شبكة ذي قار
عـاجـل










ما أن إنكشف جزء بسيط من الحقائق الإجرامية والبشاعات المرتكبة ضد شعب العراق من قبل قوات الإحتلال والأطراف المشاركة معه والمجندة له ممن يسموهم أحزاب العملية السياسية حتى إرتفع النعيق من قبل المعنيين والمتورطين بتلك الجرائم، وبدأت التبريرات الديماغوجية في وصف تلك التسريبات وأهدافها وغاياتها، فذلك يشكك في صدقيتها، وآخر يصفها بأنها إستهداف للمالكي، ويحاولوا إظهاره بأنه مستهدف من قبل أمريكا وكأن أمريكا عاجزة عن قتل أو تدمير أحد جواسيسها وعملائها الصغار، خاصة وهو تحت حمايتها وما زال وسيظل بخدمتها، ولا تأسف عليه لو كانت تعتبره يشكل ولو عقبة أو نملة ممكن أن تلدغ أحد جنودها وتسبب له حكة (حساسية مؤقته)، ولديها بدل المبرر والسبب آلاف وليس واحد، وثالث يعتبر أن هذا الكشف لجرائم المالكي التي جاءت كما قلنا في مقال سابق لا تشكل 0.1% مما أقترف هو وشركات حزب الدعوة الأمنية (المرتزقة) من جرائم في خدمة مخطط الإحتلال وأطرافه العديدة، نعم يعتبره بأنه يشكل تأثيرا على الوضع السياسي والإنتخابي لإنتخاب الكونكرس الأمريكي النصفية، وهذا يمثل عدة حقائق:


1. جهل المبررين السياسي وتافهتهم وتصورهم المتدني لحجم المالكي كشخص ونظرة الرأي العالمي والوطني والأمريكي له كعميل تافه وأجير خائن لشعبه.


2. يتصورون أن الشعوب الأمريكية تعرف المالكي وتهتم بالوضع السياسي له ولحكومته، وهذا جهل مركب فالناخب الأمريكي لا يهمه وضع العراق ولكن الذي يهمه كم يدفع من فواتير مالية لإستمرار في عدوان إدارة أمريكا السياسية الحاكمة غير مبرر ولا شرعي على العراق، وكم سيقتل من جنودهم في هذه الحرب.


3. إن سياسيوا العراق جهلة ومضللون إن كانوا يصدقون إن المهزلة التي يمارسوها هي عملية سياسية، وهي مخاض سيولد ديمقراطية ومؤسسات مجتمعية سليمة، إن تزاوج الفرس مع الحمار ينتج بغلا، فتزاوجهم مع أمريكا سينتج شيئا مسخا عقيما، علما بأن الفرس والحمار من نفس الفصيلة، فكيف عندما تكون عملية التزاوج بين ذئب وفأر.


4. أن تسريب المخابرات الأمريكية لها رسائل لا تعني المالكي ولا الوضع الحالي في العراق، الذي أكملت الغاية الشريرة الرئيسية التي شنت عدوانها الذي كان أطول حرب كونية، حيث بدأ من 17/1/1991 وما زال مستمر، نجحت في تدمير القوة العربية والإسلامية الرادعة للكيان الصهيوني والمواجهة لمشروعها الإرهابي الفاشي العنصري، وأخرّت المشروع الإيماني القومي الحضاري الإنساني الذي يقوده البعث العربي الإشتراكي، لكنها هزمت في القدرة على تغيير الواقع الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط ، وأدركت أنها تستطيع أن تقتل ملايين الأشخاص من البشر وتدمر بلدانهم ولكنها بكل إمكاناتها التدميرية لا تستطيع أن تركّع الشعوب وتجعلها تتخلى عن هويتها وقيمها ومقدساتها، وكان ذلك بفضل شجاعة وبطولة وفعل المقاومة العراقية، وحنكة قيادتها.


5. أدركت إنها تستطيع أن تجند أنظمة وحكام ولصوص طامحين للسلطة وطامعين بالثروة بشرائهم كخدم وعبيد مجندون مقابل إستمرارهم بالسلطة وتوظيفهم ضد الشعوب التي يدعون أنهم ينتمون إليها أو يحكموها وتسلطهم على الشعوب لخدمة مخططاتها، ولكن الشعوب والشعب العربي في مقدمتها وشعب العراق كطليعة للشعب العربي وجزء منه قادرة على مواجهة كل أنواع البغي والتصدي له وتدميره حتى وإن كانت التضحيات كبيرة والتدمير خطير، لقد أثبتت المقاومة العراقية للعالم أن الشعب العربي معطاء مستعد أن يقدم أبنائه ودمائه قرابين في سبيل مقدساته ومن غير ممكن أن يتنازل عن ذلك، بل إن ذلك هو المستحيل، وهو وعد الله العظيم الجبار بأن تظل هذه رافعة لواء الحق والجهاد ضد المنكر والبغي والفحشاء.


إن المالكي وزبانيته من جنود الإحتلال يحاولوا رسم صورة لهم من خلال التبريرات السمجة والمعبرة عن جهل وأمية سياسية، وينطبق عليهم المثل الشعبي جمعوا الخيل ليشذبوا حوافرها فحضرت الخنفساء مع الخيل ومدت قدمها (جمعوا الخيل يحفروها فمدت الخنفساء رجلها) ، أقول لهم رحم الله ‘مرءا عرف قدر نفسه (أنتم بالعير بالنفير)، أتجهلون من أنتم مجرد مرتزقة أجراء (يموت الحمار بأجره).


نحن لا يعنينا كشعب عراقي ومواطنين تعرضنا لشتى أنواع الجريمة القتل والسجن والتهجير والتجويع والإرهاب والضرب وإنتهاك الأعراض وإغتصاب المال العام والشخصي ونهب ثرواتنا وخيرات بلدنا وما أنعم به الله علينا وفتن عدد كبير منا وقوضت صلاتنا وأستبيحت مقدساتنا .. لو عددت لعجزت، الأن جائتنا وثائق ثبوتية ورسمية مؤكدة بالشكل والإسلوب الذي أراده الله ليفضح أعدائه المجرمين وينصف عباده المؤمنين، والقانون الدولي الذي يقره الجميع بما فيه البغاة يتيح لنا متابعة حقوقنا والمطالبة بالقصاص وإدانة ظالمينا مرتكبي تلك الجرائم، فماذا تريدون؟ أنسكت عن حقنا الشرعي والقانوني؟ ونبارك لكم أن تحكمونا ليستمر كل ما فعلتم، لا كلنا نطالب بتشكيل لجان دولية وعلى محكمة الجنايات والمحكمة الدولية لحقوق الإنسان في لاهاي أن تباشر مهامها القانونية، وبعكسه فالنتائج ستكون وبالا وسونامي وزلزال لكل البشرية، وأول ما يبدأ التحقيق والمحاكم مع العراقيين الذين خانوا الشعب ونفذوا مخططات الأعداء ضده، وأولهم رؤساء الوزراء والجمهورية والبرلمان وكل أركان حكومات الإحتلال منذ عام 2003ولتاريخ اليوم. هذا حق لشعب العراق وما يضيع حق وراءه مطالب.

 

 





الخميس٢٠ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة