شبكة ذي قار
عـاجـل










ابن الأربع والسبعين يُحكم بالاعدام على يد محاكم المالكي في العراق ، ظل الرجل طوال حياته بين الاعلام والخارجية دون أن تمتد يده إلى قرارات الداخل العراقي سواء كانت ايجابية أم سلبية .


لم يلبس طارق عزيز زيّ ( عشماوي ) لاعدام التجار الفاسدين ، وهو لم يضع الخوذة على رأسه لتهجير الأكراد في حملات الأنفال ..


سلّم نفسه ( لقوات التحالف ) في نيسان 2003 أي بعد احتلال بغداد باسبوعين ، كانت قناعته التامة تذهب إلى كونه رأس الدبلوماسيّة العراقية إلى الخارج ، وأنه نتيجة لهذا المنصب فإن قرارات داخلية ساخنة لم يكن له دور فيها إلا الموافقة عليها بقناعة تامة ، فهو نفسه تعرّض لعملية اغتيال عند جامعة المستنصرية في نيسان من عام 1980 وتباهى حزب الدعوة بأنه وراء استهداف عزيز .


الوزير الآخر صديق الشهيد صدام واسمه لطيف نصيف الجاسم تعرض لمحاولة اغتيال في بغداد على يد حزب الدعوة الديني !.. بامتياز .


عام 1982 خطط حزب الدعوة لعملية جريئة ألا وهي محاولة اغتيال الرئيس صدام نفسه ، واُطلقت الرصاصات زخاً كالمطر على سيارته في موكب المرور من البلدة ، وقد نجا الرئيس يومها كونه قد استبدل السيارة بعد أن لطخت عجوز من الدجيل مقدمة سيارته الأصلية بدماء شاة ذبيحة تضليللاً في حسن وفادة الرئيس إلى البلدة وقد فهم الرئيس الغاية من تلطيخ سيارته بالدم.


طارق عزيز صدر بحقه حكمين قضائيين لا نعرف كيف تم تدبير عناصرهما ووثائقهما وشهودهما لاطلاق الحكم ، في الحكم الأول آذار 2009 كان السجن لطارق عزيز لمدة خمسة عشر عاماً لدوره في اعدام التجار عام 1992 ، وفي آب من العام 2009 صدر بحقه حُكماً ثانياً يقضي بسجنه سبعة أعوام لدوره في عملية تهجير الأكراد !..


وفي كانون الثاني من عامنا هذا نُقل المناضل طارق عزيز إلى المستشفى إثر إصابته بجلطة دموية .
الآن وبعد تسعة عشر شهراً على حكمه الأول في آذار 2009 ، فطن القضاء العراقي دور عزيز الخطير في تصفية الأحزاب الدينية !..


أين وكيف ومتى .. لا أحد يعرف بل لعلّ القضاء نفسه لا يعرف ، فالأحزاب الدينية التي يتلقى العزيز طارق حكماً بالاعدام بذريعتها ، هي حاكمة في العراق اليوم ، فهل هي أحزاب دينية حقاً ؟! متى كان للأحزاب الدينية أن يكون لها مليشياتها المذهبية التي تقتل الناس على الهوية الدينية أو حتى على اسم المواطن أو عشيرته ؟! فلو كان هذا الكلام من جانبنا لقالوا : ( أيتام صدام وبقايا صدام وورثة صدام ...) لكن هذه الحقائق لم تصدر من جانبنا ، بل من جانب أعز حلفائهم الأمريكيين فموقع ويكيلكس الأمريكي خاض عُمار فضائح مازالت تشكل حتى اللحظة نقطة من بحر فضائح أفظع ، فأربعمئة ألف وثيقة فضائحية لما فعل الأمريكيون وزبائنهم في العراق لا تعدو كونها بضعة وثائق والآتي أعظم ، يكفي من هذه الوثائق أن السيد المالكي يمتلك ميليشيات خاصة به ، وأن من ( إنجازاتها الاغتيال أو الاعتقال والتعذيب) .


لأول مرة في تاريخ الأنظمة السياسية عدا عصابات الهيتو والتوتسي الأفريقية يكون لرئيس وزراء رسمي عصابة خاصة به تتبع أوامره وهواه وتوجيهاته بأجور من ميزانية الدولة .


من يسهل عليه أن يكون رئيساً وصاحب عصابة يهون عليه وضع القضاء في جيبه ، فوصف العراق اليوم أنه الأفسد في العالم ، فكيف لا يكون قضاؤه فاسداً مثله..؟!


ما للدعّي الخبير القضائي طارق حرب يتحدث عن قضاء عراقي بعدالة عمر بن الخطاب ( ر ) ، أو عدالة حفيده عمر بن عبد العزيز يطفئ السراج بعد فراغه من عمله لأن زيته من بيت مال المسلمين .


طارق حرب يدافع عن القضاء العراقي دفاع الهاجس بعطاء قريب متخذاً من تبرئة شقيق صدّام مثلاً يُحتذى !.. ولا يعلم أنها خديعة المقارنة لبياض السجل القضائي وتبيان نزاهته وحياديته فيما هو يصمت صمت القبور عن دواعي استقالة القاضي الشريف محمد أمين من المحكمة الجنائية .


ألم ير العالم بأسره مهزلة المحاكمة للرئيس صدام ورفاقه ، ألم ينظر الجميع إلى اعدام الرئيس حتى في عيد الحج الأكبر ؟. مع ذلك فهي أحزاب دينية ولدت وترعرعت ورضعت من حليب أحقاد صفوية ضد الشيعة الجعفرية وإسلام السنّة بآن ..


لم يسارع الضالعون في مذابح العراق إلى النطق باعدام الثلاثة طارق عزيز وسعدون شاكر وعبده حمود ، إلا لغاية في انتقام ، يريدون الانتقام من أمريكا اليوم على جادة إيرانية ، لا لشيء وإنما ربما لأن وزارة الدفاع الأمريكية صرّحت باعلان حاسم بأن وثائق الموقع وكيليكس صحيحة مئة بالمئة ، وأن الموقع زاد عليها مئة وعشرين ألف وثيقة تتعلق هذه المرة بأفغانستان .


ضغينة المالكي وحقده الأسود لن تترك أبناء السبعين يفلتون من حكم الاعدام يركض المالكي ويركض أمامه حقده الدفين ، فهو مازال حتى اليوم يقول بأن قائمة العلاوي العراقية سنّية ، فانظر يا رعاك الله إلى رئيس أشبع روحه بغيظ الانتقام ، وإلى أي مدى ( يستقتل ) في لزوم امساكه بالمنصب علّه يشفي غليله يتصفية النصف الآخر من أحرار العراق وأشاوسه ، ثم إلى أي مدى يطير النوم من عيونه وهو يتصور نفسه خارج الحراسات والمنطقة الخضراء !..

 

 





السبت٢٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حمدان حمدان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة