شبكة ذي قار
عـاجـل










لسنا ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة ولكن نحن ممن يقرأ الأحداث جيداً فليس من قبيل المصادفة وقبل أن تنتهي فضيحة تسريب وثائق ويكيليكس يخرج علينا الساحر الأمريكي بمجموعة من القصص المفبركة والمفخخة ولا يحتاج المرء منا إلي فطنة وذكاء لكي نستوعب أبعاد المؤامرات التي تحاك لنا ويسعى من خلالها أصحاب الأهداف الخبيثة التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية ، وليس من قبيل المصادفة أن يخرج علينا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أحدث ألبوماته الصوتية الأسبوع الماضي علي قناة الجزيرة القطرية الفضائية أما الجديد في هذا الإصدار هو تحذيره فرنسا ومطالبتها بخروج قواتها من أفغانستان والغريب انه لم يشر إلي أمريكا التي تحتل العراق وأفغانستان وهذه هي حربه المفترضة إذا قررنا بصحة هذه التسجيلات وهذا هو جزء من المؤامرة ، أما باقي أركان المؤامرة فتأتي في إعلان واشنطن وهو ليس من قبيل المصادفة أيضا إعتقالها شخصا من أصل باكستاني قالت أنه علي صلة بتنظيم القاعدة كان يخطط لمهاجمة محطات مترو الأنفاق في نيويورك ، ثم يخرج علينا المخرج الهوليودي هذه المرة بنكتة أمريكية وقصة مفبركة تتحدث عن الطرود المفخخة والتي أعلنت عن أكتشافها في طائرة شحن قادمة من اليمن تحديداً مروراً بأكثر من عاصمة عربية حتي تكتمل أركان الجريمة من دبي إلي الأمارات إلي مصر إلي قطر وقد تم توجيه أصابع الاتهام إلي تنظيم القاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية وإتهامه بأنه هو من وراء هذه المفخخات، ثم تحولت قصة الطرود المفخخة إلي عدوي علي طريقة أنفلونزا الطيور والخنازير والجمرة الخبيثة " أنتراكس " فأصبحنا نسمع كل دقيقة عن إكتشاف طرود مفخخة أرسلها أعضاء القاعدة الي بريطانيا وألمانيا وأمريكا و تحولت قصة الطرود المفخخة إلي نكتة سخيفة وخرجت كل الأتهامات الأمريكية المعلبة تشير بأصابع الاتهام إلي تنظيم القاعدة في اليمن وأصبح تنظيم القاعدة فرع اليمن كما لو كان فرعا لسوبر ماركت يبيع فيه الطرود المفخخة ويرسلها لدول العالم والغريب في الأمر أن كل الطرود تم تفكيكها قبل الإنفجار ،

 

وقبل أن تنتهي قصة الطرود المفخخة والمفبركة تخرج علينا كارثة أقتحام وتفجير كنيسة سيدة النجاة للمسيحين الكاثوليك في حي الكرادة ببغداد مشيرين بأصابع الإتهام في هذه الجريمة البشعة الي تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع لتنظيم القاعدة علما بان من أعطي التعليمات بتفجير واقتحام الكنيسة لتحرير الرهائن هو المالكي الذي يتحمل مسئولية هذه الكارثة بصفته القائد الاعلي للقوات المسلحة وانه الذي أعطي أوامره بناءاً علي تلك الصفة ولإضافة بعض الكوكتيل تم نسب بيان تم نشره علي موقع مشبوه وتابع للصهيونية العالمية مطالباً فيه هذا التنظيم بإطلاق سراح وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته علي خلفية أحداث كنسية حدثت في مصر لهاتين السيدتين ولا نعرف ما هي العلاقة بين مقاومة الاحتلال في العراق وأقباط مصر وما هي العلاقة بين الغزو وبين السيدتين المذكورتين ومن المعلوم لدينا جميعا بأنه ليس من أدبيات وثقافة تنظيم القاعدة إستهداف المسيحيين ولم يثبت علي مدار كل هذه السنوات التي تم أستخدام فيها فزاعة تنظيم القاعدة باستهدافه لهم ،

 

وليس من قبيل المصادفة أيضا أن تخرج علينا هذه الفزاعات عن القاعدة في الوقت الذي أصبحت فيها السودان علي شفا حفرة من أنفجار البركان ، ولكن المؤسف في الأمر هو أن كل بلادنا العربية بدون وعي او تفكير او تحقيق خرجت علينا عن طريق أبواقها من كتاب المارينز لكي تؤكد حقيقة الأتهامات الأمريكية المعلبة لهذا التنظيم الذي لم يصبح له وجود اليوم بشكل عملي او بحالته التنظيمية السابقة نتيجة للضغوط التي يتعرض لها ولكن يمكن القول بان القاعدة أصبحت اليوم فكرة أكثر منها تنظيم تعبر عن كره الملايين الي السياسات الأمريكية والصهيونية والعربية التي تسير علي خطي هذه السياسات ، أمريكا تحاول توزيع هذه الإتهامات علي أكثر من دولة عربية لتحقيق جملة من الأحداث الخبيثة وهي :-

 

اولا : توظيف الحدث من الناحية السياسية لتغطية الفشل الذي يتعرض له اوباما وخاصة قبل إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس فليس هناك أفضل من اللعب علي وتر تنظيم الفنكوش لإعادة جزء من شعبيته .

 

ثانيا : التدخل العسكري في اليمن وتحويلها الي قاعدة عسكرية أمريكية بحجة محاربة القاعدة وتحويل اليمن إلي عراق او أفغانستان أخري لتكون قاعدة جوية تنطلق منها الطائرات الصهيونية لضرب وزعزعة استقرار أي دولة تقف ضد المشروع الصهيوني الذي يجلب مزيدا من الدمار.

 

ثالثا : التغطية علي الفشل العسكري والسياسي والأمني في العراق الي الدرجة التي لم تستطع أمريكا الضغط علي عملائها لتشكيل حكومة منذ ثماني اشهر وفشلها وسقوطها في أول امتحان باللغة الفارسية وإرجاع كل هذا الفشل وتعليقه علي تنظيم الفنكوش .

 

رابعا : التغطية علي ما يجري في السودان اليوم من ضغوط سياسية وتلميحات عسكرية من الإدارة الأمريكية بنشوب حرب اهلية بين الجنوب والشمال لتعزيز فكرة تقسيم السودان علي وجه السرعة . ومن الممكن توظيف هذه الأتهامات و إستخدامها كوسيلة ضغط علي النظام المصري واللعب علي ورقة الفتنة الطائفية من أجل تحقيق بعض المكاسب التي يطالب بها أقباط المهجر .

 

ولكن ما نود أن نحذر منه هو أنه من الممكن إستخدام او توظيف هذه الأحداث وهو ما نحذر منه بشده والخوف من أن تستهدف بعض الكنائس اوتفجيرها عن طريق أيادي خفية او خلايا إرهابية صهيونية تحاول العبث بالأمن القومي للبلاد وإشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط الذي ان وقع سوف يقضي علي الأخضر واليابس ، وبالطبع الإتهام المعلب جاهز وموثق من قبل وبخاصة من يسمع التصريحات المنسوبة إلي رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين والذي قال بان جهازه أخترق مصر والمنطقة العربية بأكملها في أكثر من موقع أهمها تصعيد التوتر والأحتقان الطائفي والأجتماعي بها لقد طالت أكاذيب هذا الساحر الأمريكي لتصل إلي أعلي درجاتها في الخداع والذي تستخدمه اليوم في مناوراتها وأكاذيبها عن تنظيم القاعدة في العراق واليمن ويقول "مورغان رينولدز" الأستاذ في جامعة تكساس والعضو السابق في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش "أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عملية زائفة أكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم ، أن اخطر ما في الأمر أن هؤلاء المهووسين والعنصريين يصدرون أكاذيبهم التي يروجونها لخدمة أجندتهم ومصالحهم الشيطانية إلي بلادنا التي تعمل وتدور في نفس الفلك الأمريكي فتمارس نفس الهاجس مجاملة أو ضغطاً ، أن خوف هؤلاء من الإسلام وليس الإرهاب كما يعلنون وتأثير هذا المد الإسلامي علي مشاريعهم الإمبريالية والعنصرية وتزايد حركات المقاومة الإسلامية والقومية في بلادنا العربية والإسلامية ونحن نحذر من إتباع سياسة هؤلاء الدمويين في إعلانهم الحرب علي ما يسمي بالإرهاب لان ما يزيد الأمر إرهابا وتعقيداً هذه السياسات في معالجة التوترات التي تمر بها منطقتنا العربية و لهم سبق تكريس نظرة الغضب والرفض كرد فعل علي أفعالهم الشيطانية ،

 

هاهم اليوم يقتلون الشعب العراقي ويدمرون هذا البلد الأصيل العزيز تحت مسمي كاذب وباسم القاعدة ينفثون عن مخزون هائل من الحقد الدفين علينا نحن العرب والمسلمين وباسم القاعدة والحرب علي الإرهاب يقتلون الأبرياء والمدنيين العزل في أفغانستان والعراق واليمن ويدعون كذباً وبهتاناً بان المقاتلين يتخذون المدنين دروعا بشرية لهم ، وأخيراً نقول بان الاستراتيجية الأمريكية التي تعمل وتجاهد من أجل القضاء علي المقاومة العراقية بإتباع طريقة التهويل والتعظيم لدور القاعدة في العراق ما هو إلا وهم كبير ولن يزيد المقاومة إلا إصراراً وباساً شديدا ، وأخيراً نبشركم بان تنظيم القاعدة في اليمن أعلن عن أوكازيونه الصيفي لطرح كمية جديدة من أفخر أنواع الطرود المفخخة في الأسواق والكمية محدودة وسعر المنتج ثابت أينما كنت ، حقاً شر البلية ما يُضحك . 
 

 





الاثنين٠٢ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـــي الـعـربـي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة