في مهزلة إمبريالية أمريكية جديدة تضاف إلي كم المهازل التي تستخف بعقولنا العربية وتضحك علي ذقوننا وشواربنا التي يقف عليها صقرين أصدرت المحكمة الجنائية العليا في العراق أحكاما بالإعدام شنقا علي ثلاثة من كبار رموز العمل الوطني العراقي في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين وهم السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق ورفاقه الأبطال بالإضافة إلي عضو قيادة قطرية وجاء ذلك بالتزامن مع ما تم الإعلان عنه في موقع ويكيليكس من وثائق الكلينكس والتي قالوا عنها بأنها تسربت إلي هذا الموقع وجاءت لكي تفضح جرائم الأحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني في العراق ، وبغض النظر عما يجري من محاكمات أو إتهامات فسوف يظل مسلسل الإغتيالات والقتل مستمراً علي الرغم من تسرب أو تسريب هذه الوثائق وألا لما سمحت إدارة الإحتلال لعملائها بارتكاب هذه الجرائم بحق المسئولين العراقيين ، ولكن مازالت هذه الطغمة الفاسدة من العملاء والأذناب المستعرقين يمارسون التنكيل بحق أبناء الشعب العراقي تنفيذاً لأوامر أسيادهم من الصهاينة في واشنطن وإسرائيل وطهران ومن لم ُيقتل بيد الأحتلال ُيقتل علي أيدي العملاء الذين يقومون بتقديم خدماتهم الي وكلاء المخابرات الأمريكية والصهيونية وذلك للقضاء علي البقية الباقية لكل صاحب صوت وطني أو رافض لهذا الاحتلال وهذا النفوذ مقابل بضع دولارات ، إذن المشكلة اليوم تكمن في أدوات الأحتلال وزراعه الطويلة في البلاد من الذين باعوا أنفسهم للشيطان فأعماهم هذا الشيطان مصالح بلادهم وكرامة شعبهم وصون عرضهم ، فهؤلاء الشياطين وممن تحالفوا مع كبيرهم هم الطامة الكبرى فهم بوابة الأحتلال ومنفذو الخراب وسافكي الدماء وتحويل العراق الديمقراطي الجديد إلي عراق الدمار وعراق الدم وعراق التآمر، لقد تحول عراق الرافدين علي أياديهم إلي روافد من دماء ودموع الشعب العراقي ،

إن أحكام الإعدام التي تجري في العراق اليوم سواء كانت قضائية علي أيدي قضاه مستعرقين أو جلادين ممن أتوا مع الأحتلال الأمريكي أو من خلال تعليمات قادة عصابات الموت القابعين خلف متاريس المنطقة الخضراء هي جريمة ووثيقة لا تحتاج إلي إعلان أو تسريب فهي تتم أمامنا جهاراً نهاراً وفي وضح النهار ومع ذلك لم نسمع صوتا واحدا من حكامنا الفحول أصحاب الكروش تعليقا علي ما يجري في العراق مما يضاف إلي كم سجلاتهم السوداء بفضل مساهماتهم ومشاركاتهم في هذا الغزو والأحتلال ، و كذلك ما يجري علي أيدي هذه الحكومة العميلة وكل الحكومات العميلة السابقة وكل من يأتي بعدهما في ظل الاحتلال تاريخهم حافل بالخيانة والعمالة والخسة والنذالة يملؤهم حقدهم الأسود علي رموزاً كانت في طليعة العمل الوطني في فترة من فترات تاريخ العراق المعاصر وجاءوا لكي يؤكدوا هذا الحقد باغتيالهم هذه الرموز الوطنية والمؤسف في ذلك حقا إننا نفتح لهم أبواب بلادنا باعتبارهم يمثلون قادة العراق الديموقراطي الجديد ونستقبلهم أستقبال الفاتحين فبئس الضيف والمضيف ،

لقد أرادت هذه الطغمة التي سقطت في بئر الخيانة والعمالة حتي الثمالة بإقدامها علي إغتيال قادة رموز العمل الوطني العراقي تشويه صفحة تاريخية بيضاء من تاريخ عروبة ونضال الشعب العراقي والإساءة إلي تاريخ قادته الأبطال من خلال هذه المحاكمات الباطلة ومن خلال إتهامات مزيفة وما يروجه إعلامهم الصهيوني والفارسي وما يدور في فلكهم ، لقد فشلت الإمبريالية الأمريكية وعملائها في تصفية هذه الأمة المقاتلة من خلال غزوها العسكري الذي قارب علي الأنهيار والإستسلام وهروب عملائهم وذلك بفضل ضربات المقاومة التي لا تهدأ ولا تلين واليوم يبحثون عن مخرج للهرب من هذا النفق المظلم ، ونحن نقولها بملء الفم أن الأمة لن تموت ولن تركع فقد قتلوا عمر المختار وكان أطول عمرا من جلاديه ولم ينتهي نضال الشعب الليبي ومات عبد الناصر ولم يمت كفاحه من أجل القومية والعروبة وقتلوا الرئيس الشهيد صدام حسين ولكن لم تنتهي المقاومة بل أشتعلت وأزدادت لهيبا هكذا هو قدر الشرفاء من رموز العمل الوطني الذين أرتضوا الموت في عزة وكرامة مقابل العيش في زلة ومهانة ، طارق عزبز ورفاقه هم قطرة في بحر من الأبطال الشرفاء التي تنجبهم الأمة العربية كل يوم وسوف يخلدون في أنقي الصفحات أما العملاء والأذناب فمصيرهم إلي مزبلة التاريخ وسوف يلعن التاريخ أسماء نكره جاءت لتحاكم أبطال الزمن الجميل ومهما حاكموا وأعدموا فلن تركع الأمة وسوف نقولها للغزاة والعملاء هل من مزيد .