السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطل على العراقيين اليوم فرصة كبيرة من خلال تسريب قرابة النصف مليون وثيقة على الموقع الأمريكي ويكلكس وكل وثيقة تحتوي على عشرات الفضائح المرتكبة ضد أبناء شعبنا من قبل القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة وحكومة الخضراء وأيا تكون المبررات التي سربت فيه تلك الوثائق بالنسبة للزمان والأهداف فأن ما بهمنا اليوم هو كيف نستفيد من هذه الوثائق التي جاءت لترفدنا بمادة إعلامية حيوية يجب أن لاتنزل من أقلام كتابنا المحترمين ومراكز الدراسات العراقية والعربية وان لاتختفي من على شاشات التلفاز العراقية والعربية , بل من الواجب على الفضائيات الوطنية استحداث برامج مخصصة لهذا الحدث الهام كما من الواجب على القوى الوطنية تحشيد المواطنين في داخل العراق وبلاد المهجر من خلال التركيز على ندوات هادفة وتجمعات وتظاهرات أمام مبنى الأمم المتحدة والجامعة العربية وسفارات الدول المحتلة للعراق والمنظمات الإنسانية تبين فيه تواطؤ حكومة الخضراء العميلة مع المحتلين في قتل العراقيين والتمثيل في أجسادهم والتفنن في تعذيبهم بواسطة الحرق ورش المواد الكيماوية على أجسامهم وقطع أجزاء من أطرافهم , غير تعرضهم للحرق بواسطة السكائر وقلع أعينهم وآذانهم و ضربهم بالعصي الكهربائية والاعتداء عليهم جنسيا . إنها ممارسات غير حضارية وسادية بامتياز .

لم تأتي هذه المرة تلك الوثائق والمعلومات من الأحزاب الوطنية العراقية أو من مؤسسات عراقية أو عربية إنما جاءت تلك الوثائق المهمة من الجانب الأمريكي بعينه .وعليه من الواجب علينا تحشيد كل طاقاتنا من اجل تفعيل هذا الحدث المهم خاصة بالجانب الإعلامي أولا وبكل وسيلة متاحة لفضح الممارسات اللا أخلاقية التي قامت بها عصابات المحتلين في المنطقة السوداء ضد أبناء شعبنا الصابر المجاهد والتي يندى لها جبين الإنسانية.

ثانيا  / نتمنى على الإخوة في مراكز الدراسات والمؤسسات القانونية ونقابات المحامين والمنظمات الإنسانية العراقية والعربية والصحف والوكالات العربية والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة تتفحص كل وثيقة بوثيقة لتبين شكل ومضمون الاعتداء والمادة القانونية التي تستند عليها ليصار فيما بعد تقديم الجناة إلى المحكمة الدولية ومن بين الجناة التي يجب أن يقدموا إلى المحكمة الجنائية الدولية كل من المجرمين جورج بوش / طوني بلير  / جورج هاورد /  أزنار  / نوري المالكي  / موفق الربيعي / احمد ألجلبي /  صولاغ / الجعفري , وغيرهم من قادة امنين وعسكريين وقادة المليشيات وعناصرها التي خطفت وقتلت ويتمت وهجرت ملايين الأسر العراقية الذين ساهموا بالإبادة الجماعية ضد شعب بأكمله , كما يجب أن يقدم كل من سرق ونهب تراث العراق وثروته سواء كان عربيا أو كرديا أو أجنبيا , ومن تدخل في الشأن العراقي من الدول التي لديها أجندة سياسية في العراق .

ثالث /  نحن لم نرى إلى ألان أي حراك من العراقيين داخل أرضنا المغتصبة وخاصة من المنظمات المدنية التي كان من أهم الواجبات عليها هو القيام بتثقيف المواطنين من اجل القيام بأعتصامات وتجمعات ضد الإجرام الذي مورس ضد أهلنا وشعبنا ولا يقتصر واجب منظماتهم على استلام عشرات ملايين الدولارات سنويا من حكومة الخضرا ء أو من مساعدات الدول المانحة التي تذهب إلى جيوبهم الخاصة .

رابع /  يجب على أهلنا في العراق أو خارج العراق توثيق الجرائم التي حصلت ضدهم أو ضد عوائلهم بالصورة والتاريخ والجهة صاحبة العلاقة إن وجدت والأضرار التي لحقت بهم مهما كبرت الجريمة أو صغرت ووضعها في فايل خاص لهذا الغرض ليصار إلى إقامة الدعوى في المحاكم الدولية وسوف نعلم أبناء شعبنا لاحقا الجهة أو المؤسسة التي سوف تتولى استلام تلك الوثائق وجمعها لتقديمها إلى الجهات القانونية الدولية المختصة .

خامس /  إن هذه الفضائح استخدمت ضد شعبنا وبلدنا وتراثنا وثروتنا ولا نريد أن تكون المنظمات الدولية احرص منا للدفاع عنا فهناك الجمعية العامة وهناك المحكمة الجنائية الدولية وهناك محكمة لاهاي وهناك المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وهناك محكمة روما فماذا ننتظر بعد لنتقدم خطوة إلى الأمام وندافع عن شرعيتنا في مقاومة المحتل وعن عراقنا السليب وعن تاريخنا وحضاراتنا وارثنا العظيم .

سادسا  / يمكن لكل المواطنين من أبناءنا الاصلاء أن يبعثوا بوثائقهم على العنوان التالي sabs@sabs3@gmail.com

الكل يعلم إن الوثائق التي نشرت تعكس حجم الجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد بلد وشعب ومؤسسات , من دول تدعي التقدم والديمقراطية وجلب الحريات للشعوب فأي من هذه الصفات تنطبق على مرتكبي تلك الحماقات بالانتقام وممارسة أبشع الجرائم ضد الإنسانية حاملين عقدة احتلالات الماضي والاستعمار الجديد للدول الغنية , وأي حكومات تلك التي جلبها الاحتلال لإذلال شعوبها من خلال القمع والقتل وسفك الدماء , إن مشاركة الحكومات المنصوبة في الخضراء وخاصة حكومة المالكي مع قوات الاحتلال في قتل وتعذيب الأبرياء وصمت القوات المحتلة على ممارسات القوات الأمنية العنف ضد المواطنين تعتبر جريمة دولية يحاسب عليها القانون الدولي , كما إن الدور الإيراني بتصدير السلاح ودعم ميليشيات وعصابات الجريمة الدولية في العراق لصالح السياسية الإيرانية وشراء الأراضي والأبنية في محافظات العراق وخاصة في المحافظات المقدسة من قبل إيران تعد سابقة خطيرة وجريمة بحق العراق والعراقيين .

ويأتي تحذير البنتاكون من خطورة نشر تلك الوثائق على الشعب الأمريكي وتصريح أمين عام حلف شمال الأطلسي من التبعات الخطيرة لهذه الوثائق على مصداقية الولايات المتحدة كما إن تحذير وزيرة خارجية أمريكا من خطورة تسريب تلك الوثائق التي تحمل في طياتها كل تلك الفضائح التي ارتكبت في العراق باسم الحرية والديمقراطية , كما أن حجب الموقع على أكثر من ثلاثمائة اسم من أسماء العراقيين ورسم التقارير صورة المالكي بأنه شخص طائفيا منحازا بقوة إلى طائفة دون أخرى وتصويره بالوجه الخفي الذي يقود فرقا عسكرية تنفذ الاعتقالات والإعدامات الجماعية لهو دليل قاطع على مشاركة العدو المحتل والعدو العميل التي تعد الجرائم التي اقترفها ضد الشعب هي جرائم الخيانة العظمى وقصاصها الإعدام .

إننا نطالب إخواننا من قيادي المعارضة العراقية من القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والمنظمات النسوية العراقية العمل على توحيد صفوفهم والخروج بمشروع وطني موحد ضد الاحتلال وعملائه وتشكيل وفود لزيارة الدول والهيئات الدبلوماسية لشرح قضية العراق ووضعهم في صورة الجرائم الذي اقترفها الاحتلال وعملائه في العراق منذ عام 2003ومطالبتهم بالمساهمة بتحرير العراق وفي تحقيق الأمن والسلام في العراق والمنطقة .

وما النصر إلا من عند الله