شبكة ذي قار
عـاجـل










يسر شبكتنا ان تنشر هذا المقال للاستاذ دجلة وحيد والذي يطرح وجهة نظر مختلفة عما نشرناه حول نفس الموضوع ، في اطار حرصنا على التعددية في الرأي

شبكة المنصور

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

 

قررنا وبعد نشر المعلومات حول تسريبات موقع وكيليكس وعرضها في قناة الجزيرة عن طريق موقعها الإنتيرنيتي الدخول الى مواقع الدردشة البالتولكية العراقية لمعرفة أراء المتداخلين العراقيين حول نفس الموضوع. تبين لنا أن الأراء كانت مختلفة حول هدف نشر تلك المعلومات الأن ولماذا. الكثير من المتداخلين ومن جملتهم بعض الأدمنية في ما يسمى بـ "الغرف الوطنية" وقعوا في فخ الرأي الإيراني الذي يشكك بمصداقية وصحة هذه المعلومات من ناحية أن هذه المعلومات توجه أصابع الإتهام الى إيران وعملائها في الضلوع في الجرائم التي أرتكبت بحق المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا العراقي المغدور والتغطية على جرائمها الحقيقية في العراق، ومن ناحية أخرى أنهم يتهمون الإدارة الأمريكية بأنها مشاركة في تسريب تلك المعلومات من أجل إحراق ورقة المالكي وتمكين أياد علاوي من تشكيل وزارة الإحتلال الخامسة على الرغم من المعلومات المنشورة في الأونة الأخيرة تذكر بأن الإدارة الأمريكية تؤيد ترشيح المالكي لترأس هذه الوزارة مناغمة مع أو مساندة للرأي الإيراني المنحاز الى هذا العميل المزدوج. من المحزن أيضا أن نرى أن مقالا منشورا في موقع البصرة المناضل تحت عنوان "كيف نتعامل مع وثائق ويكيليكس: أفكار للنقاش" وقع في نفس الفخ القاتل وهذا يعطي دليلا على أن الكثير من العراقيين ومع الأسف لا يتابعون الأخبار والسياسات التي تحدث في المجتمعات الغربية أو لا يفهمونها ولا يفقهون شيئ عن ردود الأفعال التي تظهرها البعض من القوى اليسارية ضد تلك السياسات خصوصا السياسات الحربية العدوانية وإحتلال بلدان الغير التي تمارسها الولايات المتحدة والبعض من دول أوربا الغربية.

 

مقالنا هذا يحاكي ويجيب على بعض ما جاء في نقاط المقال المنشور في موقع البصرة من أجل النقاش والتوضيح.

 

المقال يذكر في:  

النقطة الأولى: "إن كشف وثائق ويكيليكس هو نصر كبير لشعب العراق وللإنسانية جمعاء وللحقيقة. لقد فضح الله الظالمين بأيديهم. صحيح إن وثائق ويكيليكس لم تأت بأكثر مما هو معروف وموثق لدى العراقيين، إلاّ أنها جاءت هذه المرة من المحتل نفسه وبوثائق رسمية سرية إعترف البنتاغون بصدقيتها ويمكن الإستناد اليها في أي دعوى قضائية يرفعها الممثلون الشرعيون لشعب العراق وذوو الضحايا والدول والمنظمات القانونية التي تتطوع لذلك، ولحين تحرير العراق وقيام دولة العراق الوطنية بملاحقة مجرمي الحرب وإلزام دولهم بدفع التعويضات".

 

جوابنا على هذه النقطة هو صحيح أن الكشف عن هذه الوثائق ستساعد الشعب العراقي وممثليه الوطنيين مستقبلا في مقاضات مجرمي الحرب وتقديمهم الى محاكم جرائم الحرب الدولية عاجلا أم آجلا وإجبارهم على دفع التعويضات عن جرائم القتل والتشريد وإحتلال العراق وتدميره كليا دون مسوغ قانوني أو أخلاقي إلا أن الإدارة الأمريكية ليست لها ضلع في هذا التسريب وليست لها أي مصلحة في إدانه نفسها وهذا ما يفسره المنطق العقلي والعلمي السليم وليس المنطق العاطفي المشتت.

 

النقطة الثانية: "إن تسريب الوثائق كان عملية منظمة ومسيطر عليها بدقّة قامت بها جهات رسمية امريكية، وهي بالقطع ليست ثمرة جهود موقع غير حكومي إسمه ويكيليكس مختص بنشر الوثائق السرية للحروب، فالأمر لا يتعلق بوثيقة أو وثيقتين سربهما شخص مجهول، بل بنصف مليون وثيقة بالغة السرّية من مخاطبات القيادة الميدانية في العراق وأفغانستان مع وزارة الدفاع. ولو كانت هذه الوثائق قد سربت الى ويكيليكس بدون علم وموافقة حكومة الولايات المتحدة لإستخدمت الولايات المتحدة القانون لمنع ذلك ومقاضاة وحبس مسؤولي ويكيليكس كون ذلك يمثل سرقة لوثائق وطنية سريّة يسبب نشرها ضررا بالغا للأمن القومي الأمريكي. هذه الوثائق تختلف عن الأفلام والصور التي إلتقطها الجنود أو المرتزقة الأمريكان وسربوها للإعلام، مثل فضيحة سجن ابو غريب وأفلام مرتزقة بلاك ووتر وهم يقتلون العراقيين في الشوارع، فأفلام وصور هؤلاء ملك لهم ولا سلطة للحكومة الأمريكية عليهم".

 

جوابنا على هذه النقطة هو أين الدليل بأن جهات رسمية أمريكية قامت بهذه التسريبات؟!!! المتهم المعروف بتسريب هذه المعلومات هو برادلي ماننج الذي كان يعمل محلل للمعلومات الإستخباراتية في الجيش الأمريكي وهو الأن مسجونا في سجن إنفرادي في موقع عسكري في الكويت وخاضع للتحقيق المستمر. برادلي ماننغ لم يرسل تلك الوثائق عن طريق الإيميل المكشوف وكما يتصور البعض لكن المعلومات المتوفره تذكر أنه كان يحرق تلك المعلومات في سيديات (أرقاق سي. دي) ويوصلها بواسطة طرق سرية الى ويكيليكس. هناك الكثير من أصحاب الضمائر من الأمريكان المناوئين لسياسات بلدهم العدوانية في العراق وأفغانستان ويطالبون بسحب تلك القوات وإنهاء الحرب وهؤلاء يسمون بـ "ويسيلبلاورز" المبلغين أو نافخي الصفارات الذين يوصلون المعلومات السرية الى الصحف المحلية والمواقع الإنتيرنيتية ومنها موقع ويكيليكس وهم ليس فقط موجودين في الجيش الأمريكي بل هم أناس موظفون في دوائر ومواقع حكومية أخرى وقسم منهم كانوا موظفون كبار. لنرجع الأخ كاتب المقال والإخوة القراء الكرام ونذكرهم بأن الذي سرب المعلومات السرية حول جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام قبل أربعين عاما كان موظفا كبيرا في وزارة الدفاع الأمريكية إسمه دانيال إيلزبيرج الذي إستنسخ 7000 صفحة بواسطة ماكنة الإستنساخ القديمة "الزيروكس" وليس بواسطة التكنولوجية الحديثة المتوفرة الأن وكان يستنسخ صفحة واحدة كل مرة وأستغرق عمله وقتا طويلا جدا. هل كان تسريب وثائق جرائم الحرب في فيتنام تلك يقع في مصلحة وزارة الدفاع الأمريكية أم هو ضمير الشخص الذي مررها الى الصحف هو الذي حركه لفضح أكاذيب النظام الإمبيريالي المجرم. لماذا يحرم الكاتب موقع وكيليكس والقائمين عليه من ثمرة أتعابهم وتعرضهم لشتى المخاطر والمطاردات من أجل توصيل الحقيقة الى العالم؟!!! هل أن تسريب فيديو فضيحة مجزرة بغداد الجديدة في وقت سابق من هذا العام التي قتل فيها صحفي ومصور يعملان لمنظمة رويترز الإخبارية وعدد كبير من الأبرياء العراقيين كان تسريب من قبل جهات رسمية أمريكية تريد أن تدين نفسها؟!!! ألم يكن ذلك التسريب من قبل مجهود برادلي ماننج وثمرة جهود موقع ويكيليكس؟!!! لماذا لا نكون منصفين في وصفنا للحقائق؟!!! إضافة، أن موقع ويكيليكس ليس موقع دعائي لوزارة الدفاع الأمريكية وليس مستأجر من قبلها بل هو موقع سياسي مستقل تديره شبكة واسعة متوكونة من أشخاص معادين للحرب ويبغون نشر معلومات الجرائم والفساد التي تقوم بها حكومات الدول العدوانية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. هل يتذكر القارئ الكريم الفيديو الذي نشر في موقع اليوتيوب ومواقع أخرى والذي يظهر مؤسسة حركة كود بنك الأمريكية ميديا بنجامين وهي تصرخ بوجه وزيرالدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد وتصفه بمجرم حرب. هل كان ذلك أيضا موجها من قبل جهات رسمية أمريكية لإحراج وزيرها المجرم؟!!!  أخيرا نود إخبار الأخ الكاتب أيضا بأن وزارة الدفاع الأمريكية قد فعلا هددت بتطبيق قانون التجسس وإتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام العالمية في حالة نشر الوثائق السرية عن حربها في العراق. إضافة، ان جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس مطارد سياسيا في بلده الأصلي أستراليا، وأن حتى محاولته للحصول على إقامة عمل وسكن في السويد قد باءت بالفشل ورفضت بسبب الضغوط الأمريكية على هذا البلد.

 

النقطة الثالثة: "رغم إن من الصعب، والمبكر ايضا، الإحاطة بأسباب قرار الجهة الأمريكية نشر هذه الوثائق، فالغاطس في السياسة الأمريكية أكثر بكثير من الظاهر".

 

نعم الغاطس هو أكثر وقد يكون من الصعوبة بمكان التوصل إليه بعد هذا التسريب، لكن مرة أخرى نسأل الأخ كاتب المقال ما هو دليلك بأن قرار نشر تلك الوثائق هو قرار جهة رسمية أمريكية وليس المصدر هو شخص أو أشخاص ما عادوا يتحملون الكتمان على جرائم بلادهم في العراق وأفغانستان؟!!! لماذا هذا الغوص في نظرية المؤامرة دون دليل؟!!! ألم يصب هذا الإدعاء والتنظير الغامض في سيل مجرى الإدعاءات الإيرانية بأن مقصد الولايات المتحدة هو إحراج إيران وزعزعة العلاقات مع العراق الذي أصبح إمتداد لإيران وحسب قول أمير موسوي الخبير في شؤون إيران الإستراتيجية الذي شارك في مناقشة تلك الملفات في قناة الجزيرة يوم أمس ؟!!!

 

نتوقف هنا ونترك القارئ الكريم لمراجعة ما جاء في فقرات هذه النقطة من المقال الأصلي من خلال الرجوع إليه.  

 

 





الاثنين١٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة