شبكة ذي قار
عـاجـل










نحن  ( إستقبلن )  بوش وقواته المعتدية بالرصاص والقنابل والصواريخ وقدّمنا وفقا لظروف أيام العدوان الكوني الهمجي علينا عام 2003 ما فاق حتى تصورات العقل..

 

وأرغمنا بوش وحزبه على الخسارة في إنتخابات الرئاسة  ( وودّعناه )  بالخيبة والعار والجريمة بحق العراق والشعب الأمريكي والإنسانية تلاحقه بملايين العراقيين من الشهداء والجرحى والمعوقين والمهاجرين والمعتقلين ومئات الآلاف من جنوده القتلى والجرحى والمعوقين والمخبولين الذين زجّ بهم في حرب لايعرفون فيها الأهداف بحجج واهية وملفقة وكاذبة ..بعد أن ترك العراق أطلالا وأشباحا وفسادا ..بلا عمران ولا ثروات ولاقيم ولا مباديء وهو وموظفيه ومساعديه ومأجوريه في داخل العراق بعد أن أطلق يد القدرة لإيران لتعبث بأمن العراق وبنيته وتأريخه وقد وضعوا هؤلاء جميعهم بذرات الخيانة والتفرقة والعنصرية والطائفية والنهب والإحتيال وتمزيق العراق وتفتيته وتشويه سمعته وتأريخه ..

 

وكانت الوطنية العراقية أول وأهم أركان مخطط الإستهداف هذا..

وكان البعث والقوى والشخصيات الوطنية الأخرى المؤمنة بوحدة وعروبة العراق وجيش العراق العظيم وأجهزته الأمنية والإعلامية الأصيلة هي الشغل الشاغل لمصممي ومخططي العدوان والإحتلال والتدمير ومَن قام بتعديلات وإضافات على مراحله وأهدافه منذ عام 1968 .

وبعد الإحتلال ..إستمر هاجس البعث وقدراته وتشكيلاته الوطنية التي أنشأها ومايمثله من معين لاينضب لمقاومتهم ..

ومباشرة وفي اليوم الأول للإحتلال حجزت المقاومة العراقية البطلة مكانا ليس للجلوس والتصدّر في مجالس هذه القوى العراقية الوطنية بل كانت نتاجا لمعاناة هذه القوى ومنها البعث ومعبرة حقيقية عن ضميره وفكره وقدرة مناضليه ..

 

ولأن المقاومة العراقية بكل تصنيفاتها وجيوشها وجبهاتها وفصائلها وسراياها وشخصياتها إن هي إلا تعبير خالص عن الحق الشعبي والوطني للعراق بكل أطيافه وقومياته وأديانه وطوائفه وأحزابه وتياراته وأفكاره..

وهي اليوم صاحبة الحق الشرعي للقتال وإنتزاع الحق المغتصب من المحتلين والمفسدين والدائرين في فلكه ..  

لذلك على المقاومة العراقية  أن تحتضن كل بندقية موجهة للإحتلال وأذنابه ..

 

وأن تحتوي كل عراقي وطني وشريف ومؤمن بأسس وأركان ومناهج المقاومة مهما كان تأهيله ووضعه ..طالبا وفلاحا وعاملا وصحفيا وتاجرا ..من الرجال والنساء ..طبيبا ومهندسا ومعلما ومدرسا وباحثا ..من العسكريين والمدنيين ..مَن كان في سلطة النظام الوطني وعاد للعمل في هذه السلطة أو ممن  تطوّع فيها بعد الإحتلال بعد ان أجبرته الظروف على ذلك.. وعليها أن هيء الظروف المناسبة له لخدمة المشروع الوطني للتحرير.

 

وأن تكون المقاومة العراقية وعاءا لكل القوميات المتعايشة منذ الأزل على أرضه وتعيش من خيراته وأن لا تنظر لما يجري في شمال العراق الحبيب من ترويج وتهليل ودعاية وكأن الشعب الكردي يهتم بمصالحه ومكتسباته وينحاز الى كرديته بدل الإنحياز للعراق ..

 

فهذا التزوير للموقف الشعبي الكردي بكل مراحله وأساليبه إن هو إلا أحد أركان مخطط فلسفة المحتل وأزلامه لضرب الوطنية العراقية في الصميم ..

وما تسعى لترويجه الزعامات الكردية المفروضة على الشعب الكردي اليوم من مطالب كردية إن هو الا ذر للرماد في العيون لأن هذه المطالب هي مطالب شخصية لترسيخ تقاسم شمال العراق وثرواته بين الطالباني والبرزاني وعوائلهم ومَن يريد تفاصيل أكثر ليسأل أهل الذكر!..

 

وستفشل المقاومة العراقية حتما إن كانت تؤسس كل وضعها وإستراتيجيتها وخططها وأفكارها وتنظيماتها على فئة معينة ودين واحد وطائفة واحدة..

 

وسيبقى سر ديمومة المقاومة العراقية وإنتصاراتها وبقاءها المتألق في شموليتها وتركيزها على الإنتماء للعراق وليس للطائفة رغم كل الزخم الإعلامي الهائل التي تديره بشكل مسعور وخبيث وبتمويل خيالي أكثر من عشرين قناة فضائية بضمنها قنوات أمريكية وبريطانية رسمية متخصصة حاولت على مدى سبع سنوات وبوسائل خبيثة وتزوير إعلامي كبير أن تسلخ المقاومة العراقية من حواضنها الطبيعية في جنوب العراق والفرات الأوسط وفي المناطق المسيحية وفي كل مدن ومحافظات شمال العراق والذي باء بالفشل الذريع بعد أن تيقن العراقيين بأن الرصاصة الأمريكية وقذائف مغاوير السلطة وجيشها وميليشياتها لاتفرق بين شيعي وسني ومسيحي ويزيدي وكردي وعربي ..

 

وما جرى من سرقة ونهب لثروات العراق كان ويستمر سرقته من تحت أقدام القرى الشيعية والسنية والكردية البائسة والفقيرة ليذهب الى جيوب الصنائع التي خلقها المحتل وإيران حتى أصبحت فضائح النزاعات بينهم في بورصات البيع والشراء بملايين الدولارات للقصور والفنادق الضخمة في أمريكا ولندن وإيران ودبي والشعب بكل أطيافه يتضور جوعا وقهرا وذلا وفاقة..

 

وعلى المقاومة العراقية قيادات وأفراد ومقاتلين أن تضع هدفا مركزيا لها وهو طرد ومقاتلة ومحاسبة المحتل وأذنابه ورموزه ومروجي تجارته الفاسدة في إذلال العراق وتفتيته ونهب ثروته وتزوير تأريخه وإعادة العراق الى وضعه الطبيعي سيدا على أرضه وثرواته وشعبه الأبي رافعا راسه بشموخ وعز ورفعة ..

وأن يبتعد الجميع في كل فصائل المقاومة عن لغة التخوين وتقليل الشأن والإدعاء بالأفضلية والأسبقية والتزاحم بالفكر سواءا كان علمانيا أو قوميا أو إسلاميا ..

لأن مقاتلي المقاومة بكل فصائلها بلا إستثناء هم اليوم قوات شبه عسكرية وتحوي في تنظيمها عناصر عسكرية مؤهلة ومدربة وغاية في الكفاءة والإخلاص سواءا كانوا في قياداتها أو هيئات ركنها أو مقاتلين رغم رتبهم العسكرية العالية ..

 

نقول الجميع يعرف  (  ومرة أخرى بلا إستثناء )  بأن البعث والجيش العراقي بكل صنوفه على الإطلاق والحرس الجمهوري وفدائيي صدام والمخابرات والأجهزة الأمنية الأصيلة وفيلق إعلامنا البطل أيام النظام الوطني هي أهم عناصر وأركان المقاومة العراقية التي تقاتل في الجبال والسهول والهضاب وفي المدن والقرى والشوارع والأزقة ..

 

ونقول أيضا :

أن يؤمن الجميع بهذه الحقيقة شيء..

وأن لايصرحون ولا ينادون بها بالأمس أو اليوم شيء آخر..

لأننا نعرف جيدا إن المعركة التي يخوضها كل شعب العراق اليوم ممثلا بفصائل المقاومة ليست معركة نظامية بين جيشين متقابلين ..وحينما تتقدم الفرقة المدرعة الثالثة مثلا لإحتلال هدف سوقي من العدو ..لايمكن أن نقول بأن الذي قام بهذا الإنجاز هي فرقة المشاة الأولى..فالموضوع مختلف تماما ..

 

لأن معركتنا هذه :

هي معركة مواجهة مصيرية فريدة من نوعها في التأريخ :

بالتكافوء بين الطرفين..

وبالسلاح عدة ونوع ومناورة ..

وبالإعلام ..للعدو بقدراته المالية والسيطرة على الخبر وطريقة إجبار الآخرين إما على تصديقه والترويج له أو عرضه ..ولنا وما نعانيه من دعم معدوم وحصار وتضييق وخوف من نشر الحقيقة ..

وبالقدرات ..

وبالعمق المادي والمعنوي والدعم اللوجستي ..

 

إن معركتنا اليوم هي معركة غير متكافئة بكل المقاييس بين رجال لايحمي ظهورهم أحد إلا شعبهم وبموارد ذاتية بسيطة وبين الولايات المتحدة الأمريكية بكل طاقاتها وقدراتها وجيوشها وتسليحها وإعلامها وتأثيرها السياسي وحلف شمال الأطلسي وإيران وكل حالفائهم مضافا اليهم سلطة تقبع على صدر العراق وتستغل ثرواته بمعدل 60 مليون برميل نفط شهريا وبعائد يتجاوز 5 مليار دولار شهريا مُسَخّر نصفه لمواجهتنا والنصف الآخر للسرقة..

 

ومثل هذه المعركة تحتاج من طرفنا لرجال فوق كل الإعتبارات والمفاهيم والمحاولات التي تهدف لتحقيق هدف المحتل وأذنابه بعزل أركان المقاومة وتصنيف بعضها بحجة أنها ليست من  ( بقايا النظام السابق )  !..

فلولا رموز ومناضلي النظام الوطني الأصيل وكل التشكيلات التي أشرف عليها ودربها وسلحها لما كان لعاصفة المقاومة البطلة أن تستمر مدوية وتجبر الولايات المتحدة على الإستسلام والهروب من العراق .

 

عاش العراق ..

عاشت المقاومة العراقية أم المناضلين ورمز الوطنية الحقيقية..بها ننتصر وبها ننتزع حقوقنا كاملة غير منقوصة..

عاش البعث ضمير المقاومة العراقية وكل تشكيلاته المسلحة والأمنية التي أذاقت الأعداء مر الهزيمة والهوان..

عاش الضمير الحي  الذي يجمع ولا يفرق..

ويعفو ولايضمر ..

ويخاف الله ولاتزعزع ثقته وإيمانه بالحق لومة لائم ..

ونصرنا قريب ..

لأننا لم نسمع ولم نقرأ يوما إن الله نصَرَ ظالما على مظلوم مؤمن ويحمل ضميرا حيا وصادقا ..

والله ولي التوفيق..

 

 





الثلاثاء١٨ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة