إن ما تم نشره علي موقع ويكيليكس الأمريكي من وثائق أمريكية تابعة للجيش الأمريكي والتي تُعد بالآلاف والتي كشف فيها الموقع حجم الجرائم التي أرتكبتها قوات الإحتلال الأمريكي في العراق منذ الغزو والإحتلال لهو حقا مهزلة جديدة تضاف إلي كم المهازل الأمريكية في حربها علي العراق والأمة العربية كلها علي الرغم من بشاعتها وهي أقل بكثير عما يجري علي أرض الواقع، وفي الوقت الذي أعربت فيه الإدارة الأمريكية عن أستيائها من نشر الموقع المشبوه لهذه الوثائق التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية كما لو كان هذا خافيا علي أحد إلا ان أيضا قيام الموقع بنشر بعض الوثائق التي تشير إلي دور الحرس الثوري الإيراني في عمليات التفجيرات والإغتيالات من خلال أعترافات من تلقوا تدريبات في إيران و دور فيلق القدس وميلشيات بدرفي دعم وتسليح الميلشيات العراقية لهو بالأمر الأعجب حقاً ، إذن ما الجديد فيما تم الإعلان عنه ونشره علي هذا الموقع ومن الذي أمد الموقع بكل هذه الوثائق التي ُتعد كما يقولون بالملايين فهل من المنطقي والمقبول أن يكون البنتاجون قد قام ببيع هذه الوثائق للموقع بالكيلوجرام مثلا أو الطن اوتم العثور عليها ملقاة في إحدي مقالب القمامة ؟ بالطبع لا ولكن ما الجديد فيما تم الكشف عنه وما علاقة قناة الجزيرة القطرية بهذا الموقع والذي خصها دون باقي وسائل الإعلام في التغطية المباشرة لهذا الكشف علي طريقة عرض أشرطة بن لادن والظواهري هذه مجرد تساؤلات لابد لها من إجابة ،

ونحن نقول بان أمريكا منذ أن أعلنت حربها علي العراق في العشرون من مارس " آزار " عام 2003 أستخدمت في حربها عنوانا لهذه الحرب الهمجية الإرهابية مسمي الصدمة والترويع ، إذن الهدف من هذه الحرب الإعلامية القذرة الجديدة هو ترويعنا بعد أن فشلت أمريكا عسكرياً في حربها علي العراق من أن تحقق أيا من أهدافها المنشودة اللهم إذا كان تدمير البلاد وقتل العباد وإغتيال الرئيس الشرعي للبلاد هو من أول أهدافها ، الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش الورطة في العراق بكل أشكالها المركبة والمعقدة ودخلت إلي النفق المظلم الذي لا تجد فيه نهاية وذلك بفضل مقاومة هذا الغزو الذي بدأمع اللحظة الأولي لاحتلال العراق يوم العاشر من ابريل 2003 وهي التي لم تنقطع يوما صداً لهذا الإحتلال علي الرغم من كافة العوامل التي تحاول إثناء هذه المقاومة عن أداء واجبها العربي والجهادي وعدم دعمها عربياً ، إذن ما هو الجديد في إعلان هذه الوثائق ،

ولماذا جاءالإعلان في هذا الوقت تحديداً ؟ فليس هناك جديد علي العراقيين بالنسبة لهذه الوثائق فهل حجم الخراب والدمار الذي أصاب العراق والعراقيين يحتاج إلي الإعلان عن وثائق وما أكثر الحقائق لدي أبناء الشعب العراقي وهل هناك وثيقة تدين القوات الأمريكية وإدارتها وعملائها أكثر من قيامها وعملائها من حفاري القبور قتلها الرئيس الشرعي للبلاد جهارًا نهاراً عبر شاشات التلفاز أمام الملايين في يوم من أعظم أيام المسلمين تقديساً وإحتفالاً وهو فجر عيد الأضحى المبارك وما جري من عمليات إنتقامية علي جسده الطاهر علي أيدي غربان الإحتلال وعملائه المستعرقين ، وهل هناك وثائق تدين القوات الأمريكية أكثر من جلسات المحاكمات الإنتقامية لشرفاء العراق الأبطال وأحكام الإعدام بالجملة علي هؤلاء الأبطال ، وهل هناك وثائق تدين القوات الأمريكية أكثر من قيامها بحل مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وتدمير كل مقومات الدولة وتهجير مواطنيها وتقسيم شعبها الي طوائف ومذاهب متقاتلة والعودة بهم الي القرون الوسطي ،

وهل هناك وثائق تدين الشيطان الأكبر أمريكا أكثر من فتح أبواب العراق أمام جهاز الموساد الصهيوني الإسرائيلي وقيامه بتشكيل الكثير من فرق الموت وتدريب أعضائها علي أعمال القتل والتصفيات الجسدية لكافة الرموز العراقية فضلا عن أغتيالها ما يزيد عن الف عالم عراقي في مختلف المجالات إضافة إلي أساتذة الجامعات والباحثين والعلماء والضباط بهدف إفراغ العراق من طاقاته العلمية وثرواته البشرية كماأن هناك تقارير ترد الينا من داخل العراق تشير إلي أن هذا الجهاز يقوم بعمليات واسعة النطاق لتهريب المواد المخدرة للعراق وتسهيل ترويجها بهدف الفتك بمقدرات الشعب العراقي وشبابه المقاوم ، وهل هناك وثائق تدين الإمبريالية الأمريكية أكثر من قيام إحدي الوكالات الصحفية الأسترالية بنشرها وقائع وصور أمام العالم كله عن أستخدام القوات الأمريكية في معركتي المطار والفلوجة للفسفور المنضب ضد أبناء الشعب العراقي وان ما تم إلقائه من مواد متفجرة وقنابل علي العراق يفوق في قوته التدميرية ما تم القائه علي هيروشيما ونجازاكي من قنابل ذرية، فما الذي تغير في الأمر ؟ وهل هناك وثائق تدين مغول العصر أكثر من أرتباطها بدولة فرسان مالطة وجنودها المرتزقة من القتلة والمأجورين يعيثون في العراق فسادا وكذلك الكثير من الشركات الأمنية الأمريكية من بلاك ووتر وغيرها التي تعمل علي قتل الشعب العراقي ليل نهار في شوارع العراق أمام مرآي ومسمع الجميع وهناك الكثير من الجرائم التي أرتكبتها القوات الأمريكية وتحتاج منا إلي آلاف المجلدات ويندي لها جبين البشرية ،

ماحدث في العراق لم يحدث علي مر التاريخ إلا في عصر هولاكو ، أما مهزلة المهازل في هذا الإستخفاف السافر بالعقل العربي والذي يأتي علي رأس هذه الحروب التي تخوضها أمريكا علي العراق والأمة العربية هو ما أشار إليه هذا الكلينكس في موقعه من الإشارة إلي الدور الإيراني في عمليات القتل والتعذيب الذي يقوم به فيلق بدر وجيش المهدي وجيش القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فمن المعلوم لدينا جميعا بان إيران ومنذ اللحظات الأولي للغزو والتحضير للحرب قامت بدعم الجهد الأمريكي ومنذ اليوم الأول لهذه الحرب القذرة تم توظيف هذا الدعم داخل العراق من أجل تحقيق مصالحها وساهمت أسهاما مباشرا مع قوات الإحتلال في تدمير العراق، لقد سخرت إيران كل أدواتها في العراق تحت سمع وبصر الإحتلال وبموافقته ودعمه ومنهم من كان عضواً في الحكومة ومنهم من كان عضواً في البرلمان وقيامها بتأسيس الأحزاب الموالية لها داخل العراق وساعدت في قيام عصابات الموت و ميلشيات مقتدي وفيلق بدر تحت قيادة عضو البرلمان هادي العامري وهو ايراني الجنسية وهناك الكثير من التشكيلات السرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والذي يقدر من دخل منهم العراق باكثر من خمسون ألف بأسمائهم الإيرانيةالمستعرقة وعشرات من المنظمات التي تمولها إيران بسخاء والحضور الواسع وذلك للامساك بالورقة العراقية وأمتلاك نفوذ لا يقل عن النفوذ الأمريكي بل يزيد عليه ولكن أمريكا وجدت في الدور الإيراني توافقا مع توجهاتها فغضت الطرف عنها وقد تعمدتا إيران وأمريكا إشعال نار الفتنة بين العراقيين وإجبارهم علي الرضوخ للاحتلال ،

ولكن هناك متغيرات جديدة حدثت علي طبيعة المواقف الأمريكية والإيرانية وصلت إلي شكل من أشكال الصدام علي الملف العراقي وان أمريكا لم تغز العراق وتنفق المليارات وتخسر الآلاف من جنودها حتي تسلمه لإيران وهي ما زالت تواصل حربها علي العراق ولكن بطرق مختلفة وليس محض صدفة أن يتم الإعلان عن هذه الوثائق في هذا التوقيت بالتزامن مع الإعلان عن اكبر صفقة تسليح للمملكة العربية السعودية تبلغ قيمتها 60 مليار دولار بعد حصولها علي المباركة الإسرائيلية وأكدت أن الصفقة تخدم المصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة بما قد يسمح بنشر عدد أقل من القوات الأمريكية بشكل دائم في المنطقة ،وليس محض صدفة أن يأتي الإعلان عن هذه الوثائق بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الإيراني إلي لبنان ، وليس صدفة أن يأتي الإعلان عن هذه الوثائق بالتزامن مع الإعلان عن فشل المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية ، وليس صدفة أن يأتي الإعلان عن هذه الوثائق بالتزامن مع مؤامرة تقسيم السودان ، أمريكا وإسرائيل تحاول تهيئة العالم العربي للدخول في حرب بالوكالة عنها مع إيران ، وأخيراً نقول بان وقائع ومجازر الإحتلال وعملائه لا تحتاج إلي إعلان وثائق من هذا النوع فمنذ اليوم الأول للاحتلال وحكومته العميلة ابتداءا من مجلس العهر الانتقالي وصولا إلي حكومة العملاء واللصوص مازالت تزداد وتتدفق الدماء العراقية بغزارة باسم الديمقراطية والعراق الجديد تحت سمع وبصر أصحاب المعالي والجلالة الحكام العرب من اصحاب العروش والكروش وجامعتهم العربية التعاونية الإستهلاكية ومع ذلك لم يتحرك لهم جفن عن معاناة هذا الشعب والإمعان في تمزيقه ، أمريكا تحاول نشر الرعب والهلع في نفوسنا لقتل روح المقاومة لدي شعوبنا لتمزيق الأمة العربية وتمكين الكيان الصهيوني من قيادة المنطقة والتحكم في مصيرها وإرسال أشارت إلي الأنظمة العربية مفادها بان ماحدث ويجري في العراق ليس ببعيد عنكم ،

ولذا علي هذه الأنظمة والحكام العرب دعم المقاومة علي كل شبر من الأرض العربية وأحتضانها والإعلان عن إنجازاتها في العراق لا بالكلام فقط او المقالات والقصائد ولكن بما تحتاجه المقاومة من دعم مادي وعسكري ودعم معنوي مباشر حتي تكون جاهزة في حربها ضد الاستعمار القادم إلينا لان مصير أمتنا معلق بمصير المقاومة الوطنية والشعبية والقومية والإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وأفغانستان فالمقاومة هي طوق النجاة لنا جميعا فإذا هزُمت المقاومة هزُمت الأمة كلها وإذا انتصرت المقاومة انتصرت الأمة كلها وأندحر الشرعن أمتنا ، حقا أن ما يجري من إعلان لهذه الوثائق هو أم المهازل .