك الأعراض لذخيرة الأسلحة المحتوية على اليورانيوم التي استخدمت من قبل قوات التحالف خلال حرب الخليج ما يقارب الـ300 طن من هذا النوع من الذخيرة تم تعيين موقعها في العراق والكويت والسعودية.


ونتيجة لتأثير السمية والإشعاع فإن النفايات من صناعة اليورانيوم تم خزنها في مستودعات مأمونة، (اليورانيوم المنضب بشكل أولي من أيستوب 238 Isotope).


ولأجل تقليل تكاليف الخزن العالية فإن اليورانيوم المنضب يعطى بكل سرور لأي جهة مهتمة بالحصول عليه وبشكل كبير بتكاليف مجانية.


لليورانيوم المنضب مواصفات ذات جاذبية لصناعة الأسلحة بشكل خاص:


1. عمليا فإن أثقل مادة تحدث بشكل طبيعي.
2. قذائف اليورانيوم المنضب المطورة باستخدام التقنية الألمانية لها تداخل عال وهي مناسبة أكثر من أي شيء آخر للدخول في تصفيح عدة الفولاذ الحربية.
3. هي كذلك مادة غير قابلة للاشتعال عندما يتم الدخول إلى تصفيح العدة الحربية فإنه يطلق نفسه على النار ويحرر مواد عالية السمية والإشعاع وهي أوكسيد اليورانيوم, بينما هو يحترق.


لقد أظهرت تقارير المخابرات الالمانية أن القادة العسكريين الألمان خططوا لاستخدام الإشعاع في نهاية العام 1943. كما أنه من المحتمل أن تطوير "القذائف الخاصة" يعود تأريخه أيضا إلى ذلك الوقت، وقد كان جواسيس الولايات المتحدة على علم بذلك.


خلال أسابيع قليلة بعد نهاية حرب الخليج الثانية في مايو/ أيار 1991 وجدت في ساحة معركة في العراق قذائف بحجم وشكل سيجار، التي كانت أثقل بشكل غير اعتيادي وكانت بلون مشابه للرصاص.


بعد قرابة عام وفي مارس/ آذار 1992 رأيت أطفالا يلعبون بهذا النوع من القذائف في جنوب العراق خارج البصرة على القرب من الحدود مع الكويت. أحد أطفال هذه المجموعة تطورت لديه حالة اللوكيميا (سرطان الدم) وتوفي بسبب هذا المرض, لقد شغل هذا الحادث بالي، لقد طلبت من الشرطة العراقية جمع تلك القذائف وقد قررت البحث عنها.


وفي نهاية العام 1991 قمت بتشخيص مرض لم يكن معروفا سابقا في العراق وكان نتيجة اضطرابات الكلية والكبد. وقد أخبرت عن ذلك في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 1991 تحت عنوان "هل الأطفال العراقيون ضحايا أسلحة ABC".


في ديسمبر/ كانون الأول 1991 بالكاد نجوت من محاولة اغتيال تكررت في ألمانيا في الثالث من يناير/ كانون الثاني 1993 عندما كنت مصابا إصابة خطرة, إلى ذلك فقد سبب لي البحث عن واحدة من تلك القذائف غير الاعتيادية صعوبات حقيقية في ألمانيا، فقد كانت سامة جدا وفعالة إشعاعيا، كما أن غلاف القذيفة كان فعالا إشعاعيا أيضا.


لقد أمسك القذيفة وغلاف القذيفة عدد كبير من الشرطة الألمانية يلبسون ملابس واقية تحت إجراءات أمنية مشددة للغاية ونقلت في حاوية خاصة وخزنت في موقع آمن بعيد عن أي مراكز سكانية.


وبعد أسابيع قليلة تم اعتقالي وأخذت إلى الحجز لأنني أطلق إشعاعا، وقد أسيئت معاملتي أثناء الحكم علي بالسجن، وقد أمرت بالحضور إلى المحكمة في الرابع من يناير/ كانون الثاني 1999 وتم إعلامي بأنني ربما يجب أن أرسل إلى وحدة علاج نفسي مغلقة, ربما رغما عني. في تلك الأثناء تم إيقاف معاشي بشكل متكرر وقد رفضت السلطات الألمانية قبولي في خطة معاش الضمان الصحي.


في عودتي من الخارج تعرضت للهجوم في ألمانيا وسرقت مني حقيبة تحتوي على وثائق مهمة، ومنذ 28 أبريل/ نيسان 1998 كنت تحت وصاية الشرطة وعلي أن أقدم تقريرا للشرطة المحلية مرتين في الأسبوع كما أخذت وظيفتي وهاتفي.


ياتُرى هل سيفكر المعنين بالشأن العراقي بطريقة جدية في هذا المسألة؟ام سيظل حبراًعلى ورق؟

 

 





الجمعة٠٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥/ تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دلال محمود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة