شبكة ذي قار
عـاجـل










لا نتطرق في مقالنا هذا الى ما ذكره الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقاله الذي نشر في صحيفة الإنديبيندينت والذي وصف فيه الجرائم الأمريكية في العراق بـ "العار الأمريكي في العراق" ،  ولا نتطرق الى العار العربي العام والخاص الذي أدى الى تدمير العراق وتمزيق شعبه ،  ولا نتطرق الى عار العراقيين من خونة وعملاء وأرذال من جميع مكوناته الأثنية والطائفية والسياسية ،  ولا نتطرق الى من يتهجم ويتآمر على حزب البعث ممن كان منه سابقا أو كان دخيلا عليه ويبغي تدميره حاليا ونسى أو نسوا الكارثة التي حلت بالعراق جراء المؤامرات القذرة ،  ولا نتطرق الى الساقطين والساقطات من الذين يتهجمون على الأقلام الوطنية بغير حق ،  وإنما ننقل ما جاء في مقابلتين صحفيتين أجرتهما الصحفية ومذيعة محطة "ديموكراسي ناو" اليسارية الأمريكية إيمي جودمان خلال يومين متتاليين مع جوليان أسانج مؤسس موقع وكيليكس ومع ثلاث صحفيين أخرين هم : 

 

ديفيد لاي ،  محرر التحقيقات في صحيفة الغارديان اللندنية .  كما هو معروف أن صحيفة الغارديان كانت إحدى وسائل الإعلام التي إستلمت نسخ من الملفات والسجلات السرية عن الحرب على العراق قبل نشره ،  وقد نشرت سلسلة واسعة حول هذا الموضوع في موقعها الإنتيرنيتي .  الجهات الإعلامية الأخرى التي إستلمت نفس الملفات والسجلات السرية هي :  قناة التلفزيون الرابعة البريطانية ،  المجلة الألمانية ديرشبيغل ،  صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ،  صحيفة اللوموند الفرنسية ،  وقناة الجزيرة القطرية . 

 

براتارب شاترجي ،  صحفي إستقصائي وزميل أقدم في مركز التقدم الأمريكي "سنتر فور أميريكان بروجريس" .  كتب على نطاق واسع حول المتعاقدين العاملين في العراق وحول العالم .  كتب كتابين حول هذا الموضوع ،  كذلك كتب مقالات حول تسريبات ويكيليكس في صحيفة الغارديان اللندنية . 

 

نير روزن ،  كاتب وصحفي مستقل ،  غطى الحرب في العراق منذ عام 2003 .  وهو زميل في مركز جامعة نيويورك للقانون والأمن .  كتابه الكارثة "أفتيرماث" :  بعد سفك الدماء في حروب أمريكا في العالم الإسلامي . 

 

المقدمة

 

كما أصبح معلوما للجميع ان موقع وكيليكس قد سرب ما يقارب 400 ألف وثيقة سرية أمريكية حول حرب العراق والجرائم التي أقترفت خلاله ،  وتعد هذه العملية أكبر تسريب مخابراتي في تاريخ الولايات المتحدة وأعظم رواية داخلية لأي حرب في السجل العام الأمريكي أو حتى العالمي .  هذا الكشف يوفر مجموعة نفيسة من أدلة جديدة على العنف والتعذيب والمعانات التي حلت بالعراق منذ الغزو الأمريكي الغاشم عام 2003 .  على الرغم من إدعاءات الحكومة الأمريكية على العكس من ذلك ،  تظهر السجلات أن البنتاجون كان يحفظ إحصاء القتلى من المدنيين في العراق .  فريق هيئة إحصاء القتلى في العراق "إراك بودي كاونت" يقول أن الملفات تحتوي على أدلة على وجود  خسائر إضافية تقدر بـ 15000 قتيل مدني عراقي أو أكثر لم تكن معروفة سابق .  من المرجح أن هذا الرقم هو أعلى بكثير مما وجد لأن سجلات الحرب حذفت كثيرا من الحالات في الأماكن التي قتل فيها المدنيين العراقيين على يد الجنود الأمريكان ،  بضمن ذلك الهجوم الأمريكي على الفلوجة عام 2004 .  سجلات الحرب تظهر أيضا أن الولايات المتحدة فرضت سياسة رسمية لتجاهل إنتهاكات حقوق الإنسان التي إرتكبها الجيش العراقي العميل الذي شكله الإحتلال الغاشم .  بموجب الأمر المعروف بـ "فراجو 242" الصادر في يونيو/حزيران 2004 ،  مُنِعتْ قوات التحالف من التحقيق في أي من الإنتهاكات التي إرتكبتها القوات العراقية العميلة ضد العراقيين الآخرين .  مئات الحالات من حالات القتل والتعذيب والإغتصاب على يد القوات العراقية العميلة قد أهملت .   

 

ظهر دليل جديد أيضا حول جرائم حرب أمريكية محتملة أخرى في العراق .  وفقا لسجلات الحرب ،  قتلت طائرة هليكوبتر أمريكية من طراز أباتشي عراقيين اثنين في شباط/فبراير 2007 ،  بالرغم من أنهم كانوا يحاولون الإستسلام .  وحدة المروحية كانت تابعة لنفس وحدة المروحيات التي قتلت اثني عشر شخصا وجرحت طفلان في هجوم 12 يوليو/تموز 2007 والتي صورت عملية المذبحة على شريط فيديو الذي سربه موقع ويكيليكس في وقت سابق من هذا العام .  وتظهر السجلات أيضا بأن مروحيات مسلحة أمريكية قتلت المزيد من المدنيين العراقيين بعد أربعة أيام فقط في وقت لاحق من تلك المذبحة ،  حيث أعلن في 16 يوليو/تموز 2007 أن مروحيات أمريكية قتلت أربعة عشر مدنيا  في شرق بغداد .   

 

وتكشف الوثائق أيضا أن مرتزقة شركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة قد قتلت المزيد من المدنيين العراقيين مما كان معروفا سابق .  هناك تقارير عن أربعة عشر حادثة إطلاق نار منفصلة شاركت فيها مرتزقة بلاك ووتر ،  مما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وجرح سبعة آخرين .  لا يتضمن هذا مجزرة ساحة النسور التي قتل فيها سبعة عشر مدني .  حادث ثالث لاطلاق النار حصل أيضا بينما كانت قوات بلاك ووتر تحرس دبلوماسيين أمريكان . 

 

لأكثر من 832 حالة قتل سجلت في نقاط التفتيش بين عامي 2004 و 2009 ،  كانت هناك ما يقدر بـ 681 حالة قتل من المدنيين .  ووفقا لمكتب الصحافة الاستقصائية في لندن أن خمسون عائلة أطلقت عليها النار وثلاثون طفل قتلوا في تلك الحوادث الإجرامية .  

 

هاجمت إدارة أوباما بالطبع موقع ويكيليكس لكشفه الجرائم الأمريكية في العراق .  وقال المتحدث بإسم البنتاغون جيف موريل أن ويكيليكس يعرض القوات الامريكية للخطر وذكر أن خلاصة القول "أن قواتنا في خطر جدا نتيجة لهذا التسريب ،  أخذا بنظر الإعتبار الحقيقة أن وسائلنا وتقنياتنا أصبحت مكشوفة في هذه الوثائق ،  وأعدائنا بلا شك سيحاولون إستعمالها ضدن ،  مما يجعل عملهم صعب وخطر لدرجة أكبر" . 

 

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي هذه الإتهامات ،  قائلا ان الولايات المتحدة دربت قوات الأمن العراقية في مجال حقوق الإنسان .  كراولي قال حرفي :  "كانت قواتنا ملزمة بالإبلاغ عن الانتهاكات إلى السلطات المختصة ومتابعة ذلك ،  وكانوا قد فعلوا ذلك في العراق .  إذا كانت هناك ضرورة للمحاسبة ،  أولا وقبل كل شيء يجب أن يكون هناك محاسبة من قبل الحكومة العراقية نفسها" .  وفي الوقت نفسه ،  نفى الجنرال جورج كيسي- الذي كان يرأس القوات الامريكية في العراق خلال عام 2004 إلى عام 2007 - أيضا ان الولايات المتحدة قد غضت الطرف عن إساءة معاملة السجناء . 

 

طبعا لا أحد من هؤلاء المسؤولين يكترث بالضحايا العراقيين .  لكن مع هذا فإن سجلات الحرب أثارت قلقا وإدانة عالمية .  في بريطاني ،  قال نائب رئيس الوزراء نيك كليج بأن الإدعاءات "خطير للغاية" ويجب أن "تفحص بشكل صحيحح" .  مجلس التعاون الخليجي  من ناحيته حث إدارة أوباما على فتح تحقيق جدي وشفاف في جرائم محتملة ضد الإنسانية .  وفي غضون ذلك ،  دعا محقق الأمم المتحدة الرئيسي في التعذيب ،  مانفريد نواك ،  إدارة أوباما الى أن تأمر بإجراء تحقيق كامل في دور القوات الأمريكية في انتهاكات حقوق الإنسان في العراق .  وقالت هيومن رايتس ووتش بأن الولايات المتحدة الأميركية لربما قد خرقت القانون الدولي إذا كانت قد نقلت المعتقلين بمعرفة مسبقة إلى أماكن محتملة تسوء فيها معاملة السجناء .  

 

قبل الولوج في نقل ما قيل في المقابلة الصحفية مع الصحفيين الثلاثة التي حصلت في 25/10/2010  نود نقل مقتطف مما قاله جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في لندن يوم السبت الماضي المصادف 24/10/2010 حول هذا الموضوع وما ذكره في المقابلة مع إيمي جودمان التي أجريت معه في 26/10/2010 كتوضيح لأسباب تسريب المعلومات العسكرية الأمريكية السرية في موقعه وكجواب على أصحاب نظرية المؤامرة الذين يتسرعون في إبداء الأراء المشككة بغاية التسريب وحرمان أصحاب الضمير الحي من قطف ثمرة نشاطهم الإنساني .  قال جوليان أسانج في المؤتمر الصحفي في لندن ما يلي : 

 

"في الإفراج عن هذه الوثائق الـ "400000" حول الحرب في العراق ،  والتفاصيل الحميمة الخاصة لتلك الحرب من منظور الولايات المتحدة ،  نأمل في تصحيح البعض من ذلك الهجوم على الحقيقة .  لقد رأينا بأن هناك ما يقرب من 15000 حالة لم تكن معروفة أو موثقة أبدا من حالات المدنيين الذين قتلوا في اعمال عنف في العراق .  العراق ،  كما نرى ،  كان حمام دم في كل ركن من تلك البلاد .  وقال إن الأهداف المعلنة للذهاب إلى تلك الحرب ،  لتحسين حالة حقوق الإنسان ،  وتحسين سيادة القانون ،  لم تنتج ،  ومن ناحية الأعداد الصرفة للاشخاص الذين قتلوا بصورة إعتباطية ،  تفاقم الوضع في العراق" . 

 

نص حوار مقابلة جوليان أسانج مع إيمي جودمان

 

إمي جودمان تحي جوليان أسانج المتواجد في لندن مباشرة عبر القمر الصناعي وتستمر في حديثها كمقدمة قبل أن تسأله حول التسريبات التي نشرت في موقع وكيليكس .  ذكرت إيمي جودمان مايلي

 

حسنا  ،  تغطي هذه الوثائق فترات من 2004 إلى بداية 2010 .  أنه الوصف الأكثر دقة لحرب من أي  وصف تم الإفرج عنه في وقت مضى .   داخله ،  يمكننا أن نرى 285000 إصابة .  أضيفت ،   تقرير بتقرير .  ذلك كل مصاب ،  حيث حدث ،  متى حدث ،  ومن الذي تضمن ،  وفقا لتقارير عسكرية داخلية أمريكية .  

 

الآن ،  النظر الى مجموعات معينة من الضحاي ،  يمكننا أن نرى ،  على سبيل المثال ،  أكثر من 600 مدني قتلوا في عمليات القتل عند نقاط حاجز التفتيش ،  بضمن ذلك الأطفال الثلاثون ،  سابق ،  في الغالب سابقا لم تنشر ،  بأن ثلاثة أرباع الذين قتلوا في عمليات القتل عند نقاط التفتيش ،  طبقا للجيش الأمريكي نفسه كانوا من المدنيين ،  وربع واحد فقط وفقا لتقرير عسكري داخلي للجيش الأمريكي كانوا من المتمردين (إنسيرجينتس ،  المقاومة) .   

 

نرى التقارير التي تغطي 284 حالة تعذيب أو غيره من أشكال إساءة معاملة السجناء من قبل قوات التحالف ،  التي تغطي 300 شخص مختلفين .  نحن نرى أكثر من ألف تقرير حول التعذيب وغيره من إساءة معاملة السجناء من قبل الدولة العراقية نفسه ،  كثيرا منهم أو معظمهم لم يحظوا لأي تحقيق ذا مغزى .  سمعت في مقدمتك أن البنتاغون يدعي أن الحكومة العراقية هي المسؤولة عن هذ ،  ولكن في القانون الدولي ،  هو الشخص أو الحكومة أو المنظمة التي لها السيطرة الفعلية هي المسؤولة .  وبالتأكيد ،  قبل التسليم القانوني التقني من سلطة التحالف المؤقتة إلى الحكومة العراقية ،  فمن الواضح أن الولايات المتحدة وغيرها من قوات التحالف كانت فعلي ،  المجموعة المسؤولة قانونا عن تلك .  نرى في المملكة المتحدة ،  فيل شاينر و مجموعته "محامو المصلحة العامة" ومنظمة العفو الدولية ،  وفي نيويورك ،  هيومن رايتس ووتش تدعو الى التحقيق ،  وفي بعض الحالات ،  إقامة دعاوى قضائية ضد قوات التحالف عن حالات وفاة غير مشروعة . 

 

هناك جوانب أخرى ،  أيض .  ويمكننا أن نرى تدخل إيران في العراق بمختلف الأشكال من الدعم المقدم إلى الجماعات الشيعية .  ويمكننا أن نرى الفساد موجود في حكومة المالكي ،  بما في ذلك على ما يبدو قوات خاصة – فرقة قوات خاصة عراقية - مسؤولة شخصيا للمالكي ولا تكلف بمهام من قبل  الجيش العراقي نفسه - التي تنتشر مدججة بالسلاح وتهدد بإستعمال القوة ضد ومن المحتمل اغتيال المعارضين .  

 

إيمي جودمان تسأل جوليان أسانج :  كيف حصلت على هذه الوثائق ،  ومن الذي كتبها؟

 

جوليان أسانج يجيب :  الوثائق هي التي يشار إليها في المصطلحات العسكرية "تقارير عمل كبير" ،  وهكذا فإن هذه التقارير هي تقارير ميدانية أبرقت لاسلكيا من قبل الجيش الأميركي إلى القاعدة عن كل شيء أعتبر من قبل هؤلاء الجنود والقادة مهم .  هكذ ،  وهذا هو إطلاق عملية عسكرية ،  اسقاط قنبلة ،  اعتقال أو احتجاز الأشخاص ،  ومنها يوجد هناك حوالي 174000 حالة موثقة في هذه المادة؛ إرتباطات القيادة الرئيسية الهامة ،   وبالتالي الإجتماعات مع بعض الزعماء الرئيسيين والجيش الأمريكي .  هي إذا رغبتي ،  ما يستعمله الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع الأمريكية كمكوناتها الخام الأولية من أجل التوصل الى سياسة وفهم عن كيفية سير الحرب .  

 

بوضوح أن هذه المواد لابد أن أتت من شخص أو بعض الأشخاص داخل البنتاغون أو داخل القوات العسكرية للولايات المتحدة .  ومن الجدير بالذكر الإشارة الى ان هناك بشكل واضح أناس طيبون في البنتاغون من الذين كانوا غير راضيين عن التقدم المحرز في الحرب على العراق .  واختار هؤلاء الناس تزويدنا بهذه المواد ،  ومن المفترض ،  اختاروا تزويدنا بمواد أخرى التي نشرناها على مر السنين . 

 

إيمي جودمان :  جوليان ،  أردت أن أعرض لك بعض التعليقات الصادرة عن الجيش ،  ويكيليكس تعرضت لانتقادات بسبب الإفراج عن هذه الوثائق .  وهذا هو ما - حسن ،  الجنرال المهان والمطرود ستانلي ماكريستال ،  القائد السابق للقوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان ،  الذي كان يدير أيضا قوات العمليات الخاصة خلال الإندفاع العسكري وزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق ، - أراد أن  يقول عن سجلات حرب العراق عشية الإفراج عنه : 

 

الجنرال ستانلي ماكريستال :  أعتقد ،  أول ،  أن القرار من قبل أي شخص لتسريب معلومات سرية شيء ،  ليس فقط غير شرعي ،  هو أيضا شيء بأن ذلك الفرد أصدر أحكاما حول قيمة تلك المعلومات وحول التهديد إلى الرفاق ذلك أن لا أحد تقريبا يكون مؤهلا لإصدار ذلك الحكم .  لذ ،  إذا كان شخص ما يسرب المعلومات التي  تعرضني أو تعرض أحد جنودي للخطر ،  اعتقد ان هذا مستوى عدم المسؤولية وهذا محزن جد .  ثم هناك قرار بتسريبها على نطاق واسع .  وأنا أيضا لست مرتاحا من ذلك .  أعتقد أن ذلك المستوى من المسؤولية تجاه شعبنا يحتاج إلى أن يكون متوازنا مع أي حجة لحاجة أو حق المعرفة .  لا استطيع ان أقاضي كل قطعة واحدة من المعلومات – لا أود محاولة ذلك - لكن اود ان اقول يجب ان يكون هناك ذلك التوازن ،  ويجب أن يكون هناك ذلك المستوى من النضج ،  لأنه من المحتمل أن تسريب  بعض من تلك المعلومات التي يمكن أن تسبب موت مواطنينا أو بعض من حلفائن . 

 

إيمي جودمان :  كان هذا الجنرال ستانلي ماكريستال ،  القائد السابق لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في أفغانستان .  وجهة نظره رددت من قبل جنود آخرين من الرتب الدنيا في التسلسل القيادي .  هذا جندي درجة أولى ديفيد سيرفيس المتمركز في شمال العراق : 

 

الجندي درجة أولى ديفيد سيرفيس :  لا اعتقد ان اي شخص تمكن من الوصول إلى معلومات سرية يجب أن يشاركه ،  بقدر فيما يتعلق بسلامة الجنود أو الأشخاص الذين يمكن أن تؤثر عليهم .  ولكن حينما تتمعن في – العراقيين كانوا - ،  انها ثقافة العنف .  لقد كنا نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم لحل المشاكل التي يمتلكونه . 

 

إيمي جودمان :  والعودة الى واشنطن ،  هاجم الناطق بلسان وزارة الدفاع الأمريكية جيف موريل ويكيليكس أيضا لتسريب سجلات الحرب : 

 

جيف موريل :  "الخلاصة أن قواتنا في خطر جدا نتيجة لهذا التسريب ،  أخذا بنظر الإعتبار الحقيقة أن وسائلنا وتقنياتنا أصبحت مكشوفة في هذه الوثائق ،  وأعدائنا بلا شك سيحاولون إستعمالها ضدن ،  مما يجعل عملهم صعب وخطر لدرجة أكبر" . 

 

إيمي جودمان :  هذا كان المتحدث بإسم البنتاغون ،  جيف موريل .  جوليان أسانج ،  ردك على ذلك؟

 

جوليان أسانج يجيب :  حسن ،  هذه نفس الحجة القديمة التي يخبها البنتاغون خارجا في كل مرة حينما يكون هناك تعرض إعلامي لإنتهاكاتهم للسنوات الخمسون الماضية .  حاولوا ذلك مع سجلات الحرب الأفغانية .  في الأسبوع الماضي ،  أخبرت منظمة حلف شمال الاطلسي الـ "سي . ن . ن . " من كابول بأنهم لم يتمكنوا من إيجاد حالة واحدة فيها أفغاني كان بحاجة الى النقل أو الحماية المطلوبة .  كتب وزير الدفاع الأمريكي غيتس الى لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي بشكل خاص (سرا) في 16 آب/أغسطس ،  قائلا ان لا مصادر إستخباراتية ،  مصادر استخباراتية حساسة أو أساليب قد كشفت بواسطة هذه المادة ،  بينما علنا قال شيء مختلف تمام .  وبالمثل ،  صرحت وزارة الدفاع الأمريكية الاسبوع الماضي بأنها لن تجد أي حوادث لأفغاني  تأثر سلبا بواسطة هذا التسريب أو إصابة أي جندي أمريكي .  الحقيقة هي أن الشيء الوحيد في خطر هنا هي سمعة ووظائف هؤلاء الأفراد الذين وضعوا القوات في طريق الأذى في العراق والذين وضعوا المواطنين العراقيين في وسط حرب أهلية .  

 

كما تعلمين ،  في نهاية الإسبوع الماضي ،  وزارة الدفاع الأمريكية كانت تقول - ترويج الرسالة بأن ،  أنهم وجدو 300 إسم في هذه الوثائق لأناس إحتاجوا حماية .  ولكن ذلك ،  في الواقع ،  هو خطاب مضلل .  الذي وجدوا كان 300 إسم في وثائقهم الداخلية ،  التي يقولون انها بحاجة للحماية .  لكن وزارة الدفاع  أصدرت إعترافا بأن في الحقيقة ليس هناك واحد من أولئك الـ 300 إسم كان موجودا في موادن . 

 

لذ ،  من ناحية ،  نحن لن نرى أي دليل موثوق من الأذى قد أرتكب .  ونرى أيضا أن وزارة الدفاع تتخذ موقف بأنها غير متورطة فعلا في العراق بعد الآن .  حسن ،  نحن نعلم جميعا أن هناك 50000 من القوات الامريكية حاليا في العراق ومئات أكثر من اللازم من 100000 من المتعاقدين العسكريين الأمريكان .  لذا فإن هذه الحجة لن تستطيع النهوض على كلتا الحسابات .  لكن عندما ننظر لرؤية ما حدث مع التجربة الأفغانية ،  نرى لا أحد قد تضرر من هذ ،  ما عدا سمعة مؤسسة مسيئة ،  التي هي ليست ذا مصداقية ،  التي ثبت أنها مرارا وتكرار ،  ليس فقط من خلال عملن ،  ولكن من قبل الآخرين ،  لإعطاء التصريحات التي هي ببساطة غير ذات مصداقية .  وهكذ ،  هو عدم وجود ضرر . 

 

لذا ثم ننظر إلى الجانب الآخر من المعادلة .  ما هي المنفعة المحتملة؟ هل بإمكان هذه المواد إنقاذ الأرواح؟ هل بإمكانها أن تحسن نوعية الحياة في العراق؟ هل بإمكانها الميل لتشكيل تصوراتنا للكيفية التي ينبغي أو لا ينبغي للحرب أن تجري؟ هل بإمكانها أن تصوغ تصوراتنا عن من هو الذي ينبغي أن يشن الحرب وبأي طريقة؟ والجواب على ذلك هو واضح نعم .  نحن نرى اهتماما جادا ويدعو للتحقيق من قبل المستويات العليا في حكومة المملكة المتحدة .  وهذا هو الرد الصحيح على الكشف عن هذا النوع من المواد .  

 

كما تعلمين ،  يجب أن يكون مزعجا للعراقيين رؤية هذا النوع من المعلومات ،  التي تكشف عن 15000 ضحية بين المدنيين لم يخبر عنها سابق ،  أعلن داخليا عن مجموع 66000 ،  ولكن 15000 غير موجودة في أي تقرير من تقارير وسائل الاعلام منذ عام 2003 ،   لسماع وزارة الدفاع تأخذ مثل هذا الموقف المتعجرف إلى الإكتشاف ،  الإكتشاف العام ،  لستة أضعاف 9/11 ،  أن عدد القتلى ما يعادل ستة أضعاف 9/11 .  وأنت تعرفين ،  حق ،  إذا كان البنتاغون يريد أن ينظر إليه  كمؤسسة ذات مصداقية ،  كل دولة تحتاج الى جيش للدفاع عنه ،  لكن اذا أراد أن ينظر إليه باعتباره ذات مصداقية في هذا الدور ،  فإنه يحتاج أن يكون أيضا مؤسسة متجاوبة .  

 

كل هذه التقارير جعلت سرية في نفس الوقت الذي كتبت فيه .  بدون شك ،  فإن كلها تقريبا ينبغي أن لا تكون سرية ،  بعد الأن .  وقتها قد إنقضى .  انها ليست ذات أهمية تكتيكية .  ورغم ذلك ،  أنها لا تزال مخبأة .  لذ ،  فما هو الغرض من إخفائها؟

 

إيمي جودمان :  ما هي الوثائق التي تتحدث أنت عنه ،  ها مازالت محجوبة؟

 

جوليان أسانج :  حسن ،  جوهري ،  كل هذه المواد ،  كل هذه التقارير الـ 400000  أحتفظ بها البنتاغون .  السبب الوحيد بأن الجمهور يراها الآن هو أن بعض الجنود أو جندي شجاع تقدموا لإعطائنا هذه المواد وإخراجها الى المجال العام ،  حيث يمكن أن تشكل السياسة العامة والقيام بعمل جيدة . 

 

 إيمي جودمان :   ليس فقط بريطانيا استجابت ،  قائلين انهم يدعون الى اجراء تحقيق ،  لكن آخر الأخبار الخارجة الآن من الدنمارك تقول ،  في اعتقادي ،  وعد رئيس الوزراء الدنماركي لارس راسموسن أن جميع الإدعاءات التي تفيد بأن الجنود الدنماركيين قد سلموا المعتقلين في العراق عن علم حول سوء المعاملة على أيدي السلطات المحلية تعتبر خطيرة جد .  لكن رئيس الوزراء رفض أيضا دعوات من المعارضة لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذه المزاعم .  جوليان أسانج ،  هل أنتم نقحتم أي من هذه قرابة الـ 400000 وثيقة؟ وكيف إتصلت مع البنتاغون مسبقا؟

 

جوليان أسانج :   نعم ،  لذلك ،  ننظر الى الإدعات التي قدمها البنتاغون الإسبوع الماضي ،  بأنهم رأوا 300 إسم في هذه المادة .  تلك كانت مادتهم .  وأنهم إعترفوا في وقت مبكر من هذا الإسبوع بأن في الذي أصدرناه ،  ليس هناك إسم من هذه الـ 300 إسم .  لا شيء على الإطلاق .  لذلك  ،  ذهبنا خلال عملية تقليل الضرر ،  كما نفعل مع كل إفراج من مادتن .  وطلبن ،  العودة للإعادة عند التعامل ،  في ذلك الوقت ،  في التعامل مع أفغانستان وبعده ،  طلبنا من البنتاغون والقوة الدولية (إيساف) المساعدة في هذ .  ذكرت وزارة الدفاع الامريكية لنا بشكل واضح جد ،  بما في ذلك في رسالة بعث بها محامي وزارة الدفاع الرئيسي ،  بأنهم لم يكونوا راغبين في تقليل الضرر .  أنهم لم يكونوا منظمة مهتمة في تقليل الضرر ،  وأنهم لن يساعدون .  وهم كانوا مهتمين ب ،  في الواقع ،  يطالبون من ،  تحت تهديد  الإجبار ،  أن نرجع وندمر كل هذ .  

 

إيمي جودمان :  هل يمكنك توضيح "فراجو 242" ،  و 039 ،  وكيف أن القيادة الأمريكية متورطة في التعذيب؟

 

جوليان أسانج :   حسن ،  فراجو 242 هو أمر سري الذي تمكنا من إكتشافه بعد إستعراض هذه المواد .  لم يكن مدرجا في المواد في حد ذاته ،  لكننا تمكنا من إستكشافه وحصلنا عليه من بعض مصادرن ،  والذي يبين أمرا بأن الجيش الأمريكي لن يتدخل في مثل هذه الحالات التي فيها ترتكب الشرطة العراقية ومسؤولون عراقيون جرائم التعذيب .  يمكننا أيضا أن نرى حالات التي تم فيها تسليم شخص عمدا الى بعض من أكثر الفئات المسيئة ،  لجماعات الشرطة الأكثر إساءة ،  في العراق ،  فيما يبدو أن هناك نوع من غسيل التعذيب المتعمد ،  نوعا من التسليم الداخلي للتعذيب في العراق .  

 

الآن ،  هناك قطعة استثنائية من لقطات الفيديو ،  التي وضعناها في الفيلم الوثائقي في القناة 4  الذي تم عرضه يوم أمس بشأن هذا الموضوع ،  لرئيس الأركان ،  فى مؤتمر صحفى مع دونالد رامسفيلد ،  وردا على سؤال لاحد الصحفيين على طول هذه الخطوط - لما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذها القوات الامريكية اذا رأوا التعذيب أو أي شكل من أشكال سوء المعاملة الأخرى .  قال رئيس هيئة الاركان ،  "حسن ،  هم يجب أن يتدخلوا حيث يمكنهم" ،  وقد تم تصحيحه من قبل دونالد رامسفيلد ،  في قوله  :  "ل ،  ل ،  لم يفعلوا ذلك .  ليس من الضروري أن يتدخلوا" .  في واقع الأمر ،  تبين ان رامسفيلد كان على حق ،  ومن المفترض أن رامسفيلد يعرف بوجود هذا الأمر 242 افضل بكثير من رئيس الأركان ،  لأنه كان قد شارك في صياغنه .   

 

إيمي جودمان :  دعني أستعرض ذلك التفاعل .  عرضناه أمس .  لكنه مثير جدا للإهتمام .  لجنرال بيتر بيس  ،  تليها دونالد رامسفيلد .  هذا من نوفمبر 2005 .  

 

الجنرال بيتير بيس :  بالتأكيد هي مسؤولية كل فرد في القوات الامريكية ،  اذا رأوا إجراء معاملة غير انسانية ،  التدخل لوقفه .  

 

وزير الدفاع دونالد رامسفيلد :  أنا لا أعتقد أنك تعني لديهم التزام لوقفها جسدي .  هو أن يبلغوا عنه . 

 

إيمي جودمان :  جوليان أسانج؟ 

 

جوليان أسانج :  نعم ،  وأنت ستجدين ،  في النسخة الأطول من تلك القصاصة ،  بيتر بيس يقول  :  "ل ،  ل ،  ل ،  أن لديهم التزام بالتدخل جسديا" .  ليس صحيح .  وليس أيضا في وقت لاحق بعد إعادة تصحيحه من قبل رامسفيلد .  لكن رامسفيلد كان على حق .  فراجو 242 ينص بوضوح على أن ذلك لا يحدث ،  بأن لا يكون هناك تدخل حسدي .  وجدلي ،  أن الولايات المتحدة ،  في تلك الفترة ،  كانت الأداة المسيطرة في الوضع .  كانت تمتلك السيطرة الفعلية على أرض الواقع ،  ولذ ،  بموجب القانون الدولي ،  هي الطرف المسؤول الذي يمتلك سيطرة فعالة . 

 

إيمي جودمان :  جوليان أسانج ،  أريد أن أقرأ لك من إفتتاحية صحيفة واشنطن بوست في صحيفة اليوم .  يكتبون ،  وأقتبس "في أفغانستان ،  يبدو أن ويكيليكس يعرض حياة الأفغان الشجعان للخطر ،  بواسطة تعريفهم كمصادر أمريكية .  في العراق ،  عقدت على الأقل مؤقتا مفاوضات معقدة لتشكيل حكومة جديدة" .  

 

"كلنا مع الكشف عن المعلومات الحكومية الهامة ،  لكن نهج السيد أسانج المتهور والمدفوع سياسي ،  في حين يسبب أذى ملموس ،  سلط نسبي ،  قليلا من الضوء" . 

 

الآن ،  هذا ليس حديث عام في الولايات المتحدة ،  وتلك كانت الواشنطن بوست .  أريدك أن ترد على ذلك ،  ولكن أيض ،  من المثير للاهتمام ،  إلين كنكميير ،  رئيسة الواشنطن بوست في بغداد خلال معظم فترة الحرب ،  تكتب في صحيفة ديلي بيست ،  "بفضل ويكيليكس ،  رغم ذلك ،  أنا الآن أعرف المدى الذي كذب فيه كبار القادة الأمريكيين ،  بمعرفة مسبقة ،  على الجمهور الأميركي ،  على القوات الاميركية ،  وعلى العالم ،  حينما إنفجرت المهمة في العراق" .   جوليان؟

 

جوليان أسانج :  نعم ،  حسن ،  هذه التصريحات في صحيفة واشنطن بوست "ضرر ملموس" ليست صحيحة بكل بساطة .  وهذا ليس أنا من صنع هذا الإدعاء .  انها ليست مجموعتنا من صنع الإدعاء .  نحن بحاجة فقط ان ننظر الى ماهي تصريحات وزارة الدفاع التي أطلقت في الاسبوع الماضي وهذا الأسبوع ،  بأنه ليس هناك أي مدني أفغاني أو أي شخص آخر الذي كان بإمكانهم تحديده والذي قد تضرر بسبب الإفراج عن وثائق أفغانستان ،  وبيان لحلف شمال الاطلسي في كابول الإسبوع الماضي ،  أنه لا يوجد أي شخص الذي يمكنهم أن يروا أنه كان بحاجة لحماية أو نقله نتيجة لتسريب تلك المواد .  الحكومة الأسترالية قد أكملت توا مراجعة ،  وزارة الدفاع الاسترالية أكملت للتو إستعراض تلك المواد ،  التسريبات الأفغانية ،  ونشرت بيانا صحفيا صباح اليوم قائلة بأنهم لم يتمكنوا من إيجاد ضرر للأفراد نتيجة لتلك المواد .  لذ ،  فإن افتتاحية صحيفة واشنطن بوست ببساطة غير صحيحة .  لذ ،  هناك سؤال عن السبب في أن صحيفة مثل هذه تشعر بأنهم بحاجة إلى الإدلاء ببيانات غير صحيحة .  ما هو الذي يحاولون إطعامه (ما هو إهتمامهم)؟

 

إيمي جودمان :  حسن ،  افتتاحية واشنطن بوست تأخذ أيضا موقفا مختلفا بشأن التقارير عن سقوط قتلى من المدنيين في العراق .  الأفتتاحية تقر ،  واقتبس ،  "يؤكد التقرير بأن الأغلبية العظمى للوفيات المدنية العراقية كان سببها العراقيين الآخرين ،  وليس قوات التحالف ،  إدعاءات مثل تلك التي نشرتها مجلة لانسيت البريطانية بأن القوات الاميركية ذبحت مئات الآلاف من الناس هي الهجوم الحقيقي على الحقيقة" .  جوليان أسانج؟

 

جوليان أسانج يجيب :  حسن ،  أعني ،  الهجوم الحقيقي على الحقيقة هو صحافة التابلويد في الولايات المتحدة .  وأود أن أقول أن الوضع أسوأ في سلوك صحافة التابلويد ،  - سلوكية جبانة من قبل العدد من منظمات وسائل الإعلام الرئيسية السائدة .  لذ ،  دعينا تشريح هذا البيان .  دراسة اللانسيت لم تقل ،  في الحقيقة ،   من الذي سبب هذه الوفيات الفائضة .  تلك كانت دراسة وبائية ،  حيث كان من الممكن أن سبب الوفيات الناجمة هو العديد من أنواع مختلفة من العنف والمرض وهلم جر .  أولئك كانو ،  إذا أردت ،  الأناس المفقودين في السكان العراقي . 

 

وبالمثل ،  مادتن ،  التي تروى من وجهة النظر الأمريكية ،  ربما لا تغطي سوى نحو 50 في المئة من العمليات العسكرية الاميركية .  أنها لا تتضمن العمليات البريطانية ،  لا تتضمن وكالة المخابرات المركزية ،  لا تشمل القوات الخاصة ،  لا تتضمن عمليات سرية للغاية .  لكن ومع ذلك ،   أنها في بعض الأحيان تلمس على ذلك ،  عندما تكون هناك عملية مشتركة .  تدرج قوائم معلنة داخلي ،  66000 إصابة مدنية بين 2004 ونهاية عام 2009 ،  بشهرين مفقودين . 

 

ونعم ،  أغلبية هؤلاء المدرجين هم وأولئك الذين لقوا مصرعهم بسبب العنف الطائفي ،  لكن هي حرب العراق وسوء إدارة الحرب في العراق هي التي سببت العنف الطائفي .  لذ ،  كما تعلمين ،  منظمات مثل منظمة إحصاء عدد جثث العراق "إراك بودي كاونت" ،  التي لديها نوع من العد الفردي الأكثر تفصيلا ودقة ،  بدلا من المسوحات الإحصائية للموت ،  الحالات الفردية التي تم تسجيله ،  كما أن لديها غالبية الوفيات بين المدنيين الناجمة بسبب العنف المدني .  لكنها ما تزال تحسب أولئك كمدنيين قتلوا جراء أعمال العنف بسبب الحرب ،  بشكل صحيح . 

 

إيمي جودمان :   ما هي بالضبط السنين؟ 2004 حتى عام 2010  ،  جوليان؟

 

جوليان أسانج :  هذا صحيح ،  باستثناء شهرين في عام 2004 التي هي مفقودة لأسباب نحن لا نعرفه . 

 

إيمي جودمان :  جوليان ،  كنت قد شاهدت هذه الآلاف والآلاف من الوثائق .  ما الذي فاجأك أكثر؟ هل هناك قصة أو قصص ،  الصنف الذي أزعجك أكثر؟ 

 

جوليان أسانج :  حسن ،  إنها الصورة الكبيرة للحرب ،  ذلك تقريبا أن جميع الوفيات حصلت في الحوادث التي تقتل شخص واحدة فقط أو شخصين .  طفلة صغيرة في ثوب أصفر في الشارع ،  التي كانت في كثير من الأحيان تذهب لجمع الحلوى  .  . الخ من القوات الامريكية ،  في أحد الأيام مرت دبابة ،  ولسبب لا يمكن تفسيره ،  تخرج بندقية من الدبابة الأمريكية وتنسفها نسفا كامل .  هناك الأن الكثير من هذه الحوادث .  

 

تعرفين ،  تحدثت قبل ذلك حول حالات القتل عند نقاط التفتيش .  في حادثة واحدة ،  بعد إطلاق النار على سيارة وفحصت ،  وفقا لهذه التقارير الأمريكية العسكرية الداخلية ،  الرجل المقتول كان طبيبا وكان يبغي إيصال مرأة حامل الى المستشفى . 

 

نرى مثالا مثيرا جدا للاهتمام لبلدة تعداد نفوسها كان 40000 نسمة على الحدود السورية ،  إنخفض عدد سكانها من 40000 إلى 2000 خلال سنة أو نحو ذلك .  وتلك البلدة وتلك الظروف لم يبلغ عنها مطلقا في وسائل الإعلام السائدة أو ،  في الحقيقة ،  في وسائل الإعلام البديلة .  لم يكن هناك مراسلون صحفيون حينما إنهارت تلك البلدة وفر سكانها عبر الحدود الى سوري . 

 

هناك ،  كما تعلمين ،  أود وصف مأساة كبيرة للحرب ،  حالات القتل في كل – تقريبا في كل زاوية من زوايا شوارع بغداد ،   كما- انها حوادث سيارات الحرب وليس حوادث حافلات (باصات) الحرب ،  التي في الواقع  .  .  .  .  .  .  .  

 

وهنا فجأ إنقطع الإتصال الفضائي المباشر مع جوليان أسانج قبل أن يكمل جملته .  وقد أعادت محطة تلفزيون ديموكراسي ناو الإتصال به بعد مرور عشرة دقائق

 

إيمي جودمان :  سنعود الأن الى لندن لأننا عدنا توا الإتصال مع جوليان أسانج المحرر الرئيسي ،  المؤسس لموقع ويكليكس . 

 

جوليان ،  ليس لدينا سوى دقائق قليلة ،  كنت أريد أن أسألك عن استهدافك .  قلت أن الشركة المسؤولة عن جمع تبرعات موقع ويكيليكس أنهت حسابه بعد أن وضعت الولايات المتحدة وأستراليا المجموعة على القوائم السوداء ،  الشركة تدعى "مونيبوكيرز" .  ما هو دليلك على ذلك؟ أيض ،  أنه قد تم رفض طلبك في الحصول على الإقامة السويدية .  يبدو كثيرا كأنك شبه هارب ،  وكأنك تشعر أنكم تحت الحصار . 

 

جوليان أسانج :  يجب علينا أن نمر ببعض من الإجراءات الأمنية الإستثنائية في هذه اللحظة .  ليس هناك شك في أن هذه المنظمة هي تحت الحصار .  كان هناك طلب مباشرة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية أن ندمر جميع المنشورات السابقة ،  جميع المنشورات القادمة ،  طلبا مدهشا لتقيد مسبق على منظمة إعلامية من قبل الجيش ،  وبأننا نوقف التعامل مع المخبرين العسكريين الأمريكان . 

 

تم رفض إستمارة طلبي للحصول على الإقامة السويدية وذلك لأسباب لا تزال سرية . 

 

بعد إسبوع واحد من الإفراج عن يوميات الحرب الأفغانية ،  شركة كريديت كارد "مونيبوكيرز" ،  - ثاني أكبر شركة على شبكة الإنتيرنيت بعد باي بال ،  - التي تتعامل وتنجز معملات التبرع لموقعنا أنهت حساباتن ،  وأرسلت لنا رسالة بالبريد الألكتروني من قبل قسم الأمن لشرح الموقف الى مدير الحساب ،  وهو أننا كنا على قائمة مراقبة أمريكية وقائمة سوداء تابعة للحكومة الأسترالية ،  ولرؤية الجدل الدائر فيما يتعلق بأفغانستان .  لحسن الحظ ،  الآن فقط تمكنا من الحصول على مخطط معالجة ببطاقة إئتمان آيسلندية ،   ولذلك يمكن للمانحين مرة أخرى التبرع هناك . 

 

المدعي العام الأسترالي قال بأنه سيساعد أي دولة في أي مكان في العالم لمحاكمتنا بسبب هذه التسريبات ،  وأنه عندما سئل هذا السؤال ،  هل هو قدم مساعدة إستخباراتية ،  شيئ لدينا دليل عليه؟ قال :  "حسن ،  نعم ،  نحن نساعدة البلدان من وقت لآخر ،  لكني لن أعلق مباشرة على تلك المسألة" . 

 

ونعلم ان الحكومة الآيسلندية قد تعرضت لضغوط علنا كي لا تكون آيسلندة ملاذا آمنا لنشاطات نشرنا  أو لي شخصي .  

 

وقد ضغط على الحكومة السويدية على مستوى وكالة الإستخبارات لجهازها الامني "سيبو" .  عندما غادرت السويد في 27 سبتمبر/أيلول ،  رحلتي الى برلين على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الإسكندنافية "ساس" ،  - واحدة من أكثر شركات الطيران المعروفة في العالم من حيث السمعة ،  - إختفت حقائبي .  وكان ذلك إلى - أني كنت الحالة الوحيدة في تلك الطائرة .  وكانت الرحلة رحلة مباشرة ضمن منطقة شنغن في أوروب . 

 

إيمي جودمان :  جوليان ،  لدينا خمسة ثواني .  هل تخطط لنشر ماتبقى وثائق الحرب الأفغانية؟

 

جوليان أسانج يجيب :  نعم ،  نحن نعمل على ذلك ،  وعدد من الآخرين . 

 

إنتهت هذه المقابلة

 

نص ما جاء في المقابلة مع كل من ديفيد لاي ،  براتارب شاترجي ،  ونير روزن :  

 

حول سؤال عن ماذا يمثل هذا الكنز الدفين من الوثائق المسربة أجاب ديفيد لاي ما يلي

 

أنه يمثل المادة الخام للتاريخ .  وهذا ثمين جدا لإمتلاكه ،  لأنه ،  كما نعلم جميع ،  على مدى السنوات الست أو السبع الماضية لغزو واحتلال العراق ،  أنه قد اقترن بالطريقة المعتادة عن طريق الدعاية ،  بالكذب والخداع ،  بالنسخة الجميلة المطهرة .  هذه النسخة صريحة وبدون تزويق ،  وبالطبع ،  وما تفعله النسخة الغير مزوقة هو أنها تؤكد ما كان العديد منا يخشاه وما حاول العديد من الصحفيين ذكره على مر السنين ،  بأن العراق أصبح حمام دم ،  حمام دم حقيقي من حالات القتل الغير ضرورية ،  من ذبح المدنيين ،  والتعذيب ،  ومن الناس الذين كانوا يتعرضون للضرب حتى الموت .  

 

 

وحول سؤال إذا كان بإمكانه تقسيم الوثائق الى أصناف مختلفة كما فعلت صحيفة الغارديان – الأصناف المختلفة لحالات القتل ،  والتعذيب ومن كان مرتبط به ،  أجاب ديفيد لاي ما يلي

 

سجلات الحرب هذه هي سجلات يوما بعد يوم ،  وفي العديد من الحالات ،  التقارير الميدانية كانت ساعة بحلول ساعة من المعلومات عبر جهاز اللاسلكي في وحدات صغيرة في الميدان .  أنهم حقا وصفوا الحوادث ،  كل واحدة من الحوادث ،  وأحيانا سترين مثلا عشرين أو ثلاثين أو خمسين حادثة في اليوم الواحد .  كانت جميعها مجمعة ومرتبة في أرشيف أليكتروني .  وأعتقد ربما لأول مرة .  وربما هذه أولى المغامرات العسكرية الأمريكية - في العراق وأفغنستان - التي تم بها جمع هذا النوع من الأرشيف وإتاحته لأشخاص آخرين في الجيش الأمريكي ،  والذي هو ،  بطبيعة الحال ،  كيف أصبح ليكون عرضة للتسريب . 

 

ما يحتويه من مغزى هو ثلاثة أنواع مختلفة من المواد ،  بمعنى أننا لا نعرف حقا هذه الاشياء من قبل .  بادئ ذي بدء ،  أن ما لا يقل عن 15000 من المدنيين قتلوا بطريقة محددة وسجلوا في هذه السجلات .  هناك العديد من المدنيين الآخرين الذين قد قتلوا والذين لم يسجلوا هناك ،  بطبيعة الحال .  ولكن هذا يزيد من الأرقام .  وهيئات ،  هيئات مستقلة مثل هيئة إحصاء الضحايا في العراق ،  المجموعة الخاصة ومقرها لندن ،  أمسكت بشدة أولئك الـ 15000 الإضافية من خلال الخوض في جميع هذه الوثائق .   

 

الشيء الثاني هو أنها توثق أحداث وحشية حقا التي فيها قوانين الحرب ،  كما نحن عموما نفهمه ،  يبدو أنها قد تجاوزتها التكنولوجي ،  والقوة الجوية والحروب غير المتكافئة .  الحالة الكلاسيكية هنا كانت الهليكوبتر ،  الطائرة المروحية اباتشي ،  التي ذهبت في وقت لاحق لإطلاق النار وقتل موظفي رويترز .  تصف أيضا كيف أن الرجال على الأرض كانوا يحاولون الإستسلام .  أبرقت لاسلكيا الى القاعدة للحصول على المشورة ،  وبشكل غير عادي ،  قال محامي القاعدة ،  "لا يمكنك الإستسلام للطائرة .  أمضي قدما وقتلهم" .  لذلك ذهبت وقتلتهم .  

 

حينما حاول ديفيد لاي وصف الجانب الثالث قاطعته إمي جودمان  وقالت له :  هذا جزء من القصة ،  ديفيد ،  هو جزء من القصة المذهلة ،  أن هؤلاء الرجال رفعوا أيديهم الى طائرة فوق رؤوسهم ،  الى طائرة هليكوبتر .  وفي جميع هذه الحالات ،  الجنود في الطائرات ،  أبرقوا إلى القاعدة .  لم يكونوا جنودا مارقين .  انهم كانوا يريدون الحصول على إذن ،  ومحام يقول  :  "لا يمكنك الإستسلام لطائرة هليكوبتر" ،  حتى يتمكنوا من المضي قدما وقتلهم .  

 

فأجاب ديفيد لاي :  تلك بالضبط النقطة .  طاقم طائرة الهليكوبتر لا يبدو انهم تواقون لإطلاق النار مطلق .  هم كانوا قلقون جد .  أنهم أبرقوا لاسلكيا إلى القاعدة  :  "هؤلاء الرجال كانوا يحاولون الإستسلام ماذا نفعل؟" .  لقد قيل لهم أكثر من مرة ،  "انهم لا يستطيعون الإستسلام .  يجب ان تمضي قدما وتقتلهم" .  فما نراه هنا هو أوامر قادمة من مستوى عالي .  

 

وهذا يلعب دورا في الجانب الثالث الجديد في هذه الوثائق ،  التي تعدد حرفيا مئات المرات ،  أعتقد أن هناك أكثر من 900 حادثة من التي صنفت على أنها إساءة معاملة المعتقلين من الناس الذين يتعرضون للتعذيب .  وانهم تعرضوا للتعذيب الى حد كبير من قبل قوات الأمن العراقية ،  ولكن بحضور قوات الولايات المتحدة ،  أو في بعض الحالات ،  أن القوات الأمريكية تحول المحتجزين إلى أشخاص يعرفونهم أنهم سيعذبون المحتجزين .  ويبدو أن هذه الأوامر تأتي من مستوى عالي .  مرة أخرى ،  لا تنظري الى أفراد ساديين خبثاء موجودين في الجيش الأمريكين ،  أنظري الى الأوامر .  

 

 

المذيعة إيمي جودمان تسأل :  سؤال سريع قبل أن نعود إلى المقاولين ،  وهذا موجه الى ديفيد لاي .  أنا أتساءل فقط كيف لعب هذا الحدث في بريطاني .  في حين انه حصل على تغطية في الصفحة الاولى لصحيفة نيويورك تايمز ،  والتي كانت ضالعة في التسريب ،  في توثيقه وكتابة المقالات حول هذا الموضوع ،  سوية مع الغارديان ودير شبيغل في ألماني ،  وصحيفة لوموند في فرنس ،  سوية مع قناة الجزيرة ،  أيض ،  والقناة 4 في بريطاني .  في الولايات المتحدة  ،  شبكات الكيبل وبرامج حوارت الأحد ،  عموم ،  لا يكاد أن يذكر على الإطلاق .  هذه برامج حوارت الأحد تتحدث عن القضايا الرئيسية للإسبوع وخصوصا تنظر الى الإنتخابات القادمة .  تقريبا لا توجد أي إشارة إلى تسريبات ويكيليكس ،  وهذا أكبر تسرب في تاريخ الولايات المتحدة حول الحرب .  كيف لعبت هذه التسريبات في لندن وبريطاني ،  عموم ،  ديفيد لاي؟

 

ديفيد لاي يجيب :  من المثير للاهتمام أن تقولي ذلك ،  لأنه يبدو كما لو أن العديد من وسائل الإعلام الأميركية هي في حالة من النكران حول هذا الموضوع .  لعب هذا التسريب دورا كبيرا جدا في بريطاني .  لقد التقط من قبل جميع وسائل الإعلام البريطانية الأخرى .  هناك برامج تلفزيونية ستعرض هذه الليلة .  كتبت صحف الأحد الرائدة مقالات حول هذا الموضوع .  وأن نائب رئيس الوزراء نيك كليج قال في الواقع على احد البرامج التلفزيونية أمس بأن هذا الموضوع بمثل هذه القضية يثير قلقا بالغا بحيث ينبغي أن يكون هناك تحقيق في ذلك .  لذ ،  على مستوى عال  ،  السياسيون يستجيبون هن .  

 

وكل التركيز هو على الإهتمام والقلق حول هذه المفاجئات من التعذيب ،  لأنه إذا كان هناك شيء واحد الذي هو نقطة حساسة التي تستمر بالتخدش مع الأوروبيين ،  هو بأننا نبدوا قد إنجررنا الى عملية التواطئ في التعذيب ،  الذي هو على نقيض لكل ما نفكر به كحضارة غربية ،  في الحقيقة ،  القانون الدولي . 

 

إيمي جودمان تجيب ومن ثم تسأل براتارب شاترجي :  انه مثير جدا للإهتمام ما قاله نيك كليج ،  داعيا الى اجراء تحقيق في مزاعم التعذيب .  لكن براتاب شاترجي ،  أريد أن أقرأ لك جزء من تغطية صحيفة نيويورك تايمز " تغطية دور المقاولين في العراق .  يكتبون ،  واقتبس "المقاولون كثيرا ما أطلقوا النار مع قليل من التمييز - وقلة أو عدم وجود عواقب -  على مدنيين عراقيين غير مسلحين ،  على قوات الأمن العراقية ،  وعلى القوات الأمريكية وحتى على غيرهم من المتعاقدين .   .  .  .  [ .  .  . ] .   

 

"الفوضى دبت في جميع أنحاء العراق ،  لا سيما في حادثة واحدة ذكرت في مارس 2005 التي فيها اندلعت معركة صغيرة بين ثلاث شركات أمنية منفصلة . 

 

"عند نقطة تفتيش خطرة جدا على الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار بغداد ،  دخلت شاحنة إسمنت ممر محجوز لعربات تابعة لوزارة الدفاع .  أطلق حارس من "جلوبال" ،  وهي شركة بريطانية ،  طلقة تحذيرية ،  وعندما قام - رجل ميز في البداية على أنه عراقي - فتح الباب محاولا الفرار ،  بدأ حراس من برج للمراقبة إطلاق النار ،  ايض .  سقط الرجل على الأرض .  ثم أعضاء فريق أمن خاص عراقي أوقفوا سيارتهم قريبا من الرجل  فتحوا النار أيض ،   من خلال اطلاق النار في صدر ليس السائق ولكن عامل من شركة داينكورب الدولية ،  وهي شركة أمن أمريكية" . 

 

 "عندما إستجوب سائق الشاحنة أخير ،  تبين أنه فليبيني يدعى خوسيه الذي كان يعمل مع شركة ثالثة ،  كي .  بي .  آر .  ،  شركة الأمن والنقل والإمداد الأمريكية العملاقة" . 

 

وهنا طلبت إيمي جودمان من براتارب شاترجي الإستمرار في السرد

 

براتارب شاترجي قال :  أعتقد أن الذي تظهره هو الفوضى .  وفي الحقيقة ،  قصة جيم غلانس ،  أعتقد أن العنوان يعكس هذا أيض ،  هو عدم وجود قواعد .  وأي شخص كان هناك ،  أي شخص قرأ التقارير من ذلك الوقت ،  سوف يفهم ان هؤلاء الرجال كانوا يعملون مرتدين ملابس مدنية .  سافروا في كثير من الأحيان في سيارات لا تحمل علامات .  كانوا مدججين بالسلاح ،  بلا شك .  لكنك لاتستطيعين  التفريق ،  اقتبس نهاية الاقتباس - ،  "الصديق" من "الخصم" .  أعني ،  يتحدثون عن المسلحين ،  كما تعلمين ،  يلبسون ملابس مدنية ،  ولكن هذا كان أيضا صحيحا بالنسبة للمتعاقدين الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية أيض . 

 

في الحقيقة أن ذلك الحادث الذي وصفتيه مثير جدا للاهتمام ،  أن الأشخاص الذين هوجموا في الواقع كانوا موظفون في شركة ديانكورب ،  الذي حسب أعتقادي انه كان في الواقع عراقي ،  مواطن محلي ،  مع هذا أنه كان يعمل في شركة أمريكية .  الشخص الآخر كان فيليبيني .  لذا فهنا لديك ،  كما تعلمين ،  هذا النوع من الحالة الغريبة جد ،  التي أنا واجهتها شخصي .  عندما كنت أود السير في الطريق إلى نقطة تفتيش أمريكية ،  لأني لست أبيض – أنا من جنوب آسيا -  كنت لابد أن أخشى على حياتي .  كان لابد لي التحدث بشكل سريع جدا باللغة الإنكليزية ،  لأني أردت أن يفهم الناس ذلك ،  كما تعلمين ،  أنا كنت ببساطة مجرد صحفي ،  لأني كنت أعرف أن هؤلاء الناس على حد سواء إن كانوا جنودا أو متعاقدين كان بإمكانهم إطلاق النار علي اذا ظنوا أني كنت عراقي .  والكثير من المرات ،  كما تعلمين ،  لم يكن لديهم فكرة عن الفرق بين جنسية واحدة أو أخرى .  وهذا لا يمنحهم حرية مطلقة في قتل الناس من أي جنسية ،  لكن الذي أحاول تصويره هو الواقع أن هناك الكثير من الإرتباك .  كان هناك الكثير من الناس بدون قواعد تحكم سلوكيتهم . 

 

سأعطيك مثالا على شخص أعرفه كان قد عمل لشركة تدعى كستر بتل .  كستر بتل شهيرة جدا بمغالاتها لأسعار السلع ،  وقد قدموا إلى المحكمة هنا في منطقة واشنطن العاصمة ،  منطقة دي .  سي .  لكن كان لكستر بتل رجل وظيفته كانت شراء السلاح من السوق السوداء .  وأوضح لي كيف انه سيذهب خارج ،  كما تعلمين ،  يرتدي الملابس المحلية ،  يشتري بنادق السوق السوداء ويجهزهم به .  وقد اكتشفنا الآن أن شركات أخرى ،  مثل شركة بلاك ووتر ،  قد فعلت الشيء نفسه .  لذا لم تكن هناك قواعد .  كان هناك – تشترين البنادق من المسلحين ،  تدفعين لهم المبالغ ،  بعد ذلك تستعملينها ضد المدنيين- .  كانت الفوضى ،  على أقل تقدير .  واعتقد ان ادارة بوش يجب أن تتحمل الكثير من المسؤولية عن ما فعلته .  وآمل أن مثل نيك كليج ،  إدارة أوباما ستبدأ في التحقيق في هذه الإنتهاكات الواضحة للقانون الدولي والقانون العراقي والقانون في الولايات المتحدة .   

 

إيمي جودمان تسأل نير روزن :  نير روزن ،  أنت ،  مثل براتارب ،  ستخلط بأنك لم تكن من الولايات المتحدة .  كيف تعاملت مع هذا؟

 

نير رزون يجيب :  كنت سأصرخ بأعلى صوت ما إستطعت بأني أمريكي .  وكانت لي بضعة مواقف حرجة نجوت منها بإعجوبة .  أستطيع أن أؤكد أيضا أن شركات الأمن الخاصة العراقية - الأمريكية والعراقية تشتري الكثير من أسلحتها في السوق السوداء .  أعرف - بأني عرفت رجلا من إحدى هذه الشركات ،  وانه كان يشتري أسلحته في مدينة الصدر .  والعديد من أصدقائي في الشركات الأمنية الخاصة يمكنهم وصف مجموعة متنوعة من حوادث وقعت على الطريق التي أنا متأكد أنها لم تصل حتى الى كنز وكيليكس النفيس .  تقودين سيارتك من الموصل الى بغداد ،  وتشاهدين سيارة مشبوهة ،  وربما شخص ما يطلق النار عليك ،  أنت تطلقين النار ،  وأن الأشخاص الذين تقتلينهم  لم يتم تسجيلهم في أي مكان .  وهذه كانت تحدث ،  إذا كنت تفكرين في كمية القوافل التي كانت تحميها شركات الأمن على المستوى اليومي ،  وكيف كان العنف في العراق .  على المستوى اليومي كانت هناك حوادث في جميع أنحاء العراق تشاغل فيها الشركات الأمنية الخاصة المدنيين والميلشيات .  

 

وبطبيعة الحال ،  السلوك الذي ننتقده ،  الشركات الأمنية الخاصة تفتح النار على المدنيين وتفعل ذلك مع الإفلات من العقاب ،  هذا السلوك لا يختلف عن سلوك الجيش الأميركي .  هؤلاء في الحقيقة أفراد موظفين سابقين في الجيش الأمريكي ،  جنودا وضباط ،  بالنسبة للجزء الأكبر .  وانها ليست مثل الجيش الأميركي منشغلا في أي نوع مختلف من السلوك .  ولكن كان هناك تحسن تدريجي ،  وربم ،  لكن حتى أثناء زيادة عدد القوات والإندفاع العسكري ،  حيث كان من المفترض أن نحمي المدنيين ،  كان هناك فعلا زيادة في عدد الضحايا المدنيين سببها كان الأمريكان ،  كما ذكرت تسريبات ويكيليكس .  لذا أحيانا أتردد التمييز بين سلوك الشركات الأمنية الخاصة وسلوك الجيش الأميركي ،  لأنه ،  بالنسبة لي ،  وأعتقد أن العراقيين عانوا بنفس القدر من كلاهم . 

 

إيمي جودمان :  أريد  العودة إلى الإقتباس الذي عرضناه بداية العرض ،  مانفريد نواك ،  من الأمم المتحدة ،  الذي يدعو الى اجراء مزيد من التحقيقات ،  خصوصا في الجيش الأمريكي ،  كبير محققي الامم المتحدة المعني بالتعذيب يدعو الى اجراء تحقيق كامل في دور القوات الأمريكية في انتهاكات حقوق الإنسان .  جاءت دعوة مانفريد نواك بعد افراج الموقع قرابة 400000 وثيقة من وثائق عسكرية امريكية التي تفصل كيف أن القوات الأميركية لم تفعل شيئا لوقف تقارير عن الإنتهاكات والتعذيب  والإغتصاب وحتى القتل من قبل الشرطة والجنود العراقيين .  وبالإضافة إلى ذلك ،  تظهر سجلات الحرب التي سربها ويكيليكس أن ما لا يقل عن 15000 من المدنيين قد قتلو ،  كما قلن .  في شوارع بغداد ،  يقول السكان المحليون أن الوثائق المسربة تؤكد ما كانوا يعرفونه منذ سنوات . 

 

كان رد الفعل في الولايات المتحدة مختلف للغاية ،  أرغب في العودة إلى ديفيد لاي حول هذا الموضوع ،  الذي هو ضغوطا هائلة على جوليان أسانج وويكيليكس ،  يقولون ان يده ملطخة بالدم ،  وذلك في الماضي أنه سرب الوثائق التي لم تكن منقحة .  ورغم ذلك ،  حصلت الأسوشيتيد بريس على مذكرة داخلية خاصة بالبنتاغون تقول - أنه في الكنز النفيس الأخير الذي سرب والذي يحتوي على 76000 وثيقة- لم يساوم أي مصدر .  ديفيد لاي ،  ما هو ردكم على كل هذ ،  أن التأطير العام لهذا هو أن ويكيليكس - وبعد ذلك ،  كما أعتقد ،  بالإمتداد ،  على الرغم من انهم لا يقولون ، - بأن الغارديان ونيويورك تايمز يضعون الناس في خطر؟  

 

ديفيد لاي يجيب :  حسن ،  انها نوع من مزحة سمجة للحديث عن ويكيليكس ربما أيديهم ملطخة بالدماء ،  لأن ،  كما ذكرتي ،  تحليل البنتاغون توصل الى أن ليس أيديهم ملطخة بالدماء ،  وأنه لا أحد عانا من الأعمال الإنتقامية كنتيجة لما فعلو .  وهم نقحوا في وثائق أفغانستان ،  وهم نقحو هذا الوقت .  بينم ،  بالطبع ،  الناس التي تروج لهذه الإهامات ،  هؤلاء الجنرالات ،  موجود على أيديهم غالونات وغالونات من الدم الحقيقي .  وتفصل هذه الوثائق كيف أنهم كانوا مسؤولين عن موت المئات من المدنيين الأبرياء ،  على سبيل المثال .  لذ ،  من هو الذي أيديه ملطخة بالدماء؟

 

إيمي جودمان :  براتارب شاترجي ،  أنت تكتب عن الطائرات بدون طيار (درون) أيض ،  تحدث عن ما وجدت .  

 

براتارب شاترجي يجيب :   إيمي ،  هذه حول مجموعة تدعى لجنة عمل أودن "فرقة عمل أودن" .  أودن في الحقيقة  أحد الآلهة النرويجية للحرب والموت .  انه مشهور لأن لديه عين واحدة .  أودن كان أيضا إسم فرقة عمل التي شكلت في آب/أغسطس من عام 2006 من قبل الجنرال ريتشارد كودي .  وفي لجنة عمله ،  أودن كانت ترمز إلى "مراقبة وكشف وتحديد وتحييد" .  ما فعلوه هو أنهم استخدموا هذه الطائرات التي تطير بدون طيار التي صنعت من قبل جنرال أتوميكس والتي تدعى "واريير ألفا درونز" .  أرسلوا تلك الطائرات لمراقبة الرجال المفترض أنهم كانوا يزرعون القنابل للهجوم على القوات الاميركية .  تلت هذه الطائرات بدون طيار طيارة سيسنا سي-12 ،  غالبا مع المحللين وفرق الأسلحة الجوية التي يمكنها أن تدعوا الى هجمات بواسطة صواريخ هيلفاير .  والجيش الأمريكي في بادئ الأمر كان جدا فرح بخصوص هذه النظرة .  ورأوا أن هذا هو الطريق إلى الأمام . 

 

وعلى وجه الخصوص ،  منطقة واحدة التي تم توثيقها جيدا في وثائق ويكيليكس هي معركة الستة أشهر في محافظة ديالى ،  ولا سيما حول مدينة بعقوبة ،  حيث سيطر المقاتلون على بعقوبة ،  عاصمة ديالى ،  وحاولوا اعلانها دولة العراق الإسلامية .  لذا ارسلت طائرات "ألفا درون وارييرز" وفرقة أودن الى المنطقة وكانوا قادرين على المراقبة والدعوة الى غارات صاروخية وقتل عدد من الناس .  وهناك العشرات من الناس من الذين وثقوا على أنهم قتلوا في الوثائق التي سربت من قبل ويكيليكس .  وهذا هو الشيء الذي جلبه كودي إلى الولايات المتحدة ،  وقال "نحن ناجحون ،  ليس فقط يمكننا أن نلاحظهم ،  مثل الإله اليوناني أودن ،  الذي كان من المفترض أن يمتلك كل المعرفة ،  نحن يمكن ان ندمرهم ايضا" .  الآن ،  في الواقع ،  في الحقيقة ،  هذا النوع من الحرب محدود للغاية .  عليك أن تأتي في الواقع على شخص زرع قنبلة قبل أن تتمكني من فعل أي شيء حيال ذلك .  انها لا تساعدك حقا عندما كان الناس يسيرون داخل وخارج المنازل ،  حينما كنت لا تعرفين ما هم يفعلون .  يمكنك أيض ،  في الواقع ،  قتل الأشخاص الغير مقصودين "القتل الخطأ" ،  لأنك ببساطة تراقبين من مرتفع بعيدا في السماء . 

 

وأعتقد أن واحدا من أكثر مجموعات الوثائق الرائعة هناك حول شيء سمي بـ "عملية الحجاب السابع" .  عملية الحجاب السابع هي عملية كانت أساسا لإستئصال شأفة الفساد ،  وبصفة خاصة ،  لتعقب مهربي الأسلحة .  ومؤخرا جد ،  قبل سنة ،  سبتمبر/أيلول 2009 وأكتوبر/تشرين أول 2009 ،  كلفت عملية الحجاب السابع بمهمة البحث عن مهربي الأسلحة عبر الحدود في سوري .  لذا أرسلوا طائرات بدون طيار ،  وأرسلوا المحللين ،  وأنهم قدموا عددا من التقارير .  يمكنك التصفح خلال تقارير يكيليكس ،  وسوف تجدين أن في ما يقرب 50 في المئة من الحوادث ،  يرجعون ويقولون "غير فعالة" .  وفي كل مرة يقدمون تقرير ،  هناك بعض من حوادث فعلا مضحكة جدا حيث يقولون ،  كما تعلمين ،  انهم يراقبون هؤلاء الناس ،  وأنهم يهبطون لإلقاء نظرة أقرب ،  يرسلون القوات البرية ،  ويكتشفون أن هؤلاء الناس هم رعاة مع قطعانهم .  وجدوا أنهم مهربي السجائر .  تعلمين ،  أن رجلا واحد ،  رجل ساخر جد ،  أن هذا الرجل حينما أسروه بمساعدة شرطة الحدود العراقية ،  قال انه يربح 20 دولار في اليوم ،  وكان يفعل ذلك منذ سنوات .  ولم يكن لديه أسلحة ،  وهم لم يكونوا قادرين على الملاحظة ،  لإيجاد أي مهرب اسلحة على الإطلاق .  

 

الكثير من الناس ،  ولا سيما في باكستان ،  يتصورون أن إستخدام الطائرات بدون طيار هو القدرة على أن تكون قادرا على التحديد بدقة وقتل الأهداف المعينة ذات القيمة العالية .  في الواقع ،  كما إكتشفنا مؤخرا أن هناك مؤسسة ،  هنا في واشنطن ،  تدعى أمريكا الجديدة .  لقد قاموا خلال مسح أو دراسة استقصائية التي تم الكشف عنها للتو والتي جاء فيها أن نحو ثلاثة أرباع الأشخاص الذين شملهم الإستطلاع في المناطق القبلية في شمال باكستان ،  قالوا أنهم شعروا أن الهجمات - أنهم شعروا أن أمريكا تحاول تدمير الإسلام .  انهم يعارضون ضربات طائرات الدرون .  وقال 60 في المئة منهم انهم موافقون على مهاجمة الأميركان . 

 

أعتقد ،  أولا وقبل كل شيء ،  كلفت طائرات الدرون كمية هائلة من المال .  تكلفة كل طائرة من طائرات "ألفا درون وارييرز" 3 ملايين دولار .  الحقيقة ذاته ،  في نهاية المطاف ،  أن البيانات الخاصة بها ونوعية الإستخبارات الألكترونية سيئة جد ،  وأعتقد القول ،  قدرا هائلا للحقيقة بأن ،  حتى في الجيش ودوائر المخابرات ،  أنه حقا الطريقة الوحيدة التي يمكن ،  إذا كنت تؤمنين بهذا النوع من الحرب ،  الطريقة الوحيدة التي يمكنك الحصول على هذه المعلومات حقا من خلال الذكاء البشري ،  أو مثل مايكل ستيل ،  المسؤول عن الإستخبارات في العراق ،  هي من خلال مصادر المخابرات المفتوحة ،  من خلال الصحفيين ،  في الحقيقة ،  في أغلب الأحيان هم على أرض الواقع ويلتقون بالناس .  معظم الاشياء التي يحصل عليها من طائرات الدرون لا فائدة منه .  إنه شيء واحد ،  وكما قاله أحد الجنرالات ،  لمهاجمة فاكهة معلقة في مستوى منخفض ،  العثور على رجلين يزرعون قنبلة ومن ثم مهاجمتهم .  وحتى ذلك ،  بأعتقدي ،  ليس مضمونا بالضرورة دليلا على أن هؤلاء الرجال حقا فعلوا ذلك بمحض إرادتهم .  تحتاج حقا أن تتداخل لتكون قادرا على محاكمة الأشخاص .  أعني ،  هناك ،  وأعتقد ،  فكرة المثول أمام القضاء غير موجودة .  

 

وأخير أنهت إيمي جودمان المقابلة بسؤال موجه الى ديفيد لاي :  إحدى المنشورات الرئسية المعمولة بهذه الوثائق ،  أين تذهب من هنا؟ أعرف أن جوليان أسانج قال سيتم نشر 15000 وثيقة إضافية حول أفغانستان في وقت قريب .  

 

ديفيد لاي أجاب :  الوثائق الجديدة في أفغانستان ليست كثيرة ،  يجب أن تبحثي عن مسألة ماذا سيحدث لآلاف وآلاف من كيبلات وزارة الخارجية الأمريكية الدبلوماسية ،  التي برادلي ماننج ،  الجندي الأمريكي ،  أتهم أيضا بمسألة التسريب .  أنها ستسبب أزمة دبلوماسية حول العالم إذا ما ظهرت ،  وأنا لست متأكدا من أن ويكيليكس سينشره . 

 

 





السبت٢٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة